يوليو 25, 2024 - 01:10
يوليو 25, 2024 - 12:17
الهجوم اليمني على تل أبيب: ردود فعل تكشف ضعف الدفاعات الجوية للعدو

كامل المعمري / عرب جورنال

 أثار الهجوم اليمني بطائرة مسيرة على تل أبيب موجة من ردود الفعل العالمية، مسلطًا الضوء على نقاط ضعف غير متوقعة في الدفاعات الجوية الإسرائيلية. 

وسائل الإعلام العالمية والمؤسسات الدراسية البارزة قدمت تحليلات معمقة، مشيرة إلى تطور قدرات الحوثيين وتراجع فعالية أنظمة الدفاع المتقدمة.

وكالة بلومبرغ الأمريكية ومعهد USIP الأمريكي، إضافة إلى موقع "والا" العبري، جميعهم أكدوا على ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجيات الدفاعية الإسرائيلية لمواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات بدون طيار. 

هذا الهجوم يفرض تحديات جديدة ويكشف عن ثغرات خطيرة فهذا الهجوم، الذي تمكن من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية دون إطلاق أي إنذارات تحذيرية، أثار دهشة وتحليلات واسعة من قبل المؤسسات الإعلامية والدراسية العالمية.

كيف نجح الحوثيون في تنفيذ هذا الهجوم؟ وما هي تداعياته على موازين القوى الإقليمية والدفاعات الجوية المتقدمة؟ 

 ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية

أبرزت وكالة بلومبرغ الأمريكية في تقريرها أن الهجوم الحوثي على تل أبيب كشف عن ضعف كبير في الدفاعات الجوية الإسرائيلية. فعلى الرغم من التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في نظام القبة الحديدية والأنظمة الأخرى، فإن هذا الهجوم نجح في اختراق هذه الدفاعات والوصول إلى هدفه دون أن يتم اكتشافه أو اعتراضهه

ذا الأمر يسلط الضوء على ثغرات محتملة في القدرة الإسرائيلية على رصد الطائرات بدون طيار والتعامل معها بكفاءة.

 براعة الحوثيين وتطور قدراتهم

من جانب آخر، أشار معهد الدراسات الأمريكي USIP إلى أن الضربة الحوثية تعكس التطور الكبير في قدرات الحوثيين على استخدام الطائرات بدون طيار بفاعلية كبيرة، وتؤكد إمكانية اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتقدمة.

تمكن الحوثيون من استخدام طائرات بدون طيار متطورة قادرة على التحليق لمسافات طويلة والوصول إلى أهداف استراتيجية في قلب إسرائيل، مما يبرز قدرتهم على تنفيذ عمليات معقدة تتطلب تخطيطًا دقيقًا وتكنولوجيا متقدمة.

الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط

وفي سياق متصل، أكد معهد USIP أن الهجوم أظهر قدرة الحوثيين على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وتنفيذ عمليات هناك.

هذا الأمر يوسع نطاق التهديدات الحوثية ليشمل مناطق أوسع من تلك التي كانت تعتبر خارج نطاقهم التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت جماعة الحوثيين عن نيتها تنفيذ عمليات ضد السفن في البحر الأبيض المتوسط، مما يعزز من أهمية هذا التهديد ويستدعي اتخاذ إجراءات دفاعية إضافية

 الرمزية والتحدي

لا يقتصر تأثير هذا الهجوم على الجانب العسكري فقط، بل يحمل أيضًا بعدًا رمزيًا كبيرًا فتجاوز الدفاعات الجوية والوصول إلى مركز اقتصادي وثقافي مهم في تل أبيب يعزز من رمزية الهجوم ويؤكد قدرة الحوثيين على تهديد مواقع حساسة في إسرائيل. 

الطائرة المسيرة المطورة

وفي تقرير لموقع "والا" العبري، أشار إلى أن الطائرة المسيرة التي استخدمها الحوثيون كانت نموذجًا مطورًا من طائراتهم السابقة، مما يدل على التقدم الكبير في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي يمتلكها الحوثيون. هذه الطائرات قادرة على حمل رؤوس حربية متفجرة وتعديل نطاق الطيران بما يتناسب مع الأهداف المختلفة، مما يجعلها سلاحًا فعّالًا في يد الحوثيين.

سلاحا يكسر المعادلة

أضاف موقع nziv.net العبري في تقريره حول الهجوم أن الطائرة الحوثية المسيرة التي ضربت تل أبيب تعتبر سلاحًا يكسر المعادلة.

 وذكر التقرير أن هذه الطائرة قادرة على حمل أسلحة نووية يمكن تعديلها حسب نطاق الطيران، وهي غير قابلة للكشف عنها، وقادرة على الاختراق بتحليق منخفض وفي تضاريس معقدة. 

التقرير الذي نشرته الصحيفة الصهيونية أشار إلى أن الطائرة بدون طيار التي أرسلها الحوثيون والتي أصابت مبنى سكنيا في "مدينة يافا المحتلة" المسماة "تل أبيب" مساء الخميس خطوة أخرى في حرب الاستنزاف التي يشنها "محور المقاومة"  ضد الكيان "الإسرائيلي". وتتمتع الطائرة بدون طيار بمزايا متأصلة تجعل من الصعب اكتشافها مبكرًا، حيث أن لها بصمة رادارية منخفضة نتيجة لمواد بنائها وأبعادها الصغيرة نسبيًا، وملف طيران مرن مع قدرات على المناورة والتحليق على ارتفاعات منخفضة وتضاريس معقدة.

تسمح هذه الميزات للطائرة بدون طيار بالتحليق إلى هدفها في تكوين "أسلحة متجولة"، حيث يمثل الكشف المبكر تحديًا تكنولوجيًا مع العديد من احتمالات الإنذارات الكاذبة وإمكانية الاختراق عبر طبقات دفاع الدولة

 وأشار التقرير إلى أن الطائرة التي انطلقت من اليمن وضربت "تل أبيب" قد تكون نموذجًا متطورًا من نوع صماد 3، بمدى يتراوح بين 1700 و2400 كيلومتر، ورأس حربي يتراوح بين 30 و40 كجم من المواد المتفجرة، مما يجعلها قادرة على حمل أسلحة نووية وتعديلها وفقًا لنطاق الطيران المطلوب.

 واجمالا يمثل الهجوم اليمني على تل أبيب نقطة تحول جوهرية في معادلة الصراع الإقليمي، حيث أثبتت المقاومة قدرتها على تجاوز الحدود التقليدية وتوجيه ضربات مؤثرة في قلب الكيان الإسرائيلي.

هذا النجاح لم يكشف فقط عن ثغرات في الدفاعات الإسرائيلية المتقدمة، بل أكد أيضًا على براعة محور المقاومة في تطوير واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتحقيق أهداف استراتيجية. 

إن هذا الانتصار يعزز من موقف المقاومة ويؤكد أن التحديات مهما كانت عظيمة يمكن تجاوزها بالإصرار والتخطيط الدقيق وفي هذا السياق، يظهر محور المقاومة قوته وفاعليته كحجر زاوية في مواجهة الهيمنة الإسرائيلية، داعيًا جميع الأطراف المعنية إلى مراجعة حساباتها والاستعداد لمستقبل تُحكم فيه المقاومة قبضتها وتفرض فيه معادلات جديدة توازن القوة في المنطقة.