أبريل 24, 2024 - 22:22
أبريل 25, 2024 - 01:53
رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية لـ(عرب جورنال): القوات اليمنية كسرت الهيمنة الصهيونية والأمريكية والبريطانية والرد الإيراني فرض معادلة ردع ضد الكيان

في أعقاب الهجوم الإيراني على "إسرائيل" رداً على اعتدائها على القنصلية الإيرانية في سوريا، تستضيف "عرب جورنال" رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية، والباحث السياسي، مختار حداد، للحديث عن تطورات الحدث التاريخي النوعي الذي ينقل الجمهورية الإسلامية من مرحلة الصبر الإستراتيجي إلى المواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني، وهو ما يفرض معادلات ردع جديدة على واقع الصراع مع المحور الغربي بشكل عام. ويناقش الحوار عدد من التطورات والمستجدات الإقليمية الطارئة والمتعلقة بمعركة طوفان الأقصى في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. 

عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي _

الرد الإيراني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أرسى معادلة القوة والردع في وجه الكيان الصهيوني

الكيان الصهيوني يسعى لخلق الأزمات والحروب في المنطقة بعد فشله أمام صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة في غزة 

إيران لديها الإستراتيجية الواضحة والقوة الكافية لمواجهة المؤامرات والمخططات الإرهابية التي تدبرها الولايات المتحدة و"إسرائيل"

اليمنيون استطاعوا محاصرة الكيان الصهيوني تجاريا وخلقوا أزمة اقتصادية كبيرة داخل الكيان، كما استطاعوا مواجهة الأمريكان والبريطانيين خلال مساندتهم لغزة 

القوات المسلحة اليمنية كسرت الهيمنة الصهيونية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وبات الأمريكيين والبريطانيين اليوم في أضعف أحوالهم 

الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية عزز قوة محور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وجميع جبهات المقاومة المساندة لغزة تحقق الانتصارات تلو الأخرى 

الدور الغربي والأمريكي في حالة تراجع في حين يقترب الكيان الصهيوني من مرحلة الزوال، ومحور المقاومة هو أساس النظام العالمي الجديد 

_ بعد الهجوم الإيراني على "إسرائيل" رداً على اعتدائها على القنصلية الإيرانية في دمشق.. أي معادلات جديدة تفرضها الجمهورية الإسلامية على واقع المواجهة ضد المحور الصهيوني الغربي بعد انتقالها من مرحلة الصبر الإستراتيجي إلى المواجهة المباشرة مع العدو؟ وهل تعتقدون أن الكيان الصهيوني قد يسعى لتفجير حرب كبرى في المنطقة خاصة إذا ما استمر في التصعيد ضد إيران؟ وهل الجمهورية الإسلامية مستعدة لخوض هذه الحرب إذا ما حدثت في ظل هذه الظروف والتطورات الراهنة ؟

أولاً بسم الله الرحمن الرحيم.. إيران أرست معادلة مهمة هي معادلة القوة والردع في وجه الكيان الصهيوني. لقد أعلنت إيران بأنه من اليوم فصاعداً إذا تم استهداف أي من مصالح الجمهورية الإيرانية والأشخاص الإيرانيين، فإن إيران ستستهدف الكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية المحتلة من داخل إيران. بالتالي فإن إيران أرست معادلة ردع كبرى بوجه العدو الصهيوني.

صحيح الكيان الصهيوني يسعى دوماً لخلق الأزمات والحروب في المنطقة، وهو اليوم متورط في قطاع غزة بعد فشله أمام صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة، ويعاني من أزمة في شمال فلسطين المحتلة، كما يعاني من البحر الأحمر وجنوب فلسطين المحتلة، بالتالي فهو يعاني من مشاكل كبرى، فلذلك يسعى لتوسيع أزماته وتصديرها.

لذلك نحن نرى بأن العدو يسعى في مثل هذا المخطط، ولكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها القوة الكافية لمواجهة الاعتداءات الصهيونية. وعملية "الوعد الصادق" هي أكبر دليل على ذلك، وإيران أثبتت مرة أخرى مدى قوتها، حيث كانت عملية الوعد عملية رادعة وقوية جداً، والعالم يعرف الآن أن إيران تمتلك قدرات دفاعية عالية جداً. 

_ من الواضح أن أمريكا والغرب يسعون لتفخيخ المحيط الإيراني بالأزمات والفوضى الأمنية في محاولة لاستهداف إيران، كما جرى مؤخراً من توترات مع باكستان، وقبلها الحرب بين أذربيجان وأرمينا، ناهيك عن استهداف الداخل الإيراني بالارهاب من خلال البؤر في كردستان العراق.. برأيكم كيف تتعاطى الجمهورية الإسلامية مع كل هذه التهديدات والمؤامرات الغربية ؟ وكيف يمكن مواجهتها على المدى القريب والإستراتيجي أيضاً؟ 

نعم العدو الصهيوني والولايات المتحدة دائماً يسعون لخلق أزمات في المنطقة وإشغالها بالأزمات كالمجيء بالقوى الإرهابية، وخلق المشاكل بين الدول، وبث الفرقة والفتن، ولكن باعتقادي أن إيران خلال هذه السنوات استطاعت أن تواجه تهديدات ومؤامرات الأعداء، خاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

ومن أهم هذه المؤامرات كانت مؤامرة المجيء بالقوى الإرهابية، ولكن إيران استطاعت بمساعدة الدول الشقيقة وقوى المقاومة، القضاء على هذا المخطط الارهابي.

نعم الأعداء مستمرين دائماً بمثل هذه المخططات، ولكن إيران بحكمتها، وكذلك قوتها الضاربة تستطيع مواجهة هذه المخططات والتهديدات والمؤامرات.

وباعتقادي أيضاً أن إيران دائما لديها القوة الكافية، وكذلك لديها الإستراتيجية الواضحة في مواجهة مثل هذه المخططات، وأكبر دليل على ذلك أن إيران وخاصة حكومة سماحة آية الله السيد إبراهيم رئيسي، لديها خطة جيدة جداً في السياسة الخارجية وتعزيز العلاقات مع المنطقة خاصة مع الدول الإسلامية.

_ بالنسبة للتدخل اليمني العسكري المباشر لمناصرة غزة.. أي أهمية إستراتيجية لهذا التدخل الإستراتيجي في تدعيم صمود غزة ووقف العدوان خاصةً وأنه يشكل ضغطا اقتصاديا قويا على العدو ؟ وهل تعتقدون أن المواجهة اليمنية المباشرة مع الأساطيل الأمريكية والبريطانية سيكون لها تداعيات على مستقبل الحضور الغربي في أهم الممرات البحرية في العالم بشكل عام ؟ 

التدخل اليمني العسكري المباشر لمناصرة غزة من جانب القوات المسلحة اليمنية، كان أكثر التطورات الإستراتيجية في مواجهة الكيان الصهيوني خلال الستة الأشهر الأخيرة.

الإخوة اليمنيون استطاعوا أولاً أن يحاصروا الكيان الصهيوني اقتصاديا وتجاريا، وهذا واضح جداً من خلال عملياتهم البحرية، وكذلك استطاعوا مواجهة الأمريكان والبريطانيين الذين كانوا حاضرين في باب المندب والبحر الأحمر، هذا الممر البحري المهم، ويدعمون الكيان الصهيوني، لكنهم الآن في أضعف مواقفهم وأحوالهم.

وباعتقادي أن الإخوة في اليمن استطاعوا أن يحاصروا الكيان اقتصاديا، واليوم الكيان الصهيوني في أزمة كبيرة بسبب قطع التجارة البحرية عبر البحر الأحمر، كذلك الأمريكان والبريطانيين هم ليسوا في وضع إيجابي. بالتالي فقد استطاع اليمنيين والقوات المسلحة اليمنية، كسر الهيمنة الصهيونية والأمريكية والبريطانية في تلك المنطقة. 

_ لقد سجلت المقاومة الفلسطينية في غزة صمودا اسطوريا في وجه قوات الاحتلال ومن خلفه القوى الغربية.. ماذا يمثل هذا الصمود بالنسبة لمحور المقاومة وإيران على وجه الخصوص ؟ وماذا عن مستقبل المواجهة المفتوحة للمحور مع الكيان الصهيوني في حال استمر العدوان على غزة؟ 

في الحقيقة، سجلت المقاومة الفلسطينية في غزة صموداً أسطورياً، وقد أفشلت المخطط الصهيوني الذي كان لديه أهداف معلنة، وقد فشلت هذه الأهداف تماما. واليوم يواجه العدو هزائم اقتصادية وسياسية وعسكرية وأمنية، وهذا واضح جداً من الانقسام داخل المجتمع الصهيوني، والانقسام بين السياسيين الصهاينة، وفشل المنظومة الأمنية الصهيونية خاصة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وكذلك الأزمة الإقتصادية التي يعيشها الكيان، وهي أزمة كبيرة وواضحة تأثيراتها على الاقتصاد الصهيوني.

وباعتقادي،أن هذا الصمود الأسطوري من جانب المقاومة الفلسطينية، قد عزز قوة محور المقاومة في وجه العدو الصهيوني. 

ومن التطورات المهمة التي شهدناها هذه اللفترة التي عززت من قوة محور المقاومة، هي كانت عملية "الوعد الصادق". 

لذلك، فإن الكيان الصهيوني مهزوم منذ اليوم الأول.

واليوم من أجل التغطية على هزائمه يقوم العدو بمثل هذه العمليات الإرهابية والإجرامية ضد أبناء قطاع غزة. والعدو المهزوم لكي يقول أنا قمت بشيء، يذهب بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، ولكن في نهاية المطاف، لم يحقق العدو أيّ من أهدافه المعلنة.

الشعب الفلسطيني في غزة صامداً، وكذلك في الضفة الغربية المحتلة، والمقاومة أيضاً صامدة، وجميع جبهات محور المقاومة تحقق الانتصارات تلو الأخرى.

وباعتقادي جميع الجبهات المفتوحة، سواء من جانب يعني المقاومة الإسلامية في العراق، أو المقاومة الإسلامية في لبنان، أو القوات المسلحة اليمنية، والمقاومة في داخل فلسطين المحتلة، هي الآن تشكل قوة قوية بوجه العدو الذي يتلقى الضربات والهزائم في هذه الجبهات. 

_ هل تعتقدون أن ما حدث ويحدث من متغيرات عسكرية في المنطقة منذ 7 أكتوبر، قد مهد لمرحلة جديدة من توازنات القوى العالمية أو ربما لنظام عالمي جديد، خاصة مع تراجع الدور الأمريكي الغربي وفشله في مجابهة محور المقاومة؟ 

عملية السابع من أكتوبر وعملية "الوعد الصادق" غيرت المعادلة لصالح محور المقاومة والتوازنات العالمية. وباعتقادي نحن نشهد نظام عالمي جديد، ومحور المقاومة هو أساس في هذا النظام العالمي الجديد، هذا المحور المقاوم الذي  استطاع أن يهزم المحور الغربي الأمريكي الصهيوني. 

واليوم، يقوم العدو بألف حساب عندما يريد أن يواجه أي قوة من قوى محور المقاومة، لأنه فشل في مجابهة المحور المقاومة، بالتالي فإن الدور الغربي والأمريكي والصهيوني من الأكيد تراجع، والكيان الصهيوني اقترب من مرحلة الزوال، وكل المعطيات تؤكد على ذلك.