يناير 12, 2024 - 22:20
مسؤول العلاقات الخارجية في "حركة الشعب" التونسية لـ(عرب جورنال): العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن عملاً إجرامياً ولن يثنيه عن مواصلة دعمه لغزة

في أعقاب العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على اليمن رداً على دعمه مظلومية الشعب الفلسطيني، تستضيف "عرب جورنال " عضو المكتب السياسي لحزب "حركة الشعب" التونسي ومسؤول العلاقات العربية والخارجية للحزب، محمد بوشنيبة، للحديث عن تداعيات هذا العدوان على أمن واستقرار المنطقة والعالم، في ظل تمسك صنعاء بموقفها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه غزة. ويناقش الحوار المسؤولية الملقاه اليوم على الشعوب العربية لمقاومة المؤامرات الأمريكية الغربية الجديدة التي تستهدف العرب والمسلمين دون استثناء. كما يناقش الحوار التطورات المتعلقة بمعركة طوفان الأقصى على إمتداد جبهات المقاومة العربية والإسلامية. 

عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي _ 

ندين العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن ونعتبره عملاً إجرامياً في حق الشعب اليمني وتعدياً صارخاً على القوانين والمواثيق الدولية  

العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن لن يحرك في الشعب اليمني قيد أنملة عن قراراته للدفاع عن مظلومية الشعب العربي في فلسطين 

اليمن سيبقى صامداً في وجه العدوان الأمريكي وسيصعد من عملياته ضد الكيان الصهيوني ومصالح الدول التي تهدد أمنه واستقراره 

العمليات اليمنية تثلج صدورنا وما يقدمه اليمن نصرةً لغزة هو أفضل دعم يُقدم لمظلومية الشعب الفلسطيني 

قرارات مجلس الأمن تخدم المصالح الأمريكية والأوروبية والصهيونية ولن تؤثر على الموقف اليمني الداعم لفلسطين  

طوفان الأقصى حققت نصراً إستراتيجياً على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاستخباراتية والاجتماعية والاقتصادية 

غزة واليمن وجبهات المقاومة كبدت الكيان الصهيوني خسائر اقتصادية فادحة لم يتعرض لها منذ نشأته

ملتقى تونس لدعم المقاومة يهدف لتحرير الشعوب من آلة القمع الداخلية إلى التحرر الخارجي من الإستعمار وتحرير فلسطين من الكيان المؤقت 

رغم الخلافات الداخلية بين الأحزاب السياسية التونسية لكنها تتفق على دعم فلسطين والمقاومة 

التشذرم والتشظي والتشتت العربي إضافة إلى الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال يساهم في بقاء التدخلات الغربية بالمنطقة 

_ بعد بدء التحالف الأمريكي البريطاني عدوانه على اليمن رداً على انتصاره لمظلومية الشعب الفلسطيني.. ما موقفكم من هذا العدوان ؟ وما هي تداعياته على أمن واستقرار المنطقة والعالم ؟ وماذا يتوجب على العرب اليوم فعله للوقوف ضد هذا العدوان الذي يستهدف بلد عربي بسبب رفضه للمجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة؟

بداية نحن ندين هذا الإعتداء الأمريكي البريطاني، ونعتبره تعدياً صارخاً على القوانين والمواثيق الدولية، بل نعده عملاً إجرامياً في حق الشعب اليمني.

وما من شك أن هذا المسار الذي سلكته الإدارتان الأمريكية والبريطانية سيفتح الساحة على كل الاحتمالات لا سيما أن هنالك لاعبين جدداً في المنطقة ومهمين لن يرضوا على وضع كهذا ونعني هنا روسيا والصين وخاصة إيران.

أما عن العرب، فبين ما يستوجب عليهم وما سيفعلونه أو ما هم قادرون على فعله بون شاسع، لذلك لا نتوقع من العرب أي تحرك أو ردة فعل... وإن حدث ذلك فلن يكون أكثر من إعلان القلق وطلب التحلي بالحكمة وضبط النفس... ولن ترتقي ردة الفعل حتى إلى مجرد الشجب والاستنكار... هذا مع استثناءات قليلة تدعم القاعدة ولا تنفيها.

أما عن اليمن المناضل فنقول بداية إنه ومع إعلانه المساندة المطلقة لفلسطين وشعبها وانخراطه في العمليات العسكرية يدرك تمام الإدراك معنى ذلك وإلى أين سيفضي، ولكن القرار المتخذ بدعم القضية العادلة لن يضيره تهديد من هنا أو رد فعل من هناك، بل سيظل صامداً وسيصعد من عملياته ضد الكيان الصهيوني المعتدي وضد مصالح الدول التي تستهدف زعزعة استقراره وتهدد أمنه.

لذا نعتقد أن المشهد سيزداد تعقداً ورقعة الحرب ستتسع خاصة بعد عمليات التحرش الصهيوني لجنوب لبنان واستهداف قيادات بارزة في حزب الله.

_ بشكل عام، ما تعليقكم على تدخل اليمن لنصرة غزة ؟ وما موقفكم من قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي قضى بإدانة العمليات اليمنية ضد الملاحة الإسرائيلية؟ وكيف يفضح هذا القرار اللعبة الأمريكية القذرة للتغطية عن جرائم الإبادة في غزة، في حين أن ما يحدث في البحر الأحمر يستهدف فقط الملاحة الإسرائيلية في إطار دعوة يمنية للإنسانية جمعاء لوقف هذه الجرائم، ولا صحة للمزاعم الأمريكية بوجود تهديد الملاحة الدولية؟ 

هذا السؤال يدغدغ مشاعرنا ويدغدغ شغاف قلوبنا، هذا اليمن العظيم، هذا اليمن السعيد، يثلج صدورنا بمسيراته ويثلج صدورنا بارسالياته الجميلة إلى الكيان الصهيوني.

لا شك أن الذي يقدمه الأخوة في اليمن، هذا الشعب العظيم، هذا الشعب المناضل، هذا الشعب الذي يقدم الدروس، لا يمكن إلا أن نقول له ألف تحية لك أيها الشعب العظيم الذي يقدم أفضل دعم لغزة.

إن من يقرأ تاريخ اليمن الذي هو الأصول الأصيلة للعرب والعروبة، والأصول الأصيلة للشجاعة والبسالة، والأصول الأصيلة للعطاء والبذل، بذل الأرواح قبل الأموال من أجل القضايا العادلة. شخص يقرأ التاريخ بمثل هذا العمق يقول بوضوح تام إن ذلك لن يحير ولن يحرك شعرة في مفرق طفل صغير في اليمن، فما بالك برجاله البواسل الذين يضغطون على الزناد.

اي تهديدات أو عدوان على اليمن لن يحرك أي أنملة فيه، ولن يزعزع ذلك الشعب اليمني العظيم ولن يثنيه عن مواقفه وعن قراراته التي اتخذها للدفاع عن مظلومية الشعب العربي في فلسطين.

هذه القرارات التي اتخذتها اتخذتها الأمم المتحدة أو ما يسمى بالأمم المتحدة وهي ليست أمم متحدة أبداً في طبيعة الحال، إنما هي أمم يربطها التحالف الأمريكي، ويربطها ويحكمها المصالح الأمريكية والأوروبية والصهيونية، هذه المصالح التي باتت مكشوفه للعالم كله، أنها لا تخدم مصالح القضايا العادلة، ولا علاقه لها بالإنسانية، ولا علاقه لها بالمقولات الفضفاضة كالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك.

لذلك نحن نعرف أن ما يقوم به اليمن العظيم سيظل موجودا، ولن تؤثر فيها هذه القرارات في أي شيء.

_ في حركة الشعب.. كيف ترون عملية طوفان الأقصى وانعكاساتها الإستراتيجية على الداخل الفلسطيني وكذلك على الواقع السياسي والتحرر الوطني في دول المنطقة؟ في المقابل ما هي تداعيات استمرار المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة؟ وبماذا تصفون فشل المجتمع الدولي في وقف هذه المجازر ؟ 

الحقيقة أن ما جرى يوم 7 أكتوبر يعد حدثا استثنائيا بكل المعايير السياسية والعسكرية والاستخباراتية واللوجستية. ذلك أن عملية طوفان الاقصى قد أماطت اللثام على جملة من الحقائق التي ظل الوهم والايهام والبروباغاندا الإعلامية واللوبيات لفترة طويلة تسعى لاخفائها والايهام بضدها، ونعني هنا مقولات " القوة الاستخباراتية " الموساد" التي لا يغيب عنها شيء" فقد مثلت العملية فشلاً استخباراتياً فظيعاً، بل هو فضيحة بكل معاني الكلمة، وكذلك مقولة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، فقد حقق ثوار الأقصى ليس مجرد انتصار عسكري في واقعة ما، وإنما هو إذلال حقيقي للجيش الصهيوني، وأما من الناحية الإستراتيجية فقد أثبتت المقاومة الفلسطينية رغم بساطة إمكانياتها رؤية إستراتيجية تجاوزت أعتى القوى العالمية ( الحلف الصهيو_أمريكي الغربي).

وأما من الناحية الإعلامية فقد مثلت عملية طوفان الأقصى نجاحا إعلاميا باهرا أثبت من جهة زيف المقولات التي ظلت الآلة الإعلامية الصهيونية مدعومة بنظيراتها الأمريكية والأوروبية تبثها وتروجها.

ولا أدل على هذا النجاح الذي حققته المقاومة الفلسطينية من حجم التعاطف والمساندة للقضية الذي تجاوز المحيط العربي والإسلامي، لتضرب بقوة في عمق العواصم الغربية على غرار باريس ولندن، علاوة على المدن الأمريكية الكبرى.

ولا تقف أهمية ما حققته عملية طوفان الأقصى عند هذا الحد، وإنما تجاوزت ذلك إلى مستويات أخرى منها الإقتصادي والاجتماعي والنفسي.

فأما بالنسبة إلى الجانب الإقتصادي فقد خسر الكيان الصهيوني خلال أيام ما لم يخسره في تاريخه منذ تكوينه على أرض فلسطين، وقد شملت الخسائر البورصة الصهيونية وانهيار العملة ( الشيكل) وإفلاس العديد من الشركات وهذا بسبب الحرب في غزة وكذلك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية.

علاوة على الخسائر في ساحة المعركة إذ ان تدمير الآليات العسكرية على غرار دبابة الميركافا يكلف الكيان الصهيوني اموالا طائلة تجاوزت ملايين الدولارات.

وأما عن الجانب الاجتماعي، فقد كشفت العملية حقيقية ما يسمى زوراً "المجتمع الاسرائيلي" إذ انكشفت حقيقة التفكك واللاانتماء إلى هذا الكيان اللقيط، إذ أنه بمجرد بداية العمليات العسكرية انبرى الصهاينة إلى المطارات على غرار مطار بن غوريون، لمغادرة البلاد حتى غصت المطارات وما عادت الرحلات تكفي الراغبين في المغادرة، وقد أثبتت بعض الاستطلاعات أن عدداً كبيراً من الراغبين في المغادرة لا ينوون العودة بعد انتهاء العمليات العسكرية.

وأما عن المستوى النفسي، فقد انكشفت حقيقة الصهيوني ولا سيما الجنود الذين دخلوا في حالات هستيرية دعت البعض للانتحار، والبعض الآخر لإطلاق النار على رفاقه، علاوة على موجات البكاء الهستيري التي أصابت عددا كبيراً منهم.

ولئن كانت حصيلة خسائر شعبنا في فلسطين كبيرة بل فظيعة، فإننا لا يمكن أن نفهمها إلا في سياق هذا التمشي الصهيوني الغاشم الذي يعبر بهذا القصف الهمجي عن أزمته وورطته الحقيقية إذ أن المستنقع الذي وقع فيه جعله يعيش أزمة وجودية بالمعنى العميق للكلمة، فلا هو قادر على حسم المعركة لصالحه والانتصار فيها انتصار يبيض صورته، ولا يعرف كيفية تقبل الهزيمة فيها... لذلك نراه يصب جام غضبه على الأبرياء العزل من نساء وأطفال وشيوخ، وهو لا يكترث إلى أن ذلك يزيد من سواد صورته في المجتمع الدولي قتامة.

إن عملية طوفان الاقصى قد أماطت اللثام على جوانب أخرى تتجاوز الكيان الصهيوني لتشمل داعميه على وجه الخصوص والمجتمع الدولي عامة.

فأما عن الداعمين وعلى رأسهم الولايات المتحدة والدول الغربية، فقد انكشفت حقيقة ادعاءاتهم المضللة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد بات معلوما للقاصي والداني أنها دول عنصرية همجية استعمارية وتشوهت صورتها أمام شعوبها التي انتفضت وخرجت إلى الشوارع، لا لدعم فلسطين فقط، وإنما لتعرب عن غضبها على المسؤولين في تلك الدول وتطالبهم بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني والكف عن دعمه. 

_ "ملتقى تونس لدعم المقاومة" الذي تنظمه حركة الشعب وستنطلق فعالياته بعد يومين.. ما الأسباب التي دفعتكم في الحركة لتنظيم هذا الملتقى؟ وما هي رسالة هذا الملتقى ورسالتكم أيضاً في الحزب لجميع شعوب ودول المقاومة في خضم التطورات القائمة في غزة؟

منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي، فكرت حركة الشعب في كل السبل لدعم القضية الفلسطينية، ومحاولة دعم المقاومة، ودعم صمود شعبنا في فلسطين، وحاولت التنسيق مع بعض الأطراف في داخل تونس، وقمنا بالعديد من التظاهرات ونحو ذلك. ولكن في إطار التفاعل داخل المكتب السياسي، فكرنا وقلنا لماذا لا نعقد ملتقى نجمع فيه كل القوى السياسية العربية الداعمة للمقاومة والداعمة لصمود شعبنا في فلسطين، فكانت فكرة هذا الملتقى، وبدأت المشاورات مع بعض الأطراف في بعض الساحات العربية، بعضه نعرفه جيداً وزارنا وزرناه في عديد من المناسبات، والبعض الآخر نتواصل معه للمرة الأولى في هذا السياق، ولكن نعرف مكانته من جهة، ونعرف ما قدمه للقضية الفلسطينية وما يقدمه في اللحظه الراهنة. 

من أهم الأهداف التي ينظر إليها ويستهدفها هذا الملتقى هي من جهة كما قلنا دعم المقاومة من الناحية السياسية ومن الناحية الإعلامية، وكذلك محاولة البحث عن وسائل جديدة لدعم صمود شعبنا في فلسطين، وهذه المشاورات وهذه الأفكار التي سيقع تداولها في هذا الملتقى ستصاغ في ورقة تصبح ملزمه لكل الأطراف، ثم يقع توسيعها على أطراف أخرى ربما هي لم تتمكن من الحضور لهذا الملتقى، وربما نحن لم نتمكن من دعوتها، وبذلك يصبح هذا الملتقى نواة أولى لهذا العمل الذي نستهدف فيه كما قلنا دعم المقاومة بطرق جديدة وبسبل أخرى مختلفة.

_ بشكل عام، كان لمعظم الأحزاب السياسية في تونس موقفاً مشرفاً تجاه الأحداث في غزة.. كيف تصفون هذا الموقف؟ ومتى ستتحمل بقية الأحزاب السياسية العربية مسؤولياتها تجاه قضاياها العربية المشتركة؟ وما هي مخاطر فتور الشارع العربي بشأن الحرب الهمجية العدوانية على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة؟ 

الحقيقة واللافت جداً، هو الفعل السياسي والحراك السياسي للشارع العالمي سواء في أوروبا او في أمريكا أو في غيرها من البلاد، هذا الدعم اللامحدود والدعم اللا مشروط للقضية الفلسطينية ولحقوق شعبنا في فلسطين أمام هذه العدوانية الهمجية التي تمارسها دولة الصهاينة ومن والاها من أمريكا وأوروبا.

أما فيما يتعلق بالأحزاب السياسية، صحيح في تونس هنالك إجماع وتعتبر كلمة فلسطين في تونس حجر الزاوية للكثير من الفعل السياسي من جهة، وللكثير من الأحزاب السياسية من جهة أخرى، وإذا كانت الأحزاب السياسية تختلف في الكثير من القضايا سواء الداخلية أو الخارجية فإن قضية فلسطين تظل القضية المحورية والقضية الموحدة لكل هذه الأطراف السياسية، أما عربيا فإننا في الحقيقه نرى أن الأحزاب السياسية العربية في مجملها مع فلسطين، إلا استثناءات قليله لم تصل بعد إلى المستوى الذي يجب أن تصل إليه خاصة في قضية مركزية مثل القضية الفلسطينية.

_ كيف يمكن مقاومة الهجمة الغربية الصهيونية الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة للتصعيد ضد غزة وعموم المنطقة في ظل مخططات التطبيع ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية؟ وكيف يمكن توحيد الجهود لمواجهة هذه الهجمات والمخاطر التي يتزعمها عدو واحد ضد كل العرب والمسلمين في هذه المرحلة المصيرية في تاريخ الأمة؟ 

كنت أشرت إلى هذه المسائل فيما يتعلق بتنسيق الجهود، ومحاولة التصدي لهذه الهجمة الصهيونية الأمريكية وغيرها.

وطبعا هذه من ضمن النقاط التي يستهدفها ملتقى تونس لدعم المقاومة، حيث نريد في هذا الملتقى أن نعقد حوارا حرا بين الأطراف السياسية، كلٌ يدلي بدلوه، كلٌ يقدم مقترحاته وآراه، حتى نخرج بتصورات يمكن أن تقدم لشعبنا في فلسطين المزيد من الدعم الذي يستحقه والذي هو في أمس الحاجة إليه، هذا من جهة.

صحيح أن الأمة العربية والإسلامية العربيه تعاني من كل أصناف الإعتداء من الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا والصهيونية، ولكن الخطأ والذي يدركه القاصي والداني هو في هذا التشذرم العربي، وهذا التشظي والتشتت، إضافة إلى ذلك المحاولات المحمومة من بعض الأنظمة السياسية الحاكمة في بعض الدول العربية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاولة بيع القضية الفلسطينية وبيع الشعب الفلسطيني، بأتفه الأسباب، محاولة منها للمكوث والجثوم على صدور شعوبها والبقاء على الكراسي أطول مدة ممكنة.

نحن نريد في هذا الملتقى ونستهدف محاولة ايقاظ هذه الشعوب، ومحاولة دفعها دفعا للتحرر مما تقع فيه من محاولات قمع على يد الآلة العسكرية والبوليسية في أوطانهم.

هذا التحرر الداخلي سيدفع إلى التحرر الخارجي الذي نستهدفه، وهو تحرير الأرض من الإستعمار، وتحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى النهر.