أغسطس 5, 2023 - 20:26
جبل البركل من أجمل الآثار التاريخية في السودان
عرب جورنال


أروى حنيش

تشكل المناطق القديمة واجهة من واجهات الجمال وبالرغم من أن مواقع الآثار تمثل جزءاً مهماً من واقعنا وبيئتنا المحيطة وبقدر ما تحوي من مقتنيات لزمان قديم إلا أن الناظر إليها يجدها تمثل بذات القدر رمزاً لارتباط الناس وتواصلهم خاصة بجبل البركل الذي يقف شامخاً على مر الدهور والعصور.

والجبل كما يصفة البعض بأنه من أهم المواقع الكوشية باعتباره كان يمثل العاصمة السياسية والدينية لتلك المملكة في ذلك الوقت وكانوا يسمونه وقتها بـ(الجبل المقدس) أو (الجبل الطاهر) لاحتوائه على عدد كبير من المعابد الدينية.. والموقع يحتوي على المعبد الرئيسي الذي يتكون من ثلاثة قاعات رئيسية، خصصت الأولى منها لعامة الشعب فيما خصصت الثانية للكهنة وخصصت الثالثة للتتويج باعتبار أن أي ملك اعتلى عرش الملك كان ينصب من هذا المعبد من قبل الكهنة .

ومعالم هذه المناطق القديمة تشكل واجهة من واجهات الجمال ولمسة تحمل الكثير من ملامح الروعة والإبداع ويتبدى ذلك حينما يقصد الزائرون تلك المعالم التي اكتسبت شهرة واسعة رغم حداثتها ورغم وجودها على بعد أمتار من منطقة جبل البركل.

وهو من اكثر المناطق جاذبية للسياح بالولاية الشمالية يقف على الكثير من القصص و الحكايا و الاساطير التي تحف المكان الاثري و الذي يعود لاكثر من 12 الف عام قبل الميلاد .
حيث يُعتبر جبل البركة والذي يقع شمال السودان، من المواقع التاريخية التي شهدت جزءاً طويلاً من الحضارات النوبية أو الكوشية القديمة. خلال أكثر من 5 آلاف عام. واعتقد المصريون القدماء أن "الإله آمون" سكن في جبل البركل والذي يُسمى أيضاً بـ"الجبل الطاهر".
ويُعد البركل من المواقع الأثرية التي تجذب الكثيرين لزيارتها، حيث تعبر عن الحضارات القديمة خصوصاً غزو الفرعون "تحتمس الثالث" للمنطقة في عام 1450 قبل الميلاد، حيث تم إنشاء حامية عسكرية في منطقة نبتة (عاصمة ممكلة كوش النوبية) عند الحدود الجنوبية.

وكان (البركل) في القرن الثامن قبل الميلاد يعد عاصمة مملكة نبته ومن هذا الجبل حكم السودان من قبل الملوك السودانيين الاوائل (بعانخي و شباكا، شبكتو ، طهارقا، وتانوت آمون) وكان نفوذ السودان يمتد الى حدود فلسطين ، ويقول سكان المنطقة أن (الاله آمون رع) قام بنحت مقدمة جبل البركل على شكل (كوبرا) تتجه ناحية شروق الشمس والكوبرا هنا ترمز الى الملك و القوة وكان قدماء الفراعنة يضعونها على تاج (الملكة) .
ويحتوي جبل بركل على 13 معبداً تقريباً، ومن أكبرها وأشهرها المعبد المخصص للإله أمون رع.

تاريخ عريق

وضم جبل البركل مقبرة ملكية خلال الفترة المروية، ويرجع تاريخ أقدم المدافن فيها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. ويُعتبر هرم الملك الكوشي، تهارقا، أكبر هرم تم بناؤه في السودان.
والسبب في بناء تهارقا هرمه في مدينة نوري هو التعامد الفلكي أو الشمسي بين قمة جبل البركل والهرم. ففي يوم 31 يوليو (تموز) تحديداً، يمكن رؤية شروق الشمس من قمة الجبل، وفي يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) من قمة هرم تهارقا يمكن رؤية غروب الشمس من خلف قمة جبل البركل.
بعد 300 عام من ذلك، تحولت منطقة نبتة إلى عاصمة المملكة الكوشية وقام ملوك الأسرة الخامسة والعشرون بتشييد معبد آمون النبتي في المدينة والذي يُعتبر من المعابد الضخمة والتي تُعتبر مقدسة لدى السكان المحليين. كما قام بعانخي (أول ملوك مملكة كوش) بنصب مسلته الشهيرة التي أسماها "20 عاماً من الانتصارات"

ربط تجاري

وكان جبل البركل من المعالم في الطرق التجارية بين وسط أفريقيا والجزيرة العربية ومصر. وشكل معبراً لعبور النيل إلى كلتا الضفتين. ويعتبر جزءاً من حضارة نبتة.


السياحة في المنطقة

يستقبل جبل البركل سنوياً آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم، حيث يعتبره البعض "مزاراً دينياً عظيماً". وفي ظل وجود أهرامات البركل والعديد من المعالم السياحية في المنطقة، إلا أن عدم الاستقرار السياسي جعل السودان من الدول التي يفكر السائح عشرات المرات قبل أن يصلها".

في عام 2020، أُطلق مشروع السياحة المستدامة والمشاركة المجتمعية في مواقع التراث العالمي بالسودان، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام ومركز التراث العالمي والهيئة العامة للآثار والمتاحف واللجنة الوطنية السودانية للتربية والعلوم والثقافة وبدعم من صندوق الدعم الهولندي بالخرطوم.

مهرجان البركل

وتم إطلاق مهرجان جبل البركل في عام 2014، وشكّل حينها حضوراً ثقافياً وحضارياً ضخماً يضم العديد من الفنون المختلفة. ولكن سرعان ما توقف ولم يتواصل بعد ثورة ديسمبر 2018.