مارس 17, 2024 - 20:58
الأهداف الأمريكية الخفية لإنشاء رصيف بحري في غزة


توفيق سلام

مَنْ أخطأته نيران وصواريخ الاحتلال الإسرائيلي لن يفلته الجوع حتى ينال منه، ذلك هو حال الفلسطينيين في قطاع غزة، التي عجزت أمامه الأمم المتحدة، والقوانين الدولية التي صدرت منذ عقود، واعتبرت التجويع جريمة حرب. 
المشهد مؤلم في غزة، حصار وتجويع حتى الموت، هذا ما دأب إليه المحتلون، لتعويض فشلهم العسكري، وتقف منظماتٍ ودول، أمام ساعة الحقيقة، لكن دون جدوى..!
المفارقة أن جريمة التجويع المستفحلة في القطاع تشبه إلى حد كبير تجارب كثيرة سابقة عبر التاريخ، على الطريقة النازية، حيث يتخذ الاحتلال الإسرائيلي من الخبز والماء سلاح حرب،  يتبعها النازيون الصهاينة في إبادة السكان.

سلاح التجويع

معروف تاريخيًا أن التجويع أسلوبًا قديمًا استخدم في الحرب يعود تاريخه إلى قرون مضت، ففي عام 376 قبل الميلاد، خلال الحرب البيلوبونيسية، استخدم الإسبرطيون هذا التكتيك ضد أثينا، ولا يزال استخدام الجوع كسلاح حقيقة مؤسفة حتى يومنا هذا. وقد أُسيئ تصنيف المجاعة الجماعية عبر التاريخ باعتبارها ظاهرة طبيعية، أو أحد الآثار الجانبية للصراع والقمع السياسي، وهذا يشكل فهمًا غير دقيق لجرائم المجاعة وظلمًا للضحايا. فهي تعني عملية حرمان تحدث عندما تعرقل الجهات الفاعلة قدرة الأشخاص المستهدفين على الوصول إلى وسائل الحفاظ على الحياة.
ويسجل التاريخ حالات لا لبس فيها اُستخدم خلالها التجويع كأداة للإبادة الجماعية منذ مطلع القرن العشرين، فقد ارتكب الحكم الاستعماري الألماني أول مذابح إبادة جماعية في القرن العشرين بحق شعبي هيريرو وناما في ناميبيا، وكان الحرمان من الطعام والشراب في أثناء الهولوكوست أشد وطأة، وسقط آلاف الأرمن عندما أُجبروا على السير إلى حلب على أقدامهم في ظروف قاسية دون طعام أو شراب.
بعد سنوات من المجاعة الكبرى، استعان أدولف هتلر بهذا السلاح في الإبادة الجماعية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، فقد كان يرى في شرق أوروبا وفير الموارد مجالًا حيويًا لضمان مستقبل الشعب الألماني.
وعندما غزت ألمانيا الإتحاد  السوفيتي خلال عملية بربروسا عام 1941، شرعت في تنفيذ ما عُرف بـ"خطة الجوع"، التي صاغها "هيربيرت باك" الذي كان وزير دولة في وزارة الأغذية والزراعة بـ”الرايخ الألماني” حينها.
تضمنت الخطة التي راح ضحيتها الملايين للاستيلاء على الأراضي التي كان يسيطر عليها السوفييت ومصادرة محاصيلها بهدف إطعام القوات الألمانية، وذلك لتأمين الغذاء للألمان داخل ألمانيا في مقابل تجويع السكان المحليين حتى الموت.
استخدم هتلر سردية تفوق العرق الآري للدعاية لخطته وتبرير سرقة الأراضي والإمدادات من أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم "أدنى عرقيًا" أو أولئك الذين اُعتبروا "غير جديرين بالعيش" أو مَنْ أُطلق عليهم "المستهلكون عديمو الفائدة"، وشمل ذلك البولنديين والغجر والسلاف وذوي الإعاقة واليهود الذين كانوا على رأس القائمة.
فرض النازيون رقابة شديدة على دخول الطعام لأحياء اليهود التي عُرفت بـ"الغيتوات"، وتحكموا في كمية المواد الغذائية بالمتاجر فيها على مدى سنوات، وفي معسكرات الاعتقال والعمل القسري حُددت حصص طعام يومية هزيلة للسجناء تكاد تكون خالية من البروتينات والدهون التي كانت مخصصة حصريًا للألمان.
وبعد الحرب العالمية الثانية بنصف قرن تقريبًا، كانت مدينة سربرنيتسا شاهدة على أسوأ مذبحة لطَّخت وجه أوروبا الحديث، وراح ضحيتها 8 آلاف مسلم عندما حاصرتها القوات الصربية بقيادة راتكو ميلاديتش لمدة 43 شهرًا بلا كهرباء أو ماء، بتحريض من صرب البوسنة ومن خلفهم "جزَّار البلقان" زعيم يوغسلافيا سابقًا سلوبودان ميلوسوفيتش في تسعينيات القرن الماضي، بهدف تطهير المنطقة من مسلميها.
استمرت المذبحة أيامًا تحت أعين الكتيبة الهولندية التابعة للأمم المتحدة، حتى سقطت المدينة ذات الغالبية المسلمة بعد عزلها تمامًا عن بقية العالم، تمامًا كما عزلت القوات الصربية الرجال والفتيان، وأعدمتهم ميدانيًا أمام عائلاتهم، واستهدفت النساء والفتيات واغتصبن ورمت جثثهن في الشوارع.

سياسة التجويع 

قتل جماعي بطيء، 
وأحد الأسباب الرئيسة للجوع هو الصراع الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على المدنيين المحاصرين في مناطق القتال، خاصة عندما يستمر لسنوات أو عقود، وفي بعض الأحيان يكون هذا ضررًا جانبيًا للمجاعة الناجمة عن انهيار البنية التحتية والنزوح القسري، وفي أحيان أخرى، تتعمد القوات استخدام الجوع كسلاح حرب، وخلق مجاعة، بما في ذلك الحرمان المنهجي من الإغاثة الغذائية، وهو ما يسعى إليه الصهاينة  لفرض سيطرتهم على غزة لتدفع بالعديد من الفلسطينيين إلى الفرار من مناطقهم ومنازلهم نحو المناطق الحدودية مع مصر، إلى رفح والمواصي وفلادلفيا. في الوقت الذي تمنع فيه إسرائيل مرور آلاف الشاحنات من معبر رفح لإيصال المواد الغذائية إلى قطاع غزة.

إنشاء قاعدة أمريكية في غزة

 منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، لم يتوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن وأركان إدارته عن إظهار دعمه اللامحدود للكيان الصهيوني، حتى بات البعض ينظر إلى واشنطن كطرف رئيس مشارك  بالحرب على غزة.
وعلى الرغم من تأكيد المجتمع الدولي بشكل متواصل على حجم المعاناة في غزة، والتظاهرات التي تشهدها عواصم ومدن العالم لوقف الحرب الهمجية، إلا أن الولايات المتحدة لم تكترث للمناشدات، ولم  تتوقف عن دعم تل أبيب، واستخدامها حق "الفيتو" ثلاث مرات ضد قرار وقف إطلاق النار. 
المفارقة الأكثر إثارة في الجدل السياسي، ظهور نوايا واشنطن بإنشاء قاعدة عسكرية في غزة، تحت ذريعة، إنشاء رصيف بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. النيات المبيتة في تصريح بايدن تكشف خطط واشنطن، قال عنها بايدن بأنه:" سيوجه الجيش الأمريكي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف بحري مؤقت في البحر المتوسط قبالة ساحل غزة"، مشيرًا إلى أنه "لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض".
الجانب الإنساني لما أعلنه الرئيس الأمريكي من وراء ذلك المخطط، هو إيصال المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، وإنشاء مستشفيات عائمة لعلاج جرحى الحرب. لكن مراقبين يرون أن هناك جانبا آخر  لإنشاء الرصيف العائم، يرتبط بتشجيع هجرة الفلسطينيين طوعاً إلى أوروبا، وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري على الحدود مع مصر، ما يعني تحكم إسرائيل بكافة منافذ غزة وإنهاء أي سيادة لمصر  على المعابر.

أهداف خفية

الخبير الأردني في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، هشام خريسات، قال إن "الرصيف العائم على شواطئ غزة، ظاهره مساعدات، وباطنه هجرة طوعية إلى أوروبا".
وأضاف: "هذا الرصيف تقدّر تكلفته الأولى بـ35 مليون دولار ستدفعها الولايات المتحدة، وعمق الغاطس للسفن بالرصيف لن تقل عن 17 متراً، لاستيعاب جميع سفن المساعدات". وتابع: "هذا الميناء التكتيكي العسكري يلقى مباركة إسرائيلية، لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتطلع إلى فكرة طرحه منذ بداية الحرب، بهدف التهجير القسري للغزيين، للهروب إلى أوروبا".
وذكر أنه "ستكون مساحة الميناء 6 كيلومترات مربعة، سيضم مشافي عائمة تعالج نحو 2.3 فلسطيني مدني في غزة، بالإضافة لبيوت إيواء عائمة بسفن جنباً إلى جنب مع المشافي".
واعتبر أن فكرة إنشاء الميناء "ليست جديدة"، لافتاً إلى أن "موضوع قديم جديد طُرح قبل 10 أعوام". واستدرك: "لكن أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفشل الفكرة، عندما كان وزيرًا للدفاع في ذلك الوقت، ووزير المواصلات يسرائيل كاتس".
ومضى الخبير بالشؤون العسكرية والاستراتيجية: "أعاد كاتس طرح الفكرة مرة أخرى، وتوصل إلى اتفاق ومباركة من قبرص واليونان". وبيّن أنه "سيتم تخصيص ميناء في قبرص مدفوع الأجر من الولايات المتحدة، بحيث يصل إلى موقع الميناء على شاطئ مدينة خان يونس على سواحل غزة".
وأوضح بأن "المسافة من ميناء قبرص إلى الميناء الأمريكي في غزة تقدر بـ387 كيلومترًا".
ولفت خريسات إلى أن "الشيء المهم، هو أن جميع السفن التي ترسل المساعدات الإنسانية لا تذهب إلى الميناء الأمريكي في غزة مباشرة، بل ستذهب إلى ميناء أسدود ليتم تدقيقها وفحصها ثم ترسل تحت سيطرة البحرية الإسرائيلية والمسيّرات إلى القطاع الفلسطيني".
وقال: "الجيش الأمريكي سيبقى في البحر، وسيشرف من بعيد على الميناء، لأنه يعتبر غزة بيئة معادية له".
الحمولة للسفن من ميناء قبرص إلى أسدود ستكون تحت رقابة سلاح البحرية والأقمار الصناعية الإسرائيلية، وسيُمنع وقوفها تحت أي ظرف من الظروف، كما قال خريسات.
وتثير قضية الغوث الإنساني المواطنين الفلسطينيين الذين يقفون على حافة الموت جراء الحرب والحصار اللذين تفرضهما إسرائيل أسئلة سياسية وأخلاقية، فقضية إغاثة القطاع من الجو، رغم وجود معبر رفح تبدو مفارقة لافتة، حيث تتكدس آلاف الشاحنات في معبر رفح وترفض إسرائيل دخولها إلى القطاع، يحدث هذا في ظل عجز دولي لوقف مسلسل القتل والتجويع.

إنشاء رصيف بحري

لم يفرغ الناس من النقاش حول ما ابتدعته الولايات المتحدة من فكرة الغوث الجوي لقطاع غزة على ما فيها من اللامعقولية بوجود معبر رفح، حتى جاءت إدارة بايدن بما هو أكثر غرابة، لغوث غزة عن طريق البحر من جزيرة قبرص مشروع تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة. التفكير في إنشاء رصيف بحري، رغم أن هناك ستة معابر ما بين القطاع وإسرائيل، وأن معبر رفح  بين القطاع ومصر أكثر جدوى وأسرع في تحقيق المطلوب، حيث تتكدس آلاف الشاحنات هناك دون السماح لمرورها، فإسرائيل تفرض موانع قاهرة دون السماح بمرورها، فلا شيء معقول مما يجري أمام عينيك.  
وبحسب مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية فإن ميناء مؤقتًا سيكون جاهزًا خلال بضعة أسابيع يقدرها بعض الخبراء بمدة تصل إلى شهرين ليكون الميناء موصولاً بجسر إلى البر في غزة، وتقدر تكلفة بناء الميناء 35 مليون دولار وسيعمل على تجهيزه ما يقدر ب5 آلاف عسكري أمريكي.
السؤال الذي يطرحه القاصي والداني لما كل هذا العناء والبر متاح بين القطاع وإسرائيل وبين القطاع ومصر.. إن لم يكن هناك مخطط خفي وراء ذلك.. فما الحيلة التي تذهب إليها أمريكا؟ 
لا حيلة إلا ما تحتال عليه واشنطن، بإماءات إحسان تمنح قتل الفلسطينيين وجه الإنسانية، يقول المنتقدون ففي وجود الغوث لا معنى للحديث عن وقف نهائي للحرب. ويقدم مشهد غزة الحرب التي تشن عليها لأكثر من خمسة أشهر وفي التجويع المعرض له أهلها رجالاً ونساءً وأطفالاً، يقدم بيانًا صارخًا بسقوط المنظومة الحقوقية الدولية، وانهيار ما يسمى النظام العالمي، وذلك بتواطؤ دوله الكبرى مع إسرائيل.. ومشهد قطاع غزة يقدم ماهو أشد فضاعة على أهلها، حين يرون هوان حاضرتهم العربية على العالم، فلا يقيمون لها ولا لهم وزنًا، كما لو أنهم جميعًا بشر خارج المجتمع الإنساني..  يبدو أن الغرب يتفنن بتحويل المأساة إلى عرض هزلي، فيبلغون به الحد الأقصى من الاستخفاف بحياة الفلسطينيين.
ناس يموتون جوعًا، على حافة الموت، لكن المنطق الأمريكي سيغادر ما هو منطقي في موضوع الإغاثة ليفعل ما هو غير معقول..!
الإغاثة الفلسطينية من الجو، عمل فيه مشقة لأن إسرائيل ترفض إدخال المساعدات عبر البر .. هنا تبدو واشنطن وكأنها عاجزة، ولم تملك خيارًا غير اللجؤ إلى إسقاط الطعام من الجو على الفلسطينيين في قطاع غزة لابقائهم أحياء من الموت جوعًا. يتسائل كثيرون كيف يمكن للولايات المتحدة أن تكون مغيثًا للفلسطينيين حرصًا على حياتهم، وأن تكون قاتلة لهم في الآن نفسه، بما تزود به إسرائيل من السلاح والدعم السياسي؟ يبدو هذا السؤال منطقيًا في سياق سياسي غير منطقي، لأن الصوابية الأمريكية كامنة في السياسة الأمريكية نفسها، لا بمحاكمتها إلى أي منطق خارجها.
فطائرات غوث الفلسطينيين الأمريكية تعقبها طائرات القتل الأمريكية المزودة بالسلاح الأمريكي تمارس بها إسرائيل ما يصفه العالم بالإبادة الجماعية على مواطني غزة. لا تلتفت إسرائيل وحلفاؤها لقتل الفلسطينيين، لأنها تعبث بالحياة بشكل فوضوي. هذا مشهد فيه ما فيه من المس بالكرامة، كرامة الفلسطيني الذي أراد له المغيثون الغرباء أن يبقوه تحت ظلال طائراتهم، وهي تلقي عليهم الطعام من الجو، أو يركض وراءه وقد سقط غير قليل منه في البحر..  ذلك غوث مهين في رأي بعض الفلسطينيين، بل هو غوث قاتل، أدى إلى قتل بعض المواطنين، ما يمكن إدراجه تحت نوع جديد من القتل، والقتل بالغوث قناعًا للقتل بالقصف وبالتجويع معًا.

مخاوف أمريكية 

طرفا الحرب والجريمة، إسرائيل وأمريكا متفقون على الإبادة والتهجير، لكن  مصر تشدد أن تهجير الفلسطينيين نحو أراضيها خط أحمر، ومن هنا بدأت الولايات المتحدة في إيجاد بدائل لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم بإنشاء الرصيف البحري.
ويرى الخبير الاستراتيجي الأردني، أن "بايدن قلق جداً مما سينتج عن اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح جنوبي القطاع، وعدم إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، الأمر الذي سينعكس على نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة، لذلك سيسارع في بناء الميناء، وسلاح المهندسين الأمريكي، وقد بدأ بالفعل التحضير للتوجه إلى غزة. ولا يبدو أن تبدأ العمليات العسكرية لاجتياح رفح قبل إنشاء الرصيف البحري  
ويتوقع البعض بأن " بناء القاعدة العسكرية سيتطلب نشر قوات أمريكية في الميناء، بالتزامن مع وجود وكالات دولية تكون مهمتها الإشراف على إيصال المساعدات، وهذه الوكالات هي للتغطية على الوظيفة الرئيسة للميناء الذي سوف يستخدم لعدة أغراض. 
يرى محللون بأنه سيكون هناك ربط بين مطار لارنكا في قبرص، وهو مركز الإغاثة الرئيس مع الرصيف الأمريكي في غزة.
وبالتأكيد إسرائيل ستوافق على الميناء لسببين، وهما تمرير صفقة تبادل الأسرى، والهجوم البري على رفح بدون إغضاب واشنطن.
وبذلك، فإن معبر رفح سيخرج عن الخدمة، لأن إسرائيل لا تثق به، وتعتبره المدخل الرئيس لأسلحة حركة حماس.
وخلال الأشهر الماضية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع صرح نتنياهو، بأن الهجوم على مدينة رفح والسيطرة على محور فيلادلفيا (الحدود بين غزة ومصر) هي مفتاح النصر"، حيث ترى إسرائيل أن الفصائل الفلسطينية تحصل على سلاحها من خلال تهريبه من الجانب المصري، وهو ما نفته القاهرة في أكثر من مناسبة.

معبر رفح

يعتبر معبر رفح هو المنفذ الوحيد لغزة مع العالم الخارجي، وخاصة في مسألة دخول المساعدات الإنسانية إليه خلال هذه الحرب التي قيدت فيها إسرائيل دخول المساعدات للقطاع ما يهدد بحدوث مجاعة خاصة في مناطق الشمال. وكان تنقل الأفراد والبضائع من وإلى القطاع يتم عبر 6 معابر، وهي: بيت حانون (إيرز)، وكارني، وناحل عوز، وكرم أبو سالم، وصوفا، بالإضافة إلـى معبر رفح على الحدود مع مصر.
وبعد الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ عام 2007، أُغلقت جميع المعابر ما عدا معبري رفح وبيت حانون اللذين خصصا لتنقل الأفراد، ومعبر كرم أبو سالم الذي خصص لنقل البضائع.
وتصاعدت أخيرًا التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها بريًا، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجاؤوا إليها باعتبارها آخر ملاذ لهم أقصى جنوب القطاع.
فيما تشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 إلى 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي منذ بداية توغّله البري بالقطاع في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مئات آلاف الفلسطينيين شمالاً على النزوح إلى الجنوب، مدّعيًا أنه "منطقة آمنة"، وهو ما ثبت عدم صحته مع سقوط آلاف الشهداء والجرحى في الجنوب، بينهم نازحون.