أبريل 16, 2024 - 07:53
بسبب الاحتلال.. إعلام غزة يكشف عن كارثة محقَّقة شمال القطاع

غزة _ عرب جورنال 

تحدث رئيس المكتب الاعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، عن كارثة محقَّقة تتعرضها لها مناطق شمالي القطاع، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.

وقال معروف في بيان، إن مناطق شمال غزة تتعرض "لـمَكرهةٍ صحية وتلوث بيئي غير مسبوق"، مُشدّداً على أنّ ذلك يُنذر بتداعيات صحية وبيئية خطيرة على أكثر من 700 ألف نسمة يعيشون في تلك المناطق.

وأشار إلى أنّ التداعيات تزداد في ظل تكدس "جبالٍ من النفايات، ومئات المقابر الجماعية الموقتة، وركام المنازل في مختلف المناطق"، متحدثاًَ عن نحو 75 ألف طن من النفايات المنتشرة، حيث تنتشر مئات آلاف الأطنان من الأنقاض وركام المنازل التي دمرها الاحتلال.

وأوضح معروف، أنّ "هذه النفايات تسببت بانتشار الأمراض المعدية التي طالت آلاف المواطنين، ولاسيما الكبد الوبائي والأمراض الجلدية"، مؤكّداً أنّها باتت بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والزواحف الضارة، فضلاً عن تأثيرها البيئي بعد إضرام النار فيها لإتلافها.

ووفق البيان، فإنّ الروائح التي تنبعث من الجثامين المتحلّلة تحت الأنقاض، وتكون معرضة لعبث الحيوانات والكلاب الضالة، تزيد في تناقل الأمراض والعدوى، وتمسّ الكرامة الإنسانية للشهداء الذين لم يتسنَّ دفنهم بصورة لائقة.

يُضاف إلى هذا المشهد الكارثي انتشار مئات المقابر الجماعية الموقتة، والتي اضطُرّ السكان إلى دفن شهدائهم فيها نظراً إلى تعذّر الوصول إلى "المقبرة الشرقية" في المنطقة، بحيث تنتشر هذه المقابر في الساحات وما تبقى من المتنزهات والحدائق وداخل أراضي الفلسطينيين الخاصة، وتفتقر كلها إلى شروط السلامة البيئية.

وأكّد رئيس المكتب الإعلامي تواصل اكتشاف مقابر جماعية لمجازر ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، من حينٍ إلى آخر، مُشيراً إلى أنّ الاحتلال حاول إخفاء آثارها، عبر دفن الأشخاص بين أكوام النفايات أو تحت ركام مبانٍ عامة، كالمدارس أو المستشفيات، مثلما جرى داخل مجمّع الشفاء الطبي ومدرسة منطقة "أبراج زايد". 

وحذّر معروف، في البيان، من أنّ "هذا الوضع يزداد سوءاً في ظل عدم قدرة البلديات على التعامل مع هذه الكميات الضخمة من النفايات والركام، نظراً إلى عدم توافر الآليات والمعدات، بعد قصف الاحتلال عشرات المعدات والآليات التابعة للبلديات، وبسبب عدم وجود الوقود الكافي لعمل ما يتوافر من مولدات وآليات حالياً".

وحذّر أيضاً من هذه الكارثة المحققة، بيئياً وصحياً، محمّلاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها، ومطالباً بـ"التدخل سريعاً من أجل توفير الاحتياجات اللازمة للبلديات والدفاع المدني للتعامل مع هذا الوضع، وفي مقدمتها الآليات والمعدات والوقود".

ودعا رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى "ضرورة قدوم وفود طبية ورعاية أولية للتعامل مع تداعيات هذا الوضع على المواطنين"، مؤكّداً، في الوقت نفسه، ضرورة عودة وكالة "الأونروا" وكل المؤسسات والمنظمات الدولية إلى العمل في مناطق شمالي قطاع غزة، وقيامها بواجبها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي السياق، قالت الأمم المتحدة، في وقت سابق اليوم، إنّ "إسرائيل" منعت وصول 41% من بعثات المساعدات إلى شمالي غزة في الفترة الممتدة بين 6 و12 نيسان/أبريل الجاري.

ودعا مجلس الأمن الدولي، في بيان، قبل يومين، إلى "رفع جميع العوائق التي تحول دون  إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإلى توزيعها بصورة فورية".

يأتي ذلك في ظلّ تعمّد الاحتلال الإسرائيلي منع دخول الحاجات الطبية والأساسية إلى القطاع، إذ نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية شهادات من معبر رفح البري في غزة تؤكّد ذلك.