تزامناً مع استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تستضيف " عرب جورنال " استاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي اللبناني الدكتور جمال واكيم، لمناقشة تبعات استمرار العدوان الصهيوني، في وقت لم يحقق الاحتلال الإسرائيلي في جولته الأولى من العدوان،أي نصر يذكر سوى رصد الخيبات المتوالية منذ الهزيمة المدوية في 7 أكتوبر وعلى مدى أيام معركة طوفان الأقصى. كما يناقش الحوار مستجدات الجبهات الساخنة في المنطقة على طريق القدس، وعلى رأسها تأكيد القوات المسلحة اليمنية استمرار العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي بما فيها إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية.
عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي _
الاحتلال فشل في تحقيق أي هدف ميداني ولا يستطيع شن أي عدوان دون غطاء أمريكي
أمريكيا لم تعد تستطيع تأمين غطاء للإسرائيلي وتدرك أن العدوان الصهيوني على غزة لن يقضي على المقاومة
المقاومة اللبنانية ستصعّد عملياتها ضد الاحتلال بعد استئناف عدوانه على غزة
بعد تثبيت المقاومة حالة الردع في غزة ستنتقل لتصعيد المقاومة في الضفة الغربية
المشروع الصهيوني لتهجير أبناء الضفة الغربية وغزة بات وراءنا بدرجة كبيرة ولا يمكن الصهيوني تطبيقه
طوفان الأقصى ضربت عملية التطبيع بين الكيان الصهيوني ودول عربية بينها السعودية
المؤامرات ضد سوريا والعراق واليمن جاءت لضرب القضية الفلسطينية وعلى الشعوب العربية أن تناضل للتحرر من الهيمنة الغربية
_ لا شك أن الإسرائيلي يشعر بأنه تعرض لهزيمة في 7 أكتوبر لذلك دفع بإتجاه لمواصلة عدوانه على غزة.. أي تبعات متوقعة لاستئناف العدوان على القطاع؟ وهل سنكون أمام حرب كبرى في المنطقة؟ وهل سيواصل الأمريكي السير مع الرغبات الإسرائيلية أم سيفضل النزول من فوق الشجرة؟ وماذا عن بيان البيت الأبيض الأخير الذي أكد استمرار دعمه للكيان في حال استئناف العدوان على غزة؟
بتقديري أن استئناف العدوان الصهيوني على غزة هو نتيجه الخلاف على بعض بنود التفاوض بما يتعلق بتبادل باقي الأسرى، ولكن التقديرات تفيد بأن هذا العدوان لن يطول كثيراً لان العدوان الإسرائيلي فقد زخمه وفقد اندفاعته، وما يحدث الآن هي مناوشات لن تستطيع أن تغير أي شيء في المعادلة.
طبعاً، على الرغم من أن الإسرائيلي يشعر بأنه تعرض لهزيمة في 7 أكتوبر إلا أنه حول جهده لتحقيق هدف ميداني ولكنه عجز على مدى 47 يوماً خلال الجولة الأولى من عدوانه، وهو لا يستطيع شن أي عدوان عسكري من دون غطاء أمريكي.
والولايات المتحدة لم تعد تستطيع تأمين غطاء للإسرائيلي خصوصاً إدارة بايدن في ظل تعرضها لضغوط كبيره داخلياً، وحركة تمرد في وزارة الخارجية والكونجرس وداخل الحزب الديمقراطي، إضافة إلى أنها على عتاب الدخول في انتخابات. كل هذا يجعل الولايات المتحدة تضغط لعدم استمرار "إسرائيل" بحملتها العسكرية خصوصاً وأن هذه الحملة العسكرية لن تؤدي غرضها بمعنى أنها لن تقضي على المقاومة الفلسطينية ولن تحقق أي إنجاز عسكري ميداني في مواجهة المقاومة، عدا أن المقاومة تستطيع استهداف العمق الإسرائيلي، و"إسرائيل" لم تعد قادرة على شن الحرب في ظل تعطيل كامل اقتصادها عدا عن الخسائر الكبيرة في الأرواح التي تعرض لها جيش الاحتلال ومواطنيه.
وبالنسبة لبيان البيت الأبيض، فأعتقد أن هذا هو البيان الرسمي العلني، ولكن هنالك مشاكل كثيره الآن بين بايدن من جهة وبين نتنياهو من جهة أخرى. كما أن هنالك حالة تمرد يواجهها بايدن داخل وزارة الخارجية وفي الشارع الأمريكي وفي الكونجرس وداخل الحزب الديمقراطي، وهذا يجعله لا يستطيع دعم "إسرائيل" طويلاً في حربها ضد الفلسطينيين.
_ قبل ساعات من استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، حذرت القوات المسلحة اليمنية من استمرار العدوان، مؤكدةً أنها ستتجه لتوسيع العمليات ضد الاحتلال لتشمل أهدافاً قد لا يتوقعها في البر والبحر.. أي دور إستراتيجي لجبهة اليمن في الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، في ظل ما أثبته اليمن بإمتلاكه لخيارات عسكرية واسعة؟
العمليات اليمنية ضد سفن الاحتلال، تأتي في إطار تنسيق الجبهات والمجهود. نلاحظ أن هنالك تزامناً بين المعارك التي تحصل في غزة والجبهة اللبنانية وأيضا العمليات التي تقوم بها المقاومة العراقية إضافة إلى اليمن، وهذا جزء من استراتيجيات وحدة الساحات، وهذا يؤثر أيضاً على خطوط المواصلات البحرية التي تستفيد منها "إسرائيل"، لذلك فإن ما يقوم به اليمن مهم ومؤثر جداً.
اليمن، فاليمن أصل العرب وأصل العروبة، وهو ما يثبته اليمن اليوم، فهو على الرغم من المآسي التي يعيشها منذ عقد من الزمن نتيجه الحرب التي شنت ضده، فهو الذي يقوم بنجدة فلسطين، ويبادر كأول بلد عربي أو نظام عربي رسمي يعلن الحرب مجدداً على "إسرائيل"، ويبادر بإطلاق المسيرات والصواريخ ضدها، ويقطع باب المندب أمام حركة السفن الإسرائيلية.
التحية لأهل اليمن، اليمن الذي هو أصل العرب وأصلنا جميعاً.
_ تزامناً مع استئناف العدوان على غزة.. هل تعتقدون أن نشهد تطوراً على مستوى العمليات في الجبهة اللبنانية ودورها الإستراتيجي في الضغط على الاحتلال؟
مع استئناف العدوان الصهيوني على غزة، أكيد أن الجبهة اللبنانية ستتصاعد لأن حزب الله في لبنان، ونحن في لبنان نشعر بأنه في حال نجحت "إسرائيل" في ضرب المقاومة في غزة فإنها ستنتقل لضرب المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وبعدها ذلك ستتفرغ للقضاء على المقاومة في لبنان.
لذلك، فإن حزب الله لن يدع هذا يحصل، وهو سيصعد المعركة، ويستنزف العدو على أكثر من جبهة.
_ نشاهد تصاعد في الإعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة خلال الآونة الأخيرة.. هل يخشى الاحتلال من طوفان جديد في الضفة ؟ وأي أهمية إستراتيجية لهذه الجبهة في فرض التوازنات في سياق التطورات في غزة اليوم ومستقبلاً خصوصاً مع تصاعد شعبية المقاومة؟
في الأساس الاحتلال الصهيوني شن عدوانه والعملية البرية ضد غزة، لأنه يشعر بأن غزة أصبحت قاعدة لتصاعد المقاومة في الضفة الغربية، ولذلك فهو أراد أن يخنق المقاومة في الضفة عبر ضرب المقاومة في غزة.
الآن عمليات القمع الإسرائيلية في الضفة هي لمحاولة وأد المقاومة، ولكن المقاومة الآن ستتصاعد في الضفة، وهي المرحلة التالية بعد تثبيت حالة الردع بين المقاومة في جنوب لبنان والعدو الصهيوني وتثبيت حاله الردع بين المقاومة في غزة والعدو الصهيوني، فإن الدور الآن هو لتصاعد المقاومة في الضفة الغربية.
_ تتواصل التصريحات والتلميحات الغربية والإسرائيلية علناً بخصوص مخطط تهجير أبناء غزة.. هل مازال هذا المخطط قائماً لدى الإسرائيلي اليوم بعد ما واجهه من صمود أسطوري في غزة؟
أعتقد أن موضوع تهجير أبناء غزة إلى سيناء المصرية كان من مشروع "الترانسفير"، وبعد ذلك تهجير أهل الضفة الغربية إلى الأردن، ولكن صمود المقاومة الفلسطينية في غزة هو الذي عرقل كل هذا المشروع، وأعتقد أن هذا المشروع بات وراءنا بدرجة كبيرة ولا يمكن للكيان الصهيوني تطبيقه.
_ للمرة الثالثة يؤكد بايدن أن طوفان الأقصى جاءت لافشال صفقة التطبيع بين السعودية و"إسرائيل".. إذا كان الأمر كذلك هل يعني أن الصفقة كانت خطيرة على فلسطين وربما تقضي بتصفية القضية والوجود الفلسطيني؟ وهل تعتقدون أن السعودية ستمضي في مسار التطبيع بعد هذه التطورات؟
بطبيعة الحال، طوفان الأقصى لم يكن يهدف بدرجة أولى إلى وقف التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، ولكن من نتاج عملية طوفان الأقصى هذه أنها ضربت عملية التطبيع بين الكيان الصهيوني من جهة والعديد من الدول العربية من جهات أخرى، وجمدتها أو أوقفتها. وبالتالي فإنه هذا ساهم إلى درجة كبيرة بتدعيم وتعويم القضية الفلسطينية.
طبعا دائما كان هنالك مخطط أمريكي صهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن صمود المقاومة في كل المراحل وعلى مدى العقود السابقة هو الذي جعل هذا الأمر غير ممكن.
_ في ظل مساعي الكيان الصهيوني لمواصلة المجازر بحق الشعب الفلسطيني.. أي واجب على الشعوب العربية اليوم لمساندة غزة والضغط على أنظمتها لاتخاذ موقف حقيقي ضد الاحتلال خاصة دول الطوق القريبة من الأراضي المحتلة وكذلك الدول المطبعة؟
بالنسبة للشعوب العربية أعتقد أنها منخرطة بشكل أو بآخر في الصراع. المؤامرة التي جرت على سوريا كانت من أجل ضرب القضية الفلسطينية، وبسبب دعم سوريا للقضية الفلسطينية، أيضاً الغزو الأمريكي للعراق كان في إطار عملية إعادة رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة بما يخدم دور مهيمن لإسرائيل وللولايات المتحدة، أيضا ما تعرض له اليمن، ما تعرضت له ليبيا، تونس، والسودان، وغيرها من الأقطار.
طبعا القضية الفلسطينية هي رأس الحربة في قضية التحرر العربية، وعلى الشعوب العربية بالدرجه الأولى أن تعي مصيرها وأن تناضل من أجل تحرر اقطارها من الهيمنة الغربية بالدرجة الأولى.
