في حوار حصري تستضيف "عرب جورنال" الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، خالد عبدالمجيد، للوقوف على أبرز وأهم التطورات المتعلقة بغزة، وعلى رأسها المقترح الأمريكي بشأن غزة، والذي يعتبره الكثير من المراقبين كمحاولة أمريكية للالتفاف على انتصارات المقاومة، وإنقاذ أمريكا والكيان الصهيوني من الهزيمة المشتركة. ويناقش الحوار تطورات طوفان الأقصى على الساحة الإقليمية والدولية، كما يسلط الضوء على مكتساب هذه المعركة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، وكذلك دول وقوى محور المقاومة وشعوب المنطقة.
عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي
هناك ألغام كثيرة في مقترح بايدن بشأن غزة والذي يأتي في إطار الخداع والنفاق الأمريكي بغية تحقيق أهداف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة من خلال المناورات السياسية
نحذر من التكتيكات الأمريكية الجديدة ومحاولات أمريكا الالتفاف على انتصارات محور المقاومة، بالتنسيق مع بعض الدول العربية، وخاصة الدول التي وقعت اتفاقيات معها والتي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني
أي اتفاق يجري حول غزة يجب أن يرتبط بضمانات تتعلق بالوضع في الضفة الغربية التي تواجه المخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير أبنائها إلى الأردن، وتهجير أبناء غزة إلى سيناء
مطلوب من قوى المقاومة الفلسطينية تشكيل جبهة وطنية متحدة لقيادة العمل الوطني وخوض المعركة في غزة والضفة الغربية في إطار تكتيكات واستراتيجية مترابطة بعيداً عن المحاولات الأمريكية وشعارات السلطة الفلسطينية
إخفاقات جيش الكيان الصهيوني في طوفان الأقصى وغزة ستطيح بنتنياهو وحكومته، وأي حكومة إسرائيلية جديدة ستكون مجبرة لخفض التصعيد لأن الوضع الداخلي الإسرائيلي لا يحتمل خاصةً مع تصاعد الانقسامات
التدخل العسكري اليمني لمساندة غزة، شكل معادلة إقليمية ودولية كبيرة ألحقت أضراراً بالغة في الكيان الصهيوني على الصعيد العسكري والأمني والإقتصادي
موقف الشعب اليمني العزيز الذي يخرج بالملايين إلى الساحات في كل يوم جمعة، ساهم بشكل كبير في تعزيز المقاومة الفلسطينية في غزة وإسناد الشعب الفلسطيني
الإستراتيجية اليمنية خلقت قواعد اشتباك جديدة في مواجهة قوى الإستكبار العالمي، وغيّرت المعادلات الإقليمية والدولية في الصراع العربي الصهيوني وفي استراتيجية الولايات المتحدة التي فشلت في ثني القوات المسلحة اليمنية عن دعم غزة
نتائج طوفان الأقصى ومعركة محور المقاومة ستفرز نتائج محبطة للمجتمع الصهيوني خلال أي انتخابات إسرائيلية قادمة، ما سيؤدي إلى عملية تآكل داخلي للكيان ستستمر لسنوات طويلة
_ كيف تقرأون قرار مجلس الأمن الذي يتبنى مشروع قرار أمريكي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، في هذا التوقيت بالذات؟ وهل تعتقدون أن هناك نية أمريكية حقيقية لوقف العدوان على غزة اليوم، أم أن واشنطن تسعى لمنح الإسرائيلي استراحة قصيرة ليتنفس الصعداء ويتخلص من الضغوط قبل أن يستأنف عدوانه ؟ وما هي تحفظاتكم على المقترح الأمريكي الذي لم يشير صراحةً إلى وقف نهائي للعدوان على غزّة؟
أولاً لا بد من الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقود هذه الحرب على شعبنا في قطاع غزة وعلى المقاومة الفلسطينية. وبغض النظر عن كل التصلب الإسرائيلي، إلا أن بوصلة الحرب تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، والقرار الذي طرحته أمريكا في مجلس الأمن وقبل مجلس الأمن؛ يأتي في إطار الخداع الأمريكي والنفاق الأمريكي، وفي إطار الخطط الأمريكية التي تسعى من أجل محاولة تحقيق أهداف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، من خلال المناورات السياسية.
وفي الوقت نفسه، فإن أمريكا تحاول تزيين موقفها ووجها القبيح الذي انكشف لدى العالم أجمع ولدى شعبها في الولايات المتحدة من خلال المسيرات والتظاهرات والمواجهات التي يقوم بها الطلاب في الجامعات ضد الدعم الأمريكي للعدوان على غزّة.
وكذلك لأن أمريكا تعتبر أن استراتيجيتها في المنطقة قد ضربت من خلال معركة طوفان الأقصى ودور محور المقاومة، والذي أصبح فيه المحور المقاومة قطباً إقليمياً ودولياً جديداً اخترق الإستراتيجية الصهيونية والأمريكية في المنطقة، وأفشل مخططات الكيان الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية، كما أفشل مشروع الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، والذي كان يعمل من أجل دمج الكيان الصهيوني مع منظومة إقليمية مع عدد من الدول العربية.
لذلك نحن نعتبر أن هناك عملية خداع خطيرة في هذا المقترح وفي هذه الدعوة الأمريكية، من أجل تنفيذ ما تريده أمريكا لأن أي هزيمة للكيان الصهيوني هي هزيمة للولايات المتحدة الأمريكية.
ويجب أن لا نثق بكل الوعود التي تطرحها أمريكا، وكل ما يقال عن ضمانات هو إدعاء كاذب، لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت تدعم الكيان الصهيوني، ولا زالت تعزز قدراته في حرب الإبادة التي تشن على شعبنا الفلسطيني.
وبالتالي هذه الخطة الأمريكية هي خطة خطيرة، ويجب أن نكون حذرين منها بغض النظر عن الموقف الذي يتخذ من قِبل عدد من الدول العربية أو في مجلس الأمن، وبغض النظر عن التكتيكات التي قد تتبعها قوى المقاومة في التعاطي مع هكذا مبادرات.
لأن المتحدة الأمريكية لا زالت تمارس ضغوطا هائلة على الوسطاء من أجل الضغط على حركة حماس وقوى المقاومة للموافقة على المقترح الذي يوجد فيه ألغام كثيرة ولم يحدد بوضوح الإنسحاب الإسرائيلي من غزة، ولم يحدد بوضوح وقف دائم لإطلاق النار، ولم يحدد بوضوح كل الخطوات التي نسمعها في البيانات النظرية عبر وسائل الإعلام.
_ على وقع صمود المقاومة والتطورات القائمة في غزة وجبهات طوفان الأقصى المساندة.. ما تصوراتكم لمستقبل الداخل الفلسطيني بشكل عام ؟ وهل تعتقدون أن أي اتفاق قد يجري في غزة سيكون له تأثيرات مباشرة في تغيير واقع الضفة الغربية المحتلة الملتهب في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر وكذلك اختلالات السلطة الفلسطينية؟ وما هو الدور الذي يتوجب على جميع الفصائل الفلسطينية، وأنتم منها، فعله لتغيير المعادلة في الضفة الغربية لصالح الشعب الفلسطيني؟
الضفة الغربية، هي الساحة الثانية الفلسطينية التي تخوض حرباً ضد المخطط الصهيوني الذي تعمل عليه "إسرائيل" من أجل تهجير قطاع غزة إلى سيناء، وكذلك تهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
إن أي اتفاق يجري حول قطاع غزة يجب أن يكون فيه ترابط بضمانات تتعلق بالوضع في الضفة الغربية، لأن الكيان الصهيوني يعتبر الضفة الغربية هي الأساس في عملية الضم والتهويد والاستيطان، وهو لا يقول عنها الضفة الغربية، بل يطلق عليها "يهودا والسامرا".
ولذلك نحن نعتبر أن هناك نقطة ضعف للوضع الفلسطيني، تتعلق بوضع السلطة الفلسطينية وقيادتها التي تتساوى مع الخطط الأمريكية، والتي لا زالت لديها أوهام في إمكانية الوصول إلى تسوية مع هذا الكيان.
وكل ما نسمع من بيانات ومواقف لهذه السلطة وقيادتها غير دقيق وغير واقعي، لأنها لا زالت تنسق مع العدو الصهيوني في ملاحقة عناصر ونشطاء المقاومة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الدور السلبي الذي تتخذه تجاه الحرب في قطاع غزة ومعركة طوفان الأقصى، حيث تبرر قيادة السلطة الفلسطينية أن ما تقوم به "إسرائيل" أن حماس هي التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه في قطاع غزة.
لتغيير هذه المعادلة لابد أولاً الإقلاع تماماً عن كل ما يتم العمل من أجله لأن تكون المقاومة جزءاً من المعادلة الفلسطينية، في إطار السلطة الفلسطينية التي تلتزم باشتراطات وتلتزم باستحقاقات وتلتزم باتفاقيات مع الاحتلال.
مطلوب من قوى المقاومة الفلسطينية، أن تشكل جبهة وطنية متحدة في غزة والضفة الغربية، من قوى المقاومة ومن كل الذين هم مع المقاومة سواء كانت قوى وفصائل وشخصيات وفعاليات؛ لتقود العمل الوطني، لأننا نعتبر أنفسنا في مرحلة تحرر وطني.
وهذه هي الطريقة الوحيدة لتغيير المعادلة في الضفة الغربية لصالح الشعب الفلسطيني، تكون جبهة وطنية للمقاومة تخوض المعركة في إطار تكتيكات واستراتيجية تترابط مع المعركة في قطاع غزة، تترابط مع محور المقاومة، وتترابط مع هذا الطوفان العالمي الداعم للقضية الفلسطينية بعيداً عن أية محاولات أمريكا وأدواتها والسلطة الفلسطينية، لأن تحتوي المقاومة في إطار صيغ تقول عنها مرةً من أجل الوصول للوحدة الوطنية، والالتزام بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية وإلى ذلك من شعارات.
نحن مع جبهة متحدة للمقاومة، وهذه الجبهة هي التي ستحمي الضفة الغربية من كل ما يقوم به الاحتلال، والتي قد تصل إلى انتفاضة شعبية عارمة إلى جانب العمل المقاوم الذي نشهده يومياً في مدن وقرى ومخميات الضفة الغربية.
_ بعد استقالة الوزيران غانتس وآيزنكوت يستقيلان من "كابينت الحرب" الإسرائيلي، والتي تأتي في خضم الصراعات البينية في الداخل الإسرائيلي وتصاعد احتجاجات المستوطنين.. إلى أين وصلت الخلافات اليوم في الداخل الصهيوني برأيكم؟ وهل يمكن القول بأن إخفاقات جيش الكيان في غزة ستطيح قريبا بنتنياهو وحكومته؟ وهل تعتقدون أن أي حكومة إسرائيلية جديدة ستذهب لخفض التصعيد في غزة أم ستواصل حربها ولو بطرق مختلفة حتى إذا ما تم الاتفاق على وقف الحرب؟
لا فرق بين نتنياهو وغانتس. الخلاف الحاصل في كابينت الحرب الإسرائيلي، هو خلاف في التكتيكات حول سيناريو الحرب، وحول موضوع صفقة الأسرى، وكذلك حول موضوع الخضوع والتناغم مع التكتيكات الأمريكية، والتي يحاول نتنياهو في بعض الأحيان تجاوزها من أجل أهداف سياسية شخصية، وحماية نفسه من المحاكمة في داخل الكيان الصهيوني.
الاخفاقات التي حصلت لجيش الكيان الصهيوني في طوفان الأقصى وفي الحرب في غزة؛ بالتأكيد ستطيح بنتنياهو وحكومته مهما طال الزمن، وأي حكومة إسرائيلية جديدة لن تستطيع الإستمرار في هذه الحرب، وستكون مجبرة لخفض التصعيد في قطاع غزة، ولن تكون هناك إمكانية لتوسيع نطاق المعركة، لأن الوضع الداخلي الإسرائيلي لا يحتمل ذلك، والتفاعلات داخل الكيان الصهيوني ستزداد، والانقسامات أيضاً ستزداد في داخل المجتمع والأحزاب الصهيونية.
وبالتالي المخرج قد يكون الذهاب إلى انتخابات مبكرة، والانتخابات المبكرة في داخل الكيان الصهيوني ستفرز نتائج جديدة في داخل الوضع الإسرائيلي، ستؤدي إلى عملية إحباط في المجتمع الصهيوني، وهو ما سيؤدي إلى عملية تآكل داخلي للكيان الصهيوني سيستمر لسنوات طويلة بعد هذه النتائج التي حصلت لمعركة طوفان الأقصى ومعركة محور المقاومة.
_ ما تعليقكم على التدخل العسكري اليمني لمساندة غزة والذي أثبت فعاليته بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي؟ وأي إضافة استراتيجية شكلته المعادلة اليمنية المفروضة على واقع المشهد الإقليمي اليوم بالنسبة للمقاومة الفلسطينية في غزة، وكذلك لمستقبل المواجهة بين محور المقاومة والمحور الأمريكي الصهيوني من جهة، ومستقبل الحضور الغربي في المناطق البحرية الإستراتيجية بالمنطقة من جهة أخرى؟
التدخل العسكري اليمني لمساندة غزة، من خلال القوات المسلحة اليمنية وحركة أنصار الله، شكل معادلة إقليمية ودولية كبيرة، ألحقت أضراراً كبيرة في الكيان الصهيوني على الصعيد العسكري وعلى الصعيد الأمني وعلى الصعيد الاقتصادي.
ولذلك، فإن هذه الاستراتيجية لليمن الشقيق وللشعب اليمني العزيز الذي يخرج بالملايين في كل يوم جمعة، ساهمت بشكل كبير في تعزيز إسناد المقاومة الفلسطينية واسناد الشعب الفلسطيني.
وفي نفس الوقت، خلقت الإستراتيجية اليمنية، قواعد اشتباك جديدة في مواجهة قوى الإستكبار العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا التي حشدت قواتها في البحر الأحمر، وكذلك مع الكيان الصهيوني، وغيرت المعادلات الإقليمية والدولية في الصراع العربي الصهيوني، وفي استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية التي لا زالت تتخبط في هذه المنطقة وفي البحر الأحمر، وغير قادرة على ثني القوات المسلحة اليمنية عن دعم غزة، رغم الاعتداءات المتكررة، وغير قادرة على ثني الشعب اليمني وحركته وقواته عن إسناد الشعب الفلسطيني.
_ على ضوء مكتسبات معركة طوفان الأقصى.. هل تعتقدون أن هذه المكتسبات قد عبّدت الطريق لمعركة التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية المحتلة؟ وكيف يمكن التعاطي مع كل المتغيرات السياسية والعسكرية لاستعادة حق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها انقلاب المشهد العالمي ضد الرواية الإسرائيلية الأمريكية، وموجة الإعترافات الدولية بدولة فلسطين؟
مكتسبات معركة طوفان الأقصى، هي مكتسبات كبيرة للقضية الفلسطينية، ودول وقوى محور المقاومة ولشعوب المنطقة، لأن الصمود والانتصارات التي تحققت في معركة طوفان الأقصى، والصمود الأسطوري بفضل الله تعالى للشعب الفلسطيني الذي تشن ضده حرب إبادة؛ خلقت معادلات جديدة، وشكلت اختراق استراتيجي للكيان الصهيوني.
وهذه المعادلات رغم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية وأدواتهم من الدول العربية التي تساعدهم في المنطقة؛ لم تستطع كسر قوى المقاومة، بل على العكس تماماً فقد أصبحت قوى المقاومة قوة إقليمية ودولية كبيرة في الصراع مع العدو الصهيوني، وفي مواجهة استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية.
المتغيرات السياسية التي أحدثتها حرب غزة، هي أيضاً متغيرات كبيرة.
في هذه المنطقة حدثت حروب عديدة، لكنها لم تصل إلى مرحلة كسر العدو الصهيوني بهذا الشكل كما يحدث اليوم، سواءً من خلال دور حركات وقوى المقاومة الفلسطينية، أو دور محور المقاومة.
الصورة الواضحة التي نشهدها في تأييد الحقوق والقضية الفلسطينية عالمياً، هو أمر لم نشهده من قبل، حيث أصبحت القضية الفلسطينية حاضرة على المشهد العالمي، وأصبحت الرواية والسردية الإسرائيلية مفضوحة أمام العالم أجمع.
ولذلك نعتبر أن الانتصارات التي تحققت في معركة طوفان الأقصى وما يجري من حرب في قطاع غزة، في ظل فشل للعدو الصهيوني والخسائر التي يتلقاها، وفشل الإستراتيجية الأمريكية بالإضافة إلى حركات الإسناد في جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق، والدور المحوري والمركزي لكلاً من إيران وسوريا؛ أدت إلى تعزيز هذه الانتصارات، وتعزيز حالة الصمود للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة.
وبالتالي هذه المكتسبات، فتحت الطريق أمام معركة التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية، وهذه المعركة مستمرة في كل الساحات وبأشكال مختلفة سواءً على الصعيد العسكري أو الأمني أو السياسي أو القانوني أو الفكري أو الثقافي على الساحة العالمية، وليس في ساحة فلسطين أو في محيط فلسطين.
ولذلك نتائجها ستكون ليس لصالح حماية القضية الفلسطينية وحسب كما حصل الآن، بل من أجل الوصول إلى كافة الحقوق الفلسطينية في معركة التحرير المستمرة في مواجهة هذا الكيان الغاصب الذي نعتقد أن معركة زواله قد بدأت في هذه الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نتائج هذه المعركة ونتائج طوفان الأقصى ستنعكس على أزمات المنطقة، وستؤدي بالتأكيد إلى التحرك الدولي والإقليمي لحل الأزمة السورية وحل أزمة اليمن، وانفراجات في لبنان والعراق، في ضوء هزيمة المشروع الأمريكي والإستراتيجية الأمريكية.
لكننا في نفس الوقت نريد أن نشير إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أجل مواجهة التكتيكات الأمريكية الجديدة، ومحاولات أمريكا للالتفاف على هذه الانتصارات مع دول عربية، وخاصة الدول التي وقعت اتفاقيات معها، أو الدول التي طبعت علاقاتها مع هذا الكيان.
الحذر الآن مطلوب، ونحن في الفصل الأخير من هذه المعركة التي سنشهد فيها انتصار الأمة على الكيان صهيوني وعلى الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وستكون ضرب كبيرة لسياسة القطب الواحد في الشرق الأوسط.