فبراير 28, 2024 - 18:05
اليمنيون:  نحن شعب إذا قلنا فعلنا


خالد الأشموري
إذا كان اليمنيين لا يشكون مطلقاً في أن جميع العرب يرفضون تمامًا العدوان الإجرامي الذي تشنه القوات الإسرائيلية بإيعاز من واشنطن على أبناء غزة، فإنهم في نفس الوقت يؤمنون بأن التحديات التي تواجه الأمة العربية تفرض على قياداتها الارتفاع إلى مستوى المسئولية تجاه شعوبها ومستقبل أجيالها القادمة، خاصة الآن .. وما تأمله اليمن من الاشقاء الفلسطينيين اولاً أن يستشعروا بمسؤولياتهم التاريخية نحو أنفسهم، وقضيتهم ثانياً، وأجيالهم القادمة ثالثاً، وعلى الملايين من أبناء الأمة العربية والإسلامية أن يستشعروا بمسؤولياتهم تجاه إخوانهم الفلسطينيين، ففلسطين دولة عربية لا تختلف عن أي من البلدان العربية ويجب أن يكون لها مكانة خاصة في نفس كل عربي.
كل هذه الدلالات تبرز أهمية " أن توجيه اليمن رسالة إلى إخوتها في كافة الدول العربية"  حين تجاوبت قيادة اليمن وكافة الشعب اليمني وبصورة فاعلة وسريعة في نصرة الأشقاء الفلسطينيين ، شُهد لهم بأنهم رجال أشداء صامدون في وجه الكيان الصهيوني الغاصب.. ويحسب لهم قولهم الدائم" لن نتوقف حتى يتوقف الكيان الصهيوني عن عدوانه وإجرامه بحق الأبرياء في الأراضي المحتلة.
وعلى أرضية الموقف السياسي اليمني في إدانة وتجريم ما اقدمت عليه إسرائيل من حرب إبادة على الشعب الفلسطيني، يمكن البناء على أقوال القيادة اليمنية العليا – القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته التي ألقاها الخميس 12/ شعبان/ 1445هـ قال : " أن الشعب الفلسطيني يعاني للأسبوع العشرين أقسى واصعب أشكال المعاناة نتيجة للعدوان الصهيوني الوحشي الإجرامي الذي أنتهج من بدايته السلوك الإجرامي، والإبادة الجماعية بكل ما تعنية الكلمة ، واستخدم كل وسائل الإبادة من القتل والتجويع والأوبئة " . ولفت إلى أنه منذ بداية العدوان بادرت أمريكا وبريطانيا ومعظم الدول الأوروبية الكبرى إلى تقديم كل أشكال الدعم للعدو الصهيوني، بداية بالدعم العسكري، بافتك أنواع السلاح المدمر من القنابل والصواريخ والقذائف ، إضافة إلى المال والخبراء العسكريين والدعم بطائرات الاستطلاع ، إضافة إلى الدعم السياسي والإعلامي ، بالرغم من أن العدو الإسرائيلي في موقف المعتدي يرتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني المظلوم ، وصاحب الحق الواضح" موضحاً أنه" بالرغم مما يمتلكه العدو الصهيوني من إمكانيات عسكرية ضخمة، وبالرغم من بشاعة الإجرام الصهيوني، الذي يلحق العار بكل من وقف معه وسانده ودعمه، قدموا له كل أشكال الدعم، وبشكل معلن وواضح وصريح، ووقفوا معه بكل ثقلهم على كل المستويات، وهو في الموقف الباطل والظالم، في عدوان غاشم وإجرامي ووحشي، في المقابل أين دعم العرب والعالم الإسلامي للشعب الفلسطيني المظلوم،؟! الذي هو جزء منهم، والذي يعتبر الدعم له عملاً إنسانياً نبيلاً ومشرفاً وواجباً دينياً وأخلاقياً وإنسانياً ، والذي هو صاحب الحق الواضح وضوح الشمس، والذي هو جدير بالدعم والمساندة بكل الاعتبارات ؟ لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني هو جزء من هذه الأمة، وأرضه جزء من بلاد الإسلام وأن أكثر الدول والأنظمة والحكومات تقف موقف المتفرج، والبعض منها موقف المتواطئ ، وموقف الداعم بالسر للعدو الإسرائيلي".
ويلتقي اليمنيين حول " رؤية القيادة الواحدة" بالتأكيد الحازم على إدانة العدو الإسرائيلي وما يترتب على أمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي ومن يدور في فلكهم " على تفهم معاناة الإخوة الفلسطينيين ودعم النضال المقاوم ضد العدوان الإسرائيلي حتى تتحقق غاياتهم في تقرير المصير.
ومن نقطة الإدراك الواعي والمسؤول لواقع الحال الفلسطيني بأبعادة المختلفة يؤكد اليمنيين بأنهم يواكبون مظلومية الشعب بالمساندة الحقوقية والإنسانية وفتح قنوات التواصل مع أحرار العالم.. ففي ندوة نظمتها وزارة حقوق الإنسان بالعاصمة اليمنية صنعاء - بعنوان " أمريكا من صناعة الإرهاب إلى تصنيف الإرهاب " الأحد الموافق 15/ شعبان / 1445هـ، أكد المشاركون دعمهم ووقوفهم إلى جانب القوات المسلحة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ، وفيها أكد الدكتور عبد العزيز بن حبتور رئيس حكومة تصريف الأعمال : " أن أمريكا وحلف الأطلسي بمؤازرتهم للعدو الصهيوني في عدوانه على غزة " نقلوا الحرب من إقليمية إلى حرب عالمية " مشيراً إلى أن عدوان الصهاينة أسقط كل الشعارات الأخلاقية والإنسانية للعرب وكشف زيف إدعاءاتهم البراقة حول حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.. مبيناً " بأن تيار المقاومة اليوم هو المنقذ للقضايا العربية والإسلامية الذي يقف اليوم ضد تصفية القضية الفلسطينية التي خطط لها الأعداء بعناية من خلال عدد من العمليات أبرزها التطبيع مع العدو الصهيوني . محملاً النظام العربي الرسمي، مسؤولية مباشرة عن إضاعة فلسطين وسقوط قضيتها من الجدول اليومي للأمة الذي أتبع خطوات مدروسة بعناية لتصفية القضية .. وقال من المهم أن يظل محور المقاومة محوراً قوياً ومتآزراً على هذا النحو الذي نراه اليوم وكان له دوره المباشرة في صمود وثبات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة طيلة الأشهر الماضية وإبراز الدور الكبير لإيران الشقيقة في هذا الجانب" فـ إيران دولة إسلامية إقليمية محورية لها دورها الكبير في نصرة القضية الفلسطينية وينبغي أن نقول ذلك بكل وضوح وندين في الوقت ذاته الأنظمة العربية المطبعة التي ترى الأشقاء في قطاع غزة المحاصر يُقتلون ويموتون جوعاً ولا تحرك ساكناً خوفاً من أمريكا وربيبتها المدللة إسرائيل " .
وقال: أن "تيار المقاومة هو الضامن الأكبر والقوي لإبقاء القضية الفلسطينية حية وغيرها من قضايا الأمة المحورية ، ذلك أن الأنظمة العربية صممت كلها بعد الحرب العالمية الثانية لخدمة الكيان الصهيوني واستمرار احتلاله لفلسطين وبقية الأراضي العربية المحتلة وحيث نجد اليوم أن البعض يترحم على الاحتلال الإنجليزي لأنهم للأسف الشديد لم يقرأوا أو يعرفوا حجم الإجرام الذي قامت به الأنظمة الاستعمارية الأوربية عموماً من إبادة شعوب عن بكرة أبيها وبأساليب إجرامية شيطانية " ولم يكتف الاستعمار الأوروبي بذلك بل قاموا بطمس تاريخ الشعوب خاصة التي كانت تسكن الأمريكيتين وكانت شعوباً مسلمة ما تزال بعض شواهدها قائمة، ثم جرّعوا العالم بتاريخ كتبوه وفقاً لرؤيتهم الاستعمارية التي أظهرتهم بصورة مغايرة لحقيقة استعمارهم الذي اتسم بالعنصرية والتوحش ضد الآخر" حتى أن الكيان الأمريكي الاستعماري لم يكن اقل توحشاً من الاستعمار الأوروبي بل ربما فاقة في إجرامه ووصل حد استخدامه القنبلة الذرية ضد مدينتي " ناجازاكي وهيروشيما" اليابانيتين إلى جانب جرائمه ومجازره في الكوريتين وفيتنام والعراق وسوريا وأفغانستان وليبيا حتى الصومال".
 وفي السياق – في إطار دعم اليمن للأشقاء في فلسطين ، ولكل الجهود المبذولة من أجل الإسراع بوقف إطلاق النار ولجم العدوان الإسرائيلي ضد شعب فلسطين ، فإننا كمتابعين ومراقبين وإعلاميين نراقب عن كثب تأكيد رجال اليمن الأوفياء رأيناهم " جبال صامدون اشداء على أعداء الله والأمة وأعداء اليمن " .. وهذا موقف وزارة الدفاع اليمنية لا يختلف عن مواقف القيادة العليا والحكومة .. ففي كلمة القاها وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أمام قادة ألوية المنطقة العسكرية الخامسة قوله: إننا كيمنيين نجدد ذات المواقف ، ونؤكد أن اليمن وقواته العسكرية بشكل عام والقوة البحرية خاصة ضد العدوان الإسرائيلي إذ أن المعادلة العسكرية اليمنية للقوات البحرية جاءت لتعيد للبحرين الأحمر والعربي هويتهما التي أختطفها الصهاينة والدائرون في دوامة الصهيونية العالمية ، فصنعاء ملتزمة بكافة المواثيق والعهود الدولية التي لا تمس الكرامة والسيادة اليمنية ، أو تفرض عليها وصاية أو هيمنة ، فطالما ظلت المذابح الصهيونية قائمة في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، سنظل مستمرون في مهامنا العسكرية على الكيان الصهيوني ، ولن تتوقف القوات العسكرية حتى يتوقف عدوانه وإجرامه بحق الأبرياء في غزة وكافة الأراضي المحتلة، ولن نرضى لأمريكا وغيرها إبادة الشعب الفلسطيني وهذا وعد قطعناها ولن نتراجع عنه " ونحن في اليمن إذا قلنا فعلنا".. مستطرداً بأن الشعب الفلسطيني هم إخوة لنا في الجغرافيا والإنسانية والإسلام ، وعلى أمريكا وعواصم الرأسمالية المتوحشة وفي مقدمتها لندن وتل أبيب أن تعتاد على الموقف الجديد في البحر الأحمر وأن ينسوا نفوذهم الطاغي على جيوستراتيجية هذا البحر، وعليهم أن يعلموا أن اليمن لم يعد يقبل بما كانت ترتبه وتنظمه في أطار الأمن البحري للبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي" .
درس ما بعده درس – قالها مراراً وتكراراً وفي أكثر من مناسبة وزير الدفاع اليمني ، مؤكداً ومحذراً " بأن على أمريكا ولندن وإسرائيل أن يدركوا أن أسلوب أختزال الجغرافيا وادعاء الوصاية على البحار أصبح أسلوباً مرفوضاً وغير مرحب به وعليهم أن يقبلوا بمعادلة جديدة تحفظ للدول أمنها واستقرارها وسيادتها على مياهها الإقليمية وعلى جرفها القارئ".
وأخيراً نقول ونؤكد ما يردده اليمنيون دائماً " بأن اليمن هو ملاذ السلم والشراكة والبناء والعطاء والإنسانية خاصة عندما تصدق النوايا ، وعندما تتعاظم التحديات على اليمن وشعبه لفرض إرادة الشر والطغيان، نجدهم أقوياء، أعزة في المواقف ، يسارعون إلى نصرة الحق وإلى إعادة التوازن واستعادة المواقف السليمة وإزاحة رموز الشر والبغي والطغيان والاستكبار والاستعلاء أينما وجد.