ديسمبر 20, 2023 - 17:50
" طوفان الأقصى" إجهاض لمسار التطبيع ورسم لمستقبل المنطقة
خالد الأشموري
تشير الدراسات والبحوث المختلفة أن ما تتعرض له غزة الآن " جرائم حرب" ترتكبها إسرائيل بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية التي تنكر المشاركة في الخطط والعدوان والدعم اللوجستي والسياسي المتعالي بالقول: أنه حتى هذه اللحظة ما تقوم به إسرائيل لا يرتقي إلى جرائم الأبادة الجماعية، معلله ذلك بأنه ليس هناك ما يؤكد أن إسرائيل تقوم بقصف المدنيين!!.
وبحسب المراقبين فأن المشهد يشير إلى أن الإدارة الأمريكية شريك رئيس في سفك دماء الشعب الفلسطيني، وأن هناك تنسيقاً كاملاً بين واشنطن وتل أبيب لتدمير غزة وترحيل سكانها وإعادة احتلالها بشكل كامل وضمها إلى إسرائيل.
وتشير الدراسات أيضاً أن قطاع غزة وأهلة الصامدون ناس لا يهابون الموت طالما عانوا وتجرعوا الولايات والغزوات العديدة عبر التاريخ بدءً من الاحتلال التركي الذي كان عصياً نظراً لفترته الطويلة، مروراً  بالمحتل البريطاني في العام 1920م وكذلك الاحتلال الإسرائيلي الأكثر عنصرية وعنجهية في التاريخ المعاصر منذ النكبة الكبرى في الخامس عشر من مايو/ آيار من العام 1948م .
وكان الاحتلال الإسرائيلي من أبشع الاحتلالات التي مرت على قطاع غزة نظراً لأن سياساته طالت الأرض والبشر الأطفال والشيوخ والنساء.
وتشير مجريات الأحداث المختلفة أن القطاع وأهله الصامدون قد شاركوا في الكفاح الفلسطيني منذ انطلاقة الرصاصة الاولى في التاريخ من العام 1965م .. وساهموا بشكل كبير في الانتفاضات الاولى في 1987م والثانية في سبتمبر عام 2000م سقط منهم الآلاف خلال سنوات الانتفاضات بين شهيد وجريح وأسير.
إذن أهل غزة تاريخهم مشرف، كان ولا زال عصي على الإنكسار.. وما يجري الآن في غزة من مجازر مروعة أقدمت عليها إسرائيل ليس سواء محاولات يائسة لإخضاع القطاع وأهله .. لكن الثابت أن أهل غزة لن يخضعوا ولن يستسلموا وهم منتصرون بإذن الله وبرجال المقاومة الأبطال ..وقد مثلت الأحداث التي جرت سابقاً والجارية الآن اهتمام أهل الرأي والسياسة، واهتمام الصحافة عبر التقارير الإعلامية والمقالات والآراء المنشورة.
الصحفية اللبنانية زهراء ديراني –الحائزة على إجازة في الإعلام من جامعة بيروت العربية، وإجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية، والماجستير في العلاقات الدولية من ألجامعة الإسلامية – في حوار صحفي لصحيفة "لا" اليمنية – العدد " 1286" ديسمبر / 2023م قالت فيه: لا خوف على غزة فغزة اليوم ترسم مستقبل المنطقة بفضل المقاومة الفلسطينية والمقاومات في المنطقة التي خبرناها وعرفناها منذ أكثر من سبعة عقود فما تقوم به من خطوات تعتبر مدروسة ولا يمكن لأي عملية تحرير أن تتم بلا تضحيات وبلا دماء وبلا شهداء وجرحى، تحديداً هذه المقاومة تواجه أقذر جيش عرفته البشرية، واقذر فئة مرت على التاريخ البشري، واقصد هنا الاحتلال " الإسرائيلي" الذي لم يوقف آلة القتل منذ 75 عاماً، هذه الآلة متواصلة ومستمرة بشكل يومي وليست محصورة فقط بعملية " طوفان الأقصى" كما يحاول البعض أن يمسح التاريخ المضرج بالدماء لهذا الاحتلال، وكأن الاحتلال كان وديعاً قبل السابع من تشرين الأول - أكتوبر 2023م وكأن آلة القتل " الإسرائيلية " والاعتقال والاعتداءات المتواصلة على أهلنا في الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى وعلى غزة لم تسبق " طوفان الأقصى "، هذا الاحتلال معدنه وأساسه الإجرام والقتل، وبالتالي ما اقدمت عليه المقاومة هو خطوة مدروسة بكل أبعادها ، ودماء الشهداء حتماً هي التي تُعبد الطريق نحو التحرير والنصر.. نحن في لبنان عام 2006م وقبل التحرير على مدى 20 عاماً من احتلال جنوب لبنان، كنا نقدم الشهداء والتضحيات أو أثمرت هذه التضحيات وهذا الدم ، نصراً إلهياً عام 2006م ، أثمر تحريراً عام 2000م وكان لبنان أول بلد يكبد هذا الجيش الذي يقال أنه " لا يقهر" هزيمة ساحقة وكسرنا جبروته.. اليوم  المقاومة الفلسطينية، أعادت الأمور إلى نصابها، أعادت القطار العربي إلى السكة والطريق الصحيح، لأنه كان يراد أن تذهب المنطقة بمجملها نحو التطبيع، ورأينا أتفاقيات " إبراهام" الإمارات والبحرين والمغرب ، وسبقتهم إلى هذا العار مصر باتفاقية " كامب ديفيد" والأردن باتفاقية " وادي عربة" وهناك أصوات مجرد أبواق تتلقى أجراً نهاية الشهر، باعت ضميرها وصوتها ودينها وقضيتها وأخلاقها، مقابل حفنة من الأموال والمكاسب الشخصية، لا يقدمون ولا يؤخرون أمام الزلزال الذي أحدثه " طوفان الأقصى " والذي لم يهز المنطقة فقط، وإنما تداعياته هزت العالم بأسره، وإلا لما جاءت الولايات المتحدة بأساطيلها وحاملة الطائرات، والرئيس الأمريكي بايدن، ووزير خارجيته بليكن بزياراته المتعددة، لكي يصمد الكيان الكسيح الذي بات عاجزاً عن الوقوف على قدميه بمفرده، ونحن نتحدث عن " إسرائيل" الكيان النووي الذي يمتلك أعظم وأقوى ترسانة تسليحية وعسكرية في المنطقة أن يظهر بهذه الهشاشة وأن تعرية المقاومة وتظهره على حقيقته أمام أنظمة كانت تراهن عليه وربطت مصيرها بمصير هذا الاحتلال العاجز عن حماية نفسه من إنجازات " طوفان الأقصى " أنها أسقطت كل الأقنعة، اليوم لا مكان للرماديين لا مكان لمن يقفون في الوسط أو على الحياد اليوم هي معركة الحق أمام الباطل اجتمع الإيمان كله لمبارزة الكفر كله، المتجسد اليوم بالشيطان الأكبر ( الإدارة الأمريكية ) وربيبته " إسرائيل" في المنطقة ، والأنظمة الوظيفية المطبعة المتخاذلة، التي كان لها الدور الكبير أيضاً، في العدوان على اليمن على مدى 9 سنوات والحصار المتواصل منذ العام 2015م وبالتالي سقط القناع عن القناع، اليوم الشعوب هي التي تحدد وتقيم، هناك حالة استنهاض للوعي العالمي تخطت المنطقة عندما نجد المظاهرات تملا الشوارع في دول غربية، ونجد هذا الاصطفاف العالمي الشعبي مع القضية الفلسطينية فهذا يؤكد لنا أن عملية "طوفان الأقصى " أعادت تقويم المسار، وأعادت إصلاح ما أفسده الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية والأنظمة المتخاذلة.
وتستطرد بالقول: هناك رسائل حملتها " طوفان الأقصى فلسطينياً وعربياً: فلسطينياً أكدت عملية طوفان الأقصى أن الفلسطيني لم يبع أرضه كما كانوا يروجون في وسائل  إعلام " بترودولار" وتحديداً وسائل الإعلام الخليجية الناطقة باللغة العربية ولكنها في سياستها عبرية بامتياز هذه القنوات كانت على مدى السنوات الماضية تروج لعدد من المفاهيم المشوهة عن الفلسطيني تحديداً وعن القضية الفلسطينية بالقول: بأن الفلسطيني باع أرضه ـ تخلى عن قضيته بأن الشعب الفلسطيني يستخدم هذه الورقة لابتزاز الأنظمة من أجل تقديم المساعدات له أكدت عملية " طوفان الأقصى" أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقة وبأرضه ولو تخلى عنه العالم كله لن يتخلى عن خياره في المقاومة.
النقطة الثانية هي انتصار الدم على السيف، أكدت المقاومة الفلسطينية أنه مهما بلغ الحصار، مهما بلغ التخاذل والتواطؤ والتآمر من القريب والبعيد من الدول المجاورة للأسف التي تطبق بحصارها وتشارك الكيان الصهيوني بحصار الشعب الفلسطيني، أن هذه المقاومة قادرة على تمريغ أنف الاحتلال بوحل الهزيمة، وأن المقاومة لم تركن إلى الحلول المتعلقة بحل الدولتين وبالتسويات التي روجوا لها على مدى العقود الماضية وتحديداً في العقد الماضي.
أيضاً الإبداع الذي رأيناه في دقة التنفيذ من قبل المقاومة وبالحرفية والجهوزية وتنوع الوسائل التي اعتمدتها في " طوفان الأقصى" وأنها تغلبت على هذا الكيان بما يمتلكه من أجهزة استخبارية وتفوق على كل المستويات تمكنت المقاومة من أن تحرز نصراً لن يغير فقط وجه المنطقة، وسيكون لها انعكاس على كل العالم، ولا نبالغ عندما نقول ذلك.
وعربياً " طوفان الأقصى" أجهضت مسار التطبيع وأكدت للأنظمة المطبعة أن ربط مصيرها بالكيان الصهيوني هو كمن يشتري سمكة في البحر، كمن يُراهن على السراب، كمن يراهن على الوهن، وأكدت لهذه الأنظمة العائمة على بحار النفط والمتخمة بالثروات، أن هذا الكيان عاجز عن حماية نفسه فكيف سيقدم الأمان لهذه الأنظمة ؟! أيضاً أعادت الوعي عند الشعوب العربية التي مارسوا عليها تضليلاً إعلامياً مكثفاً خلال السنوات الماضية والترويج لتصفية القضية الفلسطينية بأشكال متعددة، وأعادت الأمور إلى نصابها، ويطول الحديث عن إنجازات هذا اليوم المبارك الذي أعاد للأمة عزها ومجدها ومقاومتها وعروبتها وانتماءها إلى مقدساتها، لأن الشعب الفلسطيني لا يدافع عن أرضه ومقدساته فقط، هو يدافع عن مقدسات المسلمين، المسجد الأقصى لا يعني الشعب الفلسطيني وحده ، والقضية الفلسطينية لا تخص الشعب الفلسطيني وحده، القضية الفلسطينية أكبر بكثير من أن نحدها بحدود جغرافية، هي قضية كل الأحرار في العالم، من يرفضون الذل والخضوع وقول نعم للطغاة في هذه الزمن.
وعن رؤيتها في دخول اليمن الحرب في غزة بما أوتيت من جرأة وعلنية نصرة لغزة  خاصة، وفلسطين عامة، في الوقت الذي لم يتجرأ أي من الأنظمة العربية على رفع سبابته في وجه أمريكا وإسرائيل - قالت: موقف دخول اليمن الحرب لم يكن مستغرباً ولم يشكل لي أي صدمة، بل على العكس أعرف الشعب اليمني وتاريخه العظيم، وارتباطه الوثيق بالقضية الفلسطينية ودفاعة الصادقة وليس مجرد شعارات وأقوال وإنما أفعال فأرتباط هذا الشعب بالقضية الفلسطينية ودفاعه الصادق عنها لم يكن لدي أدنى شك في أنه سيكون هناك خطوات، وإن كنت لم أكن على معرفة بهذه الخطوات أو كيف سيترجم هذا الدخول والمشاركة من اليمن، ولكن على مدى سنوات كان هناك خطابات متواصلة من السيد عبد الملك الحوثي " حفظه الله".. وكان يؤكد على أن أي تهديد أو استهداف من قبل الكيان الصهيوني أو مشاركة مباشرة مع تحالف العدوان على اليمن، سيكون الرد جاهز وحاضر، وأنا أعلم أن هذا القائد وأن القيادة اليمنية وحكومة صنعاء لا تتحدث من أجل الكلام ولا ترفع الشعارات وإنما تستند في قولها إلى الفعل وإلى الميدان وما يمكن أنجازه على الأرض وعلى الواقع ومن هنا جاء التناغم الشعبي والرسمي، هذا التناغم لأنه كما تعلم أن في الكثير من الدول العربية إن لم يكن أغلبها هناك رغبة شعبية، ولكن القرار الرسمي لا يتناغم مع رغبة الشعوب في مواجهة الكيان الصهيوني.. الحالة اليمنية هي فريدة بامتياز، هذا التناغم الرسمي الشعبي، وقوف الشعب واستماع القيادة إلى نبض الشارع وتلبية مطالب الناس، ورغبة الجمهور اليمني بالانضمام إلى المعركة كان أولا رسالة قوية إلى مرتزقة الداخل والدول التي يعملون تحت إمرتها وإلى الإقليم والعالم باسره، بان كل المحاولات لدق الأسافين بين القيادة والشعب ذهبت هباءً منثوراً.. أيضاً على وحدة الصف في اليمن وارتباط هذا الشعب ارتباطاً  وثيقاً بالقضية الفلسطينية، راينا كيف هب الجميع، وكان هناك مطالبات شعبية ورسمية لفتح الحدود والانضمام إلى الجبهات، وهم لا يقولون هذا الكلام لمجرد القول، أنا أدرك أنهم إن سمح لهم وفتحت الحدود وكان بإمكانهم أن يصلوا، والله ولن أبالغ إذا قلت بأنه لن يكون هناك صبح على المستوطنين، لن يكون هناك كيان في اليوم التالي وهذا ليس من باب المبالغة ولكن بمعرفتي بالشعب اليمني، المقاوم اليمني وشراسته وصلابتة وقوة عقيدة هذا المقاوم.
وقالت: حتماً كانت عمليات اليمن صادمة لكل المتابعين، أن يأتي هذا اليمن المثخن بالعدوان بعد تسع سنوات، استخدمت ابشع اساليب القتل وكل صنوف القتل بحق اليمن وشعبه، أكثر من 750 مجزرة، أكبر كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، نتحدث عن انتشار أوبئة عفا عليها الزمن، عادت وظهرت في اليمن.. تدمير البنى التحتية، حصار مطبق براً بحراً جواً، استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، محاولة ابتزاز الناس وسياسة التجويع ومنع المرتبات ونهب ثروات اليمن. كل هذه الويلات ثم يأتي العملاق اليمني ينهض من تحت كل معاناته ويقف هذه الوقفة الجبارة التي هزت المنطقة وجعلت أمريكا والكيان الصهيوني يقفون على قدم واحدة ، وأن يقوم بما قام به، هذا كان تحولاً على مستوى ليس فقط المنطقة، الكل الآن في العالم ينظرون إلى اليمن على أنه النموذج والقدوة، وكل الشعوب باتت تطالب أنظمتها وحكوماتها بأننا نريد أن نكون كاليمنيين.. اليمنيون اليوم هم القدوة لكل الأحرار في العالم، لا يمكن لأحد أن يتذرع بعد التجربة اليمنية وهذا الدخول القوي لليمن والعمليات المتتالية التي دكت " إيلات " وأوجعت الكيان، وأن كان هناك من يحاول أن يقلل من قيمة هذه الضربات التي تنفذها المسيرات والصواريخ البالستية، وكذلك استخدام اليمن أقوى ورقة التي هزت العالم باسره ، وهي ورقة الملاحة الدولية ومنع عبور أي سفينة تتجه نحو الكيان مهما كانت جنسيتها، هذا الأمر هو الشغل الشاغل لكل عواصم القرار وكل القنوات العالمية الكبرى والمحللين العسكريين والاقتصاديين والأمنيين، الكل يتحدث منذ أيام على ما قامت به اليمن، وعن الضربة التي قصمت ظهر هذا الاحتلال ومن خلفه أمريكا والدول الأوربية.. وبالتالي ما حدث هو يوازي سبت السابع من أكتوبر، وهذا ستشهد له الأجيال وسيكتب عنه التاريخ وربما لن يكفي الحبر ليكتب عن حجم هذا الإنجاز النوعي.
وفي ضوء ما تَّقول به البعض من وصف: بان اليمن حال إعلان القوات المسلحة اليمنية منع مرور جميع السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، بأنه استجلاب لعدوان جديد على اليمن تقوده أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهما في المنطقة.. قالت زهراء اليمن اللبنانية: متى توقف العدوان على اليمن، أو المؤامرات وخطط التقسيم ونهب الثروات وإفقار الشعب اليمني؟! اليس هذا الحصار متواصل منذ 2015م والمكائد تسبق عام 2015م، وكانت الولايات المتحدة تعتبر أن اليمن جيبها وحولته إلى حديقة خلفية للسعودية التي استخدمت كل صنوف الترهيب والترغيب لجعل اليمن تابعاً لها ولنهب ثرواته؟! وبالتالي لم يخسر الشعب اليمني شيئاً أمام العدوان الذي تعرض له على مدى 9 سنوات، وهذا ما أقروه في التغريدات وأسمعه في المساحات وأتابعه عبر التصريحات، وتحديداً أتحدث عن نبض الشارع قبل التصريحات الرسمية، المواطنون اليمنيون يقولون: ليس لدينا شيء نخسره ، أنتم دمرتم بيوتنا، قتلتم أطفالنا، أرتكبتم بحقنا المجازر، حاصرتمونا، منعتم عنا الرواتب، نهبتم ثرواتنا، وبالتالي ما الجديد الذي ستقومون به ضدنا ؟! لا جديد، أن نخسر مادياً وبضربات لعدوان أختبرناه على مدى 9 سنوات وصمدنا صموداً أسطورياً في وجهه، أهون علينا من أن نخسر كرامتنا وديننا ودنيانا وآخرتنا.. نحن نتحدث عن مجتمع يمني محافظ مرتبط بعاداته وتقاليده وفي المقام الأول، بدينه، وهو ذو خلفية إسلامية متأصلة ومرتبط بهويته ارتباطاً وثيقاً ولا يمكن سلخ اليمن عن هويته الإسلامية والعقائدية، لذلك يعتبر اليمن أن من واجبه الديني والأخلاقي والإنساني والعروبي أن يقف مع الشعب الفلسطيني، وأكثر شعب يعلم ما الذي يعيشه الشعب الفلسطيني هو الشعب اليمني، لأنه خبر ما نراه اليوم في غزة.. كل ما رأيناه في غزة منذ عملية " طوفان الأقصى" حتى هذه اللحظة ، تم استنساخ التجربة الصهيونية وتطبيقها على الشعب اليمني من عام 2015م حتى اليوم، ولا يمكن لعاقل ومتابع للشأن اليمني أن ينكر أن للكيان الصهيوني بصمات في المخطط والعبث والإجرام الذي رأيناه في اليمن، وما سمي "عاصفة الحزم" عدوان الإمارات والسعودية الصهيوأمريكي، لأن هذه الأدوات المتمثلة بالسعودية والإمارات كان يحركها الأمريكي وتحركها المصلحة والمشروع" الإسرائيلي" في المنطقة.