أقرت لجنة "قوية" في مجلس النواب الأميركي، الخميس، مشروع قانون يمكنه أن يؤدي، في حال إقراره في الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) إلى حظر استخدام تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة في حال لم يقطع التطبيق علاقاته مع شركة "بايت دانس" (ByteDance) الصينية، وسط مخاوف من التجسس، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن".
وقال المشرعون في لجنة الطاقة والتجارة، الذين منحوا الضوء الأخضر لمشروع القانون بعد ظهر الخميس بعد أشهر من المفاوضات، إن القصد منه ليس التخلص من "تيك توك"، بل منع شركة صينية من الوصول إلى مجموعات كبيرة من البيانات الأميركية، وفق ما نقلته شبكة "سي إن بي سي"، التي أكدت أن اللجنة صوتت بأغلبية 50 صوتا مقابل 0 لتقديم مشروع القانون إلى مجلس النواب بكامل هيئته.
وإذا تم سنه، فسيمنح مشروع القانون "بايت دانس" 165 يوما، أي أكثر من خمسة أشهر، لبيع "تيك توك". إذا لم يتم سحبها بحلول ذلك التاريخ، فسيكون من غير القانوني لمشغلي متجر التطبيقات مثل "آبل" و"غوغل" إتاحتها للتحميل في الولايات المتحدة، كما يقترح مشروع القانون أيضا فرض حظر مماثل على التطبيقات الأخرى "التي تسيطر عليها شركات أجنبية معادية"، وفق ما نقلته "سي إن إن".
ويقدر عدد مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة حوالي 170 مليون شخص، وفق "سي إن إن".
والآن وبعد أن وافقت اللجنة على مشروع القانون، سيتوجه "تشريع تيك توك" إلى التصويت الأسبوع المقبل، حسبما قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيف سكاليز، مساء الخميس.
أما مصيره فهو أقل وضوحا في مجلس الشيوخ، وفقا لـ "سي إن إن" حيث لا يوجد مشروع قانون مُصاحِب له، ولم تقدم الرئيسة الديمقراطية للجنة التجارة في مجلس الشيوخ، السيناتورة عن واشنطن، ماريا كانتويل، التزاما حازما بالمضي قدما في الاقتراح، وفق تعبير الشبكة.
وقال كانتويل في بيان لـ "سي إن إن": "سأتحدث مع زملائي في مجلسي الشيوخ والنواب لمحاولة إيجاد طريق للمضي قدما يكون دستوريا ويحمي الحريات المدنية".
"حملة ضغط" من تيك توك
وتشن "تيك توك" حملة ضد مشروع القانون، بما في ذلك محاولة تعبئة قاعدة مستخدميها.
وقد قدمت الشركة لبعض المستخدمين نوافذ منبثقة بملء الشاشة ضمن التطبيق تحذر من أن مشروع القانون "يجرّد 170 مليون أميركي من حقهم الدستوري في حرية التعبير".
وجاء في الإخطار، الذي راجعت "سي إن إن" نسخة منه: "سيؤدي هذا إلى الإضرار بملايين الشركات، وتدمير سبل عيش عدد لا يحصى من المبدعين في جميع أنحاء البلاد، وحرمان الفنانين من الجمهور".
وتختتم الدعوة إلى الضغط على رابط يدفع المستخدمين إلى الاتصال بأعضاء الكونغرس والتعبير عن معارضتهم لمشروع القانون.
وقال العديد من موظفي الكونغرس لشبكة "سي إن إن"، الخميس، إن مكاتب مجلس النواب تغمرها المكالمات الهاتفية، بالمئات في بعض الحالات، وسط الحملة.
وذكرت الشبكة ذاتها أن العديد من المكالمات يبدو وأنها تأتي من المراهقين وكبار السن، ويبدو أن بعضهم "مرتبك" بشأن سبب اتصالهم بالضبط أو لماذا قد يكون "تيك توك" معرضا للخطر، حسبما قال أحد مساعدي الحزب الجمهوري لشبكة "سي إن إن".