يونيو 8, 2024 - 15:05
لماذا القلق الأوروبي من الحرب مع روسيا ؟


خالد الأشموري
في 24 فبراير/ شباط / 2022م ، بدأت الحرب الروسية الأوكرانية وبحلول الأشهر الأولى من الحرب كان قد فر عشرات الآلاف من السكان من منازلهم ولجأ الكثير منهم إلى الدول المجاورة ، فيما ظهر في موسكو آلاف المتظاهرين المناهضين للحرب ، وفيما ضمنت عدد من دول الأتحاد الأوروبي  المرور الآمن والمعاملة العادلة لجميع المدنيين الفارين من الحرب : وبحسب المواقع الإعلامية المستقلة والمنحازة حول معطيات ومسارات الحرب وحتى اليوم، فقد وصفها مراراً وتكراراً معظم قادة الاتحاد الأوروبي بقولهم: "أنها الحرب العبثية، التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كيان وهوية أوكرانيا، فحرب بوتين ليست فقط ضد أوكرانيا، بل هي الحرب الشاملة والمباشرة على حدود أوروبا ، أن بوتين وجيشه ينتهكون القانون الدولي الإنساني فهم يستهدفون ويقصفون ويشنون ضربات صاروخية ويقتلون الأبرياء حتى أن بوتين وضع قوات الردع النووي الروسية في حالة تأهب قصوى، علينا كاتحاد أوروبي أن نقدم السلاح لأوكرانيا، نقوم بذلك لأن هذه الحرب تتطلب مشاركتنا لدعم الجيش الأوكراني ، إننا نعيش أوقاتاً غير مسبوقة، فنحن اليوم نواجه آفة الحرب".
وتكتسب مثل هذه التساؤلات مدلولها الشامل.. الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية " جوزيب بوريل" يعتقد أن تلك الأطروحات – رؤى متفق عليها من قِبل بعض قادة الاتحاد الأوروبي وفق سياسة الاتحاد ، وأن ما يردد من تفاهمات بين أعضاء الأتحاد إزاء حرب روسيا ضد أوكرانيا يعد إيجابي ، حيث تسير الأمور في الأتجاه الصحيح لوقف الحرب وإدانة روسيا. 
جاء ذلك في التصريح الصحفي الذي أدلى به في فبراير / 2022م أمام وزراء خارجية دول الأتحاد الأوروبي واضاف: هناك إجراءات تمت المصادقة السياسية عليها من قبل الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومنها الحزمة الشاملة من التدابير التي حددتها رئيسية المفوضية الأوروبية " أورسولا فون دير لاين " باعتماد جمع الإجراءات القانونية اللازمة ضد روسيا " عقوبات أقتصادية"، تنحيه نظام بوتين، الذين يستفيدون مالياً من النظام، تعزيز الإجراءات ضد بلاروسيا التي تسهل هجوم روسيا على أوكرانيا ، العمل على تجميد ما يمكن من أحتياطيات البنك المركزي  الروسي، إغلاق المجالات الجوية أمام شركات الطيران والطائرات الروسية لدول أعضاء الاتحاد الأوروبي .
وكحقيقة وبحسب ما آلت إليه ظروف الحرب حتى اللحظة لم يحقق الاتحاد الأوروبي إلا الشيء اليسير مما ذكر سلفاً، وما قدمة الاتحاد هو مواصلة أوروبا التنسيق مع الحكومة الأوكرانية والبلدان المجاورة في تقديم الدعم اللازم للشعب والجيش الأوكراني في مواجهة الجيش الروسي الذي لم يوقف الحرب. 
إذن الناتو الأوروبي لم يهزم روسيا لا بالأسلحة ولا بالمعلومات الإعلامية الأوروبية التي حظرت (روسيا اليوم وسبوتنيك) من البث في الاتحاد، ولا حتى لتشوية الواقع في الداخل الروسي من خلال زرع الإرتباك وأساليب الحرب النفسية والمحاولات الأوروبية البائسة نحو إحباط الشعب الروسي وقتل الأفعى من رقبتها كما أردوا.
الكاتب الصحفي " مايكل ميكلو تشيش " في مقالة المنشور بصحيفة الفاينشال تايمز 1 أغسطس 2023م برر الموقف الغربي لدول أوروبا من الحرب الروسية الأوكرانية بقوله: أن الغرب بالفعل قلق من هذه الحرب، ولن يهزم روسيا بالأسلحة فقط، مستعرضاً ما في يد الغرب من أدوات يمكنه من خلالها أن يواكب الأساليب الروسية والصينية في إدارة الصراعات مثل الحرب الإليكترونية والمعلوماتية وحملات التضليل وقال : صحيح أن أوكرانيا جبهة القتال أوسع نطاقاً في إطار حرب تستهدف تحديد لمن تكون الغلبة والتفوق في النظام العالمي الجديد  موضحاً: أن روسيا ليست هي الخصم الوحيد لقوى الغرب، إذ إن هناك الصين أيضا التي تمثل أحد أهم اللاعبين في المشهد السياسي الدولي. لكنه مع ذلك لم ينكر الأهمية الكبيرة للدفاع عن سيادة أوكرانيا.
واستشهد ميكلوتشيتش أيضا بتحذيرات إينارا ميرنيس، وزيرة دفاع لاتفيا، التي قالت إنه "من الخطأ أن نظن أن روسيا أوهنتها هذه الحرب، وأنها أصبحت غير قادرة على إظهار مفاجآت استراتيجية.
وما يشار إليه أن هذا الغرب الأوروبي المتفاقم بوضعه السياسي تجاه الحرب الروسية – الأوكرانية والذي يشكل خطراً عليه، حيث وجد نفسه فيه.
إيغور ليفنياس، كتب في " أوراسيا ديلي" قال لن أعيد اكتشاف أميركا إذا قلت إن زعماء الدول الغربية الحاليين، نسخ بائسة من السياسيين الذين ترأسوا هذه الدول ذات يوم. ومع افتقارهم إلى الصفات المهنية، يشعر الساسة الأوروبيون بالارتياح الشديد في إطار العقيدة الأميركية، التي تسميها الولايات المتحدة نفسها "النظام العالمي القائم على القواعد". ولكنها القواعد التي طورتها  الولايات المتحدة من أجل ترسيخ عالم أحادي القطب قائم على الهيمنة الأميركية. فالولايات المتحدة، تُلحق العالم كله بمجالها الأمني. ومن الطبيعي أن لا تتفق قوتان مثل روسيا والصين على أن تملي الولايات المتحدة عليهما كيف يعيشان هذه أوقات مثيرة للقلق. فقد حُشرت أوكرانيا والغرب في الزاوية بسبب النجاحات المستمرة التي تحققها القوات الروسية في مسرح العمليات، وهما على وشك الهلع. في هذه الحالة، لا يستطيعون هناك اتخاذ قرارات عقلانية. بل لم يكن السياسيون الغربيون مستعدين لاتخاذها حتى في حالة الهدوء. وفي اللحظة التي ينهار فيها نظامهم العالمي القائم على القواعد، يفقدون عقولهم تمامًا. ولسوء الحظ، فإنهم على استعداد لارتكاب مزيد من الأخطاء، والمخاطرة ببدء حرب عالمية ثالثة. لا يستطيعون التصالح مع فكرة أن أوكرانيا لن تفوز حتى مع الغرب. فبمجرد وصول عشرات التوابيت إلى المدن المريحة والهادئة في الدول الأوروبية، ستنتهي تصرفات القادة الغربيين الاستفزازية والطائشة. لسبب بسيط، هو أنه سيتم عزلهم من السلطة. ومع ذلك، لا يوجد ما يدعو إلى السعادة هنا. فالسياسيون الغربيون الذين سوف يأتون بعدهم لا يتمتعون أيضا بدراية وفطنة تستحق المديح. وهذا يدعو إلى القلق اكثر. ".. وفي تحليل سابق كتبه " بيتر كونرادي " محرر الشؤون الأوروبية في الصنداى تايمز 21/أغسطس/2022م، حول روسيا ومشكلة الغرب – أشار فيه " بالقول إن قادة الغرب بإمكانهم تجاهل دروس التاريخ إذا لم يكن لديهم مخطط لانتهاج أسلوب جديد للتعامل مع موسكو.
ويقول الكاتب إنه في نوفمبر"تشرين الثاني" 1991 ، عندما كان الاتحاد السوفيتي على وشك الانهيار، تلقى السفير البريطاني في موسكو، رودريك برايثويت، رسالة تحذير من مستشار لميخائيل غورباتشوف جاء فيها :"ربما تكون روسيا تمر حاليا بوقت صعب، ولكن الحقيقة هي أن روسيا، خلال عقد أو اثنين، ستعيد تأكيد مكانتها كقوة مسيطرة في تلك المنطقة الجغرافية الضخمة".
ويضيف أن كلمات مستشار غورباتشوف - التي رددها في وقت لاحق على مسامعي السفير البريطاني - فسرت المسار الحازم المتصاعد الذي اتخذه فلاديمير بوتين، منذ أن تولى رئاسة روسيا في 2000، والذي بلغ ذروته بالحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022م  ويواصل بقوله: يجب على المجتمع الدولي أن يجد بطريقة ما وسيلة لنزع فتيل هذه التوترات. ومع ذلك، يبدو أن الغرب لم يفكر كثيرا في كيفية التعايش مع روسيا في وقت، يبدو على الأرجح، أن الجانبين سيستمران في قتال بعضهما البعض وصولا إلى طريق مسدود في نهاية المطاف.
وسيكون من الخطأ الاعتقاد بأننا نواجه "مشكلة مع بوتين". يشير التاريخ إلى أن هذه "مشكلة مع روسيا" ستستمر لفترة طويلة بعد مغادرة الرئيس الحالي للكرملين.
ويشير الكاتب إلى أن جذور التوتر القائم حاليا يعود إلى ملفات لم يتم إنهاؤها منذ عام 1991 م لقد تفكك الاتحاد السوفيتي إلى 15 جمهورية، تكونت على طول حدود داخلية اعتباطية وبين عشية وضحاها أصبحت حدودا بين دول ذات سيادة.
قلق أوروبي وأمريكي واسع من أستمرارية التقدم الروسي وهزيمة أوكرانيا، دفع ذلك بالغرب أن يوافقوا باستعمال أوكرانيا الأسلحة الغربية في ضرب أهداف داخل روسيا.
الإعلامي عبد الجليل عبد الرسولوف ل بي بي سي نيوز – أجاب على هذا التساؤول : ما الذي سيغيره هذا القرار الأوروبي – الأمريكي بتزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية ، وما أثره على خط المواجهة في أوكرانيا؟، يقول عبد الرسولوف : كانت الدول الغربية حتى الآن تضع قيودا على استعمال أسلحتها، والاقتصار على ضرب الأهداف العسكرية داخل أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، والأقاليم المحتلة. ويعود ذلك إلى خشيتها من أن يؤدي استعمال أسلحة دول الناتو داخل الحدود الروسية، المعترف بها دوليا، إلى تصعيد النزاع.ولكن التقدم الروسي الأخير في خاركيف، شمال شرقي أوكرانيا، أقنع حلفاء كييف، بأنه لابد لأوكرانيا من أن تكون قادرة على تدمير أهداف عسكرية في الجانب الآخر من الحدود، إذا أرادت أن تدافع عن نفسها.
فقد شنت روسيا، الشهر الماضي، هجوما واسعا في المنطقة، فتحت فيه جبهة جديدة، وسيطرت على العديد من القرى. وشكل التقدم الروسي تهديدا خطيرا لخاركيف، المدينة الثانية في أوكرانيا، التي تقع على بعد 30 كيلومترا من الحدود والواقع أن الحدود هي أيضا خط المواجهة. فحظر استعمال الأسلحة الغربية في ضرب الأهداف خارج حدود أوكرانيا، سمح للقوات الروسية بالتحضير لعملياتها العسكرية في مأمن من أي خطر أوكراني..
نجزم القول مما طرح : إن مبرر الولايات المتحدة ومعها بعض دول الأتحاد الأوروبي " على تغيير سياستهما والسماح لأوكرانيا بضرب روسيا بالأسلحة الغربية يأتي بعد ضغوط من أوكرانيا وأثني عشر دولة من دول الأتحاد الأوروبي  وجاء التأكيد الأمريكي على لسان أنتوني بلينكن – وزير الخارجية في الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الناتو في براغ : ليؤكد فحوى التزام أمريكا ، والاتحاد الأوروبي بدعم أوكرانيا .. موضحاً بأن هذا الالتزام هو التكيف والتعديل بما تتطلبه الظروف والاستجابة لما يجري في ساحة المعركة لضمان حصول أوكرانيا على ما تحتاجه في الوقت الذي تحتاجه .. فيما كان الرد الروسي أقوى قبيل هذا الإعلان الأمريكي في براغ حين هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوسيع مناطق الحماية إذا استعملت الأسلحة الغربية الطويلة المدى في ضرب التراب الروسي .. مضيفاً أنه عليهم أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار قبل التحدث عن ضرب الداخل الروسي.
ومن أجل تجنب التصعيد -  يرى عبد الرسولوف: نفس المصدر" أن الموافقة الأمريكية لأسلحة المدى الطويل لا تتضمن مثل هكذا دعم، وأن كان كذلك فتلك الأسلحة سوف تقتصر على أسلحة مثل أنظمة الصواريخ التكتيكية. ويبلغ مدى هذه الصواريخ 300 كيلومتر، ويمكنها أن تستعمل لضرب قواعد عسكرية أو مطارات داخل روسيا.ولا تسمح هذه القيود لأوكرانيا إلا بضرب الأهداف القريبة من حدودها، ولكن هذا التحول في سياسة حلفاء كييف له أهمية كبيرة.
وفي السياق تناول الموقع الأوروبي ""brussels signalمقالاً بعنوان الرئيس بوتين والاقتصاد الروسي في 7/ آذار مترجم للعربية للكاتب كونستا نيوتوس بوغدانوس والذي سلط فيه الضؤ على القضايا السياسية في أوروبا وعلاقة ذلك بالرئيس بوتين والاقتصاد الروسي حيث قال: منذ بداية الحرب في أوكرانيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا منذ عامين، سقط مئات الآلاف من الأرواح، ونزح الملايين، وعانت الاقتصادات الغربية، وتعطلت العلاقات الدولية وتجري إعادة هيكلتها. ومنذ بداية الحرب، وقف الغرب بقوة ضد روسيا، وفرض عقوبات كان المقصود منها إجبار روسيا  على التراجع، لكن هذا لم ينجح فحسب، بل يبدو أن تأثيره كان سلبياً على الاقتصاد الأوروبي، أكبر من تأثيره على خزائن روسيا.
ووفقاً لصندوق النقد الدولي، ارتفع الإنفاق الاستهلاكي في روسيا في عام 2023 بنسبة 6% وانخفض التضخم الآن من 11.5% إلى 6.5%. في حين عانت قطاعات محدودة مثل صناعة السيارات من تراجع، فإن الناتج الصناعي الإجمالي حافظ على مستواه الذي كان عليه قبل عامين. أما بالنسبة للإيرادات من صادرات النفط والغاز، فيبدو أنها ارتفعت بالفعل.
كذلك، تعمل روسيا على تنويع أسواق تصدير الطاقة لديها، وقد ساهمت الأسواق الصينية والهندية بزياده وارداتهما من النفط الروسي بأكثر من عشرة أضعاف منذ نحو عامين، بتعزيز خطط وموقف الكرملين. إضافة إلى أن روسيا لديها نفوذ على ما يسمى "أسطول الظل" من ناقلات النفط التي تزود مصافي آسيا بالإمدادات النفطية بأسعار معقولة، حتى أن المملكة العربية السعودية تشتري النفط الروسي الرخيص لتغذية محطات الطاقة لديها، وتبيع خامها المرتفع الثمن إلى 
بقية العالم.
وفي إطار التصعيد والقلق الأوروبي تجاه موسكو نرى ذلك التصعيد الأوروبي في العلاقات مع موسكو وفي ذلك نشرت صحيفة فرغلياد الروسية في 29/5/2024م تقرير للكاتبان " اناستازريا كوليكوفا ويفغيني بوزد نياكون " ذكرا فيه: أن موقف العلاقات مع موسكو يتجلى في دعوى رئيسة المفوضية الأوروبية " اورسولا فون دير لا ين " لدول الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد للحرب مع روسيا.
وبحسب الكاتبان : فأن العديد من دول الاتحاد تميل إلى الموافقة على استخدام الجيش الأوكراني للأسلحة الغربية لشن هجمات على الأراضي الروسية، حتى أن دول مثل دول البلطيق ومعهم البولنديون يدفعون أوروبا نحو حرب نووية – وعلى هذه الخلفية من التصاريح النارية التي تدعو الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد للحرب مع روسيا وأتخاذ عدد من الإجراءات للتسلح بشكل مشترك ، وهو الأمر الذي أشارت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية  بالدعم المستمر لأوكرانيا ، فضلاً عن الحاجة إلى تعزيز القدرة الدفاعية للاتحاد الأوروبي .. وفيما تؤكد دول البلطيق وبولندا أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حتى تتمركز القوات الروسية على حدودها. وفي رأيهم، من الضروري التحرك بشكل استباقي بإدخال وحداتهم الخاصة إلى منطقة الصراع؛ العمل الذي قد يجعل حلف شمال الأطلسي الناتو مشاركا كاملا في الحرب وتشير التقارير أن بعض دول الناتو تدرس خيار حماية المجال الجوي لغرب أوكرانيا بمساعدة أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها، وقد قدمت بولندا هذا الاقتراح. كما تجري مفاوضات لإرسال مدربين من الناتو إلى الجيش الأوكراني. وحسب بعض السياسيين، فإن هذا أكثر فاعلية من إجبار "مئات الآلاف من الجنود على السفر إلى أوروبا لتلقي التدريب".
وامتثالاً لقوانين الحرب يعمل الناتو على رفع درجة التوتر بعد تكرار الأمين العام للمنظمة ينس ستولتنبرغ دعوته للسماح للجيش الأوكراني بشن ضربات على الأراضي الروسية بالأسلحة الغربية. وقد حظيت دعوة ستولتنبرغ بدعم في السويد، حيث صرح وزير الدفاع السويدي بول جونسون بأن أوكرانيا يحق لها قصف الأراضي الروسية وبحسب مراقبون فأن معظم السياسيين الغربيين يعتقدون أن الأسلحة المنقولة إلى القوات المسلحة الأوكرانية تزيد من فرص جيشها في الفوز بالصراع. وفي مجتمع الخبراء في الغرب تدور مناقشات حامية حول إذا ما كانت أوكرانيا بمساعدة الغرب أقوى أم روسيا". ووفقا له، يرفض الأوروبيون الشرقيون الآخرون رفضا قاطعا البحث عن حل دبلوماسي للصراع، مثلما طالبت المجر وسلوفاكيا إنه في حال انسحاب الجيش الأوكراني من مواقعه الحالية، فإنهم إلى جانب الفرنسيين والبريطانيين، مستعدون لإرسال قواتهم لمساعدة القوات المسلحة الأوكرانية. ويأمل قادة هذه الدول أن تضطر الولايات المتحدة، باعتبارها قوة نووية، إلى الدخول في صراع عسكري في حالة حدوث اشتباكات مباشرة بين الجيش الروسي وقوات دول الناتو".
وذكرت الحرة " في 24 / فبراير / 2024م نقلاً عن تقرير لوكالة بلومبرغ : بأن هذا التسليح الغربي لأوكرانيا قد خلق صراعاً عميقاً بين شرق أوروبا وغربها.
وبحسب التقرير: بأنه في حال انتصار روسيا في الحرب الأوكرانية فأن الكثير من الدول الشيوعية السابقة شرقي أوروبا لن يثقوا أبداً في جيرانهم الغربيين مرة أخرى بحسب ما قاله مسؤولون للوكالة الأمريكية ذاتها وذكر التقرير أن الخلاف حول كيفية تجديد مخزون الأسلحة لأوكرانيا الذي يعاني بشدة، تحول إلى "صدع أعمق"، وبات المزاج السائد في الدوائر الدبلوماسية أنه في حال فوز روسيا في الحرب، فلن "يُغفر لأوروبا الغربية، وربما يتعرض مشروع التكامل الأوروبي الذي بدأ منذ انهيار جدار برلين إلى الخطر، حيث قد يتحول هذا التصدّع إلى ندبة لا تُمحى"ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤول أوروبي رفض الكشف عن هويته بسبب التفاصيل السياسية والأمنية للمسألة، قوله إن الحكومات في الغرب لا تدرك أن جيرانهم في شرق القارة لن يثقوا بهم مجددا.يذكر أن دول الاتحاد الأوروبي ناقشت على مدار أشهر ما إذا كانت سوف تشتري أسلحة من خارج التكتل المكون من 27 دولة، في ظل فشلها بالتزاماتها نحو أوكرانيا بشأن تزويدها بمليون قذيفة مدفعية بحلول الشهر المقبل. 
وكأن الرئيسان الألماني والفرنسي – شولتز وماركون، أثناء حضورهما مادبة عشاء رسمية في قصر بلفن الرئاسي " ببرلين " ووفقاٌ لرويترز في 28/ مايو / 2024م كانا قد حذرا من خطر مميت يتهدد أوروبا حين أكد أن القارة تشهد نقطة تحول بين نهاية حقبة وبدء عصر جديد – وأضافا  "لا يمكننا أن نأخذ بصورة بديهية الأسس التي بنينا عليها أسلوب عيشنا الأوروبي ودورنا في العالم فأوروبا التي ننتمي إليها عرضة لخطر مميت، وعلينا أن نرتقي إلى مستوى التحدي".
الجدير بالذكر : بأن إيطاليا العضو ، المؤسس في الحلف لا تزال حتى اللحظة تعارض ضرب دول حلف الأطلسي " الناتو" المؤيدة للسماح لأوكرانيا في استخدام الأسلحة المقدمة من الغرب لضرب الأراضي الروسية .. حيث ترى إيطاليا بحسب وزير خارجيتها أنتونيو تاياني " خلال اجتماع في رابالو بشمال غرب إيطاليا وكالة "وأنسا " للأنباء ما معناه : أن هذا التسرع في مسألة امداد أوكرانيا بالأسلحة لا يخدم "الناتو" محذراً من وضع " دقيق " يتعين فيه تجنب إتخاذ خطوات " متسرعة".
وقال إنها لحظة حساسة جداً ، ويجب ألأ نقوم بخطوات خاطئة ، وأن نتجنب الخطوات والتصريحات المتسرعة حتى أننا قد نرسل حزم من المساعدات إلى أوكرانيا ، لكننا لن نرسل ولو جندياً إيطالياً واحداً للقتال في أوكرانيا لأننا لسنا في حرب مع روسيا .. منوهاً إلى أن الولايات المتحدة نفسها لم تسمح بالاستخدام العشوائي لأسلحتها ضد روسيا، ولكن فقط لضرب قاعدة تنطلق منها الطائرات بدون طيار ،حتى أنهم حذرون جداً.. وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية .