أبريل 7, 2024 - 23:48
هل سترد إيران على استهداف إسرائيل لقنصليتها في دمشق؟

عبدالرزاق علي ـ عرب جورنال:
هل سترد إيران على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، وخلف قتلى بينهم القائد العسكري البارز في الحرس الثور محمد رضا زاهدي؟.
طُرح هذا السؤال آلاف المرات عقب الاعتداء الإسرائيلي على قنصلية إيران في دمشق، لكنَّ السؤال ـ في الغالب ـ لم يكن استفسارا بقدر ما كان تعريضا بإيران، كون كثير ممن يطرحونه يستبعدون ردا إيرانيا، ويعللون ذلك بضعف طهران أو بخشيتها من إسرائيل، وأحيانا يتحدثون عن "مسرحية".
لكنَّ السؤال المطروح ليس منطقيا ولا يعبر عن حقيقة الصراع، والسؤال الذي يفترض أن يُطرح هو: لماذا استهدفت وتستهدف إسرائيل إيران دون غيرها؟.
والجواب هو: لأن مجرد وجود إيران يمثل تهديدا وجوديا لإسرائيل والمتحالفين معها في المنطقة، كما أن إيران في حالة اشتباك سياسي، وعسكري، واستراتيجي وجودي مع الكيان منذ 4 عقود.
إلى جانب ذلك، تعتبر إيران أبرز الداعمين للمقاومة في مختلف البلدان، ولها يعود الفضل في صمود المقاومة التي لا تواجه إسرائيل فقط، وإنما عددا من الدول المتحالفة معها، ومن بينها دول عربية وإسلامية.
وهذا الأمر يعني أن ما تقوم به إسرائيل ضد إيران هو ردٌ بشكل عام وليس استهدافا ابتداءً، لكنه كسر قواعد الاشتباك هذه المرة، لأهداف تخص إسرائيل، من بينها توسيع دائرة الصراع للهرب من الاستحقاقات الداخلية، ومحاولة تحقيق نصر شكلي، بعد الفشل في القضاء على المقاومة بقطاع غزة، وأمور أخرى.
وفي حال قررت إيران أن ترد بصورة مباشرة على هجمات دمشق، فلن يحدث ذلك بين ليلة وضحاها، فالرد بحاجة إلى دراسة متأنية، وإلى انتقاء الهدف المناسب، والتوقيت المناسب. 
لا ننسى أن هناك حربا قائمة بين إيران وإسرائيل، بأكثر من صورة وشكل، وما يتحقق فيها لإيران، أكثر مما سيحققه رد متعجل على هجمات قد يكون هدفها الرئيسي جر إيران إلى رد غير مدروس.
من خلال متابعة الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل تحسبا لأي رد إيراني على هجمات دمشق، ومن خلال تصريحات بعض المسئولين الإسرائيليين، وما تسربه بعض وسائل الإعلام، يتضح حجم القلق الذي يعيشه الاحتلال وهو يترقب ويتوقع الرد، وهذا في حد ذاته أقوى من الرد الإيراني نفسه، وإيران تدرك ذلك جيدا.