أغسطس 30, 2021 - 18:41
توتر سعودي إماراتي جنوبي اليمن
عرب جورنال

غير ان صراع العاصمتين الخليجيتين يبدأوا انه ذاهب إلى مستويات جديدة من الصدام مع قيام قوات هادي وحزب الاصلاح المدعومة من السعودية بحصار القوات الإماراتية في منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال الواقعة على ساحل بحر العرب في محافظة شبوة جنوبي اليمن .

وترفض الإمارات إخلاء منشأة بلحاف التي تعد اكبر منشأة اقتصادية في اليمن ، وتتبع تحالف استثماري عالمي لكبار الشركات النفطية أبرزها شركة توتال الفرنسية التي لديها الحصة الأكبر .

قوات هادي وحزب الإصلاح بررت تحركاتها الجديدة بان القوات الإماراتية تدرب قوات النخبة الشبوانية – قوات تابعة للإنتقالي – داخل منشأة بلحاف , في وقت تحتفظ الإمارات بقوات من النخبة الشبوانية منذ أغسطس / آب 2019م , حيث جرت مواجهات عسكرية بين قوات هادي المدعومة من السعودية , وقوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات , وكان سيطرة قوات الانتقالي على محافظات عدن و لحج والضالع واجزاء من محافظة ابين , فيما سيطرت قوات هادي على محافظة شبوة النفطية واجزاء كبيرة من محافظة أبين المنقسمة بين الطرفين .

ورغم توقيع اتفاق الرياض في 5 نوفمبر – تشرين الثاني 2019 م على تقاسم السلطة بين هادي والإنتقالي , الا ان ذلك الاتفاق زاد من تعميد التقاسم على الأرض , غير ان الاتفاق لم يجد طريقه الى التنفيذ رغم تعزيز باتفاق آخر وتشكيل حكومة مناصفة في ديسمبر – كانون الأول 2020م بعد مشاورات طويلة تدخلت في تفاصيلها المخابرات السعودية والإماراتية , ما ان عادت الحكومة إلى عدن مطلع العام 2021م حتى غادرت مجددا لتستقر في العاصمة السعودية , ولم يتبق في عدن سوى وزراء الانتقالي الممثلين في الحكومة.

وتفرض الرياض و ابوظبي شروطا متبادلة عبر حلفائها المحليين , حتى بات يرى كثير من المراقبين ان هناك تعمد لإبقاء الوضع المختل في جنوب اليمن .

وفيما يطالب الانتقالي بعودة الحكومة المقيمة في الرياض , ترفض الأخيرة وبدعم سعودي العودة , مطالبة بتنازلات عسكرية من قبل قوات الانتقالي .

وفيما كانت الخلافات السعودية والإماراتية تتصاعد على مجمل الملفات من أهمها الملف اليمني , نشرت وكالة الانباء السعودية بيانا مطلع يوليو – تموز الجاري عن وزارة الخارجية السعودية حملت فيه الانتقالي المدعوم من ابوظبي مسؤولية التصعيد وعرقلة القرارات , وقالت إن القرارات السياسية والعسكرية التي أعلنها الانتقالي يعد تصعيدا لا ينسجم مع اتفاق الرياض .

وجاءت تصعيد قوات هادي ضد القوات الإماراتية في منشأة بلحاف في شبوة حلقة جديدة ومتقدمة في الخلافات بين الرياض وابوظبي .

الإمارات ترفض مطالب السلطة المحلية في شبوة الموالية لهادي باخراج قواتها من منشأة بلحاف لإعادة تصدير الغاز المسال القادم من حقول صافر في مأرب .

وتهدد الإمارات باستخدام الطيران الحربي لقصف القوات الموالية لهادي والتي تحاصر المنشأة , على غرار ما قامت في أغسطس – آب 2019 م , عندما قصفت قوات هادي التي كانت قد وصلت الى منطقة العلم على مدخل مدينة عدن خلال المعارك مع الانتقالي , قبل ان تنسحب قوات هادي الى منطقة شقرة الساحلية في أبين ومن حينها رسمت خطوط تماس لم يتجاوزها أي من الطرفين رغم المعارك بين الطرفين بين الحين والاخر .

وجاء التوتر السعودي الاماراتي في شبوة اليمنية , ليراكم تعقيدات اضافية في جنوب اليمن في ظل انهيار الأوضاع المعيشية والخدمية وانهيار العملة وغلاء الاسعار , ليدفع المواطن اليمني في المحافظات الجنوبية ثم ذلك الصراع المعقد .