مايو 2, 2024 - 21:55
مايو 2, 2024 - 23:35
الحراك الطلابي في الجامعات الامريكية والأوروبية طوفان أخر يهز الكيان


عرب جورنال / كامل المعمري - 
طوفان اخر يقض مضجع الكيان الصهيوني ويهدد بنسفه كليا من على الخارطة هذه المرة ليس بطوفان عسكري لكنه طوفان سياسي صوته الحرك الطلابي المتصاعد في الجامعات الامريكية والذي يقول مراقبون في حال استمر وتصاعد فانه سينسف كل المعتقدات المتعلقة بالنبوءات التوراتية والصهيونية المسيحية التي تبني الولايات المتحدة الامريكية سياستها الخارجية الداعمة للكيان الصهيوني وفقا للمعتقدات الدينية 
هذه العلاقة التي تنطلق من العقيدة الدينية بين امريكا والكيان الصهيوني تواجه اليوم اكبر تهديد على الاطلاق لاسيما ان الحراك الطلابي في الجامعات الامريكية يكشف  التحول الكبير  في الوعي لدى المجتمع الامريكي لاسيما فئة الشباب كما ان هذه  الاحتجاجات تحمل دلالات غير مسبوقة، حيث تمتد إلى خارج الحرم الجامعي وتجذب أعضاء هيئة التدريس وشرائح مختلفة من المجتمع الأمريكي، مما ينذر بتغييرات في سياسات واشنطن الخارجية
مايحدث في الولايات المتحدة الامريكية أمر غير متوقع للسلطات الامريكية والاسرائيلية فعلى مدار اكثر من ثمانية عقود ودراسات استطلاعات الرأي التي تقوم بها عدة مؤسسات بحثية ومراكز دراسات   تؤكد بان المجتمع الامريكي اكثر تدينا و يؤمن بدعم اسرائيل وتمكينها من احتلال كل فلسطين .وان شعبية اسرائيل في المجتمع الامريكي تتجاوز شعبية اي رئيس امريكي.


الكيان يشعر بالخطر 
لقد احدث هذا الحراك ارباكا كبيرا للسلطات الامريكية خصوصا التظاهرات  تطالب بوقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء تقديم المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، ووقف التعامل البحثي مع الجهات الإسرائيلية، ووقف أي علاقات للجامعات مع موردي الأسلحة والشركات الأخرى التي تستفيد من الحرب، وهي مطالب مزعجة للكيان وفي حال تحققت ستكون تحولا غير مسبوق في الوعي الجمعي الامريكي وبالتالي سيغير من السياسة الخارجية  لأمريكا
بالتالي  فإن التصريحات التي تطلقها سلطات الاحتلال الصهيوني والمعادية للحراك الطلابي يؤكد مدى الخطر الكبير الذي يهدد الكيان ويثير قلق اسرائيل بشأن خسارة الدعم الأمريكي في حال تصاعد الحراك الطلابي. كما ويدرك القادة الإسرائيليون أهمية هذا الدعم الأمريكي، الذي يمكّنهم من مواجهة التحديات الدولية خصوصا انهم يعتمدون على النفوذ اليهودي في وسائل الإعلام الأمريكية لتوجيه الضوء بشكل أكبر نحو إسرائيل
اضف لذلك ان القادة الإسرائيليون يشعرون بقلق شديد إزاء تصاعد النشاط الطلابي والاحتجاجات لأنهم يدركون تماما ماحدث في جنوب إفريقيا من احتجاجات في الثمانينات والتي ادت إنهاء نظام الفصل العنصري هناك 
وبالتالي تظهر الآثار الملموسة لاحتجاجات الجامعات الأميركية بشكل واضح، وتتجلى هذه الآثار على عدة جوانب، بما في ذلك تأثيرها على السياسة الخارجية لإسرائيل. فقد حذرت الأوساط السياسية والأمنية في اسرائيل من تأثير هذه الاحتجاجات على الوجود الإسرائيلي ذاته، خاصةً مع مطالبة الاحتجاجات بحقوق تاريخية للشعب الفلسطيني

اللوبي الصهيوني في مواجهة الحراك الطلابي
لهذا يعمل "اللوبي الصهيوني" بوصفه الإطار التنظيمي الذي يضم مجموعة من الجمعيات والتنظيمات والهيئات اليهودية والصهيونية بقوة لكسب تأييد الرأي العام الأمريكي لإسرائيل، وقد بدأت هذه الجهود منذ القرن الماضي بغاية إقامة دولة إسرائيل ودعمها كما يعمل هذا اللوبي على مواجهة اي مخاطر تمس بالشراكة الاستراتيجية مع امريكا ولعل هذا الحراك الطلابي في الجامعات الامريكية يشكل اول تهديد حقيقي للكيان 
وعلى ما يبدو فإن النفوذ اليهودي في أميركا لا يتناسب مع عددهم، حيث تعمل الجماعة اليهودية بشكل منظم وقوي، وهذا يجعلها قادرة على تعزيز نفوذها بشكل كبير. ويشير مركز الدراسات العربية الأوراسية إلى أن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي لا تشكل أكثر من 2.4% من سكانها، تتميز بتأثيرها الكبير في الحياة السياسية.
وهنا يبرز بوضوح فضاعة الانتهاكات التي تحدث بحق المتظاهرين في الجامعات الامريكية وحملة الاعتقالات الواسعة التي تقوم به السلطات الامريكية وذلك بايعاز من اللوبي اليهودي الذي يسعى للتصدي للحراك الطلابي تحت عنوان معاداة السامية، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل ولم تكتف اللوبيات اليهودية بذلك، بل قامت بالاعتداء على الطلاب المعتصمين بالجامعات.
تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى ضرورة تصعيد الجهود لمواجهة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية، ووصف ما يحدث هناك بأنه "أمر مروع"، معتبرًا أن الأصوات "المعادية للسامية" تسيطر على الجامعات البارزة. مطالبا  بضرورة وقف وإدانة هذا الحراك، ووصف ردود أفعال بعض رؤساء الجامعات بأنها "مخزية" وحث السلطات الامريكية على التصعيد ضد هذه الاحتجاجات 
هذا القلق الاسرائيلي يدفع بأمريكا لأن تقلق اكثر حتى لاتصيبها لعنة الرب وبالتالي لابد ان تتحرك بكل قوة لخدمة اسرائيل ودرء المخاطر عنها .


تكميم الافواه 
بما ان امريكا تنطلق في دعمها للكيان من منطلق ديني بدرجه رئيسة لأنها في حال قطعت الدعم فان الرب سيلعن امريكا ،نعم هذه هي المعتقدات الراسخة لدى قادة السلطة والرأي في الولايات المتحدة 
ولذلك ترى امريكا انه  لابد من اتخاذ كل مايلزم لمواجهة الاحتجاجات في الجامعات حتى لو وصل الامر الى تكميم الافواه وهذا ماحدث يوم الاربعا الماضي حيث  أقر مجلس النواب الأمريكي تعديلا على تعريف "معاداة السامية" المعتمد سابقا، ليتم إدراجه في أروقة وزارة التعليم في الولايات المتحدة، وسلطات إنفاذ القانون، وقوانين مكافحة التمييز.
المشكلة في القانون الجديد تكمن في اعتبار انتقاد "إسرائيل" كدولة، سببا كافيا لتصنيف الشخص كـ "معادي للسامية"، وذلك بسبب دورها كدولة تجمع لليهود، مما يثير مخاوف بشأن حرية التعبير في الولايات المتحدة وترويع منتقدي سياسات الحكومة الإسرائيلية.
تعريف معاداة السامية يشمل "تصوّر معين لليهود، يمكن التعبير عنه على أنه كراهية تجاه اليهود، ويتجلّى ذلك عبر ممارسات لفظية ومادية موجهة ضد اليهود أو غير اليهود و/أو ممتلكاتهم، ومؤسسات المجتمع اليهودي ومرافقه الدينية"، وقد تم اعتماد هذا التعريف لأول مرة في عام 2016 من قبل "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة".
تعليقات النواب على التعديل تباينت، حيث اعتبر البعض أنه "مضلل" ويؤثر على حرية التعبير، بينما رأى آخرون أنه خطوة مهمة لحماية الأمريكيين اليهود من التمييز في الجامعات.
من جهة أخرى، بدأ طلاب أمريكيون في حراك غير مسبوق لمطالبة جامعاتهم بوقف دعمها لإسرائيل وسحب استثماراتها فيها، مما أثار جدلا حول معاداة السامية وكراهية اليهود.
من المتوقع أن يتم إرسال القانون إلى مجلس الشيوخ للمصادقة عليه، وإذا مر هناك، سيصبح قانونا نافذا في المؤسسات التعليمية وسلطات إنفاذ القانون، مما قد يؤدي إلى ملاحقة قادة الحراك الطلابي بتهمة "معاداة السامية"

استخدام العنف المفرط 
مع تتصاعد التظاهرات في الجامعات الأميركية ، تتصاعد موجه العنف الذي تنفذه السلطات الأمنية لفض الاعتصامات هذا العنف المفرط الذي تمارسه السلطات الامريكية كشف قناعها وترك صورة سلبية عنها كدولة تدعي الرعاية لحرية التعبير والديمقراطية 
وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية فإن أكثر من ألف شخص تم اعتقالهم، وذلك على خلفية تهم تتعلق بخرق القوانين الجامعية والمدنية في الولايات المتحدة. ومع استمرار الاحتجاجات، تعهد الطلبة بمواصلة الضغط على الجامعات للكشف عن أي استثمارات تدعم الحرب في غزة وسحبها
 ايضا الرئيس جو بايدن ادان "الاحتجاجات المعادية للسامية" و"تجاهل من يفهمون الوضع الذي يمرون به الفلسطينيون". بينما وصف الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات 2024، الوضع في الحرم الجامعي بأنه "فوضى"، وحمل بايدن مسؤولية ذلك.
من جانبهم، طالب العديد من السياسيين باستخدام القوة ضد المحتجين، مثل السيناتورين الجمهوريين توم كوتون وجوش هاولي اللذين دعوا إلى نشر الحرس الوطني في جامعة كولومبيا

ومع توسع الاحتجاجات التي بدأت من الجامعات الامريكية وفشلت السلطات الامريكية الى جانب اللوبي الصهيوني في كبح جماحها  امتدت هذه التظاهرات لتشمل العديد من الدول الاوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وسويسرا والعديد من الدول الاخرى يأتي هذا في وقت اتخذت فيه 12 دولة من الاتحاد الاوروبي "تدابير غير متكافئة، بما في ذلك حظر تظاهرات على أساس خطر ظاهر على الأمن العام والأمن"، وفق ما جاء في تقرير للمنتدى المدني الأوروبي ومقره بروكسل غير ان تلك التدابير فشلت في مواجهة موجة الغضب والحراك المتصاعد في الجامعات الفرنسية والبريطانية والالمانية وحتى اللحظة لم تسجل في هذه الدول اعمال قمع للمحتجين من قبل السلطات كما حدث في امريكا غير ان وبحسب مراقبين فإن توسع هذه الاحتجاجات وتصاعدها في الجامعات الأوروبية قد يدفع اللوبي الصهيوني لمواجهتها بالعنف 

واجمالا فان مثل هذا التظاهرات الممتدة من  امريكا ومن لندن وحتى جنيف المتضامن مع غزة والحامل لنفس الاهداف والمطالب يشكل تحديا كبيرا  لأمريكا ودول اوروبا فهل سينجح هذا الحراك في اجبار هذه الدول على اعادة تقييم سياستها  الخارجية وبالتالي قطع اي دعم عسكري وسياسي للكيان الصهيوني ونسف كل المعتقدات الدينية التي عملت اسرائيل على غرسها في الوعي الاجتماعي والسياسي والعسكري في امريكا ودول اوروبا .