فبراير 16, 2024 - 22:15
فبراير 16, 2024 - 23:12
رئيس حزب الوفاق الناصري المصري لـ(عرب جورنال): اليمن أذلَّ أمريكا وبريطانيا والعدوان على غزة هو عدوان على مصر

تزامناً مع بدء الاحتلال الصهيوني مجازره البشعة في مدينة رفح الفلسطينية، التي يقطنها قرابة مليوني فلسطيني، تمهيداً لاجتياحها، تستضيف "عرب جورنال" رئيس حزب الوفاق الناصري المصري، محمد محمود رفعت، للوقوف عند التداعيات الخطيرة لهذا الخطوة التي تأتي بعد ضوء أخضر أمريكي للكيان ضمن مخطط لتهجير أبناء غزة إلى سيناء، وهو المخطط الذي كما يستهدف تصفية الوجود الفلسطيني، فإنه يستهدف الأمن القومي المصري. ويناقش الحوار عدد من الملفات الإقليمية المتعلقة بمعركة طوفان الأقصى وعلى رأسها جبهات محور المقاومة وتأثيراتها الإستراتيجية في مساندة صمود غزة. كما يناقش الحوار تبعات استمرار توطؤ النظام العربي الرسمي تجاه ما يحدث من جرائم صهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.  

عرب جورنال _ حلمي الكمالي _

العدوان الصهيوني على غزة هو عدوان على مصر حتى بموجب اتفاقية "كامب ديفيد" واجتياح رفح يهدد الأمن القومي المصري  

 

رفعنا دعوى قضائية لطرح اتفاقية كامب ديفيد للاستفتاء الشعبي ونثق أن الشعب المصري سيرفض الاتفاقية 

الكيان الصهيوني يسعى للسيطرة على سيناء بل ويسعى للاستيلاء على مصر وكامل أرضنا العربية 

أحلام العدوان الأمريكي البريطاني في حماية الاحتلال تحطمت على صخرة الصمود والإصرار اليمني على مساندة غزة وشعب فلسطين 

اليمن أذل أمريكا وبريطانيا والقوى الغربية العظمى وعملياته البحرية ستدفع القوات الأمريكية للخروج من منطقتنا العربية قريباً 

اليمن يقوم بما كان يجب أن تقوم به الأمة من المحيط إلى الخليج ونشعر جميعاً بالفخر والاعتزاز لما يصنعه اليمن من أجل غزة ونتمنى أن نلحق به 

النظام العربي الرسمي سيسقط قريباً بإذن الله تعالى بثورة كبيرة تطيح بالحكام الخونة والعملاء لتختار الشعوب حكاما يعبرون عن إرادتها 

المقاومة هي الحل والسبيل لخروج أمتنا من مأزقها ويجب على الشعوب العربية أن تلتفت حول محور المقاومة

_ من الواضح جداً أن الأمريكي قد منح الإسرائيلي الضوء الأخضر لاقتحام رفح والبدء في تمرير مخطط تهجير أبناء غزة إلى سيناء.. برأيكم ما تداعيات هذه الخطوة على الأمن القومي المصري؟ وهل تعتقدون أن تهديد مصر بتعليق معاهدة السلام مع "إسرائيل" ورقة ضغط كافية لمنع الاجتياح الإسرائيلي والتهجير، أم أن مصر مطالبة باتخاذ خطوات أخرى أكثر فعالية على الميدان ؟ وما هي هذه الخطوات أو الإجراءات التي يمكن اتخاذها، برأيكم؟ 

الإعتداء الذي يقوم به الكيان الصهيوني على قطاع غزة، هو عدوان مباشر على مصر .. فغزة منذ العام 1948 كانت تحت الإدارة المصرية، وهو ما تأكد حتى في ظل اتفاقية "كامب ديفيد" التي نرفضها من النص في البند الأول من الاتفاق الإطاري لتلك الاتفاقية بأنها تتم إلتزاما بقراري مجلس الامن الدولي الصادرين في عام 1947 و242 لسنة 1967 الصادر عقب نكسة 5 يونيو .. ورغم أننا كمؤمنين بأن الأرض العربية المحتلة لا تتجزأ ولا يجوز الإعتراف بوجود الكيان الإسرائيلي على شبر منها، فإن مايجري يخالف هذه الاتفاقية. وكان يجب على مصر إعلان إلغاء اتفاقية السلام مباشرة بعد أن قام العدو الصهيوني بالغائها فعلا بالاعتداء على غزة، وقتل شعبها دون أي التزام منه بما وقع عليه في هذه الاتفاقية.

ونحن نعلم أن الكيان الصهيوني هو كيان مغتصب للأرض ويسعى للاستيلاء على أرضنا العربية كلها لإقامة ما يسميه دولة ما بين النيل والفرات، ومازال يتمسك بذلك ويعلنه عبر لافته معلقه على باب الكنيست الصهيون، وعلى العلم الذي اتخذه شعارا لهذه الدولة.. ومن ثم فإن واجب مصر القومي والإنساني يحتم عليها ليس فقط الدفاع عن أهلنا وشعبنا في غزة وكل فلسطين، بل التصدي لعمليات الإبادة الجماعية الوحشية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد شعبنا في الأرض المحتلة. ومصر ليست شأنها شأن أي دولة، ففلسطين هي حدودها الشرقية التي إذا ما سقطت لا قدر الله، أنهار الأمن القومي لمصر، وتم فتح حدودها لصالح قوات الكيان الذي يسعى لاستعادة سيناء التي كان يحتلها، بل ويتمدد داخل أرض مصر كلها، ما يعني أن اجتياح رفح هو تهديد حقيقي للأمن القومي المصري. 

والنظام المصري يعمل لحساب الكيان الصهيوني بكل وضوح.. وكان عليه على أقل تقدير فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية بكل أنواعها إلى غزة.. بل وإذا تطلب الأمر، تقديم السلاح للمقاومة التي تدافع عن مصر، فغزة بوابة الدفاع عن مصر، ومن لا يعلم ذلك فهو يقوم بتسليم مصر نفسها للصهاينة، وهو مايحدث الآن.

_ في نوفمبر الماضي، رفعتم مع كبار الشخصيات المصرية دعوى قضائية للمحكمة الإدارية، لطرح اتفاقية كامب ديفيد للاستفتاء الشعبي.. ما فحوى هذه الدعوة بالضبط ؟ وماذا كان الرد ؟ وهل يمكن أن يقود الاستفتاء الشعبي إلى إلغاء اتفاقية التطبيع مع الاحتلال أو على الأقل تقييدها، خاصة في ظل انكشاف المؤامرات التي يحيكها الكيان ضد مصر وشعبها ؟  

ما يحدث من عدوان صهيوني على غزة ومحاولة تهجير أبنائها إلى سيناء، هو ما دفعنا مع شخصيات سياسية عامة ورؤساء أحزاب إلى رفع دعوى أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بالقاهرة، بطلب وقف تنفيذ اتفاقية السلام، وإعادة عرضها على الشعب المصري في استفتاء ليعلن عن رأيه فيها .. خصوصا وأن ما يحدث اليوم أثبت عدم جدوى هذه الاتفاقية، وأن الكيان الصهيوني المحتل خرج على التزاماته الواردة فيها .. والالتزامات في المعاهدات متقابلة لا يجوز أن يلتزم بها طرف دون الآخر، علاوة على ما شاب الاستفتاء عليها وقتها من عيوب دستورية لا يجوز القول بسريانها رغم مخالفتها لدستور مصر الذي يقرر بشأنها إن مصر جزء من الأمة العربية، تسعى لوحدتها وليس أن تسعى لزيادة التجزئة والتفتيت في قواها.

وأن الاستفتاء عليها اقترن بالاستفتاء على حل مجلس الشعب الذي وافق عليها وتحويل النظام السياسي الي التعددية الحزبية.

ولا يجوز أن تشتمل ورقة الاستفتاء على موضوع واحد وإلا كانت باطلة. ومن ثم فهي لا تتحصن مهما مضي عليها من الوقت، ومعاودة طرحها في الاستفتاء في ظل هذه الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في أرضنا لن يفتح الباب أبداً أمام شعبنا العربي في مصر للموافقة عليها.

ولكن انتهى قضاء المحكمة بعدم اختصاصها ولائيا بنظر الدعوى. وتم الطعن على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا، وتحدد لنظر الطعن جلسة 19 فبراير 2024.

ونأمل أن تقوم المحكمة الإدارية العليا بتصحيح ما وقع فيه حكم أول درجة.  

_ بالرغم من تصاعد التهديدات والعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن إلا أنه يصر على مواصلة مساندة غزة.. كيف تصفون هذا الموقف والعزيمة الإيمانية لليمن في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني؟ وهل تعتقدون أن العمليات اليمنية في البحر الأحمر قد فتحت الأفق لإمكانية سحب البساط من تحت القوى الأجنبية لرفع سطوتها على البحار والمضايق العربية ؟ 

ما قام به اليمن شعباً وقيادةً، هو ما كان يجب أن تقوم به أمتنا العربية كلها من المحيط إلى الخليج، بل وشعوب الأمة الإسلامية الذين يقع عليهم جميعا ما يقع على غزة وفلسطين. فنحن أمة عربية واحدة تجمعنا العروبة وتفرقنا الأقطار.

حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا العربي الفلسطيني في غزة تؤلم كل عربي وكل مسلم بل وكل إنسان، ومن ثم وجب علينا جميعا التضامن والتكاتف في رد هذا العدوان الذي بلغ حد قتل الأطفال والنساء والشيوخ وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وحرمان المسلمين من الوصول للصلاة في المسجد الأقصى أول القبلتين وثالث الحرمين، وعدم السماح بإدخال المعونات الغذائية والإنسانية لشعبنا الفلسطيني.

كل هذا أثار شعبنا العربي كله واستطاع شعبنا العربي في اليمن أن يثبت أنه لا توجد قوى عظمى أياً كان مسماها يمكن أن تمنع مساندته لشعبنا في غزة، وقد تحطمت أحلام أمريكا وبريطانيا وغيرهما في حماية الاحتلال، أمام إصرار شعبنا العربي في اليمن على مساندة شعب فلسطين.

ونحن جميعا نشعر بالفخر والاعتزاز لما يقوم به اليمن ونتمنى أن نلحق به.

إن العمليات اليمنية التي أذلت أمريكا وبريطانيا، أثبتت أننا نستطيع إذلال تلك القوى الغربية التي يسمونها عظمى، بما فيها أمريكا وبريطانيا، وسيتم خروجها قريباً من المنطقة العربية بالتأكيد.

_ منذ دخولها المنطقة لم تجلب الولايات المتحدة سوى الخراب والدمار لدول وشعوب المنطقة ويكفي أن نشاهد اليوم دعمها المطلق والأعمى للعدوان الصهيوني على غزة وتصعيدها عسكريا ضد كل من يحاول التدخل لوقف هذا العدوان.. برأيكم إلى أين سيصل الحال بالغطرسة الأمريكية في المنطقة؟  وهل تعتقدون أن هذه الغطرسة سيكون لها تداعيات على مستقبل التواجد العسكري الأمريكي في منطقتنا؟  

أمريكا لم تجلب لأمتنا العربية كلها سوى الخراب، فأمريكا ليس لها سوى حماية الكيان الصهيوني ودعمها المتواصل للقيام بالدور المكلف به منها. كما هو دورها في سرقة واستغلال ونهب ثروات شعبنا وهو ما لا تحققه إلا بالتجزئة والتقسيم والوقيعة بين شعب أمتنا العربية والإسلامية.

ويفضح ذلك أن الكيان الصهيوني حين فشل في تنفيذ مخطط الولايات المتحدة تدخلت بقواتها لتنفيذ مخططها، ولكنها انكسرت على أعتاب اليمن وبارادة شعبه وقيادته، وستخرج قريباً من المنطقة. 

_ في ظل التواطؤ الفاضح للنظام العربي الرسمي تجاه جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وما خلفته معركة طوفان الأقصى من واقع جديد وسقوط للكثير من الأقنعة.. ما الحل برأيكم لتغيير هذا الواقع العربي المتهالك؟ وهل حان الوقت للشعوب العربية لتقول كلمتها لإحداث تغيير حقيقي في توجهات أنظمتها وإعادة فلترة مواقفها تجاه قضاياها الوطنية والقومية ؟ ولماذا يجب على الشعوب العربية والإسلامية الالتفاف اليوم حول دول وقوى محور المقاومة؟ 

النظام العربي الرسمي ما زال يعيش معتقداً أنه يستمد قوته من حماية أمريكا وليس من حماية شعبه، فتعيش الأمة كلها تحت القهر والظلم والطغيان من حكام باعوا أنفسهم لشيطان أمريكا. ولكننا إن شاء الله سنخرج يوما بثورتنا للإطاحة بهؤلاء الحكام التابعين العملاء، ليختار الشعب حكاما يعبرون عن إرادته.

ولعل محور المقاومة الذي أمتد من اليمن إلى لبنان إلى العراق إلى غيرها، أثبت أن المقاومة هي الحل والسبيل لخروج أمتنا من مأزقها، لذلك يجب على الشعوب العربية أن تلتفت حول محور المقاومة.