أبريل 24, 2024 - 23:06
أبريل 24, 2024 - 23:10
صحيفة روسية: نهاية الدولة التجارية وعودة الدولة العسكرية على الساحة العالمية

ترجمة: 
إن تضاعف التصعيد الذي ميز الحوكمة العالمية على مدى عقود، يثير تساؤلات حول مستقبل البشرية. يشهد العالم حاليًا حروبًا كبرى متعددة، بما في ذلك الصراعات بين إسرائيل وحماس، وبين إسرائيل وإيران، بين روسيا وأوكرانيا، في بوركينا فاسو، في الصومال، في السودان، في اليمن، في ميانمار، في نيجيريا وسوريا، لقد أودت هذه الصراعات بالفعل بحياة العديد من الأشخاص وتسببت في دمار هائل، وبالفعل فإن تزايد الصراعات المسلحة وتضاعف بؤر التوتر في العالم يثير المخاوف من عودة الدولة العسكرية واحتمال العودة إلى حالة الحرب.
في نهج متزامن وغير متزامن، تهدف هذه المقالة إلى إنشاء نظرة عامة على الحروب الحالية في العالم (1) بهدف تحديد العوامل المؤثرة على رؤيتها (2)، من أجل فهم عودة الجيش بدقة، التي تعني عودة حالة الحرب (3)
1.    نظرة عامة على الحروب الحالية حول العالم
في ضوء التطورات الأخيرة في الديناميكيات العالمية، يمكننا، دون ادعاء الحصر، أن نحدد عدد الحروب الكبرى الجارية في العالم منذ عام 2023 بنحو اثنتي عشرة (12) تشمل هذه الصراعات الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وبين إسرائيل وإيران، والعمليات العسكرية الخاصة للاتحاد الروسي في أوكرانيا، فضلاً عن النزاعات المسلحة الكبيرة في بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، والصومال، والسودان، اليمن ميانمار نيجيريا سوريا، ويشير هذا إلى أن عدد الصراعات في جميع أنحاء العالم يتزايد بشكل كبير، مع زيادة كبيرة في الوفيات المرتبطة بالقتال منذ أوائل عام 2000.
2.    العوامل المؤثرة على رؤية الحروب
يتأثر ظهور الحروب والصراعات على المسرح العالمي بعوامل مختلفة، وتجذب بعض الصراعات المزيد من الاهتمام بسبب قدرتها على الانتشار وإشراك بلدان أخرى، وخاصة تلك التي تمتلك قدرات نووية، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك قصف إيران لإسرائيل في 13 أبريل 2024، ردًا على الغارات الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق في سوريا، كما أن القرب من المراكز الحضرية الكبرى، والقيود المفروضة على الصحفيين والمنظمات غير الحكومية، وتوافر التغطية الإعلامية على المنصات الاجتماعية، والألفة الثقافية تلعب أيضًا دورًا في تحديد الصراعات التي تجذب الاهتمام الدولي، ومن هنا جاءت التداعيات الإقليمية والقارية والعالمية للصراعات بنسبة مثيرة للقلق.
3.    عودة الحالة العسكرية وحالة الحرب
ويشير مفهوم "الدولة العسكرية" أو "قوات الدولة المسلحة" إلى دولة منظمة للحرب، ومجهزة بصناعة عسكرية وأفراد ومذاهب موجهة نحو الصراع، تستند فكرة انتهاء عصر الدول العسكرية إلى تحولات مثل التحول إلى القوة التجارية بعد سقوط جدار برلين عام 1989، ووهم نهاية الحرب الباردة عام 1991، إلا أن التطورات الجيوسياسية والجيواستراتيجية الأخيرة تشير إلى عودة ظهور الدول ذات التوجه العسكري والعودة إلى حالة الحرب.
وفي ضوء التوترات المتصاعدة بين القوى الكبرى مثل روسيا، التي تتبنى سياسات خارجية جديدة تنظر إلى الغرب باعتباره تهديدا وجوديا وتعمل على تعميق العلاقات الروسية الصينية ضمن تحالفات أوسع مثل مجموعة البريكس، تنشأ تساؤلات حول طبيعة التغييرات الجارية في الحوكمة العالمية. إن توسع التحالفات، ومراجعة عقائد الدفاع، والزيادات في ميزانيات الدفاع، والتدريبات العسكرية، والمواجهات غير المباشرة من خلال العقوبات الاقتصادية والحروب بالوكالة أو من خلال الحلفاء، كلها عناصر تشير إلى تحول أساسي في العلاقات الدولية نحو منافسات عنيفة محتملة.
في الختام، يمكننا أن نستنتج أن المشهد الجيوسياسي الحالي يثير مخاوف بشأن ما إذا كنا نتجه نحو اشتباكات عنيفة بين المتنافسين. إن السؤال المطروح حول عودة الدول العسكرية وحالة الحرب يتطلب دراسة مفهوم الدولة العسكرية فيما يتعلق بظروف الحرب، مع النظر في الآفاق المستقبلية لديناميات الصراع. إن التعددية القطبية التي يدعو إليها الاتحاد الروسي وتحالف البريكس توفر الظروف اللازمة للعودة إلى الدولة التجارية ووضع حد لقطاع الطرق الذي تمارسه الأقلية الغربية على المسرح العالمي.

الكاتب: محمد لمين كابا
صحيفة: التوقعات الشرقية الجديدة