ديسمبر 4, 2023 - 15:57
مخرجي أفلام الرعب لم يأتوا مصادفة لأن المخيلة الأمريكية غنية بإبادة الشعوب الأصلية لذا كانت ربيبتها إسرائيل!!


كل الأوصاف الدامية، والشنيعة لا مكان لها بل باتت مستسلمة أمام ما اقترفته آلة الحرب  الصهيونية في قطاع غزة بضوء أخضر ودعم غربي وأمريكي بمئات المليارات من الدولارات، فضلا عن الدعم العسكري لكل القطع الحربية، الأحدث منها على الإطلاق، ما الذي بقي من أوصاف لم توصف بها الحرب الصهيونية الإسرائيلية على غزة مجازر، محرقة إبادة جماعية هي كل ذلك وأكثر وكم من مفردات يمكن أن تعبر عن هول ما جرى ويجري للفلسطيني بحيث هو إنسان شريك لبني جنسه المتفرجين على قتله ورمي جثته في الطرقات، بشاعة فضاعة درك سحيق في توحش الإنسان وإنحطاطه، حين يكف أن يكون إنسان، كل ذلك وأكثر، ما ارتكبه الكيان الصهيوني!.
استئصال بادرة الحياة
جيش العدو الإسرائيلي بلغ بالهمجية درجاتها القصوى حيث لا شيء بعده إلا العدمية المطلقة عدمية الروبوت القاتل، أو ربما كان الروبوت أكثر رحمة منه، سيحتمل العالم الغربي والمنطوي على ضنه بتفوقه الحضاري والأخلاقي على بقية شعوب الأرض، سيحتمل مشاهد القتل في غزة واستئصال بادرة الحياة حتى في أطفال خدج، لما يفتحوا أعينهم عليها بعد؟!!.
الهيمنة الإمبراطورية تعيش بالدم
  هناك إجماع بين المنظمات الحقوقية وأحرار العالم على أن ما وقع في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي يشكل في مجمله جرائم جسيمة ضد الإنسانية ولكن إنسانية من؟!، فإنسانية الغرب الرسمي تبدو حتى اليوم ضالعة في صناعة مشهدية الدم في قطاع غزة وهي مشاهد لم تخطر على خيال أعظم مخرجي أفلام الرعب والذين أكثرهم أمريكيون ليس بالمصادفة بل ربما لأن المخيلة الأمريكية، غنية برصيدها من العنف، عنف إبادة الشعوب الأصلية وعنف قتل الشعوب في أكثر من بلد لأن الهيمنة الإمبراطورية تعيش بالدم!.
بالدم وبه تحيا
 وتنشأ إسرائيل كأحتلال، المشروع الغربي في المنطقة بالدم وبه تحيا، هي بسفك الدم الفلسطيني، يعني في التصور الصهيوني المقيت وراثة أرضه والتوسع فيها وذلك بالتخلص منه إما بالقتل أو بالتهجير المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة ليست سوى الـ60 في مسيرة القتل التي لم تتوقف منذ إعلان قيام احتلال كيان إسرائيل في عام 48 من القرن الماضي وحتى اليوم فالتاريخ الإسرائيلي في فلسطين هو تاريخ قتل الفلسطيني ويمكن تقسيمه إلى فصلين جرائم القتل المؤسسة للدولة وجرائم القتل المحافظة عليها وعلى توسعها والتوسع عملية مفتوحة ترتبط، بمشروع إسرائيل الكبرى وهو المشروع الذي سيبتلع وفق التصورات التلموذية معظم الجماعة العربية المتفرجة على مذابح غزة!.
وما يوصف قانونيا بالجرائم ضد الإنسانية في غزة هي جرائم لا تعني الغرب المباركة لها ولكنها تعني الإنسانية الغافلة في المحيط العربي التي لا ترى في قتل فلسطيني في غزة تجريبا لما قد يحصل لها. 
القضاء على حماس فخ في المفاهيم
يقول الإسرائيليون الصهاينة ومن ورائهم الأمريكيون إن قطاع غزة يجب ألا يعود إلى ما كان عليه ولهذا يجب أن تستمر الحرب من أجل القضاء على حماس والقضاء على حماس فخ مفاهيمي فعنوان الحرب المناسبة اليوم هي القضاء على الفلسطينيين وليس على حماس هي القضاء على فكرة المقاومة سواء في القطاع أو في الضفة الغربية فالمعنى الكامن في استباحة قطاع غزة وقتل سكانيه ودفع السكان إلى النزوح أو ربما اللجوء إلى خارجه، وهنا سيأخذ الخطاب الصهيوني شكلا سريانيا، في تأسيس مشروعية مستقبلية قطاع غزة إذ قدم نائبان في الكنيست الإسرائيلي مشروعا يخترع خطة يتم بموجبها ترحيل الفلسطينين من القطاع إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية وهي الفكرة التي وجدت قبولا ودعما بعد من وزير المالية الصهيوني بتسال إي سي مطرش الذي اقترح توزيع الفلسطينيين في بلاد العالم وهو الذي كان قد نفى من قبل وجود شعب فلسطيني أصلا!، فهذا تفكير من لا تردعهم غير القوة.

 إعادة سيناريو اليهودي المبعثر في الفلسطيني
مطلوب ايضا من الفلسطينيين اليوم  أن يكونوا صورة لكل ما يكره اليهودي وعلى الفلسطيني أن يعيد تجربة اليهودي المبعثر في أصقاع الأرض أن يدخل في تيهه الوجودي، على الفلسطيني أن يقدم لليهودي فرصة أن يجرب فيه هيلوكوست، أن يتحرر به يكون قربان خلاص روحي من المذابح التي تعرض لها على يد الغرب وعلى يد الألمان تحديدا ولهذا تدفع إسرائيل سكان قطاع غزة إلى واحد من أمرين القتل أو النزوح واللجوء.
 المقاومة الفلسطينية تقول لا للجوء مرة أخرى فأهل غزة أصلا لاجئون سابقون من أراضيهم التي صارت إسرائيل فيها فالصراع في أصله صراع على الأرض التي هي معنى وجود الفلسطيني وهويته.
 لذلك فإن حرب الكيان الصهيوني، على غزة ليست في حقيقتها قاصرة على حماس إنها حرب على الفلسطينيين جميعا رجالا ونساء وأطفالا في غزة والضفة الغربية لكن كيان الصهيوني إذ يقتل فإنه يصنع ألف مبرر لألف طوفان وألف حماس، فمثلا أطفال غزة من نجى منهم اليوم، هم صغار لكنهم كبار، لأنهم الواقفون صلابة في زمن العرب الكسيحين؟؟؟.