يناير 3, 2024 - 15:41
قيادي في حماس و مهندس طوفان الأقصى ... من هو صالح العاروري الذي أغتاله الإحتلال الإسرائيلي   


 أروى حنيش

صالح العاروري هو  قيادي سياسي وعسكري فلسطيني و نائب سابق لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسهم في تأسيس (كتائب القسام) الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية، يعد الرأس المدبِّر لتسليح كتائب القسام والمهندس لعملية طوفان الأقصى اعتُقل وقضى نحو 15 عامًا في سجون الاحتلال، ثم أُبعِد عن فلسطين. أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار «صفقة شاليط»و قدأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس استشهاد نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، في انفجار استهدف الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.

النشأة والتعليم

صالح محمد سليمان العاروري من مواليد 1966 في بلدة عارورة الواقعة قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وفي مدارسها درس المرحلة الأساسية وأنهى الثانوية العامة عام 1984.
التحق بجامعة الخليل جنوبي الضفة الغربية عام 1992، وفيها حصل على درجة البكالوريوس في "الشريعة الإسلامية".
وفي سن مبكرة، التحق بجماعة الإخوان المسلمين وقاد عام 1985 "العمل الطلابي الإسلامي" في جامعة الخليل. وبعد تأسيس حركة "حماس" نهاية عام 1987، التحق العاروري بها حتى اعتقاله عام 1992م.

تأسيس كتائب القسام

تعدُّه إسرائيل أحدَ أهم مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية، واتهمته بأنه المسؤول عن عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل، وأعقبت الاتهامَ بهدم منزله. بدأ في تأسيس جهاز عسكري للحركة في الضفة الغربية عامي 1991 و1992، ممَّا أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة الغربية.
وفي عام 1992، أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة، وبرز طوال فترات اعتقاله في قيادة الحركة الأسيرة وعمليات النضال ضد إدارات السجون.
وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
وتم ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ويعيش متنقلًا بين عدة دول، ثم ينتقل إلى لبنان حتى اغتياله.
وعقب الإفراج عنه عام 2010، تم اختيار العاروري عضوًا في المكتب السياسي للحركة المقاومة الإسلامية-حماس عام 2010م وحتى أكتوبر 2017.
وفي التاسع من أكتوبر عام 2017 أعلنت حركة حماس انتخابَ العاروري نائبًا لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية، عند انعقاد مجلس شورى الحركة.

"في مرمى النيران الإسرائيلية"

 أعلنت حركة "حماس" في 9 أكتوبر عام 2017، عن انتخابه نائبًا لرئيس المكتب السياسي. وانتخب العاروري رئيسًا لإقليم الضفة الغربية، في حماس، في 4 يوليو 2021.
ويعتبر العاروري من كبار قادة حركة حماس، والمؤسسين الأوائل لجناحها المسلح، كتائب عز الدين القسام.
وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في نوفمبر 2018، رصد "مكافأة" قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن "العاروري"، إضافة إلى قياديين في حزب الله اللبناني. وقبل ذلك أدرجت "وزارة الخزانة" الأميركية العاروري ضمن قوائم الإرهاب لديها عام 2015.
وفي 25 أكتوبر الماضي قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن 6 من قادة حركة "حماس" الفلسطينية "في مرمى النيران الإسرائيلية"، بينهم العاروري.
وقالت الصحيفة إن العاروري "هو الرجل الثاني في حماس، وهو المسؤول عن أنشطة ذراعها العسكري في الضفة الغربية".

اغتيال العاروري

استشهد القيادي في حركة حماس صالح العاروري  في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتبًا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكّد تلفزيون "الأقصى" التابع لحماس من قطاع غزة "استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ المجاهد القائد صالح العاروري في غارة صهيونية غادرة في بيروت". وأشار إلى استشهاد "اثنين من قادة القسام في بيروت" معه.
كما أعلن التلفزيون أن "القائدين في كتائب القسام سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار استشهدا في الغارة الإسرائيلية".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان: "عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة. وهي تثبت مجدّدًا فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة".

ترقب الإحتلال لرد حزب الله

 قال مسؤول إسرائيلي إن حكومته "تستعد لرد انتقامي كبير" من حزب الله على اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في بيروت.
ونقل موقع "واللا" الإخباري العبري عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "إسرائيل تستعد لرد انتقامي كبير من قبل حزب الله على اغتيال العاروري، بما في ذلك إطلاق صواريخ بعيدة المدى على أهداف في إسرائيل".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "تستعد إسرائيل للرد في أعقاب عملية الاغتيال الدراماتيكية، على جميع الجبهات". وأضافت: "في إسرائيل يقولون دون أن يتحملوا مسؤولية الاغتيال: من قتل المسؤول الكبير في حماس أخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك رد فعل وكان مستعدًا لكل الاحتمالات".
وكان حزب الله قد قال في بيان له إن اغتيال مسؤولين كبار في حركة حماس في بيروت يعتبر "اعتداء خطيرًا على لبنان، وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب ‏بين العدو ومحور المقاومة".
وتوعد حزب الله بالرد على هذا العمل الإسرائيلي مؤكدًا أن "جريمة" مقتل صالح العاروري وعناصر كتائب عز الدين القسام الآخرين "لن تمر أبدا من ‏دون رد وعقاب"، مضيفًا أن المقاومة "يدها على الزناد".

تنديد باغتيال العاروري

 توالت التنديدات باغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للقيادي في حركة حماس صالح العاروري بقصف من مسيرة على ضاحية بيروت الجنوبية.
وحذر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، من تداعيات اغتيال العاروري، معتبرًا العملية "جريمة تحمل هوية مرتكبيها". وقال اشتية في بيان: "اغتيال العاروري هو جريمة تحمل هوية مرتكبيها".
وأضاف: "أتقدم للشعب الفلسطيني، ولحركة حماس، ولعائلة الشهيد (العاروري)، بأحر العزاء، وصادق مشاعر المواساة، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته".
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن اغتيال إسرائيل للعاروري "جريمة متوقعة لن توقف المقاومة". وأضاف مدير عام المكتب، إسماعيل الثوابتة في بيان مقتضب: "اغتيال العاروري جريمة إسرائيلية متوقعة".
وتابع: "العاروري يعتبر قامة وطنية كبيرة وشامخة، وله رصيد رصين في خدمة القضية الفلسطينية، وكنّا نتوقع أن ينال الشهادة لأنها تليقُ به وبتضحياته".