يناير 19, 2024 - 22:18
يناير 19, 2024 - 22:19
رئيس المكتب السياسي لإئتلاف شباب "ثورة 14 فبراير" في البحرين لـ(عرب جورنال): اليمن أوجع منظومة الظلم العالمية وحصاره للملاحة الإسرائيلية يساهم في وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة

في سياق التطورات الساخنة المستمرة في فلسطين واليمن وعموم جبهات المقاومة.. تستضيف " عرب جورنال " رئيس المكتب السياسي لإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين، د إبراهيم العرادي، للحديث عن تداعيات إدراج الولايات المتحدة حركة أنصار الله في اليمن ضمن "قائمة الإرهاب" بسبب دعمها لغزة. ويسلط الحوار الضوء على تبعات انضمام النظام البحريني للتحالف الأمريكي لحماية سفن الاحتلال في البحر الأحمر ومشاركته في العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن. كما يتطرق الحوار للمستجدات العسكرية في البحرين الأحمر والعربي، وما إذا كان اليمن قد أصاغ خارطة جديدة للتوازنات العالمية في البحار والمضايق من خلال إحكام حصاره على الملاحة الإسرائيلية.

عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي 

الصمود اليمني أفشل تحالفات واشنطن في المنطقة بدءاً من التحالف الأمريكي إلى التحالف العسكري في البحر الأحمر 

التصنيف الأمريكي للشعب اليمني لن يغير شيء في المعادلة بل يزيده إصراراً على مواصلة دعم غزة وسيضطر الأمريكي للتراجع عن هذا التصنيف الجائر 

تأثير الحصار اليمني على الملاحة الإسرائيلية ينعكس على قرارات الإدارتين الصهيونية والأمريكية وكان له دور في إدخال صفقة الأدوية الأخيرة إلى غزة 

الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية نصرةً لغزة يحمي السيادة العربية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب 

العمليات اليمنية الداعمة لغزة هي أكبر وأهم وأبرز أنواع التضامن العملي مع القضية الفلسطينية وسيكون لها تأثيرات مستمرة 

اليمن بات معجزة القرن ويحتل اليوم الشعبية الأولى في العالم بعد أن أوجع منظومة الظلم العالمية 

التدخل اليمني المشرف نصرةً لغزة كسر حاجز الخوف من البعبع الأمريكي والولايات المتحدة باتت اليوم في ورطة وحرج كبير 

شعب البحرين مع غزة واليمن والمقاومة والنظام العميل والمطبع في المنامة سيسقط قريباً بإذن الله تعالى 

_ رغم التهديدات والعدوان الأمريكي البريطاني، ما يزال اليمن يواصل حصاره البحري على الملاحة الإسرائيلية دعماً لغزة، بل ورفع اليمن مطالبه من رفع الحصار عن غزة إلى وقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع في آن واحد كما صرح بذلك مؤخرا نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية بصنعاء العميد عبدالله بن عامر... أي معادلة استراتيجية جديدة يفرضها اليمن نصرةً لغزة في ظل ما يبديه الشعب اليمني من تحدي وصمود دعماً للقضية المركزية للأمة؟ وما تقييمكم لتأثيرات التدخل اليمني في خط معركة طوفان الأقصى، على الكيان الصهيوني على المدى القريب والإستراتيجي؟

أولاً بسم الله الرحمن الرحيم.. طبعا بعد سنوات من العدوان على اليمن، والذي شنته نفس القوى التي تعتدي اليوم على غزة؛ انتصر اليمن، وثبت معادلة استراتيجية فهمها القاصي والداني، بأن هذا الشعب بكل مكوناته، لا يخضع لسياسة الترهيب ولا التركيع. فهذه المعادلة باتت واضحة.

وهذا ما يفسر اليوم عدم تجاوب بعض الأنظمة العربية، وأيضا بعض الدول الغربية، وعدم اشتراكهم في هذا التحالف، لأنهم يدركوا هذه العواقب. والرسالة قد وصلت قبل حتى طوفان الأقصى.

ما يفعل الإخوة اليمنيون اليوم سواء أنصار الله، أو الجيش اليمني، هو موقف سيشهد له التاريخ، وهذا الموقف غير مسبوق، الموقف اليوم يتحدث به أهالي خانيونس وأهالي رفح وأهالي الضفة وأهالي الضاحية وأهالي المنامة وفي كل قطر حر في هذا العالم. هذه المعادلة فهمها الفرنسي مؤخراً وفهمتها قوى كثيرة، بأن ما يحدث اليوم في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب هو ليس بالأمر الهزل، وليس أيضاً بحصار على الملاحة الإسرائيلية وحسب، بقدر ما هو حماية للسيادة اليمنية والسيادة العربية، بالإضافة إلى أنه حماية ونصرة لفلسطين المحتلة، والعدوان على غزة. هذا الموقف قد بدأت تداعياته. وستكون له تداعيات مستمرة إلى مدى طويل، وبالنسبة إلى التقييم لتدخل الشعب اليمني في معركة طوفان الأقصى، فإن الإخوة في أنصار الله وعموم الشعب اليمني، هم قاموا بتكليفهم القرآني، تكليفهم الديني، والاستجابة لقيادتهم العظيمة الشجاعة المتمثلة في القائد البطل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. وهذا التدخل، أتصور أنه أحد أكبر وأهم وأبرز أنواع التضامن العملي مع القضية الفلسطينية، ولو كان هناك خط جغرافي يربط بين فلسطين المحتلة واليمن، أتصور لفر الصهاينة إلى ما بعد، بعد، بعد غلاف غزة وما بعد حيفا، وطردوا من هذه الأرض الذي احتلوها، وهذا الأمر أيضا يدركه الجميع.

بركة من بركات طوفان الأقصى، أنها غيرت كثير من الأمور في الواقع اليوم الذي نعيشه، حيث غيرت أفكار كثيرة حتى في المعاني السياسية والمعاني الإقليمية، يكفي اليوم أن ابن فلسطين وهو تحت الركام يهتف لليمن ويشكر قيادة اليمن، وأتصور هذا هو معنى العروبة، والتعامل والتضامن الذي تحقق، وهذا أسمى معاني التضامن، وأتصور أننا سنعيش مرحلة جدا مهمة قادمة إن شاء الله، تنتج من هذا التضامن، وهذا التدخل المشرف لليمن في نصرة أهلهم في غزة.

_ خلال العقود الماضية، عرف الأمريكي في الساحة الدولية بأنه سيد البحار، لكنه فشل في مواجهة المعادلة اليمنية التاريخية التي فرضها على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، كما أخفق أخيراً في الدفاع حتى عن السفن والبوارج الأمريكية التي طالها الرد اليمني على العدوان.. هل صاغ اليمن خارطة جديدة للتوازنات العالمية في البحار والمضايق ؟ وما هي انعكاسات هذه الخطوة على شكل النظام الدولي وعلى الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بشكل عام ؟

التدخل اليمني المشرف الأخير خلق حالة من كسر حاجز الخوف من البعبع الأمريكي، كما كسر أبناء القسام والجهاد الإسلامي حاجز الخوف من النظام الكيان الصهيوني الذي كان يوصف بأنه يمتلك الجيش الأول في الشرق الأوسط والسادس عشر في العالم. وأيضا كما كسر حزب الله والمقاومة الإسلامية اللبنانية حاجز الخوف من الكيان الصهيوني وانتصروا عليه، وكما قال سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله، إن هذا الكيان هو أوهن من بيت العنكبوت؟!.

لا شك اليوم أن الأمريكيون في حرج وفي ورطة، وهذا ما يعبر عنه أكبر الساسة والمحللين، حتى العسكريين والاستراتيجيين، لأن أمريكا بفضل صمود اليمن فشلت في كل تحالفاتها في المنطقة، وصولا إلى هذا التحالف البحري أو التحالف العسكري المائي الأخير الذي هو ولد سقطا وميتا، واستعان الأمريكان به عبر أنظمة هشة غير معروفة، ومن ضمنها نظام آل خليفة الكرتوني، النظام الافتراضي. المتغيرات المرتقبة التي قد تحدث في المنطقة، ستؤكد أن الأمريكان ومعهم الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا أيضا، أنهم سيواجهون كل الخطر، وأتصور أن الأمجاد والأفكار السابقة التي بنيت من خلالها كل صور الاحتلالات ستنتهي، وخاصة أن المنطقة الجغرافية في باب المندب مهمة جداً، والتي من خلالها تتحكم في 30 أي أو 40% من اقتصاد العالم، وهناك أيضا من يقول ربما سيكون هناك منع أبدي للسفن التي ستتجه إلى فلسطين المحتلة.

وهذا سيكون درس قوي وربما علامة من علامات زوال هذا الكيان، لم يحسب الصهاينة ولا رعاتهم في المنطقة ولا المطبعين معهم الأعراب، له أي حساب، أو أن هذا السيناريو الأخير سوف يحدث، والحمد لله قد حدث، ولم يكن ليحدث إن لم تكن هناك قيادة حكيمة وشجاعة في أنصار الله، رغم إن اليمن البلد محاصر، ولكن هي تمتلك الشجاعة والمروءة، والأحقية والمصداقية اليوم، التي هي رسمت على وجه كل حر العالم، لا أقول وجه كل عربي في العالم. إذا فلتحسب الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ألف حساب، بعد نجاح القوات اليمنية، قوات أنصار الله والجيش اليمني من السيطرة على هذا المضيق الحيوي والشريان المهم للتجارة العالمية، وسينعكس هذا الحصار على كل القرارات السياسية التي ستتخذ من قبل الإدارة الصهيونية أو الإدارة الأمريكية، أي أن كل قراراتها السياسية القادمة سوف تفكر فيها ألف مرة، خاصة قراراتهم الاستبدادية، لأنهم سيعرفوا أن هناك حصار، وأن هناك وحدة ساحات قوية فعالة عملية. وهناك الملايين من الفدائيين الاستشهاديين في هذا المحور، قادرون على أن يفشلوا كل هذه الأوراق الأمريكية والصهيونية.

بعد هذه العمليات اليمنية، أعتقد أن الوجود العسكري الأمريكي، قد وصل له الإنذار الأهم منذ أن سيطر على هذه البحار. منذ زمن طويل، وأتصور أن الأمريكان قرأوا الرسالة، وقادم الأيام ستؤكد أن الأمريكان هم ضعفاء وجبناء، والكعب الأعلى هو لأصحاب الأرض وأصحاب هذه المنطقة، وهم من يدافعون عن سيادتها.

اليوم رجال صنعاء، خلقوا نصرا، لم يكن يحلم به العالم العربي في كل مكان، وأنا عبرت عنها أيضا في مواقع التواصل، وأكدت أن اليمن بات اليوم هو معجزة القرن وبات الجميع يتغنى بشجاعة هذا اليمني الذي كان النظام العربي والنظام السعودي تحديداً كانوا يحتقروا هذا الإنسان، واليوم عرفوا أن هذا الإنسان اليمني هو سيد العرب، وسيد الكون، وسيد القرار السياسي.

ولا يشك أحد أن اليمن اليوم تحتل الشعبية الأولى في العالم، ويرمز لليمن ولأبطال اليمن، بالبنان في كل مكان، وهذا سينعكس على كل الشعوب المستهدفة المستضعفة والمظلومة في العالم. 

_ وزراة الخارجية القطرية أعلنت نجاح وساطتها في التوصل إلى اتفاق بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، لإدخال أدوية ومساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.. هل تعتقدون أن موافقة الاحتلال لاتمام هذه الصفقة جاء تحت ضغط تطورات المعركة في غزة وكذلك ضغط جبهات المقاومة بما فيها الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية؟ وما توقعاتكم لمستقبل غزة ما بعد الحرب؟

نعتقد أن الضربات التي تلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي من قِبل القسام والجهاد الإسلامي طوال ثلاثة الأشهر الماضية، ونحن الآن في الشهر الرابع، أتت أكلها، بالإضافة إلى الضربات المهمة في شمال فلسطين المحتلة، والتي وجهتها المقاومة الإسلامية في لبنان، والتي لم يكشف الكيان الصهيوني حتى عن 10% من خسائره الموجعة في جبهة شمال فلسطين المحتلة، مرورا إلى جبهة اليمن وأنصار الله، وكذلك الصواريخ التي ذهبت إلى إيلات، والتي لم يكشف عنها الأمريكان والصهاينة. بالإضافة إلى التحكم العسكري المائي من قبل أنصار الله والجيش اليمني، والذي أركع الأمريكان، وكان له تأثير أساسي في أي صفقة حدثت وستحدث في المستقبل، بما فيها الصفقة الأخيرة لإدخال الأدوية إلى قطاع غزة. 

محور المقاومة بجميع جبهاته واجهوا هذا التحدي بكل صلابة وثقة وقوة وجرأة وشجاعة، وكما قال السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي وسماحة السيد حسن نصر الله، الميدان هو من يتحدث وسنقوم بكل ما أوتينا من قوة متاحة لنصر غزة بإذن الله تعالى.

بالتأكيد هذه المعادلة فرضتها غزة واليمن ولبنان والقوى العراقية، وأيضا صمود جمهور محور المقاومة، بالإضافة إلى الهزيمة الإعلامية للعدو والتي تلقاها في حرب الصورة، فقد انتصرت القسام، وانتصر أنصار الله، وانتصر حزب الله، وانتصرت القوى العراقية في حرب الصورة.

عندما تبرز كل هذه العمليات وكل هذه المقاومة العسكرية، وتنشر عبر فيديوهات سواء عندما يسيطر أنصار الله على أي سفينة أو أي باخرة في باب المندب أو البحر الأحمر، وكذلك عمليات القسام والجهاد المصورة، وكذلك أيضا عمليات حزب الله، فهذه المواد التوثيقية لعبت دور كبير في تغيير المزاج الدولي الذي مال لصالح غزة، وكل من ينصر غزة. فبالتأكيد لولا هذه الأدوار لما ركع الكيان الصهيوني، لأنه لا يفهم إلا لغة الحديد والقوة، وهذا ما أثبتته قوى وحدة الساحات اليوم. ونحن نعرف أن هذه القوى لم تظهر إلا شيء بسيط من عزمها وقوتها وإمكاناتها، وأتصور أن اليوم المستفيد والرابح الأكبر، هم أهل فلسطين الذين حسوا بهذا التضامن، وهم أيضا جمهور محور المقاومة الذين هم في الصفوف الخلفية، أمام هذا المحور الذي يتقدم الساحات في كل مكان، وفي الخطوط الأمامية، فبالتأكيد لكل هذه العوامر أثرها الواضح. 

_ انضمام النظام البحريني للتحالف الأمريكي لحماية سفن الاحتلال في البحر الأحمر ومن ثم مشاركتها في العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.. بماذا تصفون هذه الخطوة التي بلا شك تخدم مصالح الغرب لا مصالح البحرين ؟ وأي تداعيات للاصطفاف والتورط المستمر لهذا النظام مع الغرب في عدد من الملفات الساخنة في المنطقة وانعاكسات ذلك على الوضع الداخلي في البلاد؟ 

شعبنا في البحرين اليوم بقيادة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، وبكل القوى الثورية ونحن في مقدمتهم ومعهم في إتلاف شباب ثورة 14 فبراير، نؤكد في كل مواقفنا وبياناتنا، وفي كل تظاهراتنا وفعالياتنا، على وقوفنا الدائم مع غزة، وكما قال الوالد الشيخ عيسى أحمد قاسم في نصرته لغزة وفلسطين واليمن : يا ليتنا نستطيع أن نجاهد مع إخوتنا اليمنيين، وغزي الغزيين في نصرة أهلهم.

ولكن حكام آل خليفة، وبسبب هذا الموقع الجيوسياسي، أغلقوا كل المنافذ على شعب البحرين، ولكن التضامن هو موجود، وعلى الرأي العام اليوم في اليمن العزيز تحديدا وباقي للدول والمناطق أن يعرف أن البحرين اليوم هي بحرينان، بحرين بشعبية عامة أبناء وأهل شعب البحرين وهي مع فلسطين وضد التطبيع مع العدو، وهي الناصر لغزة، وتمثلها القوى السياسية، سواء المهجرة أو المسجونة في السجون، ويمثلها القاعدة الشعبية والحاضنة الشعبية الكبرى في مناطق البحرين سنة وشيعة، هي من تعبر عن الرأي العام، وهي خير من يعبر عن موقف البحرين، وبحرين أخرى هي لا تمثل للبحرين بالصلة، هي بحرين مزيفة، افتراضية، مصطنعة، تتمثل في حكام آل خليفة، هؤلاء المجرمين الخونة المطبعين، الجبناء الذين لولا القاعدة البريطانية والأسطول الأمريكي الخامس التي تحميهم، لسقطوا، وإن شاء الله سقوطهم قادم، لأن اليوم باتت مسألة سقوط هذه الأنظمة المطبعة والديكتاتورية، وخاصة هذا النظام الكرتوني الهزيل، نظام آل خليفة؛ أقرب من أي وقت مضى، وهذا ما أدركه شبابنا البحراني، وإن شاء الله جميعا نعمل على إسقاط هذا النظام، وإسقاط كل نظام عميل.

بالتأكيد شعب البحرين يقف الى جانب اليمن ضد أي عدوان، وقد يحيى شعب البحرين، اليمن والشعب اليمني على صموده ونصرته لغزة، وقد حيينا في ائتلاف 14 فبراير، كما حيا قائدنا الكبير آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، القائد الكبير السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، وأيضا سماحة السيد حسن نصرالله الذين خلال أسبوع واحد، الذين قدموا خلال أسبوع واحد، التشخيص الواضح، شكروا شعب البحرين، وأيضا فرقوا بين شعب البحرين وهذا النظام الخليفي الحاكم، وأنصفوا هذا الشعب.

فتحية للقائدين الكبيرين، وتحية لكل القادة في هذا المحور، رحم الله الشهداء، ونحن إن شاء الله نعيش زمن حرية جديد بفضل طوفان الأقصى، وبفضل التغيرات التي باتت اليوم عمليا، يتحسسها الجميع، ونسأل الله سبحانه وتعالى النصر والثبات. 

_ أي تداعيات خطيرة لإدراج الإدارة الأمريكية حركة أنصار الله في اليمن ضمن قائمة الإرهاب ؟ وما هي تبعات تصنيف شعب يضم ملايين البشر الأحرار بالإرهاب، على الأمن والسلم العالمي ؟ وهل سيؤثر هذا القرار على التدخل اليمني في نصرة غزة والعمليات في البحر الأحمر، أم سيدفع اليمنيين لمواصلة دعمهم المطلق لمظلومية الشعب الفلسطيني؟

إدراج حركة أنصار الله، من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، على " قائمة الإرهاب"، لم و لن يغير الشيء في ما يحدث الآن من تطورات نوعية في العالم، خاصة أن هذه الدولة الأمريكية القاتلة للأطفال والنساء، وهي المعتدل الأول على الحريات والشعوب في العالم.

الولايات المتحدة الأمريكية، قد جربت وأدرجت أنصار الله قبل سنوات على قوائمها، ثم اضطرت بعد ذلك إلى إزالة هذا القرار. اليوم من جديد، يعيد بايدن هذا القرار الذي عمليا لا قيمة له، لأن اليمن في الأساس محاصر، والبنك المركزي اليمني في ظل الحظر  الحصار الاقتصادي على اليمن، قد نقلته أمريكيا في بداية العدوان السعودي على اليمن، من صنعاء إلى عدن.

الجميع يعرف أن في هذا القرار، جانب من جوانب الابتزاز لليمن، حيث قال الأمريكي إنه سيتم تفعيله بعد 30 يوم، وهذا القرار الأمريكي هو في الحقيقة يشمل 40 مليون يمني، لأن أنصار الله والجيش اليمني هم الممثلان الحقيقيان لهذا الشعب، واللذان يعبران عن واقع الشعب اليمني، بل واقع الأمة، وواضح أن هذا القرار سببه نصرة اليمنيين لأهالي غزة.

طبعا هذا القرار ومثله من القرارات هي اليوم في موضع السخرية، وسيكون في موضع السخرية أيضاً عند الرأي العام اليمني، لأنه أولا هذا البلد محاصر منذ 9 سنوات، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعادي الشعب اليمني وتعادي كل من يناصر هذا الشعب ، فما بالك إذا ناصر هذا الشعب غزة.

لذلك لا قيمة لهذا القرار أبداً، ولن يركع اليمنيين لأنهم بعد الله سبحانه وتعالى، عندهم القاعدة الشعبية العظمى في العالم، سواء داخل اليمن أو خارجه ممن هم متعاطفون ومؤيدون لليمن.

أتصور أن أمريكا ستكتشف أن هذا القرار الظالم لن يفيدها، ولن يغير شيء، وستتراجع عنه بعد فترة وتزيل هذا الإدراج. 

من الواضح أن اليمن أوجع من منظومة الظلم العالمي، وبالتأكيد اليمنيون بعد تسع سنوات من الحرب التي ضحاياها هم أكبر بكثير من هذا القرار الجائر اليوم، وهذا الأمر توقعه اليمنيون، وفي النهاية لن يغير شيء في أي معادلات حالية، بالعكس سيزيد هذا القرار مزيد من التضامن من جميع أحرار العالم، ومزيد من التعاطف مع اليمنيين لأن العالم يعرف أن هذا القرار جاء بسبب دفاعهم عن غزة، وأن هذا القرار الأمريكي الجائر ما كان ليأتي لولا دافع اليمنيون عن سيادتهم، وعن غزة المحاصرة.