ديسمبر 4, 2023 - 16:03
رواية قرأ أحرفها أكثر من 8 مليار وأفزعتهم من ضمن شخوصها بعض من قدموا إلى الدنيا قبل موعدهم في مستشفى بغزة!


عنوان رواية" الدبابة والمستشفى أو هزيمة المغرور " يختزل رواية طويلة يتصدر قائمة شخوص الرواية في يومها الجديد أناس قدموا إلى الدنيا توا وقبل موعدهم المفترض فهرعوا بحثا عن الاكسجين فوجدوا أن الأكسجين فيها بل في مستشفيات بقعة جغرافية ينتمون إليها قد شح أو نضب إلى حد جعل من حياة بعضهم تنتهي قبل أن تبدأ؟!.
مستشفى ببزة عسكرية!
 تضم قائمة شخوص الرواية جنرالات وجنود وأطباء وممرضين ومرضى وجرحى وموتى أطفالا وشبابا ومعمرين بعضهم معلوم الإسم وغالبيتهم مجهول ويميز الواحد من بين كل هؤلاء عن الآخر ببزته الحربية المدججة بالرصاص أو زيه الطبي الملطخ بالدم أو جروحه العميقة المحشوة بالشظايا أو كفنه الأبيض الموشوم باسمه في حال أمكن التعرف عليه أو بكلمة مجهول إن تعذر ذلك!.
 مسرح أحداث الرواية إذا، قطعة أرض لا تتعدى مساحتها بضع مئات الأمتار المربعة تفصل بين قوة عسكرية وردهات مستشفى في مدينة تعرضت لأكثر من 50 الف طن من المتفجرات على مدى 49يوما.
اتحاد شبه متناهي
 أما زمن الرواية تلك فهو اللحظة الحالية بمعناها الفعلي الذي يجعل من وقت الكتابة و وقت العرض لمشاهد الرواية اتحاد على نحو شبه متناهي وإن كانت الأحداث تنطوي على إحالات تاريخية ممتدة لعدة عقود لكن الفرجة المتاحة على شاشات التلفزة ليست مجانية تماما بل إن لها على ما يقول الذين تفرجوا من قبل ثمنا باهظا من مخزون الكرامة الإنساني.
مدفع دبابة في غرفة عمليات
المشهد الأول مدفع دبابة متطورة يوجه نحو غرفة عمليات جراحية في مستشفى، ومروحية عسكرية تطارد سيارة إسعاف وقناص يكمن وسط الدمار مصوبا بندقيته على مسعف.
تراجيديا الرواية
أما المشهد الثاني من أحداث هذه الرواية، التي قرئها كل العالم صغيرهم والكبير 8 مليار إنسان، فشخوصه أطباء وممرضون و قتلى ومصابون داخل مستشفى نفذت منه الأدوية والمستلزمات الطبية فخرج أو يكاد عن الخدمة بسبب معاناته من قطع الماء والكهرباء والوقود.
موتى في حديقة مستشفى
ومشهد الرواية الثالث فهو موتى في حديقة مستشفى وأخرين في الشوارع ولا جهة بين القوى المهيمنة على المجتمع الدولي توافق على إلزام الغزاة بوقف للقتل لتفسح الطريق لدفن الجثث على نحو يليق بالبشر يضيف كاتب هذه الرواية المثيرة للجدل التي أفزعت كل العالم، في العصر الحديث!.
قسمي المتفرجين
وفي السيناريو التصويري يظهر المشهد الرابع من الرواية، الذي يكمن في المتفرجون أو بعضهم يصفقون لقدرة الدولة النووية المتحضرة على الدفاع عن نفسها ضد مستشفيات البرابرة الجدد أو الحيوانات التي لها هيئة البشر كما وصفتهم بلسانها الرسمي بينما تقسموا بقية المتفرجين إلى متواطئين مع ما يحدث أو عاجزين عن فعل شيء سوى الدعاء إلى الله بأن يوقفها.
فولاذ وبارود على مستشفى
وفي سياق كتابة الرواية يظهر الكاتب مشهد خامس يظهر فيه الجيش المدجج بفائض الفولاذ والبارود على مستشفى صاخبة بالصراخ والأنين جراء اكتضاضه بالمرض والمصابين وأطفال لم يعرفوا يستنشقوا الاكسجين الطبيعي بعد، لكن قادته وضباطه وجنوده ومن يدعمهم سرا وعلانية لا يلتفتون إلى ما قد يقال عن هزيمتهم أخلاقيا أمام أطباء وممرضين ومسعفين لا يملكون من مقومات الصمود غير التزامهم الوطني والإنساني، الذين تعهدوا له وأوفوا لوعدهم.
خراب عميم
 ويصل كاتب الروية إلى مشهد سادس وغير أخير يقول يكمن في تحويل ديار الأغيار في لغة الممحتلين إلى خراب عميم وتقطيعهم أشلاء مترامية تحت ركام بيوتهم يعيد إلى ذاكرة الضحايا الجدد صور أجدادهم الضحايا القدامى وقد واجهوا حروب تطهير عرقية منذ 75 سنة مضت لكنها لم تدفعهم إلى الاستسلام لفكرة التخلي عن وطنهم.
 كان المنتظر من مواليد ما بعد النكبة وأبنائهم وأحفادهم أن يقطعوا كل صلة عملية أو وجدانية لهم بأرضهم التي كانت تسمى فلسطين وإذ فشلت استخدام القوة في إجبارهم على ذلك مرات ومرات فإن الغزاة أيضا لم ييأسوا ولم يستوعبوا الدرس القائل إن تصعيد البطش إلى مستوى الإبادة الجماعية ظل دوما يؤتي نتائج تعاكس أهدافها ولم يقتنعوا بعد بلا جدوى ما يرتكبون وهم يرون كيف يتفوق كل جيل فلسطيني على سابقه في التعبير عن قناعة لا تزحزحها المذابح بأن هذه بلاده التي لا بلاد له سواها و بأنها ما زالت تسمى فلسطين .
ربما الكاتب وصل إلى المشهد السادس ووقف عن التدوين، وكأنه يرى أنه لزاما عليه، من أن يكمل مشاهد روايته التي بدأ بكتابتها، ليرى إلى أين سيصل الرواي! ولذا هو باق إلى أين سيصل به الحال!.