أبريل 16, 2024 - 08:02
الهجوم الإيراني يعمق الانقسامات داخل الكيان الصهيوني.. ماذا في التفاصيل؟

القدس المحتلة _ عرب جورنال 

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن انقسامات عميقة داخل الكيان الصهيوني بسبب الهجوم الإيراني على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد موقع "والّاه" الإسرائيلي، أن جهات في المؤسّستين الأمنية والعسكرية الإسرائيليتين وجّهت انتقادات إلى "جيش" الاحتلال، بصورة عامة، وإلى رئيس الأركان، هرتسي هليفي، بصورة خاصة، على خلفية عملية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي أدت إلى استشهاد العميد محمد رضا زاهدي.

ورأت مصادر الموقع أنه كان على رئيس الأركان أن يتوقع أن الإيرانيين سيختارون توجيه نيرانهم إلى "إسرائيل"، بمعزل عن تجنبها تحمّل المسؤولية علناً، بعد استهداف مسؤول رفيع المستوى كالعميد زاهدي، في أراضٍ سيادية تابعة للجمهورية الإسلامية.

وأكد الموقع أنّ مصادره داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية تعتقد أنه كان على هليفي توقّع "هجوم إيراني تاريخي"، وإعداد "الجيش" الإسرائيلي وفقاً لذلك.

وأوضحت المصادر أنه لو كان قادة الاحتلال يعتقدون أن إيران ستردّ بقوة لكان الأمر أثّر في كل قرارات المؤسسة الأمنية، وفي المصادقة على العملية ذاتها.

وقال مصدر رسمي لم يُكشَف عن اسمه، للموقع، إن رئيس الأركان "استهان بالمسار المتوقع بعد الاغتيال ومدى تطوّره"، مشيراً إلى أنّه وضع في حساباته حدوث ردّ إيراني، لكن بـ"معقولية منخفضة".

وأفاد الموقع بانقسام آخر داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية، على خلفية الاستياء لدى بعض التشكيلات والشُّعَب، والتي تحملت عبئاً معقَّداً وصعباً في أثناء الهجوم الإيراني، من دون أن تنال حقها من الثناء، مثل قسم التكنولوجيا والقسم اللوجيستي، المسؤول عن توزيع القدرات العسكرية استعداداً للهجوم، وعن مساعدة سلاح الجو.

"إسرائيل وحدها لا تستطيع حماية نفسها"

وفي سياق متصل، رأى المحلل العسكري في صحيفة " إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، يوآف ليمور، أنّ الهجوم الإيراني "كان غير عادي مرّتين"، من حيث كونه سابقة أولاً، ومن حيث قوته ثانياً.

فمن حيث كونه سابقة، أوضح ليمور أنّ هذه كانت المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران "إسرائيل" علناً، ومن أراضيها. ومن حيث القوة، استهدفت إيران قاعدتي سلاح الجوّ المركزيّتين في النقب، "نتساريم"، و"نفاتيم"، ووحدة المراقبة الجوية، راسمةً معادلة ردع جديدة في مقابل "إسرائيل"، كي تمنع أي هجمات مستقبلية ضدّها وضدّ مصالحها.

وقال ليمور إنه، مجدداً، "يتبيّن أنّ الكلام الاستعلائي المغرور في جانب، والواقع في جانب آخر"، مؤكداً أنه "من دون الولايات المتحدة يصعب على إسرائيل حماية نفسها"، مضيفاً أنه "في الطريق ضمّوا إليهما بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب عدد من دول المنطقة (السعودية والإمارات ومصر والأردن)، التي وقفت جميعها مثل سور منيع إلى جانب إسرائيل".

تأتي هذه المواقف والتصريحات بعد توقف القناة الـ"13" الإسرائيلية، أمس الأحد، عند سابقة وقوف ائتلاف كامل إلى جانب "إسرائيل" لصدّ الهجوم الصاروخي الإيراني عليها، يتألف من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا علناً، ومن الأردن والبحرين والسعودية، بصورة أقل علنيةً.

وأكد الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي، عوفر شيلح، في حديث إلى القناة الـ"13" أنّ العالم تغير، قائلاً إن "عدونا هو محور كامل ومتجانس، ولديه نظرية هزيمة إسرائيل".

وفي السياق ذاته، تساءلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عما إذا كانت "إسرائيل" ستكرر أداءها في ظل حرب شاملة، متحدثةً عن دراسة الولايات المتحدة و"إسرائيل" إمكان الرد، بصفته واقعاً استراتيجياً جديداً، أنشأه أول هجوم عسكري مباشر لإيران على "إسرائيل".

وأكدت الصحيفة أنّ نطاق الهجوم الايراني يجعله بين أكبر الهجمات التي شوهدت في الحروب الحديثة، مشيرةً إلى أنّ قدرة "إسرائيل" على الدفاع عن نفسها، من دون مساعدة خارجية، باتت سؤالاً مفتوحاً.