دفع التفوق الهندسي عند الطيور بالإنسان في أحيان كثيرة لاستنساخ هذه التصاميم البيولوجية لتحسين التكنولوجيا البشرية، وأحد الأمثلة على ذلك هو جهود المهندسين في تطوير القطار الياباني شينكانسن 新幹線 المعروف بالقطار الرصاصة، قبل تطويره إلى شكله الحالي كان يعاني من مشكلة الضجيج فعندما يبلغ سرعة 200 ميل في الساعة يتسبّب في خلق موجة صوتية انفجارية Sonic Boom صاخبة جدا في كلّ مرة يدخل فيها نفقا، بحيث أنّ القاطنين على بعد 15 ميلا كان يسمعون هذا الصوت المدويّ، وسبب هذا الصوت هو مقدمة القطار التي ليست انسيابية بالقدر الكافي فتسحب معها قدرا كبيرا من الهواء الذي ينضغط بشدة لحظة الدخول إلى النفق وينتج عنه ذلك الصوت المدويّ!
طرح المهندسون عدة تصاميم لتحسين آيروديناميكية القطار، وكان أحسنها هو تصميم اقترحه أحد المهندسين بعد ملاحظته للطائر القاوند Kingfisher يغطس بشكل عمودي في الماء لاصطياد السمك دون أن يحدث أيّ اضطراب في سطح الماء برغم انتقاله من وسط لوسط آخر مختلف عنه في الكثافة، مايعني أنّ شكل منقاره قد وفر انسيابية عالية جدا تسمح بتجاوز إختلاف الكثافة، وبعد قيام المهندسين باستنساخ البنية الهيكلية للمنقار وتطبيقها على مقدمة القطار انخفض ضجيجه بقدر كبير وزادت سرعته 10% كما قلّ استهلاكه للكهرباء بنسبة 15%.
نظرية التطور تفشل في تفسير أصل الطيور وأنظمتها الحيوية المعقدة التي تتفوق على ذكاء البشر لدرجة أنهم ينسخون تلك الأنظمة البيولوجية لتحسين معداتهم، وهذا شاهد واضح على أنّ منشأ هذه الكائنات ليس طبيعيا بل هو صنيعة إله قدير مطلق الحكمة والعلم.
حسان بن عابد، "النظرية التركيبية الحديثة: دراسة نقدية في ضوء المستجدات العلمية". دار الدليل الأمين للنشر والترجمة 2022، صـ244-245.