وجاء في المقال: أوضح الجنرال والخبير الجيوستراتيجي جان برنارد بيناتيل أطروحته باستخدام مثال توفير قذائف المدفعية للقوات المسلحة الروسية وإمكانات مجمع الدفاع الروسي لإنتاجها مقارنة بالوضع في أوكرانيا والغرب.
وفي بداية المنطقة العسكرية الشمالية، «كانت الطاقة الإنتاجية للقذائف [152 ملم] في روسيا نحو 2.5 مليون قذيفة سنويًا، في حين أنتجت الولايات المتحدة 93 ألفًا فقط [155 ملم]”.
لذلك، يمكن للقوات الروسية في عام 2022 إطلاق نحو مليون قذيفة شهرياً، أي ما يصل إلى 40 ألف قذيفة يومياً. في حين أن "الأوكرانيين يطلقون في المتوسط 8 آلاف قذيفة فقط يوميا، وهو ما يزيد 2.5 مرة عن الإنتاج السنوي في الولايات المتحدة".
خلال كل هذا الوقت، نقلت واشنطن مليوني قذيفة من احتياطاتها إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى أكثر من 500 ألف من كوريا الجنوبية وعدة عشرات الآلاف من احتياطيات الدول الأوروبية. ونتيجة لذلك، "في نهاية عام 2023، وصلت مخزونات الذخيرة في الغرب إلى مستوى حرج".
كما أن التوقعات المستقبلية مخيبة للآمال بالنسبة للغرب، لم يتبق سوى 20 ألف قذيفة 155 ملم في ترسانة الجيش الألماني، وأنتج المصنع الفرنسي Nexter Arrowtech 40 ألفًا من هذه القذائف سنويًا، وبحلول عام 2024 سينتج 60 ألفًا، وبحلول عام 2025 سيزيد إلى 120 ألفًا سنويًا.
وقعت الولايات المتحدة عقودًا لإنتاج 90 ألف قذيفة شهريًا بحلول عام 2025 - وهذا يعطي 1.08 مليون قذيفة فقط سنويًا.
ولذلك، فإن أمريكا "ستحتاج إلى 5 سنوات على الأقل لتجديد احتياطاتها من ذخيرة المدفعية". علاوة على ذلك، فإن "احتياجات إسرائيل لا تحسن الوضع بالنسبة لأوكرانيا".
ويطرح بيناتيل سؤالاً منطقياً: ألا تواجه أوكرانيا انهيار الجبهة في الأشهر الستة المقبلة، نظراً للتفوق المتعدد للقوات المسلحة الروسية في مجال الطيران والمدفعية؟.
ويتمتع الغرب بإمكانية الوصول إلى المطبعة، لكن القاعدة الصناعية متدهورة وستستغرق سنوات لبناء قدرتها. وهو لا يملك هذا الوقت ــ إلا إذا تمكن من خداع روسيا من خلال تجميد الصراع لعدة سنوات لتفريق المجمع الصناعي العسكري الغربي وإعادة تسليح أوكرانيا.
ولذلك، فإن اللحظة المناسبة تقترب تدريجياً للقوات المسلحة الروسية للاستيلاء على المبادرة الاستراتيجية في ساحة المعركة وقلب دفة الحرب.
الكاتب: ايلينا بانينا
صحيفة: نيوز فرونت
