أغسطس 30, 2021 - 00:31
الحصاد المر في أفغانستان.. خسائر أطول فترة حرب لأمريكا في العالم
عرب جورنال

وكانت أمريكا قد نفذت عملية عسكرية واسعة لغزو افغانستان قبل 19 عاماً للإطاحة بحركة طالبات بحجة إيوائها لمسلحي تنظيم القاعدة و أسامة بن لادن، الذي بدوره تبنى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م على أبراج التجارة العالمية في منهاتن.

ومنذ دخول القوات الامريكية إلى افغانستان وهي تخوض حرباً ضد حركة طالبان والقاعدة، وتمكنت من السيطرة على العاصمة كابول وكثير من أجزاء البلاد.

وزاد طلب وزارة الدفاع البنتاجون من الرئيس السابق أوباما من رفع عدد أفراد الجيش، وفقاً لما نشره كتاب "حروب اوباما" اطلع عليه محرر "عرب جورنال".

وفي عام 2012م ارتفع عدد افراد الجيش الامريكي في افغانستان ليصل إلى نحو 110 ألف فرد وهي أكبر قوة أمريكية تتجمع خارج إطارها الجغرافي، وامتدت الحرب لتصل نحو 19 عاما وهي أطول فترة حرب في تاريخ أمريكا، يليها الحرب العراق التي استمرت 18 عاما ثم حر فيتنام واستمرت 14 عاماً. لكن هذا الاهتمام زاد من كلفة الحرب والخسائر البشرية والمالية.

ماهي الخسائر البشرية:

على مدار 19 عاماً من الحرب الامريكية في أفغانستان، تقول الاحصائيات إن أكثر من 3500 فرد من قوات التحالف قتلوا من بينهم 2300 جندي أمريكي، أما الخسائر البريطانية فقد قتل منها ما يزيد عن 450 جندي.

وتبقى هذه الارقام، هي احصائيات رسمية، قليلة العدد بالمقارنة بحجم الخسائر في الجيش الافغاني الذي شكلته أمريكا إضافة إلى خسائر المدنيين، وفي عام 2019، صرح الرئيس الأفغاني أشرف غني بأن أكثر من 45 ألف جندي من قوات الأمن الأفغاني قتلوا في الحرب، منذ أن وصل لسدة الحكم في 2014.

وطبقا لبحث صادر عن جامعة براون، في 2019م فإن عدد من قتلوا في صفوف الجيش والشرطة الافغانية تجاوز 64 ألفا و100 شخص، منذ بدء الحرب عام 2001.

ما حجم الخسائر المالية:

وإلى جانب الخسائر البشرية لدى الجيش الامريكي فإن كلفة الخسارة المالية وحجمها تعبر عن المأزق الذي طالما يكون نتاج الدول الغازية لأي بلد آخر.

فالاحصائيات الرسمية تشير إلى خسارة أمريكا نحو 822 مليار دولار، ووفقاً لدراسة جامعة براون في 2009م إذ كشفت عن إنفاق أمريكا ما يقارب أكثر من 978 مليار دولار وهذا يشمل ميزانية رصدة لعام 2020م، وهذه الخسائر المالية هي كلفة الحرب خلال 19 عاماً.

الانسحاب بلا مكاسب:

على الرغم من صدور أكثر من تصريح لمسؤول أمريكي أن جيش بلدهم حقق أهدافه من اجتياح افغانستان، إلا أن الجدل في السياسي ومراكز البحوث، ما يزال يدور حول قياس ما تحقق لأمريكا من أهداف عملية وما لم يتحقق.

ويرفض المسؤولون الامريكيون تشبيه انسحابها من افغانستان بفيتنام لأن انسحابها من الاخيرة شكل هزيمة أمريكية بكل مقاييس الحروب، ويصرون على القول أنهم حققوا اهدافهم في افغانستان وذلك من خلال تدمير تنظيم القاعدة وإنهاء الارهاب.

وعلى قدر ما أن القاعدة انحسرت في افغانستان بعد مقتل أسامة بن لادن في 2011م في ابوت أباد الباكستانية، إلا أن أمريكا لم تخرج من افغانستان إلا باستمرار المقاومة عسكرية من طالبان حليف القاعدة، وما تزال تهديدات تنظيم داعش مستمرة وأخرها التفجير الذي استهدف الجنود الامريكيين في مطار كابول.

وإلى جانب الخسائر البشرية للجيش الامريكي والكلفة المالية، يبدو أن أمريكا لم تكن في نزهة في أفغانستان، بقدر ما كانت تعيش سنوات غير رابحة فرض عليها الانسحاب، وتركها لكل ما بنته من سلطة وجيش افغاني خلال 19 عاماً، دون مكاسب.