مايو 5, 2024 - 19:19
مايو 5, 2024 - 19:20
الجولة الرابعة من التصعيد اليمني ..خنق ملاحة الكيان الاسرائيلي وتصفير تجارته البحرية


عرب جورنال / زين العابدين عثمان - 
في إطار الحديث عن جولة التصعيد الرابعة التي دشنتها القوات المسلحة اليمنية دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني والمقاومة في غزه يمكن القول انها الجولة الاكثر اهمية عسكرية مقارنة بالجولات السابقة والاكثر تاثيرا على المستوى الاستراتيجي للمعركة فمعطيات هذه الجولة وضعت قواعد اشتباك اضافية ووسعت دائرة العمليات البحرية لتضم مختلف بحار المنطقة من البحر الاحمر والعربي والمحيط الهندي اضافة الى البحر الابيض المتوسط الذي اصبح منطقة عملياتية جديدة .

فالعمليات القادمة في اطار هذا التصعيد ستستهدف كافة سفن الشركات التي مازالت تشحن البضائع الى موانئ فلسطين المحتلة وتمد كيان العدو بالامدادات الاقتصادية من جهة البحر المتوسط وللتوضيح أكثر خصوصا في ما أعلنه ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع فمسألة الاستهداف ستطال كل سفن الشركات التي ستحاول خرق قرار الحظر في البحر المتوسط كمرحلة أولى وسيتوسع تلقائيا اذا استمرت هذه الشركات في ارتباطها بكيان العدو الصهيوني اثناء قيامه باي عمل عدواني تجاه مدينة رفح فالاستهداف في هذه الحالة سيكون شاملا كمرحلة ثانية حيث سيطال كل سفن هذه الشركات في أي مكان من البحار الاخرى التي تقبع ضمن منطقة عمليات القوات المسلحة اليمنية وهي البحرين الاحمر والعربي والمحيط الهندي والبحر المتوسط وذلك بغض النظر حول طبيعة وجهة هذه السفن او رحلاتها لدول اخرى.

" البعد الزمني والعسكري لقرار التصعيد"

من الامور الهامة الذي نود الايضاح حولها هو ان قرار تدشين جولة التصعيد هذه لم يكن مبني على مسائل عسكرية فقط بل كان توجه حكيم في طبيعة التوقيت ومدروس بعناية في تفاصيله العسكرية والاستراتيجية من القيادة اليمنية ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي فقد أتى تلبية لمقتضيات الواجهة والتحديات والظروف المفصلية التي تواجه الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزه وايضا تدعيما لاسراتيجية الردع ضد كيان العدو الاسرائيلي الذي مازال مستمر في ارتكاب الابادات الجماعية في غزه ويحضر لهجوم عدواني على مدينة رفح ,لذلك كان توقيت اتخاذ قرار التصعيد مسالة مفصلية وحساسة للغاية .

من الناحية العسكرية فالتصعيد بمستوى ابعاده وسيناريوهاته سيكون جهده الرئيسي موجه على تحقيق غايات و تغييرات في قواعد المواجهة والردع ضد كيان العدو الاسرائيلي حيث ستيم تضييق الخناق البحري على هذا الكيان وفرض ضغوط صارمة على خطوط ملاحته فالهدف المرسوم يتضمن تطبيق حظر بحري كامل على كيان العدو وتصفير تجارته ,فالبحر الابيض المتوسط وفق اهمية الجغرافية يعتبر الشريان الاخير الذي يغذي هذا الكيان بالامدادات والبضائع والرئة الوحيدة الذي يتنفس منها ومسألة حظره عسكريا سيعطل هذه الامدادات وسيشل الحياة من الموانئ المتبقيةللكيان كمينا حيفا وأسدود وغيرها بشكل دراماتيكي, كما ان ادراج سفن شركات الشحن الكبرى التي مازالت تمد الكيان بالبضائع ضمن قائمة اهداف التصعيد يعد خيارا ضاغطا واستثنائي سيطبق الحصار علىكيان العدو ويقضي على حركته التجارية بالكامل .


لذا القوات المسلحة اليمنية في هذه المرحلة الحساسة ورغم التحديات لديها بفضل الله تعالى عوامل القوة والاقتدار العسكري المناسب لتنفيذ مسارات التصعيد ,فاذرعها الضاربة في وحدات الصواريخ وسلاح الجو المسير نجحت بفضل الله تعالى في كثير من الاعمال العسكرية الاكثر تعقيدا وقد حققت انجازات نوعية في استهداف اعماق فلسطين المحتلة أم الرشراش وتعطيل مينائها و استهداف السفن التي تتجه الى كيان العدو ضمن كامل الاحواض المائية في البحرين الاحمر والعربي وصولا الى عمق المحيط الهندي لذا قدرتها على استهداف السفن في البحر المتوسط ومحاصرة العدو الاسرائيلي مسألة ممكنه بعون الله تعالى .

في الاخير نؤكد ان استمرار كيان العدو في ارتكاب الابادات في غزه سيكون اخر اخطاء يرتكبه فالجولة الجديدة من التصعيد ستشهد مناورات هجومية غير مسبوقة تعطل موانئ الكيان بالكامل وتحظر ملاحته البحرية من اقصى المحيط الهندي جنوبا الى اقصى البحر الابيض المتوسط شمالا.

- باحث عسكري