أبريل 18, 2024 - 19:55
الرد الايراني انتقال من الصبر الاستراتيجي الى تهشيم عظم الكيان الصهيوني


عرب جورنال / زين العابدين عثمان - 
لم يكن مستبعدا ان توجه ايران هجوما استراتيجيا عالي المستوى لضرب الكيان الصهيوني في اطار الرد على جرائمه وعدوانه ولكن الامر الذي فاق التوقعات هو نوع الهجوم وحجمه وطبيعته الكيفيه, فمن واقع حجمه تم تنفيذ مناورات باكثر من 400طائرة مسيرة ودفعات كبيرة من صواريخ الكروز الجوالة اضافة الى 174 صاروخ باليستي ارض -ارض منها صواريخ نقطوية فائقة الدقة والسرعة ,وقد اتخذ العمل الهجومي مسارات عملياتية معقدة أعتمد خلاله اسلوب الاغراق الجوي والهجوم المشترك -المتزامن (هجوم مركب) الذي حقق بفضل الله تعالى ارهاق فعال لمختلف شبكات الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات لكيان العدو الصهيوني والامريكي والبريطاني وتدمير الاهداف الرئيسية بالعمق على رأسها قاعدة نفاتيم بمنطقة النقب التي وصلت اليها عدد من الصاريخ الباليستية وحققت اصابات مباشرة ومدمرة.

ولللعلم تعتبر قاعدة نفاتيم اهم قاعدة جوية لكيان العدو وهي الاكثر تحصينا من بين كل القواعد المماثلة حيث تحتوي على مراكز التحكم والسيطرة للعمليات الجوية و تحوي اسراب من المقاتلات المتطورة منها مقاتلات الجيل الخامس الامريكية F-35 .

- تقييم مستوى الهجوم وماتحقق فيه من ابعاد وتداعيات فقد لوحظ ان كيان العدو الصهيوني استخدم ذروة قدرته الدفاعية الخاصة به والخاصة بامريكا وبريطانيا حيث استخدم كل انظمة الدفاع الصاروخي الارضيه والبحرية واستخدم اسراب من المقاتلات الاعتراضية ونظم الحرب الالكترونية والتشويش التي كان يراهن عليها في تشكيل احزمة نارية فعالة لاعتراض المسيرات والصواريخ الايرانية ,لكن ماتحقق بالفعل هو حصول فشل وفجوات كبيرة لهذه الانظمة فلم تتمكن من اعتراض دفعات الصواريخ الباليستية .

بالتالي فقد كان من اهم التداعيات ان كيان العدو رغم وصوله للذروة في استخدام ترسانته الدفاعية الا انه فشل في تحقيق ماكان يتوقعه وقد وصلت نسبة من الصواريخ الباليستية الى اهدافها بدقة ولم تتمكن انظمة الدرع الصاروخي الجيل الرابع والخامس منها نظام ارو3 ونظام ثاد وباتريوت باك 3 ونظام الاعتراض البحري SM-3 او اسراب المقاتلات الاعتراضية من صد الصواريخ سيما الصواريخ النقطوية وهذا كان فشل فضيع وكارثي يؤكد ان كيان العدو الصهيوني رغم تحصنه باحدث التقنيات الدفاعية الا انه لازال عمقه مكشوف وفي متناول الاستهداف .

في قياس حجم الخسائر التي تلقاها كيان العدو فقد اكدت التقديرات الاخيرة انه وصل الى اكثر من 1.3 مليار دولار كونه استخدم بكثافة انظمة الدفاعية الباهضة الثمن كصواريخ ارو3 وثاد والنظائرها التي يصل سعر الصاروخ الى مليوني دولار كذلك كشفت خسائر اخرى ونذكر هنا الاضرار التي لحقت بقاعدة نفاتيم الجوية التي تؤكد بعض التقارير ان عدد من المقاتلات المتمركز في مرابضها تعرضت لاصابات بليغة .

ما نود ان نؤكده كتقدير عسكري ان ‏ايران بما اظهره جومها الاستراتيجي اثبتت تفوقها وكانتها كدولة قوية تمتلك تسليح وقدرات مدمرة فلم تسخدم في الهجوم سوى جزء بسيط من قدرتها الهجومية ونوع محدد من الصواريخ اذ مازالت تحتفظ بقدرتها الكاملة وصواريخ حديثة ضاربة منها صواريخ خيبر -خرمشهر -والصوريخ فرط صوتية فتاح 1 و2 التي تمتلك خصائص في المناورة والسرعات التي تصل من 6ماخ الى 18ماخ..لذا اذا قرر كيان العدو الصهيوني في هذه المرحلة تنفيذ اي اعتداء جديد على ايران فمن المؤكد ان ايران سترد بهجوم استراتيجي يفوق الهجوم السابق باضعاف وقد تلجأ الى استخدام اسلحتها الصاروخية الجديدة التي بلاشك ستدمر اعماق كيان العدو الصهيوني وتقضي على بنيته التحتية والعسكرية .