أغسطس 10, 2021 - 15:50
صنعاء تلقي حجر المبادرة لتحريك ركود السلام
عرب جورنال

الحوثي حدد ثلاث خطوات لإثبات التحالف حسن نيته لإحلال السلام , وقال في خطابه المتلفز أمس الأثنين , مخاطبا التحالف الذي تقوده السعودية "أَثبتوا نيّاتكم في الملف الإنساني، ثم أَوقفوا الغارات وأنهوا الاحتلال، ونحن من جانبنا سنتوقّف، وجاهزون للسلام الحقيقي".

والعبارة الاخيرة " جاهزون للسلام الحقيقي " تلخص نقاط الخلاف بين رؤية صنعاء , والرؤى المقدمة من واشنطن ولندن والرياض للسلام في اليمن الذي يدخل عاما سابعا في حرب خلفت أسوأ كارثة إنسانية في العالم من صنع البشر وفق تقارير الأمم المتحدة , فوفد صنعاء المتواجد في مسقط يؤكد ان ما يطرح من الجانب الامريكي وكذا الأمم المتحدة هو فض الاشتباك فقط , وإبقاء الوضع اليمني الحالي على ماهو عليه من انقسام سياسي وجغرافي , في حين تطرح صنعاء رؤية كاملة للحل الذي يبدأ بمعالجة الوضع الانساني وتخفيف مأساة ومعاناة الشعب اليمني من خلال فتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن ميناء الحديدة والسماح بتدفق الغذاء والوقود دون قيود في إطار رؤية لمعالجة اختلالات الوضع الاقتصادي وصرف المرتبات ثم الدخول في مفاوضات سياسية للحل السياسي الشامل على قاعدة الحفاظ على الوحدة والسيادة الوطنية .

كبير المفاوضين في حكومة صنعاء وناطق حركة أنصار الله ( الحوثيين ) محمد عبدالسلام كشف عن تفاصيل المبادرة التي قدمها زعيم حركة انصار الله للوفد العماني بشأن مأرب , وانه تم تقديم مبادرة بشأن مأرب في اليوم الأول من زيارة الوفد العماني إلى صنعاء لتُنفذ بالتزامن مع الملف الإنساني، وهي تراعي مصالح أبناء مأرب أولا, مع التأكيد على اولوية معالجة الملف الإنساني .

موضحا أن المبادرة التي قدمت تتضمن تسع نقاط ولا تمثل أي بنود تعسفية، وتحقق شروط السلام وأكدان المجال مفتوح أمام الوساطة العمانية التي مازالت تقوم بجهودها

كما أكد عبد السلام أن ربط الملف الإنساني بالعسكري مخاطرة، موضحا أنهم وافقوا على تفتيش السفن وتحديد وجهات السفر وهي مصر والأردن وماليزيا والهند وغيرها.

ولفت إلىان القلق الأميركي تجاه معركة مأرب يؤشّر على أهميتها، كونها ستفقد ما يُسمى الشرعية، لأنها لم تعد أصلاً موجودة في الواقع الفعلي ، كما سيفقد النظام السعودي التأثير الحقيقي في مثل هذه الحكومة وما اسماهم " المرتزقة " بالإضافة الى فقدان التحالف " ساحة مهمة عسكرياً وسياسياً، ومثّلت انطلاقة لسائر الجبهات في كل المحافظات الشمالية وحتى الجنوبية، ومنطقةً استخباريةً للعدو للعمل على استهداف اليمن" حد تعبيره .

إعادة صنعاء القاء حجر مبادرة السلام جاء وسط ركود في جراك السلام , خصوصا بعد ان ظل منصب المبعوث الأممي الى اليمن شاغرا لأكثر من شهر قبل التوافق في اروقة مجلس الامن على تعيين الدبلوماسي السويدي هانز جروندبرج لهذا المنصب , كما ان هذه المبادرة جاءت في وقت كانت صنعاء قد أعلنت عن نجاحات عسكرية كبيرة تمثلت بالسيطرة على اربع مديريات في محافظة البيضاء – وسط اليمن – وهي " الزاهر والصومعة و نعمان وناطع " , ووصلت قوات صنعاء الى مواقع استراتيجية مطلة على مناطق يافع في محافظة لحج , وبيحان في محافظة شبوة النفطية جنوبي اليمن , وهي معارك كان التحالف قد دفع لإشعالها في محاولة لإجبار صنعاء على الرضوخ والقبول بخطة السلام الامريكية , غير أن النتائج جاءت عكسية بانهزام القوى الموالية للتحالف وفقدان سيطرتها على معاقلها الرئيسة .

الانتصارات الأخيرة جعلت صنعاء تعيد طرح مبادرة السلام من موقع القوة , والرد على التصريحات الامريكية التي دأب على اطلاقها كل من وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن ومبعوث واشنطن الى اليمن تيم ليندر كينغ باتهام الحوثيين بعدم الجدية في السلام والتدليل على ذلك باستمرار هجومهم على مأرب .

وقد سارع المبعوث الامريكي ليندركينغ للادلاء بتصريحات عقب كلمة زعيم حركة انصار الله الحوثي , لتبرير عدم التعاطي في الملف الانساني , استمرار الحصار على ميناء الحديدة بان عائداتها تذهب لتمويل العمليات العسكرية للحوثيين , متجاهلا بنود المبادرة المطروحة من صنعاء بان تذهب ايرادات مأرب وميناء الحديدة لصالح حساب صرف مرتبات الموظفين .

في المحصلة ترى الرياض ومن خلفها واشنطن ولندن الحل في اليمن من زاوية مأرب , فيما ترى صنعاء الحل على مستوى جغرافية الجمهورية اليمنية وترفض الحلول الجزئية , وهذه نقطة الخلاف بين الجانبين .