سبتمبر 2, 2023 - 18:55
مايو 6, 2024 - 19:52
مدرج بصرى الرومانى.. معلم تاريخي وسياحي في سوريا
عرب جورنال


أروى حنيش

يظل المسرح بكل مراحل التاريخ البشري أبو الفنون فهو بلا شك أقدمها، وسيظل أيقونة المقاومة المستمرة ووسيلة مهمة حرة لطرح الرؤى والأفكار لكل مشارك في رحلته وستبقى مكانته عالية شامخة في قلوب وعقول الملايين من البشر، وتبقى خشبات المسرح وكل فضاء مسرحي محرابًا للمسرحيين عالمنا العربي والعالم كله.

يعد مسرح ومدرج بصرى الروماني في مدينة بصرى الشام جنوب سوريا من أكبر وأكثر المسارح والمدرجات الرومانية اكتمالاً وجاهزية في العالم وما زال الى اليوم محافظا على اهم شواهده التاريخية التي مر بها لاسيما الأبراج التي بناها صلاح الدين الأيوبي حوله.
ويعتبر المسرح من أهم معالم بصرى المدينة التاريخية والسياحية الثانية في سوريا بعد “مدينة تدمر” شرق سوريا وهو من المعالم السورية التاريخية المميزة، وله موقع متقدم في التراث العالمي لليونيسكو .

و”مسرح بصرى” لم يكن بحاجة للاكتشاف فقد بقي ظاهراً منذ بنائه حتى الوقت الحاضر، إلا أنه تعرض لبعض التخريب والتغيير عبر العصور المختلفة واختفت أجزاء عديدة منه أسفل المباني الملحقة لا سيما الداخلية منه.

وتشير الوثائق التاريخية الموجودة إلى أن أول من أدخل العروض التي كانت تتم داخل “مسرح ومدرج بصرى” هم الرومان حيث بدأوا بعروضهم الأدبية، وكانت تتم باللغة اليونانية واللاتينية بنوعيها الكوميدي والتراجيدي، الجدير بالذكر أنه لم يتم العثور على أي دلائل تشير إلى استخدام المسرح لعروض مصارعة الحيوانات كما هو الحال في ” مسرح مدينة تدمر” شرق سوريا.

موقع المسرح

مسرح بصرى أو مدرج بصرى يقع في قلعة بصرى الأثرية في مدينة بُصْرَى بالشام وهي مدينة تاريخية تتبع محافظة درعا في سوريا والتى تبعد 40 كم عن مركز مدينة درعا وحوالي 140 كم عن دمشق، وتقام عليه فعاليات مهرجان بصرى الدولي، الذي تشارك في فعالياته عدد من الفرق الفنية والتراثية السورية والعربية والعالمية، وهو من المعالم السورية المميزة.

وتشير بعض الوثائق التاريخية الموجودة إلى أن أول من أدخل العروض التي كانت تتم داخل "مسرح ومدرج بصرى" هم الرومان حيث بدأوا بعروضهم الأدبية، وكانت تتم باللغة اليونانية واللاتينية بنوعيها الكوميدي والتراجيدي

تاريخ البناء

ويعود تاريخ بناء المسرح إلى ألفي عام تقريبًا حيث يقدر أنه تم تشيده في عام 106 ميلادي، ويُعد المدرج الروماني الخاص بالمسرح الذي يعود إلى القرن الثاني أبرز المعالم الأثرية في بلدة بصرى الشام (جنوب) وهو مدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).
ويتسع المسرح لأكثر من (15,000) متفرج، ويتسم بكثرة المداخل حيث يمكن للمتفرجين كلهم الخروج من المدرج خلال 10 دقائق لخارج المسرح، و قبل أن يبني الرومان هذا المسرح كان هناك قلعة عربية بناها العرب الأنباط وهدمها الرومان، وهناك من علماء الآثار من يقول إن الأنباط بنوا قلعتهم على أنقاض قلعة أقدم بكثير، وكان معنى كلمة بصرى (المدينة المحصنة)، وهذا ما تكشف عنه نصوص مصرية تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد فقد وجد الآثاريون قاعدة تمثال للفرعون أمينوفس، ويذكر المؤرخون أن بصرى باتت تابعة بعد هذا التاريخ لمملكة دمشق الآرامية، وبعدها باتت عاصمة لمملكة العرب الأنباط حتى سقطت دولتهم إثر الاحتلال الروماني بيد الإمبراطور تراجان (الذي بنى هذا المسرح).

أقسام المسرح

ويتكون مسرح بصري من ثلاثة أقسام رئيسية يفصل بينها ممر عريض، إلى يمينه ظهر المقاعد التي تشكل حاجزا بين كل قسم وإلى اليسار توجد الأبواب التي يدخل منها المتفرجون وهناك صالة علوية تستند إلى أعمدة من الطراز الدوري بقي عدد منها قائمًا وعند النزول من المدرج إلى المسرح يوجد ثلاثة أبواب، وحسب التقسيم قديمًا لهذه الأبواب الباب الأول للزائرين أو للمسافرين،والباب الثاني لسكان المدينة، والباب الثالث للطبقة العليا.

وقد تم تشييد المسرح والمدرج بالحجر البازلتي المحلي، ويبلغ قطر الحجر المستخدم 102 متر، وطول منصة التمثيل 45.5 متر، وعمقها 8.5 متر، ويبلغ ارتفاع المسرح 22 متراً و تخترق المنصة أبوابٌ تؤدي إلى الكواليس، وفي الجدارين الجانبيين حول المنصة شرفات كان يجلس عليها حاكم الولاية وكبار الشخصيات والزوار، ويصل الباحة بالخارج ممران معقودان من اليمين واليسار بالأعمدة الدورية، ومنصة التمثيل عريضة وقليلة الارتفاع نسبياً، ووراء الجدار الغربي للمنصة باحة مكشوفة تستخدم للاستراحة.

جدير بالذكر أن “مسرح ومدرج بصرى” قد احتضن قبل سبع سنوات من الأن أكبر المهرجانات السورية الدولية الذي يعرف باسم “مهرجان بصرى الدولي” الذي تشارك في فعالياته عدد من الفرق الفنية والتراثية السورية والعربية والعالمية.

الأعمال الأثرية

بدأت الأعمال الأثرية عام 1930م خلال فترة الاستعمار الفرنسي للمنطقة ورافقتها أعمال ترميم في الجامع العمري، وفي نهاية عام 1940 م بدأت أعمال الكشف عن مدرجات المسرح الذي كانت تغطيه منشآت إسلامية وخزان مياه، ومنذ الاستقلال بدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف متابعة الأعمال بمشاركة البعثات الغربية ومنها الاستمرار بالكشف عن كامل المسرح حتى عام 1970م. وفي عام 1975م تم افتتاح متحف داخل قلعة بصرى أو المسرح.

ويدل البناءالكبير العظيم لمسرح بصرى على المكانة الكبيرة التي تتمتع بها مدينة بصرى الشام .