يونيو 7, 2024 - 21:53
يونيو 8, 2024 - 09:27
الأمين العام المساعد لحركة فلسطين حرة لـ(عرب جورنال): المساندة اليمنية لغزة أربكت مخططات "إسرائيل" وأمريكا واستهداف حاملات الطائرات ينسف الهيمنة الأمريكية على المنطقة والعالم

في حوار خاص تستضيف "عرب جورنال"، الأمين العام المساعد لحركة فلسطين حرة ورئيس مكتبها السياسي، عبدالقادر حيفاوي، لمناقشة أبرز وأهم التطورات والمستجدات  التي تشهدها المنطقة العربية في خضم استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي، في ظل صمود اسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة رغم كل التحديات والخذلان الرسمي العربي. ويتطرق الحوار إلى تصاعد حالة الانقسامات في حكومة الاحتلال نتيجة إخفاقاتها في غزة، وتداعيات هذه الانقسامات على الداخل الصهيوني. كما يتطرق الحوار إلى آخر تطورات جبهات المقاومة المساندة لغزة، وعلى رأسها اليمن الذي وسع عملياته من ضرب البوارج والمدمرات إلى قصف حاملات الطائرات الأمريكية. 

عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي 

مقترح بايدن يأتي أولاً لإنقاذ نفسه من أزمة الشارع الأمريكي الملتهب ضد الدعم الأمريكي للعدوان على غزّة، كما يأتي لإنقاذ الإسرائيلي من مأزق غزة 

الإخفاقات الإسرائيلية في غزة وتداعيات الجبهات المشتعلة في اليمن ولبنان والعراق، أرخت بشدائلها وخيوطها على حكومة الكيان الصهيوني وفرضت حالة التفكك والصراع والانقسام في الداخل الإسرائيلي

نتقدم في حركة فلسطين، متمثلة بالأمين العام سائد عبدالعال،وقيادة الحركة والمكتب السياسي،بأسمى التحيات والحب للشعب اليمني العظيم والبطل وعلى رأسه قائده الأخ العزيز المناضل المجاهد عبدالملك الحوثي لوقوفه إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيتنا المركزية

المساندة لغزة قلبت المعادلة وغيرت قواعد الاشتباك في المنطقة بشكل كامل من حيث التكنولوجيا والتطور العسكري والضربات النوعية، واستهداف اليمن لحاملات الطائرات الأمريكية ينسف الهيمنة الأمريكية

الضربات العسكرية الذي يتلاقها محور الشر الأمريكي الصهيوني الغربي، من قِبل اليمن الحبيب، لم يعهدها هذا المحور منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يمكن يتوقعها أصلاً 

الموقف اليمني الداعم لغزة، والذي عبر عنه اليمنيين شعباً وجيشاً وقيادةً، قولاً وفعلاً، أدخل الكيان الصهيوني ومعه الأمريكي والبريطاني والفرنسي وكل قوى الشر في المنطقة؛ في حالة إرباك حقيقي

الاحتلال يشهد حالة اقتصادية متردية، وهناك حالة من الهجرة العكسية للكثير من المستوطنين خاصة ممن يحملون الجنسية المزدوجة، والذين يغادرون بلا عودة 

الميناء الأمريكي العائم في غزة يراد منه تسهيل حركة الأمريكيين وإنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة بهدف السيطرة على الثروات الغازية الموجودة في شواطئ غزة، وتمرير قناة بن غوريون البديلة عن قناة "السويس" 

طوفان الأقصى قلبت الموازين وكشفت زيف هذا الكيان الغاصب المعتدي الذي لا ينتمي لأي هوية، وأرست قواعد أساسية وثابتة لا تقبل التغيير، لا بالتقاضي ولا بإراقة الدماء ولا بالدمار ولا بطمس الحقائق

طوفان الأقصى كشفت أن جيش الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت، والقرار اليوم في غزة هو للمقاومة الفلسطينية العسكرية الصامدة على الأرض

_ ما هو تعليقكم على المقترح الذي أعلنه بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة الأسرى على 3 مراحل ؟ وهل تعتقدون أن الأمريكي والإسرائيلي جادين هذه المرة للذهاب إلى وقف العدوان على غزة وأننا قد نكون أمام اتفاق حقيقي في القريب العاجل أم أن الأمريكي ما زال يناور للبحث عن مخرج للإسرائيلي من مأزق غزة ؟

طبعاً مقترح بايدن، هو مقترح قديم وليس بجديد، وقد عرض في تاريخ 5/5 المنصرم، وناقشته قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية وطرح على الإخوة القطريين والمصريين، ولم ينفذ منه شيئاً.

بالنسبة لهذا المقترح، فقد يبدو الكلام جيداً، ولكن الأهم التطبيق على الواقع، فبعد أقل من نصف ساعة على إعلان بايدن هذا المقترح، خرج مسؤول في حكومة نتنياهو _ ونعلم أن أي مسؤول في حكومة نتنياهو غير مسموح له التصريح دون التوجيه من رئيس الوزراء الكيان الصهيوني الغاصب_ فدحض مقترح بايدن ونكر كل ما جاء في المقترح ونفاه، وأكد أنهم غير ملتزمين بما صرح به بايدن.

هذا المقترح الأمريكي، يأتي أولاً وأخيراً من أجل إخراج الكيان الصهيوني من هذا المأزق الذي وقع فيه في غزة، فنحن اليوم في بداية الشهر التاسع للمعركة البطولية الذي يخوضها رجال المقاومة الفلسطينية في عموم غزة من شمالها الى جنوبها، في ظل ما يتكبده الصهيوني من خسائر فادحة بشكل يومي، والذي يلجأ إلى ارتكاب المجازر والمذابح بحق الأطفال والنساء، لمداراة فشله وهزيمته.

بايدن اتجه لتسويق هذه المبادرة، لأنه أيضاً يعيش مأزق داخل الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً وأنه مقبل على الانتخابات الرئاسية، وهو أمام أزمة حقيقية في الشارع الأمريكي الملتهب ضد الدعم الأمريكي للعدوان الصهيوني على غزة، حيث يريد بايدن تسجيل نقاط معينة على أنه "راعي سلام" وأنه يتعامل بحسن نية تجاه القضايا التي تخص منطقة الشرق الأوسط، سيما بالتزامن مع الحراك الطلابي والشبابي الذي تشهده الجامعات الأمريكية.

هذا الحراك الذي بات يطالب بزوال الكيان الصهيوني، وهذه سابقة في تاريخ أمريكا، ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

طبعا نحن نعي تماما ما طرحه بايدن، بشأن الانسحاب الكامل من غزة، وإعادة الإعمار وعودة النازحين، وتبادل الأسرى والرهائن، ولكن لم يكن واضحاً في تفاصيل المراحل الثلاث من المقترح، موضوع الأسرى الفلسطينيين المتواجدين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين، والذي معظمهم محكوم عليهم بالسجن المؤبد.

ونعلم أن موقف المقاومة الفلسطينية بشأن الأسرى، واضح، وهو الكل مقابل الكل، أي تسليم الأسرى الصهاينة الموجودين في قبضة المقاومة الفلسطينية، مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين المتواجدين في سجون الاحتلال، وهذا الأمر لا نقاش ولا فصال فيه، وتؤكد عليه المقاومة دائماً، إلى جانب الإنسحاب الكامل لكل القوى العسكرية الصهيونية المتواجدة على أراضي قطاع غزة ومناطق غزة ومخيمات غزة، وإعادة الإعمار، وإعادة اهلنا الذين هجروا قصرا من غزة إلى ديارهم، وإدخال المساعدات العاجلة.

على أية حال، يجب أن نشير هنا إلى أن المقترح تضمن إدخال 600 شاحنة يوميا إلى غزة، ولكن هذا الرقم لا يكفي مقارنة بالوضع الإنساني الكارثي في غزة شيئا، فهناك حاجة للكثير من الأشياء الضرورية والتي يجب إدخالها فوراً، فهناك حاجة للمياه، هناك حاجة للوقود وللغاز الصناعي الذي يستخدم في المشافي الطبية التي لم تعد تستطيع الاستمرار في علاج الأطفال والحالات المستعصية، وإعادة تجهيز وتأهيل البنى التحتية والصرف الصحي.

_ مع تصاعد حالة الانقسامات والتفكك والصراع في كابينت الحرب الإسرائيلي.. برأيكم ما الذي فعله صمود غزة في الداخل الإسرائيلي؟ وهل تعتقدون أننا قد نشهد مرحلة جديدة من الفوضى في "إسرائيل" كحدوث انقلاب أو حربا أهلية على سبيل المثال، خاصةً مع تهديد المعارضة بإسقاط حكومة نتنياهو بالقوة؟ وإلى أين يتدحرج المشهد في الداخل الصهيوني على وقع إخفاقات الكيان في غزة بشكل عام؟ 

نعم، نشهد يومياً تصريحات مختلفة ومتعارضة ومتجاذبة ومشادات بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب، وهذا كله يعود للإخفاقات الإسرائيلية في غزة، والتي أرخت بشدائلها وخيوطها على الحكومة والوزارات في الكيان الصهيوني، وفرضت حالة التفكك والصراع والانقسام في الداخل الإسرائيلي.

نلاحظ اليوم تصريحات متطرفة كالصادرة من بن غفير وسموتريش، والكثير ممن يتماشى مع انتمائه ومع تطرفه في هذا الكيان الصهيوني، والذين يطالبون باستمرار الحرب، فيما البعض يطالب نتنياهو بتقديم استقالته وأن يترك العمل السياسي، فيقابلهم نتنياهو بأنه ماضٍ ومستمر في المعركة حتى النهاية.

أيضاً، نرى الخلافات العميقة بوضوح داخل الكنيست، فكل الأعضاء متفاوتون وعلى خلاف وصراع دائم.

حالة الانقسامات والتفكك في الداخل الإسرائيلي بدأت تتسع في المشهد السياسي والعسكري واللوجستي، سيما مع اشتعال كل الجبهات من الشمال إلى الجنوب.

فجبهة الجنوب اللبناني، هناك اشتباكات يومية واستنزاف للعدو، وهناك حالة ذعر وهلع لدى المستوطنين والذي نزح مئات الآلاف من المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة، باتجاه الداخل، وهذا شكل عبئاً كبيراً على الكيان الصهيوني وعلى حكومة نتنياهو، إضافة إلى جبهة اليمن والحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية.

اليوم يشهد الاحتلال حالة اقتصادية متردية، وهناك حالة من الهجرة العكسية للكثير من المستوطنين خاصة ممن يحملون الجنسية المزدوجة، والذين يغادرون بلا عودة. 

_ نلاحظ تصاعد كبير في العمليات البحرية اليمنية الداعمة لغزة.. أي ضغط استراتيجي تشكله جبهة اليمن في مساندة المقاومة الفلسطينية في غزة، وتعزيز الموقف الفلسطيني في المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي؟ وأي قواعد اشتباك جديدة تفرضها القوات المسلحة اليمنية بعد استهدافها أبرز أسلحة الردع الأمريكية وعلى رأسها حاملات الطائرات والبوارج، وهو ما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية كما تقرّ الأوساط الأمريكية ؟

اليمن الحبيب، اليمن العزيز، اليمن الغالي.. لا أدري حقيقة ماذا أقول وكيف أوصف عظيم ما يفعله اليمن والشعب اليمني من أجل غزة وفلسطين.. هؤلاء الرجال الذين قلبوا المعادلة وغيروا قواعد الصراع في المنطقة ككل.

صحيح كانت المساندة اليمنية لغزة، مفاجأة ومذهلة، ولكن ليست غريبة ولا جديدة على اليمن الحبيب العزيز، فمنذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، واليمن يقف مع فلسطين وإلى جانب الشعب الفلسطيني.

طبعا مما لا شك فيه، أن الإسناد والدعم الذي صدر عن القوات المسلحة اليمنية والرفاق والإخوة اليمنيين وعلى رأسهم القائد الحبيب عبدالملك الحوثي، الذي قال كلمته :"نحن مع فلسطين"، وكانت تصريحاته قولاً وفعلاً؛ قد أربك المخططات الإسرائيلية والأمريكية، وأدخل هذا الكيان الصهيوني في حالة ارباك حقيقي هو والأمريكي والبريطاني والفرنسي وكل قوى الشر في المنطقة. 

التدخل اليمني لمساندة غزة، غيّر قواعد الاشتباك في المنطقة قولاً واحداً، من حيث التكنولوجيا، ومن حيث التطور العسكري، الطيران المسير، الصواريخ البالستية، وكذلك الضربات النوعية، من استهداف البوارج والمدمرات إلى حاملات الطائرات الأمريكية، كما جرى قصف "آيزنهاور" في عمق البحر والذي يتغنى فيها الأسطول الامريكي، وكانت هدفا سهلا للقوات المسلحة اليمنية العزيزة، حيث ينسف الاستهداف اليمني لحاملات الطائرات الهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم.

الضربات الذي يتلاقها محور الشر الأمريكي الصهيوني الغربي من قِبل اليمن الحبيب، لم يعهدها هذا المحور منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يكن يتوقعها أصلا.

وفي هذا المقام، نحن في حركة فلسطين حرة، متمثلة بالأمين العام الرفيق سائد عبدالعال، وقيادة الحركة والمكتب السياسي، نتقدم بأسمى التحيات والحب للشعب اليمني العظيم والبطل وعلى رأسه قائده الأخ العزيز المناضل المجاهد عبدالملك الحوثي، لمواقفه ولوقوفه إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيتنا المركزية.

وبكثير وبغالي الشكر نتوجه أيضاً إلى كل شاب وإلى كل رجل وإلى كل شيخ وإلى كل إمرأة وإلى كل الشهداء وكل الجرحى في اليمن، بكل الحب وكل التقدير لمواقفهم النبيلة مع فلسطين ومع قضية فلسطين. 

_ لا شك أن إنشاء الولايات المتحدة ميناء عائم قبالة سواحل غزة لا يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع والتي يمكن إدخالها عبر المنافذ البرية بأقل تكلفة إذا ما كان هناك نية لتحقيق هذا الأمر.. برأيكم ما الدوافع الأمريكية من إنشاء هذا الميناء ؟ وهل ذلك له علاقة بمخطط تهجير أبناء غزة أم أن العيون على آبار النفط والغاز الموجودة في المنطقة البحرية الفلسطينية؟ وماذا عن دوافع المساعي الأمريكية لنشر قوة عسكرية عربية أوروبية مشتركة في غزة؟

نحن نعرف تماماً أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعمل لمصلحة الفلسطيني ولا العربي ولا المسلم، وهمّها في الدرجة الأولى مصلحة يدها الطولى في منطقة الشرق الأوسط، وهي الكيان الصهيوني.

بلا شك أن الأمريكي لا ينوي خيراً للشعب الفلسطيني من خلال إنشاء الميناء العائم في غزة، حيث يريد الأمريكيين من الميناء أن يسهل حركة وجودهم في الشرق الأوسط، ويساعد على إنشاء قواعد عسكرية جديدة لهم في المنطقة.

ونحن نعرف أن المقاومة الفلسطينية لديها معلومات سابقة عن أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، لديهم نية بالإقتراب من سواحل غزة، بهدف السيطرة على الثروات الغازية الموجودة في شواطئ غزة.

ناهيك عن مسألة القناة التي يخطط لها الكيان الصهيوني للقضاء على قناة السويس، واستبدالها بقناة جديدة هي قناة "بن جوريون"، والتي يسعى العدو لتمريها عبر قطاع غزة بإتجاه البحر الأحمر، لخدمة مصالح الكيان الصهيوني،  والمصالح الأمريكية في المنطقة.

الحديث عن وجود قوة عربية أمريكية مشتركة، هو مخطط مطروح، ولكن لا يمكن أن يتحقق، فالمقاومة تفرض شروطها اليوم، وتمتلك قرارها على الأرض.

القرار في غزة اليوم يعود للمقاومة وقيادتها العسكرية الموجودة على أرض غزة، وصمود المقاومة العسكرية هو انتصار للمقاومة، وهو الذي شكل هذه الرافعة وأعطى القوة للقيادة السياسية للمقاومة لأن تفرض شروطها على طاولة المفاوضات، ونحن إن شاء الله، متفائلون بوجود المقاومة وقوة المقاومة في تحقيق المكاسب أيضاً على طاولة المفاوضات.

_ برأيكم.. كيف ساهمت معركة طوفان الأقصى في تغيير شكل التوازنات الإقليمية في المنطقة؟ وكيف يمكن البناء على هذه المتغيرات لحسم كافة الملفات الساخنة واستعادة الأمن والاستقرار للمنطقة وإنهاء التدخلات الأمريكية الغربية في بعض الدول وعلى رأسها سوريا؟ وهل تعتقدون أن محور المقاومة بات قادراً على إعادة صياغة النظام العالمي والمشاركة في بناء العالم الجديد متعدد الأقطاب؟ 

منذ الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، عرف للعالم بأسره، أن هذا الكيان ليس إلا وهم وكذبة.

وقد انكشفت هذه الكذبة التي تسمى القوة العسكرية الإسرائيلية أو "رابع أقوى جيش في العالم"، والتي كان يسوق ويروج لها الغرب، وللأسف بعض الأعراب؛ بعد أن اتضح أن هذا الكيان وجيشه ليس فقط أنه أوهن من بيت العنكبوت وحسب، ولكن تبين أيضاً أنه نمر من ورق. وللأسف الشديد، كان هذا الوهم يربك كل من يحاول أن يقف في وجه هذا الكيان الصهيوني.

نعم، معركة طوفان الأقصى، قلبت الموازين وكشفت زيف هذا الكيان الغاصب المعتدي، الذي لا ينتمي لأي هوية ولا لأي انتماء لهذه الأرض.

وبالطبع أن هذه المعركة لها أبعاد كثيرة، ولها أشكال كثيرة ولها رسائل ومدلولات كثيرة على المستوى العربي وعلى المستوى الإسلامية والإقليمي والعالمي بشكل عام.

هذه المعركة أعادت قضية فلسطين إلى صدارة المشهد العالمي، فقد حركت الشوارع والدول حول العالم، وأسقطت التضليل والتمييز بين هذا الكيان الصهيوني المجرم الدموي وأصحاب الحق الحقيقيين، والذي كان يشتغل عليهما الإعلام العالمي والصهيوني، بهدف طمس القضية الفلسطينية وإلغائها، بالتواطؤ مع بعض الدول العربية المطبعة، والتي تسير في ركب التطبيع.

معركة طوفان الأقصى أرست قواعد أساسية وثابتة، وهي أن فلسطين عربية، وأن فلسطين وطنية قومية إسلامية، لا تقبل التغيير، لا بالتقاضي ولا بإراقة الدماء، ولا بالدمار ولا بطمس الحقائق.

معركة طوفان الأقصى أثبتت أن هذه الأرض، هي أرض فلسطينية من بحرها إلى بحرها ومن نهرها إلى نهرها، وكل التراب الفلسطيني، هو تراب فلسطيني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ولن نقبل بالتنازل عن ذرة من تراب فلسطين، من رأس الناقورة إلى أم الرشراش.

لا تعنينا لا اتفاقيات أوسلو ولا عربة ولا طابا، ولا أي اتفاق يرغمنا عن التنازل عن فلسطين، أو عن ذرة من ترابها.

بالنسبة لمحور المقاومة الممتد من طهران إلى صنعاء، إلى بغداد إلى دمشق الحبيبة إلى بيروت إلى القدس والأقصى، فقد اتضح خلال هذه المعركة أنه محور صلب ومتماسك وقوي، وقادر على أن يغيّر المعادلات وأن يصيغ معادلة جديدة في النظام العالمي الجديد.

فاليوم هناك أقطاب متعددة في العالم، هناك القطب الروسي، هناك القطب الصيني، هناك أيضاً محور المقاومة الذي أصبح يشكل قطباً ضاغطاً على كل الأقطاب والمحاور.

ولاشك أن المتغيرات التي فرضها محور المقاومة في معركة طوفان الأقصى، ستمّكن دول المقاومة من فرض سيادتها وطرد التدخلات الأمريكية الغربية، وعلى رأسها 

سوريا الحبيبة والعزيزة والتي لا يمكن أن نغفل موقفها من المقاومة وموقفها الدعم لقضية فلسطين.

فمنذ 1948 وسوريا قيادةً وشعباً وحكومةً وجيشاً في الخندق واحد مع فلسطين، وقد قدمت سوريا الكثير لدعم القضية الفلسطينية.

وما حصل خلال 12 عاماً من الحرب الكونية على سوريا، وهي الحرب التي شارك فيها قرابة 113 دولة، كان محاولة لإضعاف سوريا ولثينها عن موقفها الداعم للمقاومة وفلسطين.

كما كان المخطط واضح خلال تلك الحرب، أن الأعداء يريدون النيل من فلسطين ومن محور المقاومة ومن الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا، ولكن كان القرار السياسي المتمثل بالسيد الرئيس بشار الأسد، واضحا، أن فلسطين هي ثابت من ثوابت سوريا ولا يمكن أن يتغير هذا الموقف.