مايو 30, 2024 - 16:22
ماذا يعني التحرك الأوروبي الواسع نحو المزيد من الأعتراف بدولة فلسطين ؟

خالد الأشموري

يرى الكثير من المؤرخين ورؤساء مراكز دراسات ومؤسسات إعلامية في اوروبا: ان من شأن الاعتراف بدولة فلسطين تحسين للعلاقات بين الحكومات الاوروبية والسلطة الفلسطينية، وان هذا التحرك الاوروبي من قبل بعض الدول في هذا الوقت يهدف الى الضغط على اسرائيل لإنهاء الحرب، وتوجية رسالة قوية لدول اوروبية لازالت غير مقتنعة بالاعتراف بفلسطين من حقها ان تعيش بسلام.
آشلي جاكسون-
الباحثة المشاركة في مجموعة ابحاث الصراع والأمن والتنمية
 في " كنغز كوليدج" : ترى ان رمزية الاعتراف بدولة فلسطين، تتمثل في إظهار الوحدة ومحاولة ممارسة التأثير الدبلوماسي والسياسي وهي وسيلة لحث وأشنطن وحلفائها على الضغط لإنهاءالحرب .
وفي هذا السياق : يرى وزير خارجية اليونان -السابق جورج كاترو غالوس: أهمية الاعتراف بفلسطين سياسيا، معتبرا انه "خطوه رمزية" تتيح المجال أمام ابراز حقوق الفلسطينيين ونضالهم ومعاناتهم ، فضلا عن حقهم في تقرير مصيرهم وأمنهم .
ومايجدر التذكير به : التأكيدعلى دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أكدوا مرارا وتكرارا على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في حقة في تقرير المصير .. وبحسب مراقبون : فأن الاعتراف بدولة فلسطين يتمأشى أساسا مع جوهر الأسس التي تستند اليها إعلان المبادئى واتفاقية "اوسلو" الأنتقالية بما يشمل مبدأ حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ، بما فيها القرارين242/338 ..حتى ان الاعتراف وعضوية الأمم المتحدة سوف تقرب الفلسطينيين من الحرية وترسيخ الحل على أساس الدولتين كصيغة مطروحة يتفق عليها المجتمع الدولي بأنها السبيل للسلام بالمنطقة ، بما يعزز هذا التوجة فرص مسار الوصول الى حل عادل وشامل على أساس المرجعيات الدولية المتفق عليها .. ومانراه هو ألتاييد الأوروبي والدولي الذي يشير: الى ان السلطة الفلسطينية هي من ذهبت الى الأمم المتحدة والتي تمثل بدورها صوت العالم ، وأن هذا العالم الحر المؤمن بالسلام هو الشريك الفاعل في ايجاد الحل الذي يحمي السلام في المنطقة ، على عكس إسرائيل المحتلة التي ترسخ احتلالها الغير قانوني لدولة فلسيطين ، فهي من تسعى الي تغيير الواقع القانوني والفعلي للأرض الفلسطينية .. وبحسب المحلليين السياسيين : فأن اسرائيل بقوتها القائمة بالإحتلال غير القانونية ، بالإضافة الى استمرار عمليات الإستيطان غير الشرعي على الأرض الفلسطينية المحتلة ، بالإضافة الى الجدار غير الشرعي وضم المزيد من الأراضي الفلسطينيةوغيرها من السياسات والاجراءات الاحادية المخالفة للقوانين والاعراف الدوليه .. ولم يستبعد مراقبون : إستمرار  إعلان الكثير من دول اوروبا إصدار قرارات وبيانات الإعتراف بدولة فلسطين وبخاصة الدول الاوروبية التي دعت دائما الى حل الدولتين كخيار يمثل الإرادة والشرعية الدولية في إنقاذ هذا الحل الذي تحاول وأشنطن وتل ابيب تعريضه للدمار الممنهج جراء سياساتهم ومخططاتهم الإجرامية .
ولأن المنطق يؤكد احقية فلسطين الثابتة والمشروعة في أرضة ووطنة ، فإن الخطوات اللاحقة التي ستقدم عليها دول اوروبا لدعم الشعب الفسطيني بالتأكيد تنسجم مع مواقفها الداعمة لحق كل الشعوب في تقرير المصير دون إستثناء ، اتساقا مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .
الجدير بالذكر : ان القرارات الداعمة للشعب الفلسطيني تعتبر مساهمة من الدول المؤمنة بحق فلسطين .. وما يسر تلك الأصوات العربية الإسلامية وكثير من شعوب أفريقيا والعالم التي تشير: الى ان الوقت مناسب للإعتراف بدولة فلسطين وقد حان لتصحيح الأخطاء السابقة ، ففلسطين جدير بها أن تكون دولة حرة مستقلةتنعم بالأمن والإستقرار .
ومما يشار إليه في السياسة الدولية جاهزية الدولة الفلسطينية بكل مؤسساتها وتحت أي ظروف ان تثبت إنها لاتختلف عن أي من الدول المستقلة الراسخة .. ولقد أكد تقرير حديث لصندوق النقد الدولي: ان الفلسطينيين يمتلكون القدره على إدارة اعمالهم مثل الدول المتقدمة ، حتى ان التوجه في مسار التصحيح المالي والإداري ليس بصعوبه حال الحصول على العضوية الأممية والتي تشكل لفلسطين خطوة حيوية تساهم بشكل مباشر في إنهاء الإحتلال وتحقيق الحقوق الفلسطينية المهدورة ، أضف الى أن الحدث بمثابة نقلة نوعية في ما اذا تحقق ،يعيد الإعتبار للقانون الدولي كعنصر أساس في مساعي السلام في المنطقة ، وستنهي أي نقاش أو تشكيك فيما يتعلق بالدولة الفلسطينيةوحدودها.. وما لا يمكن الإيمان به  أن نرى دولا كاستراليا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تدعم دولة فلسطين في إطار حل الدولتين للصراع ، في الوقت الذي لا تعترف بفلسطين دولة مستقلة ذات سيادة كاملةعلى ارأضيها ؟!
ومن أجل حل القضية الفلسطينية يجب أن تحصل فلسطين على عضوية الأمم المتحدة .. ومن المؤمل من الإتحاد الأوربي ان يكون له دور رائد وداعم بعيدا عن تقديم التبريرات الغير مشرفة والتي مفادها ان فلسطين غير مكتملة الشروط لتكون عضوة في الأمم المتحدة ، وان ذلك لن يتم إلا عبر المفاوضات !! في الوقت الذي نرى ان النرويج وايرلندا واسبانيا قد أعترفت الثلاثاء الموافق 28/مايو2024 بالدولة الفلسطينية ، وعلى الطريق هناك الكثير من الدول اعلنت إستعدادها للإعتراف بدولة فلسطين .. وبحسب المصادر بأن سلوفينيا ومالطا في الطريق ، ومن الدول الكاريبية حكومتا بارابوديس وجاميكا اللتان اعلنتا الاعتراف ..ومن المقرر ان تعترف وبحسب "صوت فلسطين" حكومتي ترينيدار وتوبانجو وهما من دول الكاريبي.
وأملنا كعرب محبي للسلام ان تحذوا الحكومات الاوروبية وبخاصة فرنسا والمانيا ، وبريطانيا التي لم تعد ضمن دول الاتحاد الاوربي وهي الدول الثلاث الاكثر تأثيرا على واشنطن والتى غالبا ماتؤثر في القرارات في الشرق الاوسط .
 ومايشار إليه تلك الاصوات الاوروبيه لعشرات الآلاف من المواطنين الاوروبين في الداخل الاوروبي. " من قبل أحداث غزة وعلى مر السنوات حتى يومنا هذا " وهم يدعون الى اقامة دوله فلسطينيه متماسكه سياسيا اساسها السلطة الفلسطينيه الموحدة ، وان حل الدولتين بين فلسطين واسرائيل في مصلحة الدولتين، فيما يرون بأن الحرب في غزة أظهرت ان تحقيق السلام والاستقرار لابد ان يستند الى حل القضية الفلسطينيه ..
تضامن اوروبي تاريخي وخطوات شجاعه من العديد من الحكومات الاوروبيه ومن الرأي العام الاوروبي خطت خطوات جادة نحو السلام وتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي وهي الخطوات الأوليه التى اولتها اسبانيا والنرويج وايرلندا ودول الكاريبي" بارابوديس وجامايكا" جميعها تدعو المجتمع الدولي في تولي دوره الرائد لضمان اتخاذ الاجراءات الحاليه لتحقيق دوله فلسطين ذات سيادة وطنيه.
ومما يطرح عن تأثير هذا الاعتراف الاوروبي بدوله فلسطين؟ والحقيقه وبحسب التحليلات السياسية ورؤي رجال الاعلام والفكر : بأن قادة الدول المعترفه بدوله فلسطين تتفق ان القرارات المتخذه ستسهم في إنهاء الحرب في غزة وتأمين وقف اطلاق النار الدائم وغير المشروط ، كما وان الحاجه إلى اعتراف المزيد من الدول الاوروبيه يشكل موقفا اوروبيا موحدا وذات اهميه للضغط السياسي والدبلوماسي التراكمي على الدول الغير معلنه الإعتراف بدوله فلسطين ، وبما يتماشى مع إعتراف اسبانيا والنرويج وايرلندا بالدولة  الفلسطينية، ومع القانون الدولي نجد السلطة الفلسطينية رحبت من جانبها بقرار الإعتراف بالدوله الفلسطينية حيث ثمنت الرئاسة الفلسطينية عاليا مساهمة قرارات النرويج وايرلندا واسبانيا الداعية الى تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على ارضه ، وفي اخذ خطوات فعليه لدعم تنفيذ حل الدولتين .. وكذلك رحبت حركة حماس بالمثل، والمركز الاوروبي الفلسطيني الذي أشار: ان هناك اعتراف عالمي بالقضية الفلسطينية وان اي منجز يحققه الشعب الفلسطيني يعد اشارة الى كسر شوكة آله الحرب الصهيونية وايقاف العدوان بشكل فوري ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين .
إذن هناك تحولا كبيرا في الرأي العام الاوروبي نحو القضية الفلسطينية ، وبحسب مؤسسة "يوغوف" ومن خلال استطلاع قامت به المؤسسة في خمس دول اوروبية " فرنسا والمانيا والسويد وايطاليا وبلجيكا " حيث افرز الاستطلاع نتائج مهمة اذ ايد اكثر من 50 % من الذين شملهم الاستطلاع قطع المساعدات العسكرية والتمويل العسكري من قبل الدول الاوروبيه عن اسرائيل ، كما يرى هؤلاء ان مايحصل في غزة ابادة جماعية وان الطريق الوحيد هو إنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني وحل الدولتين .