مارس 7, 2024 - 15:59
كنيسة السيدة الأفريقية .. تحفة معمارية فريدة وأشهر المعالم التاريخية والثقافية في مدينة الجزائر 


 

أروى حنيش 

كنيسة السيدة الأفريقية في الجزائر العاصمة، معلم سياحي وديني وثقافي شامخ، تُطل على ربوة على شواطئ البحر المتوسط على مدينة باب الواد في الجزائر. دُشنت في الرابع من أيار عام 1872 بطراز معماري بيزنطي وزخارف عربية إسبانية، من روائع تصاميم المهندس المعماري جان أوجين فروماجو.

سبب التسمية

اقترنت تسميتها بـكنيسة "السيدة الأفريقية" مرجاريت بيرجر نسبة إلى الخادمة النصرانية ذات البشرة السوداء مرجاريت بيرجر، التي شدت الرحال من مدينة ليون الفرنسية نحو مدينة الجزائر في القرن التاسع عشر من أجل التعريف بدينها في القارة السمراء.
استقرت مرجاريت برفقة الأسقف في أعالي العاصمة الجزائرية، ولكن خلو المنطقة من كنيسة للعذراء وقتها، جعلها تتطلب وتُلِح على الأسقف" بافي" بوجوب أن يشيد للعذراء معبدا في الجزائر، ولكن تكلفة بناء الكنيسة كانت باهظة، ومن أجل تحقيق ذلك، وجه الأسقف دعوة لجمع الأموال من كل المسحيين، فتهاطلت التبرعات والهبات من فقراء المسحيين وأغنيائهم في فرنسا وأوروبا، ومن جنرالات وقادة فرنسا.

وُضع حجر الأساس لكنيسة العذراء سنة 1858 على هضبة مرتفعة تقابل البحر في منظر رائع مطل على البحر المتوسط من خلاله يمكن رؤية البواخر، ويحس المرء وكأنه في خيال مع الطبيعة  ومشاهدة كل ما يدخل إلى مدينة الجزائر.

الموقع

تقع "السيدة الأفريقية" الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في منطقة باب الواد، أشهر الأحياء الشعبية في العاصمة الجزائر، فوق جبل يعلو 228 متراً عن سطح البحر، واستغرق بناؤها 14 عاماً كاملاً بدءاً من 1858 تحت إشراف المهندس المعماري الفرنسي جان أوجين فرومجو الذي اعتمد على الطراز البيزنطي وزخارف عربية- إسبانية، وبذلك تعتبر من أشهر كنائس منطقة المتوسط والعالم، وأول كنيسة كاثوليكية تشيّد في أفريقيا.


 المعالم التاريخية

تتميز الكنيسة بطرازها المعماري البيزنطي، بينما يغلب على زخرفتها الطابعان العربي والإسباني.
يوجد في يسار الكنيسة لائحة منقوشة عليها العبادة المريمية في شمال أفريقيا في القرن الأول، وتقابلها حجرة منحوتة منقوش عليها اسم مريم، وحولها تذكرة مريمية من القرن الرابع عشر مكتوبة باللاتينية والعربية والأمازيغية صدرت عن تازملت في القبائل الأمازيغية الصغرى مكتوب عليها “احمي خدمك يامريم”.
وفي فناء وسط الكنيسة يوجد على الجدران كتابات نذور كُتبت بالعربية والأمازيغية والفرنسية، بعضها قديمة والأخرى حديثة، نقرأ في الجهة اليمنى نذرا لرائد الفضاء فرانك بورمان عندما وصل إلى الفضاء سنة 1970.

وفي عمق الفناء يوجد فوق الرصيف بلاطا مأتميا لآنا سانكان، وهي واحدة من الأشخاص الذين ساعدوا في بناء الكنيسة، وفي كل جهة من عمق الكنيسة توجد قبة على اليسار مهداة للقلب الأقدس وعلى اليمين مهداة للقديس يوسف.
في الأعلى يوجد القبة الكبيرة المزينة بالزجاج الملون، بجانبها نجد تمثالا للقديس أغسطينوس مع صور جدارية تبين مراحل حياته، وتمثال أخر مصنوع من الخزف الأزرق أنجز من قبل فنان جزائري.
وحول صدر الكنيسة توجد الصلاة التي كتبت منذ قرن “يا سيدة أفريقيا صلي من أجلنا ومن أجل المسلمين”.

في المظهر الخارجي للكنيسة ومن جهة البحر يوجد تمثال السيدة الإفريقية وهي تستقبل الزائرين، وهو التمثال المستوحى من الخادمة النصرانية مارجريت التي تُوفيت عام 1875 ودفنت داخل الكنيسة.
وتتميز الكنيسة بقبتها المصنوعة من الحجر الرملي التي يمكن رؤيتها من مناطق عديدة من العاصمة الجزائرية.

أُعيد افتتاح الكنيسة عام 2010، بعد عملية ترميم استمرت 4 سنوات.
وتبقى "السيدة الأفريقية" رمزاً للتعايش السلمي بين الحضارات والتضامن بين الديانات في الجزائر، إذ استجاب خلال الايام الماضية حوالى 200 شخص، من بينهم دبلوماسيون وممثلون عن جمعيات مختلفة، لدعوة الكنيسة الكاثوليكية إلى الالتقاء والصلاة من أجل السلام في قطاع غزة، وقال رئيس أساقفة الجزائر العاصمة جان بول فيسكو "أردنا تنظيم يوم للصوم والصلاة من أجل السلام وإنهاء القتال، إنه يوم صلاة تضامناً مع جميع سكان غزة"، مشدداً على النية الجماعية وراء التجمع.