أبريل 27, 2024 - 18:09
سارة نتنياهو قرينة المدعو (بنيامين نتنياهو) تُعدُّ بتنفُّذها الموبوء أخطر مسمار في نعش (كيان العدو)

عرب جورنال/ عبدالسلام التويني

بالنظر إلى تعدد مرات تشكيل حكومات «كيان العدو» من قبل المدعو «بنيامين نتنياهو»، فإنه يُعتبر رئيس الوزراء الأطول مدةً منذ قيام هذا الكيان على أساسٍ من الدموية والعدوان.
والملاحظ أنَّ فترات ولاياته المتعددة اتسمت بالاستبداد والسادية المفرطة، وقد أرجع معظم المتابعين ذلك -في ضوء اطلاعهم على خلاصات تجارب المستبدين من القادة والحكام والأمراء الذين يأتي استبدادهم انعكاسًا لضعف شخصياتهم أمام النساء- إلى ضعف شخصيته أمام زوجته «سارة» التي تؤكد الأحداث والوقائع ذات الصيت الذائع أنه أضحى يطيعها طاعة عمياء، حتى لقد صارت فاتنته الشقراء «سارة» -بحسب التقارير المتأخرة- تتدخل -بصورة شبه سافرة- بكل ما يصدر عنه من قرارات، لا سيما القرارات المصيرية الوثيقة الصلة بمستقبل الدولة العبرية.

مشاطرة زوجها بنيامين بغض الفلسطينيين

لعل القاسم المشترك الأسوأ بين المجرم «بنيامين نتنياهو» رئيس وزراء «دولة الكيان» وزوجته الشقراء «سارة شموئيل أرتزي» -بالإضافة إلى أنَّ أصولهما تعود إلى «جمهورية بولندا»- هو شدة بغضهما للفلسطينيين إلى درجة مناصبة رموز «أوسلو» المنساقين وراء أوهام السلام العداء، ففي موازاة هجوم «نتنياهو» شبه المتواصل على «محمود عباس» واعتبار سلطته غير جديرة بالتفاوض، اضطلعت المدعوة «سارة» -منذ 9 أعوام- بمهمة التحريض عليه مسندة تعثر سير المفاوضات إليه، وذلك ما تأكد في مستهل الخبر الصحفي المعنون [سارة نتنياهو تحرض نشطاء سلام إسرائيليين للتظاهر أمام منزل عباس] الذي نشره «أمد» للإعلام في الـ13 من أغسطس 2015 على النحو التالي: (نشر موقع صحيفة "هآرتس" على شبكة الانترنت مساء اليوم الأربعاء تصريحًا نادرًا لـ سارة نتنياهو عقيلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجهت فيه ناشطات من اليسار الإسرائيلي من حركة "نساء يصنعن السلام"، قائلة: "اذهبن وتظاهرن أمام منزل محمود عباس-أبو مازن".
وبحسب موقع "هآرتس" فإنَّ "سارة نتنياهو أوحت لناشطات السلام بأنَّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو المسؤول عن الجمود الحاصل في العملية السلمية واقترحت عليهن التظاهر والصوم أمام منزله).
بل إنَّ شدة تعاطي هذه الصهيونية المتطرفة مع سرديات حكومة زوجها الزاعمة بارتكاب الفلسطينيين -أثناء «طوفان الأقصى»- جرائم شنعاء تجاوزت ما هو معهود من «كيد النساء»، فقد زعمت -بالباطل- أنَّ الأسر طال إحدى الحوامل، مبتكرة -على سبيل التخيل- شخصية «نوثاواري» زاعمة أنها استقدمت من «تايلاند» للعمل في «الزراعة» وأنها وضعت مولودها في ظروف غاية في الفظاعة، ثم لم تتردد عن الاستنجاد بزوجة الرئيس الأمريكي الطاعن في السن السيدة «جيل بايدن» برسالة مطولة قالت لها فيها -بحسب ما جاء في سياق الخبر الصحفي التفصيلي المعنون [زوجة نتنياهو تدخل على خط الفبركات.. ما حقيقة الرهينة الحامل لدى حماس؟] الذي بثه تلفزيون «العربي» في الـ24 من نوفمبر الماضي ما يلي: (أنا أكتب لك ليس فقط كزوجة نتنياهو، بل بصفتي أمًّا، كانت إحدى النساء المختطفات حاملًا. وأنجبت طفلها في أسر حماس. لا يمكنك إلا أن تتخيلي، مثلي، ما الذي يدور في ذهن تلك الأم الشابة وهي محتجزة مع مولودها الجديد).

تبنيها نمطين ناعم وخشن للفوز بالرهائن

لا أظن أنَّ المطلع على مجريات حرب الإبادة الصهيونية الجماعية على «قطاع غزة» -لما يقرب من سبعة أشهر- يجهل حرص محور التصهين بقيادة «جو بايدن» على استخراج الرهائن، حتى تظل فرصة استئناف الإبادة الجماعية سانحة، ففي الوقت الذي يسعى «نتنياهو» -ومن ورائه زوجته المغامرة«سارة»- إلى تحقيق تلك الغاية من خلال المعارك العسكرية التي تُكلل -أولًا بأول- بالفشل، بينما يحاول «بايدن» تحقيقها بالمكيدة والتفاوض، تتخذ «سارة» -بالتوازي مع تواصل ما تقدم ذكره من وسائل- من الرسائل المستدرَّة للعواطف وسيلة لمحاولة إخراج «الرهائن» الذين ما يزالون بأيدي المقاومين البواسل بدون مقابل، فقد أشير إلى تحريضها زوجها الأرعن -أكثر من مرة- على التصلب في التفاوض على إتمام أية صفقة يترتب عليها إطلاق أسراه في سياق التقرير الخبري التساؤلي المعنون [ما علاقة زوجة نتنياهو بموقفه من تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة؟] الذي نشره موقع «العربي» الإخباري يوم الثلاثاء الـ19 من مارس الفائت على النحو التالي: (كشفت صحفية إسرائيلية أنّ نتنياهو كان موافقًا على الصفقة في المرة الماضية، لكنّه غيّر رأيه لدى عودته إلى منزله، في إشارة إلى تأثير محتمل لزوجته سارة على قراره).
وفي المقابل يتأكد التوسل بالرسائل في محاولة انتزاع «الرهائن» دون مقابل باستهلال الخبر التحليلي المعنون [زوجة نتنياهو تتوسّل "البابا" أن يتدخل لتحرير الأسرى لدى "حماس"] المنشور في «عربي21» منذ الـ27 منذ ديسمبر الماضي بما يلي: (بعثت سارة زوجة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة إلى بابا الفاتيكان «فرنسيس» تطلب منه المساعدة في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وقالت سارة في رسالتها: "أطلب من قداستك تدخلك الشخصي في هذا الأمر، الرجاء استخدام نفوذكم للمطالبة بالإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن دون تأخير"، وأضافت مخاطبةً البابا: "تدخلك يمكن أن يغير الوضع").
كما يتأكد لجوء «سارة» إلى هذا الأسلوب التحايلي في استهلال الخبر المختصر المعنون [سارة نتنياهو تبعث برسالة "شخصية" إلى الشيخة موزة بشأن الرهائن المحتجزين في غزة] الذي نشر في «CNN بالعربية» يوم الثلاثاء الـ12 من مارس الفائت الاستهلال التالي: (أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس الإثنين أنَّ «سارة نتنياهو» زوجة رئيس وزراء إسرائيل بعثت رسالة "شخصية" إلى الشيخة «موزة» والدة أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد» من أجل الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة "حماس" في غزة. 
وأضافت: "صوتك ونفوذك قد يؤثران إلى حد كبير على وضعهم، وأحثك على اتخاذ موقف مناهض لمثل هذه الفظائع، فلا يجوز لنا السكوت أو الوقوف مكتوفي الأيدي عندما تكون كرامة النساء وسلامتهن على المحك").
 
تعرضها للاتهام بإهدار المال العام

لعل اتسام شخصية «سارة نتنياهو» بالغرور وميلها الزائد إلى الظهور وراء الاستغراق في الإنفاق الذي يجعلها -على الدوام- عرضةً للاتهام بإهدار المال العام، وقد تجسد المعنى باستهلال التقرير الإخباري التحليلي المعنون [من أموال دافعي الضرائب.. صالون جديد لزوجة نتنياهو بالقدس] الذي نشرته «العربية نت» في الـ3 من أبريل الحالي بما يلي: (أثارت «سارة نتنياهو» زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» -مجدداً- الجدل في البلاد، بسبب استحداث صالون خاص بها لتصفيف الشعر يقع في شقة مجاورة للمقر الرسمي لإقامة زوجها في القدس، لتصبح غير مضطرة إلى التوجه إلى تل أبيب لتصفيف شعرها، بينما يُسدد أمواله -وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية بمحتوى خبريٍّ متقارب- دافعو الضرائب.
ومن ناحيةٍ أخرى أكد موقع "واللا" أنَّ الشقة تخضع حاليًّا لتجديدات واسعة النطاق، تشمل تجهيزات لتصفيف الشعر وأدوات التجميل، وأنّّ كل تلك النفقات تُدفع من أموال دافعي الضرائب.
وفي العام الماضي أشعلت زوجة نتنياهو غضب الإسرائيليين بسبب "تصفيف شعرها" بالتزامن مع المظاهرات ضد التعديلات القضائية في تل أبيب، حيث رأت إحدى السيدات زوجة رئيس الوزراء تستعد لتصفيف شعرها بأحد "الصالونات".
وشاركت السيدة صورة سارة نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي، ليتجمع بعدها مئات المحتجين أمام الصالون، غضبًا بسبب اختيارها يومًا انتهى بالقبض على 71 شخصًا وإصابة الكثيرين على يد الشرطة، للخروج وتصفيف شعرها.
وحمل المتظاهرون الذين حاصروا الصالون الأعلام الإسرائيلية وهتف بعضهم عبر مكبرات الصوت بالقول: "الدولة تحترق بينما سارة تصفف شعرها".
وتمكنت الشرطة بعدها من إخراجها في سيارة مدرعة، بعد محاصرتها حوالي 3 ساعات).
وكانت -قبل عام- قد اضطرت زوجها -بما يشبه الإرغام- إلى إصدار توجيهات برفع ميزانية مظهرهما العام إلى مستوى ملفتٍ لانتباه الخواص والعوام، فقد ورد في طيات التقرير ما يلي: (وفي عام 2023 طلب رئيس الوزراء من وزارة المالية رفع حدِّ نفقاته هو وزوجته على الملابس ومستحضرات التجميل وتصفيف الشعر إلى 80 ألف شيكل {22 ألف دولار تقريبًا}).
ولم يقتصر إهدار «سارة نتنياهو» الأموال على هذا المصرف، فلإهدار الأموال لديها أكثر من مجال منها -على سبيل المثال- استقدام وجبات الطعام العالية الكلفة من المطاعم الأكثر شهرة ذات الأسعار المضاعفة، وليس أدلَّ على ذلك من  قبولها عام 2019 -بحسب ما ورد في سياق التقرير الإخباري المعنون [جدل "شعر سارة"يعود.. تقرير يتهم زوجة نتنياهو بـ"تجهيز صالون خاص بأموال الدولة"] الذي نشره موقع «الحرة» في الـ2 من أبريل الجاري- (إتمام صفقة إقرار بالذنب لتسوية اتهامات بأنها أساءت استخدام 100 ألف دولار من الأموال العامة وإنفاقها على وجبات فخمة من طهاة مشاهير).  

تدخلها في رسم سياسة «دولة الكيان»

إنَّ افتتان «بنيامين نتنياهو» رئيس وزراء «دولة الكيان» بـ«سارة أرتزي» -منذ اقترانه بها عام 1991- قد منحها فرصة التدلل بل السيطرة عليه، فإذا بها تتدخل -على سبيل التدلل- في اختصاصاته الرسمية أولًا بأول، فصارت -مع مرور الزمن- تتحكم بقراراته بشكلٍ غير معلن، حتى لقد أصبحت تدخلاتها في فترة ولايته الرابعة التي بدأت عام 2017 عظيمة الخطر، وذلك ما ألمح إليه في مستهل التقرير الخبري المعنون [مستشار نتنياهو السابق للشرطة: سارة هي رئيسة الحكومة] الذي نشره موقع «تايمز أوف إسرائيل» منتصف يوليو 2019 على النحو التالي: (أفادت أخبار القناة 12 الجمعة أن «نير حيفتس» الذي كان المتحدث باسم عائلة نتنياهو وأحد أشد المقربين منها -قبل أن يصبح شاهد دولة في قضايا الفساد ضد العائلة- للشرطة: "إنَّ سارة نتنياهو استخدمت حق النقض ضد تعيينات سياسية وأنَّ زوجة رئيس الوزراء هي رئيسة الوزراء".
وفي وقت سابق قال مشرع من حزب «يسرائيل بيتنا» أنَّ سارة نتنياهو هي صاحبة السلطة في القدس.
وقال النائب إيلي أفيدار: أعتقد أنها تتمتع بسلطة أكثر من رئيس الوزراء الذي شغل المنصب في السنوات العشر الأخيرة).
ويمكن استنباط معنى مشابه للمعنى السابق من مستهل الخبر الصحفي التفصيلي المعنون [وزير مالية إسرائيل السابق: سارة نتنياهو تدخلت في التعيينات بالدولة] الذي نشر في «اليوم السابع» يوم الأحد الـ8 من يناير 2023 الذي استهل بما يلي: (قال وزير المالية الإسرائيلي السابق «أفيجدور ليبرمان» إنَّ سارة زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تدخلت في كثير من التعيينات السياسية).
وفي سياق مشابه احتوى النص الخبري التساؤلي المعنون [سارة نتنياهو.. هل هي الحاكمة الحقيقية لإسرائيل؟] الذي نشر في موقع «صدى البلد» الإخباري يوم الجمعة الـ15 من ديسمبر الماضي على ما يلي: (تشير التقارير إلى أنَّ «سارة نتنياهو» زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» كان لها تأثير كبير على عمليات صنع القرار الخاصة به، ويقول النقاد إنَّ تأثيرها يتجاوز تأثير الزوج السياسي التقليدي ويثير تساؤلات حول مدى دورها في رسم السياسات الإسرائيلية).
وقد تأكد هذا المعنى بشكلٍ مفصل في سياق التقرير التحليلي المعنون [سارة نتنياهو... امرأة تحكم إسرائيل في الظل] الذي نشره موقع جريدة «القدس» يوم السّبت الـ27 من يناير الماضي من خلال ما يلي: (تتربع «سارة نتنياهو» زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» على عرش دوائر صناعة القرار داخل إسرائيل؛ -ولو في الظل- خصوصاً مع الأزمة الحالية التي يعيشها زوجها بعد الضربة الموجعة التي وجّهتها له حركة «حماس» بتنفيذها عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي.
فقد قال المتحدث السابق باسم «نتنياهو» لبرنامج «همكور» الاستقصائي: "هناك اتفاق على أن التعيينات الأعمق في المكتب لا تمر دون ضوء أخضر من سارة نتنياهو".
وأوضح مصدر أمني لا يرغب في الكشف عن هويته أنَّ "تأثيرها في القرارات السياسية يفوق تأثير أية زوجة رئيس وزراء سابق في تاريخ إسرائيل وحتى على نطاق عالمي".
كما تقول وسائل إعلامية عدة إنَّ سارة نتنياهو تتدخل في أمور التعيينات في الوزارات السيادية في إسرائيل، فضلًا عن تدخلها في تعيين رئيس جهاز الموساد).
وفي ظل تغوُّل هذا التدخل من قبل «سارة نتنياهو» الذي ما يلبث يتزايد، ولا يبدو أنَّه سيقف عند حدّ، بينما تعلو أصوات النقد وتتسع رقعته وتتمدد، فقد بات في حكم المؤكد أنَّ تنفُّذها الذي بات الآن واضحًا للعيان أخطر مسمار في نعش «دولة الكيان» الموشكة -جراء تماديها في التوحش والطغيان إلى مستوىً لم يكُ في الحسبان- على الانطواء في صفحة النسيان.