أغسطس 31, 2021 - 10:42
افغانستان .. مصالحة أم مرحلة جديدة من الصراع ؟
عرب جورنال

وكانت حركة طالبان قد بدأت في الأسابيع الماضية حراكا سياسيا حول المصالحة الوطنية والدخول في عملية سياسية في سلسلة من الحوارات بين الفرقاء السياسيين سبق ذلك التفاوض الذي ترعاه الدوحة الذي لم يصدر عنه أي بيان فيما توصلت إليه أطراف الحوار .

بيد أن الحراك السياسي بين طالبان والتيارات السياسية وزعماء القبائل والوسطاء بدأ في كابول بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول ودارت حوارات بين أطراف قيادية من أعضاء المكتب السياسي لطالبان ومع هذه الأطراف رغم المخاوف التي تبدو فيه أفغانستان على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع على السلطة لا يزال مفتوحا بالرغم من المفاوضات التي تجري بين أطراف العملية السياسية التي يجريها الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي وعبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية ومع ذلك تبدو التوجسات والمخاوف الكبيرة ظاهرة، وهناك ترقب من المجتمع الدولي والإقليمي وأيضا لدى الشارع الأفغاني والأحزاب السياسية عن ما ستسفر عنه جولات الحوارات والآلية والنظام السياسي الذي ستحكم به طالبان ؟!

وفي اطار هذه الحوارات المكثفة وصل زعيم حركة طالبان الملا هبة الله آخوند زاده الأحد الماضي(29 أغسطس) إلى مدينة قندهار (جنوبي أفغانستان) قادما من باكستان، في الوقت ذاته وصل إلى قندهار رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني براد قادما من العاصمة كابول وبرفقته عدد من قادة الحركة.

والتقى زعيم الحركة القيادات السياسية للحركة، وذلك في إطار المشاورات المكثفة من أجل تشكيل حكومة جديدة في وقت كانت دول غربية تشترط على طالبان تمكين المدنيين من الخروج من أفغانستان بعد نهاية الشهر الجاري.

مصادر في طالبان تؤكد إن آخوند زاده ونائبه الملا محمد يعقوب يعقدان سلسلة مشاورات في قندهار مع قادة وزعماء القبائل. وأضافت المصادر أن اللقاء بين زعيم طالبان والقيادات السياسية للحركة هو الأول وجها لوجه داخل أفغانستان.

بيد أن وجود قيادة طالبان في قندهار هو رسالة دعم قوية للمشاورات فهل الحوارات التي تجريها الحركة أيضا مع فرقاء سياسيين من أجل تشكيل حكومة موسعة تمثل كل الطيف ألوان الطيف السياسي الأفغاني أم أن الحوارات تقتصر على جماعة طالبان لترتيب أوراقهم السياسية؟!

وصول الوفد على رأس زعيم الحركة إلى قندهار معقل الحركة تهدف إلى ترتيب الأوراق السياسية ووضع الحركة أمام مستجدات الظرف الراهن وإجراء المشاورات مع قادة الحركة والفاعلين المحليين بشأن جهود تشكيل الحكومة المقبلة في أفغانستان، ويبدو أن هناك مسؤولين في طالبان سيأتون من مدينة كويتا الباكستانية للغرض نفسه حسب بعض المصادر .

كما تؤكد المصادر أن رئيس لجنة الدعوة والإرشاد في الحركة أمير خان متقي وصل بدوره إلى هلمند (جنوبي أفغانستان) لإجراء مشاورات مماثلة.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم -على تويتر- إن وفدا من المكتب السياسي للحركة التقى بمختلف الشخصيات السياسية وشيوخ العشائر والصحفيين والناشطين في کابول.

وأضاف نعيم في تغريدة أخرى أن وفد المكتب السياسي طمأن الجميع على أمنهم وسلامتهم، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم بشأن مستقبل البلاد.

من جهته نفى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد لوسائل اعلام تحديد موعد لتشكيل الحكومة، أو التحدث بهذا الشأن مع أحد، مؤكدا أن الحركة ستقوم بجولة مشاورات مع جهات مختلفة لمزيد من التنسيق بشأن تسيير عمل الحكومة.