ديسمبر 16, 2023 - 03:22
ديسمبر 18, 2023 - 04:48
القيادي في حركة حماس مصطفى اللداوي لـ(عرب جورنال): عمليات اليمن ستُجبر الاحتلال وداعميه على وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة

تعقيباً على المعادلة التاريخية الجديدة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية بمنع وصول جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية حتى رفع الحصار عن غزة.. تستضيف " عرب جورنال "، ممثل حركة حماس السابق في سوريا ولبنان، والأسير السابق في المعتقلات الإسرائيلية د. مصطفى يوسف اللداوي، للوقوف عند هذا القرار اليمني غير المسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ نشأة الكيان الصهيوني، وتداعياته على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يشهد انتكاسة واسعة في ظل تأثيرات معركة طوفان الأقصى والحصار البحري اليمني.ويناقش الحوار التوترات القائمة في باب المندب والبحر الأحمر في وقت يسعى الأمريكي للتصعيد ضد اليمن في محاولة لفك الخناق على الكيان المحتل، وما إذا كانت التطورات الساخنة قد تذهب لحرب إقليمية. كما يناقش الحوار عدد من الملفات والمستجدات الطارئة استناداً للطوفان الفلسطيني. 

عرب جورنال/ حوار/ حلمي الكمالي _

نحن الفلسطينيين نعتز ونفخر بموقف الشعب اليمني الشقيق، الذي يرفض أن يبيت وجزء من أمته يضام ويظلم، والذي يفضل الانتصار لفلسطين رغم همومه وآلامه. 

وقفة الشعب اليمني العزيز مع غزة، وقفة عزٍ وكرامةٍ، عزَّ أن يقف مثلها إلا الأحرار الصادقين من الأمة العربية والإسلامية.

اليمن يوجه رسالة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكل القوى الغربية المنحازة للكيان الصهيوني، بأنه لن يسمح لها بدعمه ضد الشعب الفلسطيني.

عمليات اليمن ضد السفن الإسرائيلية هي رسالة نبيلة وصادقة للعالم العاجز عن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. 

الإجراءات اليمنية في البحر الأحمر خطيرة على الاحتلال وداعميه وستجبرهم على وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

الاحتلال عدو لكل الفلسطينيين دون استثناء ولا نستغرب انقلاب نتنياهو على سلطة أوسلو.

الطلقة المقاومة في الضفة الغربية توازي الصاروخ المقاوم في غزة، والعدو يخشى من عمليات "الذئاب المنفردة".

جذوة الانتفاضة تستعر في مدن الضفة الغربية، ونتوقع أن تتفجر فيها معركة حقيقية وانتفاضة جديدة ضد الاحتلال.

لا وجود لخلافات حقيقية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، والعدوان على غزة مستمرٌ بضوء أخضر أمريكي.

المقاومة الفلسطينية ستنتصر في غزة، والمستقبل للشعب الفلسطيني على أرضه وحقوقه المشروعة.

_ في البداية، نؤد تعليقكم على الطوفان البشري الذي شهدته العاصمة اليمنية صنعاء وكل المحافظات اليمنية اليوم، في تظاهرات مليونية دعماً لغزة.. ما تعليقكم على هذا الموقف الشعبي العظيم لليمن الذي يواصل استنفاره كل يوم وكل ساعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في وقت نشاهد تراجعاً للموقف الشعبي العربي للأسف الشديد؟ 

في البداية أتوجه كفلسطيني إلى اليمن، وإلى الشعب اليمني العزيز الكريم الغيور، الحر الثائر الذي وقف ويقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني.

نحن الفلسطينيين لن ننسى أبداً وقفة الشعب اليمني معنا في ظل تخاذل أغلب الدول العربية والإسلامية التي تقاعست وتأخرت وترددت في الوقوف وتأييد القضية الفلسطينية في ظل هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم.

اليوم الشعب اليمني العزيز في ظل المعاناة التي يعيشها بسبب سنوات الحرب والحصار الطويلة التي تعرض لها ظلما وعدوانا، مازال يشعر بالقضية الفلسطينية، ويشعر بالشعب الفلسطيني المحاصر المعذب، ويشعر باضطهاد العدو لهذا الشعب المظلوم، ولهذا فهو يثور ويغضب من أجل غزة وفلسطين، في غيرةٍ عربية واسلامية صادقة، يعبر فيها اليمنيون عن عميق وأصالة انتمائهم إلى هذه الأمة العربية والإسلامية الأصيلة.

الشعب اليمني الذي يرفض أن يبات وجزء من أمته يضام  ويظلم ويعذب ويضطهد.

نحن الفلسطينيين نشعر بفخر واعتزاز كبيرين إزاء هذا الشعب اليمني الحر الذي دائما يقف إلى جانبنا، دائما لا ينسانا، دائما يفضل القضية الفلسطينية حتى على قضاياه الوطنية، دائما يقف الى جانب الشعب الفلسطيني وهو يعاني الآمرين، ومع ذلك يشعر أن نصرة فلسطين والقدس وغزة والقضية الفلسطينية إنما هي استجابة لله سبحانه وتعالى ولأوامر الله، بنصره قضايا العرب والمسلمين.

نحن نعتز أيها الأخوة اليمنيون بمواقفكم، ونعتز بأصالتكم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يأتي اليوم الذي ننصركم فيه، في قضاياكم المحقة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تؤتي جهودكم خيراً، وأن يبارك الله سبحانه وتعالى، في أعمالكم فأنتم ما قمتم بهذه الأعمال إلا نصرةً للحق ونصرةً لقضية الشعب الفلسطيني الذي تحبون وتؤيدون، فإن الله سبحانه وتعالى، لن يتركم جهودكم ولن يضيعها هباءً بإذنه تعالى.

وهنا نحن نقدر عالياً المسيرات المليونية التي تشهدها صنعاء وبقية المدن اليمنية، تأييداً لفلسطين وشعبها، ونصرةً لغزة وأهلها، ونشعر نحن الفلسطينيين اننا لسنا وحدنا، وأن هناك من أمتنا من يؤيدنا ويقف معنا ويساندنا، ولا يتركنا ولا يتخلى عنا. 

_ عقب استهداف القوات المسلحة اليمنية سفينة النفط النرويجية بعد قرارها منع مرور جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية حتى رفع الحصار عن غزة.. أي تطور كبير وغير مسبوق يفرضه اليمن في صلب المعادلة الإقليمية والدولية انتصاراً للدم الفلسطيني  في غزة؟ وماذا يعني أن يفرض اليمن الجريح والمحاصر حصاراً بحرياً على "إسرائيل" في وقت خرست قوى عظمى أمام الغطرسة الأمريكية؟ وأي رسالة يوجهها اليمن للمجتمع الدولي بعد فشل 170 دولة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن في تمرير قرار وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ؟ 

الشعب اليمني العزيز ... السعيد ... حكومةً وشعباً إذ يقف إلى جانب القضية الفلسطينية اليوم في مواجهة أمريكا، فهو يقف في مواجهة الغطرسة والكبرياء الأمريكي، عندما يهدد كل السفن الإسرائيلية التي تستخدم المياه والبحار العربية، والتي تمر من باب المندب، هذا المضيق العربي الذي يطل على اليمن، حيث يقوم اليمنيون بتهديد المصالح الإسرائيلية، وحصار العدو الاسرائيلي بحراً كما يحاصر الشعب الفلسطيني. 

نحن نفرح عندما يقول اليمنيون أننا لن نسمح لأي سفينة إسرائيلية، أو متجهة إلى الكيان الصهيوني، بالمرور عبر مياهنا العربية، بينما يقومون بمحاصرة الفلسطينيين، ويقتلون الشعب الفلسطيني.

هذه الوقفة اليمنية العزيزة عزَّ أن يقف مثلها إلا الأحرار الصادقين من هذه الأمة.

اليوم تقفون أيها اليمنيون إلى جانبنا بشرفٍ، وترفعون بعزةٍ الصوت عالياً في مواجهة هذا العدو، في وقت هناك دول عربية للأسف مجاوره لفلسطين، ترى الشعب الفلسطيني يذبح ويقتل ويضطهد ويحاصر ويقصف من الجو والبر والبحر ومع ذلك لا تحرك ساكناً، بل على العكس من ذلك، فإن بعض هذه الدول اليوم تحاصر أو تشارك في حصار الشعب الفلسطيني، بينما اليمن المحاصر والجريح القوي بالله سبحانه وتعالى، العزيز بانتمائه إلى هذه الأمة العربية والإسلامية، يستخدم ما لديه من قوة في مؤازرة هذا الشعب الفلسطيني في رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكل الدول الأوروبية المؤيدة لهذا العدو، أننا لن نسمح لكم أن تستفردوا بهذا الشعب الفلسطيني، ولن نسمح لكم أبداً بأن تدعموا هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني، وأننا من حقنا كمسلمين أن نستخدم قوتنا في مواجهتكم، فإن كنتم تحرصون على سفنكم، وعلى تجارتكم، وعلى قوافلكم، فلتتوقفوا عن دعم هذا الكيان، وإن كان العدو الاسرائيلي يريد لسفنه أن تمر بسلام وأمان في مياهنا العربية، فعليه أن يتوقف عن العدوان، ويتوقف عن القصف، وعليه أن يرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

هذا الموقف الذي اتخذه اليمن واليمنيون موقف عزيز كريم حر صادق نتمنى أن تحذوا حذوكم كل الدول العربية والإسلامية، لأن هذا هو الموقف النبيل الذي يدعو إليه قرآننا وإسلامنا ويحض عليه نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. 

الرسالة اليمنية إلى العالم واضحة، هي رسالة نبيلة، رسالة كريمة، إلى هذا العالم الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والعديد من الدول الأوروبية، هذه الدول التي وقفت عاجزه تماما عن إتخاذ قرار بالوقوف إلى جانب الحق، وبالوقوف إلى جانب المظلوم، ورفع الصوت عاليا ضد الظالم، هذه الدول التي عجزت في مجلس الأمن عن اتخاذ قرار يدين العدوان الاسرائيلي ويطالبه بأن يوقف الحصار والحرب على الشعب الفلسطيني.

كذلك رسالة إلى العالم كله وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنت قرارا شبه بالإجماع لوقف إطلاق النار في غزة، ومع ذلك فقد وقف العالم عاجزا تماما عن تمرير هذا القرار، ولم يتمكن أن يلجم هذا العدو، وأن يمنعه من مواصلة العدوان والحصار.

اليوم الشعب اليمني الحر الكريم بهذا الموقف العملاني عندما استخدم قوته في وقف أو اعتراض السفن المعادية للأمة العربية والإسلامية سواء كانت سفن إسرائيلية تحمل السلاح، أو كانت سفنا أوروبية تؤازر هذا العدو، فهي رسالة واضحة مفادها أيها العالم استيقظ من غفلتك، ولتقف إلى جانب الحق ولتتوقف عن مناصرة العدوان. فما تقوم به هذه الدول الإمبريالية إنما هو مناصرة للباطل، فإن كنتم حريصين على أن تمر سفنكم آمنه مطمئنة في بحارناوفي مضائقنا، فإن عليكم أن تتوقفوا عن نصرة الظالم وأن تقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني.

_ الاحتلال أقر بأن اليمن فرض عليه حصاراً بحرياً كاملاً وأنه واقع تحت ضغط أوروبي كبير في ظل ما تسببت به المعادلة اليمنية من تأثيرات غير مباشرة على الاقتصاد الغربي.. هل تعتقدون أن تغيير بعض الدول الأوروبية من مواقفها مؤخراً ومطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في غزة له علاقة بهذه التأثيرات اليمنية ؟ وهل سيدفع القرار اليمني، الكيان لرفع الحصار عن غزة قريباً؟

دولة اليمن العزيزة والكريمة تحترم الأعراف والقوانين الدولية وتلتزم بقوانين البحار وهي أبدا لا تهدد الملاحة الدولية، ولا تعتدي على حريات وحقوق الآخرين، لكن عندما تشعر بأن العالم يقف صامتا إزاء الظلم، وعندما ترى أن معايير العالم أو الأنظمة الدولية مختلة غير متوازنة، حينها ينبغي لهذا الشعب اليمني أن يقول كلمته في مواجهة هذه الدول.

اليمنيون يؤكدون للعالم، أننا لا نقف ضد أحدٍ أبدا، ولا نعطل الملاحة الدولية، ولا نهدد المسارات والمضائق الدولية، لكننا لا نقبل أبدا أن تستخدم موانئنا وممراتنا البحرية لضرب شعبنا وأهلنا وأمتنا العربية والإسلامية، ولن نسكت أبدا عن أن يظلم شعبنا ويضطهد بحجه احترام القوانين الدولية، ولهذا فاليمن عندما يوقف الملاحة الدولية ويعترض السفن الإسرائيلية، والمتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، فإنه يوجه رسالة إلى العالم كله، أن هذه البحار ستبقى آمنه مطمئنة لكل من يعبر فيها، لكن في الوقت الذي يتوقف فيه العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن أنتم حرصتم على سفنكم، وإن انتم حرصتم على الملاحة الدولية، فعليكم ان تطلبوا من هذا العدو أن يوقف عدوانه على غزة وأن يرفع حصاره عنها. 

وهي رسالة ليس فيها ظلم ولا عدوان إنما هي معادلة واضحة وعادلة، أما إذا استمر دعمكم للكيان الصهيوني فعليكم أن تتوقعوا المزيد والمزيد من هذه العمليات، لأن نصرة القضية الفلسطينية بالنسبة إلينا واجب وتكليف رباني لا نتأخر عن الوفاء والقيام به.

لا شك أن العالم كله سيتضرر من هذه الخطوات، أو من هذا الإجراءات التي قام به أهلنا في اليمن، ولهذا فإن العالم سيرفع الصوت عاليا حين تتضرر مصالحه، هذا العالم الذي لا يستجيب إلا للقوة، عندما يشعر أن مصالحه في خطر وأن تجارته تتعرض للخطر ولا تمر أبدا عبر هذه البحار، حينها سيمارس الضغط على هذا العدو الإسرائيلي، وربما هذا العدو كذلك سيشعر بالقلق، وسيشعر بالضرر الذي سيلحق به كثيراً نتيجة سياسته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني؛ عندما يشعر بأن سفنه ومصالحه التجارية وحتى عتاده العسكري تتعرض للخطر.

وعندما يدرك العالم أن اليمن صادق في تهديداته ووعوده، وأنه لن يتردد أبدا في مواجهة أي سفينه وأي قافله إسرائيلية أو دوريه تدعم الكيان الصهيوني، فغننا نعتقد أن العالم حينها سيرضخ للحق والعدل، وأن العدو سيرتدع خاصة، أننا نعلم تماما أن هذا الكيان دائما لا يخاف إلا من القوة لا يخاف إلا بالتهديد، لذلك سيراجع حساباته، وسيفكر ألف مرة قبل أن يقوم بالعدوان أو مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني. 

نعم الخطوات اليمنية تفرض حصارا بحريا كاملا على العدو الإسرائيلي، وأن أغلب التجارة الإسرائيلية وأغلب السفن وحتى الغواصات الإسرائيلية التي كانت تمر عبر باب المندب وعبر البحر الأحمر والبحر العربي، أصبحت متوقفة وفي خطر كبير. ولهذا بدأ الإسرائيليون يشعرون بأن تجارتهم المحلية والدولية تتعرض للمخاطر. الإسرائيليون لا يتحملون المخاطر الإقتصادية والمغامرات الإقتصادية كبيرة اليوم، ولهذا فإن ما قام به أهلنا في اليمن إنما هو مشاركة حقيقية منهم مع فلسطين وغزة وتضامن حقيقي معهم، فيما الإسرائيليون يشعرون بأن الإجراء اليمني يعرض مصالحهم للخطر وأنه فعلا يمارس ضدهم حصارا اقتصاديا كالذي يمارسونه ضد غزة وأهلها.

_ بعد إعلان نتنياهو استعداده للحرب على السلطة الفلسطينية.. ما الذي تغير في صيغة الوضع في الضفة الغربية لنرى هذا الانقلاب الإسرائيلي على سلطة أوسلو ؟ وهل تعتقدون أن الإسرائيلي يخشى من معادلة مرتقبة في الضفة الغربية قد تقطع يد الاحتلال منها ؟ وما دوافع العدوان الإسرائيلي المستمر على جنين مؤخراً والذي تصاعد منذ أيام؟

العدو الإسرائيلي عدو للفلسطينيين جميعا، ولا يحب أي من الفلسطينيين، هو يقول إن الفلسطيني الطيب هو الفلسطيني الميت، فهو ضد حماس ضد الجهاد الإسلامي ضد الجبهة الشعبية، ويريد أن تكون الأرض الفلسطينية خالصه له وحده دون أي مشاركة من أي فلسطيني آخر. 

هو يريد الأرض الفلسطينية التي يطلق عليها اسم يهود والسامراء، نقية خالصة من أي شوائب أخرى.

ولهذا نحن لا نستغرب اليوم انقلابه على السلطة الفلسطينية أو على "أوسلو" بل نحن نقول بأن الذين آمنوا بالسلطة الفلسطينية اليوم يحصدون ثمار إيمانهم بهذه الإتفاقية البائسة، هم لم يدركوا حينها أن العدو الاسرائيلي يريد فقط أن يمرحل القضية الفلسطينية وصولا إلى الفترة أو المرحلة التي يسيطر فيها على كل الأرض الفلسطينية

ويطرد فيها كل الفلسطينيين من أرضنا الفلسطينية التاريخية.

ولهذا نحن لا نستغرب أبدا أن يقوم نتنياهو اليوم بالانقلاب على فتح والسلطة الفلسطينية لأنه لا يريد أحدا أن يشاركه هذه الأرض.

ولهذا فإن إعلان نتنياهو ضد السلطة الفلسطينية يجب أن يكون دعوة صريحة وواضحة لكل الفلسطينيين لأن يتحدوا ويتفقوا فيما بينهم لمواجهة الكيان.

فهذا العدو لا يفرق بين فلسطيني وآخر، ولهذا على كل الفلسطينيين أن يدركوا سواء كانوا من داعمين أوسلو أو من معارض أوسلو، أن الطريق الوحيد لاستعاده الحقوق وفرض موقفنا على هذا العدو الاسرائيلي هو الوحدة.

هذا العدو الذي لا يفرق بين رجل وإمرأة ولا يفرق بين فلسطيني غزاوي وفلسطيني من الضفة الغربية، هو كذلك لا يفرق بين فلسطيني مقاوم وفلسطيني مساوم، ولهذا علينا جميعا أن نتفق ونوحد صفوفنا في مواجهه هذا العدو. 

العدو يطلق على الضفة الغربية "يهودا والسامرة" وعلى القدس "آورشليم" وعلى نابلس "شخيم" وعلى الخليل "حبرون"، حيث يعتبر الإسرائيليون أن هذه الأرض خالصة لهم كشعب يهودي وأن الله سبحانه وتعالى قد اقتطعها لهم. ولهذا هم يعتبرون أن المعركة الحقيقية هي في الضفة الغربية التي تقع في قلب الكيان الصهيوني، وقريبة من كل المدن الإسرائيلية.

ولهذا أي اضطراب أو أي ثورة أو أي انتفاضة في داخل الضفة الغربية تعرض المصالح الإسرائيلية للخطر.

ونحن نقول بأن الطلقة المقاومة في الضفة الغربية توازي الصاروخ المقاوم في قطاع غزة، ونتوقع أن أهلنا في الضفة الغربية الذين شاركوا في معركة طوفان الأقصى منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي وقدموا حتى اليوم قرابة 300 شهيد وأكثر من 4000 أسير؛ يدركون تماما أنهم شركاء في هذه المعركة، وأن المعركة الحقيقية قادمة.

جذوة الانتفاضة في الضفة الغربية تستعر يوما بعد آخر. ونتيجة الممارسات الإسرائيلية القمعية وممارسات المستوطنين المتفلتين من عقابهم؛ سنشهد بإذن الله رب العالمين، مشاركة أقوى من قبل أهلنا في الضفة الغربية، وهو ما يشعر به العدو الإسرائيلي خاصة أنه يقول إنه في مواجهة "ذئاب منفردة" أي عمليات فلسطينية منفردة، يقوم بها شبان فلسطينيون لا ينتمون إلى تنظيمات فلسطينية، وإنما يشعرون بالضيم والظلم والعدوان، ويقررون بأنفسهم القيام بعمليات عسكرية ضد هذا العدو.

الضفة الغربية هي برميل البارود الذي يكاد ينفجر بالعدو الإسرائيلي بإذن الله رب العالمين، وصولا إلى التهام كل أرضنا الفلسطينية حتى لا يشعر الإسرائيلي بأي أمان في أي مكان. 

العدو الإسرائيلي ليس ضد جنين فقط، هو ضد أي عمل مقاوم في الضفة الغربية، فهو يحاول قدر استطاعته أن يخمد الأحداث في جنين حتى لا تمتد وتتواصل إلى بقية مدن الضفة الغربية الأخرى، لكنه لا يواجه جنين فقط، وإنّما يواجه جنين ونابلس والخليل وكل المدن الفلسطينية. جذوة المقاومة في جنين مستعرة وقوية وناهضه وفتيه ويخشى العدو من انتقالها إلى مناطق أخرى، وجنين رغم كل الجراح رغم كل الآلام والضحايا والشهداء والمعتقلين والتخريب والتدمير وكل شيء.

ومع ذلك وبحمد الله رب العالمين، تخرج جنين من كل معركة أقوى مما كانت عليه من قبل وأكثر بأسا وأكثر حماسه بإذن الله تعالى. 

_ انفجار التوترات بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بعد اتهام بايدن حكومة نتنياهو بأنها أخطر حكومة متطرفة في تاريخ الاحتلال.. كيف يمكن قراءة هذه التطورات وأسبابها؟ وهل هي حقيقية أم هي محاولة أمريكية التهرب من الضغوطات الدولية الداعية لوقف الدعم الأمريكي لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة؟ وهل نشهد سقوطا قريبا لنتياهو؟ وكيف تنعكس هذه التوترات على الأحداث في غزة بشكل عام؟ 

لا نعتقد أن هناك خلافات حقيقية بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وهي التي أعطت الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية حتى تمضي قدما في عمليتها العسكرية ضد غزة.

الأمريكيون يخدعون العالم العربي والإسلامي عندما يقولون إنهم يضغطون على الحكومة الإسرائيلية حتى لا توجه صواريخها تجاه المدنيين، أو أن تسمح بمرور وإدخال القوافل والمساعدات إلى غزة، وهذا كله كذب بواح.

الأمريكيون إلى جانب العدو الصهيوني في حربهم ضد أهلنا الفلسطينيين في غزة.

وهم الذين يمّولون العدو بالسلاح والعتاد والطائرات والصواريخ والقنابل.

ولهذا ما نراه اليوم من خلاف إنما هو ذر للرماد في العيون، ومحاولة لخداع العرب والفلسطينيين والمسلمين، والحقيقة أن الإدارة الأمريكية هي التي تدعم الكيان.

إذا ما تخلت الإدارة الأمريكية عن هذا العدو الاسرائيلي، فإنه لن يستطيع الصمود والبقاء أبداً، وقد رأينا تماماً كيف كان ضعيفاً في مواجهة أبطالنا في غزة.

الولايات المتحدة الأمريكية ليست صادقة في ادعائها بأنها تعارض الكيان الصهيوني، وإذا كانت صادقة فهي تستطيع أن تجبر هذا الكيان على وقف عدوانه.

هذا الكيان المؤقت ضعيف بدون دعم الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الدعم السياسي الذي رأيناه في مجلس الأمن، وكذلك الدعم العسكري الذي نراه كل يوم من خلال الصفقات.

حتى اليوم، هناك أكثر من 200 طائرة شحن عسكرية أمريكية وصلت إلى الكيان الصهيوني؛ فضلاً عن السفن والمخازن الأمريكية التي فتحت داخل الكيان الصهيوني، وداخل منطقة الشرق الأوسط. ولهذا إدعاء الاختلاف هو إدعاء باطل ليس له أساس من الصحة. 

من المؤكد أن نتنياهو وحكومته سيسقطان قريباً، فهذه المقاومة الفلسطينية الأبية،الشرسة والقوية، لا يمكن لها أن تتنازل أبداً عن حقوقها، ولا عن مواقفها، وستبقى مصرةً على أرضها وعلى حقوقها، ونحن نراها في كل يوم تّثبّت من خلال الصورة والصوت، للإسرائيليين قبل غيرهم، أنها ماضيه في مقاومتهم. وها هم الإسرائيليون يتكبدون خسائر يومية في  العتاد والسلاح والأرواح. 

كما يعلن الناطق الرسمي باسم المقاومة أبو عبيدة في كل يوم عن عدد جديد من القتلى الإسرائيليين، بينما يخفي الإسرائيليين العدد الحقيقي لقتلاهم وجرحاهم.

ولهذا فالإسرائيليين كمجتمع مستوطن يتربص بنتنياهو، وينتظر اليوم الذي تنتهي فيه المعركة، حينها سيحاسب هذا الدعي الكذاب على كل أخطائه السابقة قبل العدوان الأخير على قطاع غزة، وبعد العدوان أيضاً.

والكل يعلم أن أيام نتنياهو باتت معدودة، وسيذهب إلى المحاكمة وربما إلى السجن، وهذه الحكومة المتطرفة لن تبقى أبداً على سدة الحكم.

وهنا أقول، رغم أن حظوظ نتنياهو تتراجع وحظوظ معارضيه تتزايد، لكن كل الإسرائيليين مع قتال الشعب الفلسطيني، ومع العدوان على الشعب الفلسطيني. 

_ توقعاتكم لتطورات المشهد العسكري في غزة، في ظل فشل الهجوم البري الإسرائيلي، وتعرض جيش الاحتلال لضربات وخسائر بالغة؟ وكيف نجحت المقاومة الفلسطينية في فرملة هذا الهجوم وتحويله لعملية استنزاف واسعة نسفت الأنساق الهجومية والدفاعية لجيش الاحتلال؟ 

نحن على ثقه بالله سبحانه وتعالى، أن المقاومة الفلسطينية في غزة ستنتصر. وهذا الشعب الفلسطيني الذي قدم حتى هذه الساعة في اليوم السبعين من العدوان، أكثر من 25,000 ألف ما بين شهيداً ومفقود، وأكثر من 50,000 جريح، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 70% من بنى ومساكن وبيوت قطاع غزة، لكنه سيبقى صامداً ولن يستسلم، ولن يرفع الراية، وسيبقى مصراً على المقاومة.

لقد رأينا كيف دمر العدو الإسرائيلي شمال القطاع وجنوبه، ومع ذلك لم يهاجر هذا الشعب ولم يخرج من أرضه. الفلسطينيون يرفضون التهجير، ويرفضون اللجوء، وسيبقون مصرّين على حقهم في المقاومة.

وقد شاهدنا، كيف أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تلتف خلف خطوط النار، وتشتبك مع العدو الإسرائيلي خلال المعارك البرية، وهي تلحق بالعدو الإسرائيلي، في كل يوم خسائر كبيرة.

الإسرائيلي أعترف حتى اليوم، بأكثر من 116 قتيلاً من كبار ضباطه وجنوده والذين سقطوا على أرض المعركة، فيما تؤكد المقاومة، أن عدد قتلى الاحتلال أكبر من ذلك بكثير، خاصةً أنه من بين المقاتلين الإسرائيليين مرتزقة لا يحمّلون الجنسية الإسرائيلية، وبالتالي لا يكون جيش الاحتلال مضطراً للإعلان عن أسمائهم أو أعدادهم، فضلاً عن تدمير مئات العربات والآليات الإسرائيلية.

مهما طال زمن المعركة أو قصر، ستنتصر المقاومة الفلسطينية إن شاء الله، في وقت يخسر العدو الإسرائيلي جنوده، ويخسر كذلك المجتمع الدولي، خاصةً أن صورة الكيان لدى المجتمع الدولي بدأت تتغير.

وبدأ العالم يرى الصورة الحقيقية لهذا العدو الغاشم الذي يقتل النساء والأطفال والشيوخ ويدمر المساكن، ويرى أيضاً صورة العدو التي ادعى فيها المظلومية خلال الأيام الأولى من الحرب.

في المقابل، بدأ العالم يرى صمود الشعب الفلسطيني، وكيف يقاتل وهو تحت الركام، وتحت المطر، ومع ذلك يصبر.

ورغم الجراح والآلام والتضحيات، لكننا نؤمن بأن الغد والمستقبل سيكون لنا، ونرى أننا سننتصر في هذه المعركة بإذن الله تعالى.