نوفمبر 4, 2023 - 02:08
نوفمبر 11, 2023 - 06:33
الحسني لـ( عرب جورنال) : قصف اليمن لـ"إسرائيل" يغيّر معادلات الردع في المنطقة
عرب جورنال

عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي _

قصف اليمن لإسرائيل موقف تاريخي ويغّير من معادلات الردع في المنطقة

الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية تتجاوز الدفاعات الأمريكية وهذا ما يقلق الكيان المحتل

الأنظمة التي تحاول الدفاع عن إسرائيل سقطت أمام الشعوب وهي دمى بيد الولايات المتحدة

التهديدات الأمريكية ضد اليمن تندرج عبر أدوات التحالف وصنعاء مستعدة مسبقاً لكل الاحتمالات

التحركات الأمريكية في المنطقة دليل على حجم مخاوفها وقواعدها العسكرية أبرز نقاط ضعفها

موقف الشعب اليمني الداعم لفلسطين كبير وعلى الشعوب أن تستمر في التظاهرات ومقاطعة الشركات الأجنبية الداعمة للكيان

_ بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ أربع عمليات عسكرية في عمق الاحتلال الإسرائيلي.. ماذا يعني مشاركة اليمن في معركة إستراتيجية كهذه ؟ وكيف تشكل الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية علامة فارقة في معادلات الردع العسكرية خلال المعركة خصوصاً في ظل الفشل الإسرائيلي الأمريكي بالتصدي لها؟ وهل سنكون أمام تصاعد في مسرح العمليات إذا ما استمرت المجازر الصهيونية؟

مشاركة اليمن العسكرية في طوفان الأقصى، هو موقف تاريخي، فمثل هذا القرار لم يتخذ من قبل، المشاركة العسكرية ضد الاحتلال لم تتخذها دولة عربية على المستوى الرسمي.

عموماً فإن العمليات العسكرية اليمنية، أولاً هي نقطة فارقة في تاريخ الدول العربية في مناصرة القضية الفلسطينية، ثانياً أنها تأكيد على التموضع اليمني الحقيقي من القضية الفلسطينية وأعتقد أن العدوان على اليمن كان أحد أسباب هو موقف اليمن الداعم للقضية الفلسطينية.

أن يكون هناك تحول لبلد مشرف على مضيق باب المندب، ولديه جغرافية مهمه من الناحية الجيوسياسية فهذا أيضاً عامل جوهري يؤرق العدو من دخول اليمن خط المعركة. التحالف العسكري على اليمن فشل فشلاً كبيراً، والولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تريد إعاده اليمن إلى الدائرة الأمريكية والتموضع داخل مربع النفوذ الأمريكي، فشل أيضاً.

بالإضافة إلى الموقف المبدئي لثورة 21 سبتمبر التي من أهدافها الكبيرة هو الاصطفاف مع القضية الفلسطينية، وليس ضدها أو النأي بالنفس وهو أخطر ما فعله بعض العرب منذ كامب ديفيد.

هذه المشاركة اليمنية تعني كل هذه الأمور، أما تأثيرها سيكون له دور في معادلة الردع وخصوصاً أن الولايات المتحدة الأمريكية موجودة عسكرياً في البحر الأحمر، وموجودة عسكرياً في دول الخليج والأردن.

الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية اليمنية تجاوزت القدرات الدفاعية الأمريكية. البنتاجون أعلن أن قواته اعترضت في 19 أكتوبر بعض الصواريخ اليمنية الموجهة إلى "إسرائيل"، ولم يقل بأنه اعترض جميع هذه الصواريخ.

هذه الصواريخ والطائرات اليمنية المسيرة أثبتت فعاليتها من قبل داخل السعودية بالرغم من وجود الدفاعات الأمريكية. البنتاغون بالأمس صرح أنهم يعرفون أن اليمن يمتلك صواريخ قادرة على استهداف إسرائيل.

إذا هذا اعتراف ضمني بقدرة الأسلحة اليمنية على تجاوز الدفاعات الأمريكية المنتشرة على إمتداد المنطقة وهذا ما يقلق الإسرائيلي. في هذا الجانب تحديداً، فإن الكيان الإسرائيلي استخدم منظومة حيتس أو منظومة آرو وهي المنظومة الدفاعية الأكبر بالنسبه للعدو الإسرائيلي، ولم يستخدمها من قبل إلا عندما تعرض لصواريخ قادمة من اليمن، وقد أثبتت أيضاً فشلها كما شاهدنا ذلك في أم الرشراش أو إيلات كما تسمى بالعبرية.

_ تزامنا مع الحديث عن إعلان بعض الدول بأنها لن تسمح بمرور الصواريخ اليمنية عبر سمائها إلى الكيان المحتل؛ كالأردن والسعودية.. ما تعليقكم على هذه الخطوة ؟ وكيف تكشف الدور الذي يجسده الوكلاء الأمريكيين في المنطقة للدفاع عن إسرائيل، ومشاركتها المباشرة في سفك الدم الفلسطيني؟

كل الدول التي للولايات المتحدة الأمريكية علاقات نفود فيها لا تمتلك مثل هذا القرار، ولكن هي تجبر عليه وهذا يؤكد أن هذه الدول تفقد السيادة في قضية لها علاقة بالأمور العسكرية أو بالجوانب العسكرية. أن تكون الأردن والسعودية شركاء في التصدي لصواريخ ذاهبة إلى كيان العدو الإسرائيلي، هذا لا يمكن أن يحصل إلا عندما يكون هناك اتفاقيات أمنية وعسكرية مع كيان العدو الإسرائيلي.

هذه الأنظمة ليست مخيره في هذا القرار، حتى لو أبدى الأمريكيين أن هناك نوع من المفاوضات أو الحوار مع هذه الدول من أجل هذه المهمة، هو فقط للرأي العام العالمي والدولي. أما الخيار فهو للولايات المتحدة الأمريكية التي فقط تشعرهم بأن عليهم أن يتصدوا لهذه الصواريخ، وهذا سقوط كبير لهذه الدول من الناحية السياسية والانسانية والاخلاقية.

وإظهار هذه الدول أنها عبارة عن دمى تحركها الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في معركة تتعلق بكيان العدو الإسرائيلي. في نهاية الأمر، أكثر ما يجعل المسألة تبدو مفضوحة في أن هذه الدول لا تملك السيادة على قراراتها العسكرية، وهذا واقع، حتى أن الدفاعات الجويه في السعودية تتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية. بالنسبة للأردن، فإن النظام يدور مع الأمريكي في كل مكان، في ما يخص الجانب العسكري في الأردن، والتدريب وحتى التسليح كله تحت الإشراف الأمريكي.

_ إعلان صنعاء ضرب الكيان الصهيوني جاء بعد أيام قليلة من حديث المشاط عن تهديدات أمريكية بإعادة الحرب على اليمن، رداً على موقف صنعاء الداعم لغزة.. أي صفعة مدوية ورسائل تحذرية توجهها صنعاء للأمريكي من خلال هذه العمليات؟ وما تقديركم لتلك التهديدات الأمريكية خصوصاً وأنها لوحت بإعادة العمليات العسكرية عبر التحالف السعودي؟ وكيف تتعامل صنعاء مع هذا الموقف في ظل المفاوضات القائمة مع الرياض؟

التهديدات الأمريكية ضد اليمن، هي من الأمور التي تحسب صنعاء حسابها، لأنه تتم تتخذ صنعاء قرار يتعلق بالمشاركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الإسرائيلي، لابد عمل حساب ردود الفعل، وأبرز ردود الفعل هو أن يكون هناك تحرك للأمريكي من خلال التحالف السعودي، أو أن يكون هناك تهديد أمريكي من هذا النوع، وهذا الذي حصل بالفعل.

عندما يستجيب التحالف للتحركات الأمريكية وهذا ربما أمر مسلم به، بأن التحالف سيتحرك، وأيضاً هناك بوادر كثيرة من اجل هذا التحرك. ورغم أن السعودية تؤكد في رسائل لصنعاء، أن هذه المشاركة لن تؤثر على مسار المفاوضات القائمة بينها.

على أية حال، ربما لن يكون هناك تحرك رسمي للولايات المتحدة الأمريكية، لكن نتوقع أن يكون هناك نوع من التحرش خلال هذه الفترة عبر أدوات التحالف في الداخل. وإذا ما تحرك التحالف السعودي في إعادة الحرب على اليمن بشكل مباشر من خلال العمليات العسكرية وتدخل للطيران، فهذا سيكون فضيحة جديدة للسعوديه وللتحالف، في أن تفتح الجبهات في الوقت الذي يشارك فيه اليمن في الدفاع عن فلسطين. لذلك نعتقد أنهم سيفضلون التحرك ضد اليمن بطريقة مختلفة وعبر الأدوات في الداخل.

_ بغض النظر عن المسؤول عن الهجوم على القاعدة الإسرائيلية في اريتريا.. لكن أي رسالة يحمله هذا الهجوم؟ .. وماذا عن الحضور اليمني اليوم في البحر الأحمر الذي يمعن الأمريكي والإسرائيلي في تحشيد بوارجه إلى المنطقة الإستراتيجية؟ وهل قد نشهد مواجهة بحرية إذا ما تطورت المعركة واستمرت التحركات الغربية؟

الضفة الأفريقية من البحر الأحمر حيث تنتشر قواعد عسكرية وأمريكية وإسرائيلية، حيث تستأجر القوات الإسرائيلية بعض الجزر في البحر الأحمر، لإقامة قواعدها، بينها جزر حاليب وجزر فاطمة وكذلك ديميرا، وميناء مصوع ودهلك، لا شك أنها ستكون مساحة للمواجهة مع كيان العدو الإسرائيلي، إذا ما تتطورت الأمور وتصاعد الموقف.مثل ما هي ساحة البحر الأحمر كذلك.

وقد يشمل منع استخدام كيان العدو الاسرائيلي لممر باب المندب، وهذا ما يخشاه العدو حيث ستكون الخطوة ضربة كبيرة للعدو الإسرائيلي اذا تم استخدام هذه الساحة، هذا يعني أن اليمن يمتلك أكثر من ساحة ليس بالضرورة ضرب العدو الإسرائيلي في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يمكن تفعيل ساحات أخرى لضربة سواء في قواعده السرية في الضفة الأفريقية أو في باب المندب.

عندما يتخذ مثل هذا القرار، وهو ضمن العمليات العسكرية أيضاً، سيعتبر قرار ضمن المشاركة في مواجهه العدو الإسرائيلي سيخسر كيان العدو نحو 25% من التجارة الخارجية لأنه يعتمد على باب المندب في تجارته إلى آسيا.

إذا فهي ساحة جديدة سواء إن كانت ضد الوجود العسكري للكيان الصهيوني في الضفة الأفريقية أو كانت في البحر الأحمر. ربما سيكون هذا الاستخدام بشكل متدرج إذا ما حدث وليس خلال مرة واحدة، حتى يكون هناك ضغط على العدو. ومن المتوقع أن يكون هناك ردود فعل عسكرية فإذا كان هناك ردود فعل عسكرية للعدو سيتم أيضاً التصعيد بإتجاه هذه الأماكن.

_ تصاعدت التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة بشكل كبير عقب العمليات اليمنية، وأعلنت واشنطن تزامناً مع إعلان العمليات عن إرسال 300 جندي إضافي إلى المنطقة..لماذا يقلق الأمريكي من دخول اليمن خط المعركة؟ وهل قد نشهد مواجهة أمريكية يمنية مباشرة في سياق التطورات القائمة؟

إرسال الولايات المتحدة الأمريكية جنود إلى المنطقة، أو أي تحرك عسكري حتى بما في ذلك تحريك كيان العدو الإسرائيلي سفن حربية إلى البحر الأحمر، هي ضمن ردود الفعل التي تعتبر عسكرية لأن التحرك في هذه الحالة هو عسكري. جزء من هذه التحركات الأمريكية هي محاولة تهديد اليمن، وجزء منها محاولة لتطمين كيان العدو الإسرائيلي أيضاً في ظروف مثل هذه.

كما أنه جزء منها ضمن مخاوف أمريكية كبيرة من أن تتوسع المواجهات وتشمل المنطقة بأكملها. وفي هذه الحالة ستكون الحرب كبيرة وطويلة ومتعددة الساحات ومن ضمنها البحر الأحمر، خاصة إذا دخلت إيران في المواجهة.

بالتالي فإن التحركات الأمريكية والاستنفار الأمريكي في المنطقة في ظل التطورات القائمة، فكل الوجود الأمريكي في المنطقة في الوقت الذي يعبر عن النفوذ الأمريكي في المنطقة هو أيضاً يعبر عن نقطة ضعف للولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستكون قواتها وقواعدها عرضة للاستهداف، وقد رأينا العمليات والضربات التي تعرضت لها هذه القواعد في سوريا والعراق خلال الأيام الماضية.

_ يسجل الشعب اليمني حضوراً استثنائياً في دعمه لفلسطين حتى من قبل طوفان الأقصى، من خلال التبني الرسمي والشعبي لنصرة القدس.. أي دور بارز يقدمه اليمن في طريق تصحيح الوعي الشعبي العربي أمام المخططات الغربية التمزيقية؟ وكيف يمكن للشعوب أن تصحح مسار الأنظمة تجاه القضية الأم في لحظة مصيرية كهذه؟

الحضور الشعبي اليمني في مساندة القضية الفلسطينية، وهو بارز أكثر بعد أن تعرض اليمن للحرب والحصار. كيف لشعب يتعرض لكل هذه الحرب أن يكون أكثر الشعوب في العالم تضامناً مع القضية الفلسطينية.

شعب مثل اليمن يعيش أزمة اقتصادية في ظل العدوان والحصار لكنه لم يتوارى في دعم فلسطين ويخرج باستمرار نصرةً لها بمئات الآلاف.. فهذا موقف نوعي ومشرف وكبير لا يقارن مع بقية الشعوب.

بالنسبة لتأثير الشعوب على الأنظمة، فهذا يمكن عندما تتحرك الشعوب أولاً في إطار المقاطعة للبضائع الأمريكية الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، وهذه هي الطريقة المثلى للتأثير خصوصاً في الدول المطبعة أو القمعية مثل السعودية والإمارات وبعض دول الخليج.

سيكون أيضاً لهذه الشعوب تأثير عندما تخرج إلى الشوارع تضامناً مع فلسطين وضد الكيان الصهيوني. وقد رأينا الخروج الكبير للشعب الأردني وكان خروجاً مؤثراً وربما محرجاً للنظام في الأردن، ولهذا تم استدعاء السفير الأردني من كيان الاحتلال، وهذه الخطوة كانت بسبب الضغط الشعبي.