في حوار خاص تستضيف "عرب جورنال" رئيس حزب التوحيد العربي والوزير اللبناني السابق، وئام وهاب، لمناقشة جملة من التطورات والمستجدات الإقليمية الهامة والملتهبة على ضوء معركة طوفان الأقصى، في ظل الإخفاقات الإسرائيلية الأمريكية الغربية على إمتداد جبهات المواجهة من غزة مروراً بلبنان والعراق إلى اليمن. ويناقش الحوار التصعيد الأمريكي في المنطقة، ومحاولة واشنطن طرق صفوف الوسائل لتمرير صفقات تطبيعية جديدة على حساب الدم والوجود الفلسطيني. كما يناقش الحوار عدد من الملفات العسكرية والسياسية في المنطقة والإقليم، والمتعلقة بأحداث غزة.
عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي _
الشعب اليمني شعب شجاع، والقرار الذي اتخذه اليمن بمواجهة الغطرسة الأمريكية البريطانية قرار جريء ولا أحد يستطيع أن يتخذ مثل هذا القرار
اليمنيون الشجعان غيروا مسار المعركة في غزة بشكل كامل بعد أن وسعوا نطاق الدفاع عن غزة عبر إغلاق البحر الأحمر بوجه السفن الإسرائيلية
الإسرائيلي لا يريد حل الدولتين وهذا الموضوع أصبح وهماً، فعن أي حل دولتين تتحدث به بعض الدول العربية التي تسعى للتطبيع مع "إسرائيل" !
الإسرائيلي لا يريد حل الدولتين وهذا الموضوع أصبح وهماً، فعن أي حل دولتين تتحدث به بعض الدول العربية التي تسعى للتطبيع مع "إسرائيل"
الإسرائيلي لا يستطيع القيام بعملية اجتياح بري للبنان وهو عاجز عن تحقيق أي نصر في غزة
القوات الأمريكية هي سبب الفوضى والخراب في المنطقة واستمرار وجودها يغذي الإرهاب ويقوّض الاستقرار في المنطقة
_ قلتم مؤخراً في لقاء تلفزيوني، أن جيش اليمن سيكون أقوى جيش في منطقة الخليج".. بماذا تصفون العمليات اليمنية العسكرية المسانِدة لغزة والتي نجحت في تحقيق دورها على الرغم من العدوان الأمريكي البريطاني والانتشار العسكري الغربي على إمتداد المنطقة ؟ وأي معادلة جديدة يفرضها اليمن على المشهد الإقليمي والدولي حالياً بعد ما شاهدنا قدرته في التأثير على الساحة العالمية؟
بكل صراحة الشعب اليمني شعب شجاع، والقرار الذي اتخذه اليمن بمواجهة الغطرسة الأمريكية البريطانية قرار جريء ولا أحد يستطيع أن يتخذ مثل هذا القرار.
اليمنيون الشجعان، غيروا مسار المعركة في غزة بشكل كامل، بعد أن وسعوا نطاق الدفاع عن غزة عبر إغلاق البحر الأحمر بوجه السفن الإسرائيلية.
أنا اتوقع إذا اليمن تمكن من إقامة دولة، دولة القانون، فالأهم إقامة دولة جدية حتى لا يصبح مثل وضع العراق اليوم، مع محبتنا للعراق حيث هناك فوضى في المؤسسات العراقية؛ فإذا تمكن اليمن من بناء دولة جدية حتماً سيستطيع أن يبني أكبر وأهم جيش في الخليج.
_ في الوقت الذي تزعم فيه الولايات المتحدة، دعمها إقامة دولة فلسطينية تحت لافتات صفقات تطبيعية جديدة في المنطقة، نراها تعمل على إفشال كل الخطوات التي تمهد لإقامة هذه الدولة، كما فعلت مؤخراً عندما رفضت مشروع قرار لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.. كيف يمكن قراءة هذا التناقض الأمريكي ؟ وما دوافع واشنطن الحقيقية خلف إعادة تحريك مسار التطبيع في هذا التوقيت بالذات ؟
منذ سنوات طويلة ونحن نسمع موال "إقامة الدولتين".. أين هي الخطوات التي قامت بها أمريكا للضغط على "إسرائيل" لإقامة الدولة الفلسطينية أو للسماح بإقامة الدولتين. المشكلة أن اليمين الإسرائيلي لا يتقبل أية دولة فلسطينية، اتفاق "أوسلو" خرج منه، ويرفض دعم السلطة الفلسطينية.
حركة فتح هي الوحيدة القادرة أصلا على فرض مثل هذا الحل في المناطق الفلسطينية. ولكن اليمين الاسرائيلي يقوى يوماً بعد يوم، واليسار الإسرائيلي لم يعد له وجود في "إسرائيل".
وموضوع حل الدولتين أصبح وهماً، فمنذ عشرين عاماً وضع العرب موضوع حل الدولتين على الطاولة، لكن لم يلتفت إليه الإسرائيلي.
والآن بعض الدول العربية التي تسعى للتطبيع مع الاحتلال تتحدث عن حل الدولتان.. أي حل للدولتين !! والإسرائيلي لا يريد حل الدولتين !
هم يعرضون اليوم مشروع مطروح على الطاولة منذ 22 عاماً، ولا يريد الإسرائيليين تنفيذه، فكيف يتحدثون اليوم عن "مشروع الدولتين"؟!
في رأيي بدون فرض واقع جديد، فإنه لا يمكن حل موضوع الدولتين، وسيبقى موضوع حل الدولتين مجرد كلام بكلام، وهذا فعلياً ما نشهده من خلال الموقف الأمريكي الخجول من موضوع حل الدولتين.
_ قبل أسابيع، تحدثت "سي إن إن" نقلا عن مسؤولين أمريكيين، عن عملية برية محتملة قد تشنها "إسرائيل" في جنوب لبنان، نهاية الربيع أو بداية الصيف.. إلى أي درجة يمكن أن يكون ذلك واقعا؟ وهل تعتقدون أن الكيان قد يسعى لشن عدوان بري على لبنان في خضم عدوانه على غزة أم أنها خطوة لاحقة؟ وما تداعيات هذه الخطوة ؟ وهل الداخل اللبناني مهيأ لخوض مثل هذه الحرب ؟
بالنسبة لما قالته قناة "السي إن إن" الأمريكية، بخصوص عملية برية في لبنان، أعتقد أن العملية البرية في لبنان مستبعدة، بسبب أن ذلك سيكلف الاسرائيلي خسائر كبيرة. نحن نتوقع أنه يكون هناك تصعيد في القصف أو في الاعتداءات التي يشنها الإسرائيلي على المناطق اللبنانية، ولكن لا نعتقد بأن بإمكانه أن يقوم باجتياح بري، فالاجتياح البري مكلف للغاية.
إذا كان الإسرائيلي عاجز عن تحقيق أي نصر في غزة. فكيف سيستطيع أن يفعل ذلك في لبنان ؟!
السؤال الأهم من يجر من إلى موقفه .. هل سيجر نتنياهو بايدن إلى موقفه ويقنعه باستكمال الحرب؟ أم أن بايدن سيتمكن من لجم نتنياهو ؟!
لا أملك الجواب، الأمر متروك للأسابيع المقبلة.
_ هل تعتقدون أن من المكاسب الإستراتيجية لطوفان الأقصى والأحداث التي رافقتها ولحقتها قد مهدت الطريق إلى خروج القوات الأمريكية من المنطقة في المستقبل القريب خاصة بعدما ظهرت الأخيرة من تراجع في الهيمنة العسكرية الأمر الذي قد ينطبق على الوكلاء الإقليميين؟ وما توقعاتكم لمستقبل المنطقة بشكل عام على ضوء هذه المكاسب ؟
بكل صراحة نحن منطقتنا لم ترتاح منذ الدخول الأمريكي إليها. منذ حرب الكويت الأولى وحتى الآن ومنذ إسقاط بغداد أيضاً، هذه المنطقة لم تشهد يوماً أبيضاً نتيجة وجود القوات الأمريكية.
القوات الأمريكية هي سبب الفوضى في هذه المنطقة، وبدون انسحاب القوات الأمريكية لا استقرار في هذه المنطقة. وهذا ما تؤكده الأحداث الجارية، أمريكا خربت العراق، وساهمت في تخريب سوريا وتغذية الإرهاب فيها، وهي تمنع الاستقرار اليوم في لبنان.
كل هذا يؤكد ضرورة انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، ودون انسحابها من المنطقة لن تعود المنطقة إلى الاستقرار الذي كانت تعيشه. ونحن نعرف أن هذه منطقة كانت تعيش استقرار أمني إن كان في العراق أو في سوريا أو في لبنان أو في كل المنطقة، قبل مجيء القوات الأمريكية.
لذلك، فإن وجود القوات الأمريكية في العراق أو سوريا ما زال يغذي أولاً الإرهاب في المنطقة كما يغذي الفوضى.
