أبريل 23, 2024 - 20:40
قصّة التعاون العسكري الإسرائيلي الأمريكي من الألف إلى الياء.. تفاصيل صادمة

محاور - عرب جورنال 

سجلت جهات التعاون العسكري الأمريكي الخارجي، بعد عملية "طوفان الأقصى"، 599 طلب مبيعات عسكرية نشطة مع كيان الاحتلال بقيمة 23.8 مليار دولار. وأعربت إدارة الرئيس، جو بايدن، عن "دعمها القوي" لـ"إسرائيل" وتصميمها على تلبية طلبات المساعدة.

وتلبية لذلك، لجأ بايدن إلى سلطاته وصلاحياته التي تسمح للإدارة بنقل العتاد من مخزوناتها الخاصة إلى الدول الشريكة. وكانت الولايات المتحدة قد خزنت مسبقًا داخل فلسطين المحتلة ذخائر وعتاد تضمّنت "مخزونات احتياطية حربية" كالصواريخ وعربات مدرعة وذخيرة مدفعية.

وتعدّ "إسرائيل" أكبر متلقٍ للمساعدات الأمريكية، فعلى مدى الـ 75 عامًا الماضية، قدّمت الولايات المتحدة نحو 216 مليار دولار كمساعدات عسكرية لكيان الاحتلال منذ تأسيسه عام 1948، بهدف تشكيل "أقوى الجيوش وأكثرها تقدمًا في الشرق الأوسط".

وتحصل "إسرائيل" على 3.8 مليار دولار سنويًا لتطوير أنظمتها الدفاعية الصاروخية بموجب اتفاقية طويلة الأمد عقدتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، مع كيان الاحتلال.

وتشكل نسبة الأسلحة التي قدّمتها الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" خلال المدة بين عامَي 1950 و2020 أكثر من 80% من الأسلحة التي يمتلكها جيش الاحتلال.

كما قدمت واشنطن لـ"إسرائيل"، العام الماضي، نحو 3.8 مليار دولار، أي حوالي 16% من الميزانية العسكرية الإسرائيلية، و72.5 مليون دولار للتعاون الأمريكي - الإسرائيلي في مجال مكافحة الطائرات المسيّرة واكتشاف الأنفاق.

وعلى مدى العقود العديدة الماضية، طلب الاحتلال الوصول إلى المخزون في مناسبتين على الأقل، أثناء عدوان عام 2006 على لبنان ضد "حزب الله"، وعمليته العسكرية في غزة عام 2014.

ورغم من أن حالة مخزونات "الاحتياطية الحربية" غير معروفة، إلا أنها باتت مصدرًا لمزيد من المساعدة الإضافية لكيان الاحتلال. وضغط البيت الأبيض على الصناعات الدفاعية الأمريكية لتسريع الطلبيات الحالية للأسلحة.

وأُدرجت الطلبات، ابتداءً من 18 أبريل/نيسان الجاري، بعد مناقشات طويلة حول جدوى وطريقة استعمال بعض الأسلحة وسط ارتكاب جيش الاحتلال المجازر بحق أهالي غزة، ضمن المساعدة التي أقرّها مشروع 18 أبريل التي فاقت الـ 26 مليار دولار بقليل.

فما هي المساعدات التي ستقدمّها الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" بموجب هذا المبلغ؟

1- طائرات شبحية متعددة المهام (F35 EAGLE STRIKE + F35 II)، تتعامل مع جميع الاهداف الجوية والبرية ويمكنها حمل قنابل ضد التحصينات وصواريخ إستراتيجية. تكمن خطورتها بأنها شبحية ويمكن استخدامها في جميع الظروف الجوية والمناخية على مدار الساعة.

2- طائرات مطاردة وقاذفة إستراتيجية (F15 A + D)، لاعتراض الأهداف الجوية ويمكنها حمل وإطلاق صواريخ مزودة برؤوس نووية.

3- طائرات إستراتيجية للتزويد بالوقود (KC 46)، لمعاونة الطائرات في المهمت الطويلة المدى التي تتجاوز الـ1000 كيلومتر.

4- طائرات نقل سمتي عملاقة (CH - 53K)، وهي طائرات مروحية ثقيلة يمكنها نقل أعداد من الجنود والعتاد وتستخدم للمهمات ذات الطابع الأمني لقوات الكوماندوس وقوات النخبة.

5- طائرات شحن ثقيلة (C130)، وهي طائرات نقل ثقيلة يمكنها نقل أعداد من الجنود والعتاد وتستخدم للمهمات ذات الطابع الأمني لقوات الكوماندوس وقوات النخبة.

6- صواريخ اعتراضية ودفاع صاروخي (IRON DOME + DAVID SLING + ARROW)، من نوع طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي الثلاث، وتستخدم لاعتراض الأهداف الطائرة على أنواعها ضمن المدى المجدي المكون من ثلاث طبقات جوية (قريبة ومتوسطة وعالية المسار).

7- طرادات بحرية متطورة (SAAR 6)، أحدث البوارج والطرادات الإسرائيلية، تمتلك طاقة نارية كبيرة وتزود بمنظومة دفاع جوي C وهو الطراز البحري من "القبة الحديدية"، كما تمتلك منظومة رصد وتشويش إلكترونية متكاملة.

8- دبابات (MIRKAVA 4+5)، لتعويض خسائر العدو في معركة "طوفان الأقصى".

9- مدرعات (NEMER)، لتعويض خسائر العدو في معركة "طوفان الأقصى".

10- صواريخ جو- أرض دقيقة (HELFIRE)، وتستخدم بكثافة لأغراض القصف التكتيكي الأرضي وضد الدروع والآليات والتحصينات المتوسطة والاغتيالات من قبل معظم الوسائط الجوية الإسرائيلية المأهولة وغير المأهولة.

11- صواريخ جو أرض ضد التحصينات (GBU28)، لتعويض النقص الحاصل لدى العدو في معركة "طوفان الأقصى".

12- ذخائر موجهة بدقة (MK-84, MK-82, MK-80)، لتعويض النقص الحاصل لدى العدو في معركة "طوفان الأقصى".

13- تقنيات كشف الأنفاق (LIDAR + SAR TECHNOLOGY)، للوحدة "9900"، هي تقنيات مسح من الجو بواسطة الاقمار الصناعية العسكرية وبواسطة طائرات سطع الكتروني، تمتلك هاتين التقنيتين فضلًا عن طائرة هيرميز 900 وطائرة هيون TP وبعض المسيرات الأصغر كالهرمز 450 زيك هيرون 1.

وبالإضافة إلى مساعدات تحتوي على أشياء روتينية كذخائر ووسائل اتصال تكتيكية وآليات من جميع الأنواع تخدم المجالات اللوجستية واغراض المجهود الحربي التكتيكي كعربات الهامر وشاحنات وباصات النقل وقطع غيار المدافع والدبابات والآليات الصغيرة ا(لتي تتعدى الـ 366 بندًا وتتراوح بين التجهيزات المكتبية ولوازم المنامة للجنود وصولًا إلى قطع غيار الطائرات المقاتلة).

يُذكر أن الدعم الثابت لأمن "إسرائيل" كان بمثابة حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية لكل إدارة أمريكية منذ رئاسة هاري إس ترومان.

ومنذ تأسيسها في عام 1948، قدمت الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" كمًا هائلًا من المساعدات التي ركزت على معالجة التهديدات الأمنية الجديدة والمعقدة، وسدّ الفجوات في قدرات "الكيان المؤقت" عبر المساعدة الأمنية والتعاون، وزيادة قابلية التشغيل البيني من خلال التدريبات المشتركة، ومساعدته في الحفاظ على قدراته النوعية.

وساهمت هذه المساعدة في تحويل جيش العدو إلى واحد من "أكثر الجيوش قدرة وفعالية في العالم"، كما حوّلت الصناعة العسكرية الصهيونية وقطاع التكنولوجيا إلى أحد أكبر مصدري القدرات العسكرية في جميع أنحاء العالم.

حتى أصبح كيان الاحتلال اليوم أكبر متلقٍ تراكمي للمساعدات العسكرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، التي بلغت أكثر من 125 مليار دولار على مدى العقود السبعة الماضية.

وتشارك الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المساعدات الأمنية ومبيعات الأسلحة، في مجموعة متنوعة من التبادلات مع "إسرائيل"، بما في ذلك التدريبات العسكرية مثل جونيبر أوك وجونيبر فالكون، فضلًا عن الأبحاث المشتركة وتطوير الأسلحة.

ووقّعت الولايات المتحدة وكيان الاحتلال عدة اتفاقيات تعاون دفاعي ثنائية، تشمل: اتفاقية المساعدة الدفاعية المتبادلة (1952)، واتفاقية الأمن العام للمعلومات (1982)، واتفاقية الدعم اللوجستي المتبادل (1991)، واتفاقية وضع القوات عام (1994).

وفي السنوات الأخيرة، وفي بداية عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، جرى تحديد المساعدة الأمريكية للاحتلال في مذكرات تفاهم مدتها 10 سنوات، وقد جرى تجديد المذكرة بإضفاء الطابع الرسمي علىذلك عبر مذكرة تفاهم مدتها 10 سنوات (2028 - 2019).

وتقدم الولايات المتحدة، وفقًا لمذكرة التفاهم، سنويًا 3.3 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي و500 مليون دولار للبرامج التعاونية للدفاع الصاروخي. وجرى توقيع أحدثها في عام 2016. وتعهدت بتقديم 38 مليار دولار من المساعدات العسكرية بين السنة المالية 2019 والسنة المالية 2028.

ومع مجيء إدارة بايدن ظهر واضحًا أن السلوك الأمريكي في دعم "إسرائيل" عسكريًا آخذ في التطور والاتساع. فقد أكد الاجتماع الـ48 لمجموعة التعاون العسكري المشترك بين الطرفين، الذي عقد في أكتوبر/تشرين أول 2022، على الشراكة الإستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة والاحتلال، مؤكدًا على الالتزام المتبادل بتعزيز التعاون لدعم الأمن الإقليمي وتعزيز "الإنجازات التاريخية" للتطبيع الأخير بموجب "اتفاقيات إبراهيم".

رغم أن المساعدة الأمنية الأمريكية لـ"إسرائيل" تتخذ أشكالًا عديدة، إلا أن الجزء الأكبر يأتي عبر التمويل العسكري الأجنبي (FMF)، وهي منح لدعم شراء المواد والخدمات الدفاعية الأمريكية.

وتُلزم مذكرة التفاهم الحالية الولايات المتحدة بتقديم 3.3 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي السنوي للكيان المؤقت، وهو أكبر حزمة روتينية من التمويل العسكري الأجنبي تقدمها الولايات المتحدة على أساس سنوي التي تمثل وحدها حوالي %16 من الميزانية العسكرية للاحتلال.

وبالإضافة إلى التمويل العسكري، يتلقى الكيان المؤقت أيضًا مساعدة أمريكية من أجل شراء تطوير الدفاع الصاروخي المشترك. وتتعهد مذكرة التفاهم الحالية بمبلغ 5 مليارات دولار على مدى مدة الترتيب لمختلف برامج الدفاع الصاروخي التي غالبًا ما يجري تطويرها أو إنتاجها مع شركات أمريكية.

ويشمل ذلك الاستثمارات في نظام الدفاع الجوي قصير المدى "القبة الحديدية"، فضلًا عن منصات أخرى أطول مدى مثل "Arrow II" و "Arrow III" وDavid's Sling. كما سُمح للكيان المؤقت بإنفاق مخصصات التمويل العسكري الأجنبي وزيادة انتاجها.

و خصّصت الولايات المتحدة، بين السنة المالية 2006 والسنة المالية 2023، أكثر من 8.6 مليار دولار لمختلف برامج الدفاع الصاروخي الأمريكية - الإسرائيلية.

وعبر التمويل العسكري، توفّر الولايات المتحدة للاحتلال إمكانية الوصول إلى بعض المعدات العسكرية الأكثر تقدمًا في العالم، بما في ذلك طائرة F- 35 Lightning.

وبالحديث عن تراجعات في قوة ونمو الاقتصاد الإسرائيلي جراء تكبّده خسائر جسيمة باستمرار عدوانه على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر، يبقى هناك دائمًا العامل الثابت لها، وهو المساعدات التي تتلقاها من حليفتها الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية.