بتوسيع نطاق المعادلة التاريخية ضد السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر إلى البحر العربي، يضرب اليمن صميم الكيان الصهيوني، ويفرض مرحلة جديدة ومغايرة من التوازنات الإقليمية والدولية.. من هذه الزاوية يبدأ حوارنا مع الخبير بالجغرافيا السياسية في أكاديمية العلوم السياسية في باريس الدكتور عماد الدين حمروني، للحديث عن أهمية استمرار العمليات اليمنية ضد سفن الاحتلال، وتأثيراتها المباشرة على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خصوصاً مع تصاعد الخسائر الإقتصادية التي يتعرض لها كيان الاحتلال جراء حظر اليمن مرور السفن الإسرائيلية في مضيق باب المندب؛ وإيقاف الملاحة في أهم وأبرز موانئ الاحتلال. كما ينقاش الحوار تطورات الأوضاع في غزة والتحركات الأمريكية، وكذلك الملفات الإقليمية المتعلقة.
عرب جورنال/ حوار/ حلمي الكمالي _
دخول اليمن خط المعركة ضد "إسرائيل" أثبت قدرته على اتخاذ القرار السياسي وبات رقماً صعباً في التحولات القطبية العالمية
من خلال اليمن يتحقق بناء محور مقاوم يكون قطباً وازناً في التحولات الدولية
اللوبيات الصهيونية تتحكم بالنظام الرسمي العربي وليس هناك رأي عام عربي
جبهات المقاومة على طريق طوفان الأقصى تتحرك بقدرات ذاتية ومتناغمة في الأدوار
"إسرائيل" سقطت بالمعنى الإستراتيجي وأمريكا تبحث عن خرائط جديدة في المنطقة
جيش الاحتلال مسنوداً بمرتزقة أمريكيين وأوروبيين فشل في تحقيق أي نصر عسكري خلال معارك غزة
العدو الإسرائيلي يبحث عن مبررات لبقاءه خادماً للأمريكي ويدفع لفتح الجبهة من جديد مع مصر وتوريط أمريكا في حرب واسعة مع المقاومة
الولايات المتحدة تسعى لتفكيك السلطة الفلسطينية وإيجاد سلطة بديلة بدون حماس
_ بعد استهداف القوات المسلحة اليمنية سفينتين إسرائيليتين، وإعلانها إغلاق البحر العربي أيضاً أمام السفن الإسرائيلية بعد البحر الأحمر.. أي تحولات نوعية لاستمرار الضربات اليمنية على المدى القريب والإستراتيجي في ما يخص المواجهة مع الكيان ومن يقف خلفه؟ وماذا يعني توسع نطاق المعادلة التاريخية ضد السفن الإسرائيلية من البحرالأحمر إلى البحر العربي وتأكيد وزير الدفاع اليمني أن البحر الأحمر محرم على الاحتلال من خليج العقبة وحتى باب المندب؟
في البداية نتطرق إلى انتصار 7 أكتوبر، حيث كان هناك ظن أمريكي وغربي أن 7 أكتوبر ليست عملية منفردة، ولكن ربما هي حرب شاملة من جبهات متعددة، لذلك رأينا توافد رؤساء الدول الغربية إلى الكيان المحتل، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي، ووزير الدفاع الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي، وسارعت الولايات المتحدة إلى إرسال بوارجها الحربية وحاملات الطائرات، وكذلك فعلت دول أوروبية.
بالتالي، فإن ما حدث في انتصار 7 أكتوبر هي تغييرات جوهرية، لذلك كانت المفاجأه بدخول الجبهة اليمنية في الحرب الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي. وهذا أمر جديد بالمعنى العربي والإسلامي والتكتيك العسكري لمحور المقاومة.
الدخول اليمني في مواجهة "إسرائيل" بهذه الطريقة يدل على عديد من المسائل المهمة، أولها أن اليمني تراكمت لديه القوة والتجارب العسكرية من الحروب وآخرها حرب التحالف السعودي العربي الغربي على اليمن والمستمرة منذ أكثر من 10 سنوات.
ثانيا، اليمني يعتبر أن ما يقوم به ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وإرسال الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو واجب ديني وشرعي وقومي ووطني وانساني، فهو يحقق من خلال هذه المشاركة العديد من الأهداف، أقلها وحدة الشعب اليمني، وهذا مطلب يمني مهم جداً، فالقضية الفلسطينية توحد الساحات اليمنية.
ثالثا الحضور الإقليمي، حضور اليمن في الممرات البحرية وغير البحرية أثبت أنه قادر على أن يكون الرقم الصعب في التجارة الدولية والتحولات القطبية.
بمعنى أن عالم متعدد الأقطاب الذي يضم الروسي والأمريكي والصيني، اليمني يدخل هذا العالم بورقته ويثبت حضوره ميدانيا، ويظهر قدرته على اتخاذ القرار السياسي كقطب في عالم متعدد الأقطاب، فاليمن لديه القدرات العسكرية ولكنه أثبت قدرته على اتخاذ القرار، وهو قرار صائب لتحقيق القدرة الإقليمية للدولة اليمنية.
ويجب الإشارة إلى أنه من يدك اليوم "إسرائيل" بالمسيرات والصواريخ ويصطاد سفنها هو الجيش اليمني وليس متربط بجماعة معينة كما يصور البعض، وهذا تغير جوهري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ حرب 1973.
التدخل اليمني يخدم اليمن كدولة ويخدم اليمن كشعب، ويدخل في المعادلة على مستوى محور المقاومة، فهناك اليوم 7 جبهات مشتعلة ضد العدو، جبهة غزة، وجبهة الضفة الغربية، وجبهة القدس، وجبهة لبنان وجبهة العراق وجبهة سوريا، وهناك جبهة اليمن، وكلها تتحرك بقدرات ذاتية وهناك تناغم على مستوى الأدوار، وهذا جدير بالحرب على العدو الإسرائيلي ومن ورائه الأمريكي في المنطقة.
التأكيد على دخول اليمن في معركة طوفان الأقصى، كدولة وكشعب وكجزء من محور المقاومة، يؤكد وجود المحور، وقدرته على اتخاذ القرارات في مواجهة العدو الأمريكي، فليس من السهل أن تتخذ قرار لمواجهة أكبر قوة عسكرية في هذا العالم.
من خلال اليمن، يتحقق الكثير من الأهداف، ومنها، الهدف الإستراتيجي على مستوى بناء محور يكون قطباً وازناً في التحولات الجديدة، في ظل الصراع العالمي القائم وحاجة أمريكا إلى مهادنات في المنطقة.
_ توجه أمريكا و"إسرائيل" نحو تشكيل قوة بحرية دولية لحماية سفنها في البحر الأحمر.. ألا يكشف أولاً عجز الأمريكي والإسرائيلي عن مواجهة المعادلة اليمنية أو الرد المباشر على اليمن؟ وأي تبعات لهذه الخطوة على أمن واستقرار الملاحة الدولية في ظل المساعي الأمريكية لعسكرة المياه الإقليمية في المنطقة؟
إنشاء الكيان الإسرائيلي ساهم في تأسيس القوة الأمريكية في المنطقة وفي العالم، وكذلك عمل على تهميش الوحدة العربية والإسلامية، حيث عملت الدوائر الاستخباراتية الغربية على إيجاد صراع الهويات في المنطقة وزرع الفتن المناطقية والمذهبية، وأضعفت الكيانات العربية والإسلامية لحساب قوة "إسرائيل".
بعد عقود من الحروب في سبيل تحرير فلسطين ومواجهة الهيمنة الغربية، تراكمت قوة المقاومة العربية والفلسطينية والإسلامية، لمقاومة عسكرة المنطقة واحتلالها من قبل الجيوش الغربية وخاصة الجيش الأمريكي.
بالتالي تمثلت قوة المقاومة الإسلامية في فلسطين، وتمثلت في لبنان العراق وسوريا وإيران، وكذلك اليمن، وهذه الانتصارات التي حققتها هذه المقومات الشعبية، أنتجت قدرة إستراتيجية على بناء قوة فكرية وروحية وعسكرية.
اليوم نحن نشاهد آفول "إسرائيل"، ونستذكر ما قاله وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كسنجر، منذ 10 سنوات، عندما أكد أنه " إذا خاضت "إسرائيل" أي حرب وانهزمت فلن يكون لها أي وجود حتى وإن بقيت". بالتالي سقطت "إسرائيل" بالمعنى الإستراتيجي، وأصبح الأمريكي يبحث عن خرائط جديدة في المنطقة، بالتالي يأتي أهمية التدخل اليمني، والضربات اليمنية وكذلك العراقية ضد القوات الأمريكية.
اليوم نحن ذاهبون نحو تفاهمات أمريكية مع محور المقاومة، ولكن ستكون هذه التفاهمات تحت النار وعلى حساب "إسرائيل".
_ وفقاً لوسائل إعلام أمريكية، فإن إدراة بايدن حدّدت بداية عام كموعد لإنهاء العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة.. كيف تقرؤن هذا الأمر؟ وهل يأست أمريكا من تحقيق أي نصر حقيقي في غزة خصوصاً مع تعرض جيش الاحتلال لضربات وخسائر بالغة مع بدء هجومه البري على جنوب القطاع؟ وماذا عن مخطط التهجير هل ما زال قائماً مع تكثيف العدو القصف الممنهج على الأحياء السكنية؟
الولايات المتحدة الأمريكية أعطت فرصة لحكومة نتنياهو، لغزو غزة وتفكيك حماس ومنظومة الحكم داخل القطاع، وكان هذا هدفاً إستراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية، وليس احتلال غزة كما يظن الإسرائيلي، بالتالي هذا هدف أمريكي، أكثر مما هو هدف إسرائيلي.
وعلى مدى أكثر من 60 يوماً لم تحقق "إسرائيل" أي هدف عسكري، بل على العكس هدمت ودمرت وقتلت الأبرياء، اليوم هناك أكثر من 20 ألف شهيد معظهم من الأطفال والنساء، كما تم تدمير 75 % من غزة، ونروح السكان من الشمال والجنوب.
ورغم المعارك الشرسة في جنوب غزة، لكن الإسرائيلي لم يحقق أي انتصار عسكري على المقاومة الإسلامية، وتكبد خسائر كبيرة جداً وغرق في الأوحال الغزاوية.
ورغم وجود أيضاً قوات من المرتزقة من الأمريكيين والأوروبيين وحتى أفارقة، إلى جانب الجيش الإسرائيلي إلا أنه فشل في تحقيق أي نصر عسكري، في ظل صمود المقاومة الفلسطينية لأكثر من شهرين.
إدعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه قادر على إغراق الأنفاق في غزة، فهذا ليس فيلم هوليوود، والعدو الإسرائيلي لن يستطيع الوصول إلى الأنفاق، لأن خريطة الأنفاق لا يملكها في العالم سوى المقاومة التي أيضاً تحصلت على خرائط ومعلومات خلال اقتحامها أجهزة ومقرات الشاباك في غلاف غزة، تؤهلها للتعامل مع تحركات العدو.
العدو الإسرائيلي يعمل كالعمى اليوم، حيث يقصف مناطق ويظن فيها مقاومين ومراكز القيادة، ولكن استخباراته صارت بيد المقاومة الفلسطينية هذا أولا.
ثانيا، العدو الإسرائيلي، يحاول أن يجد مبررات لبقاءه خادماً للأمريكي.. فهل سينجح الإسرائيلي في إقناع أمريكا بأنه مازال يستطيع أن يخدم المصالح الأمريكية؟!.
صحيح أمريكا تعطي "إسرائيل" وقتا في غزة، لكنها في الوقت نفسه تحاول إيجاد هدنة مع محور المقاومة، من خلال تبادل الإفراج عن الأسرى، مما يمكن إيجاد هدوء على الساحة الميدانية، والدخول في مفاوضات لما بعد وقف إطلاق النار.
_ صحيفة التايمز البريطانية قالت إن فريقا عسكريا بريطانياً يعمل في الضفة الغربية على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة غزة بعد الحرب، وذلك بالتنسيق مع واشنطن..هل سنشهد تغييراً في شكل السلطة الفلسطينية؟ولماذا؟ وما علاقة ذلك بمستقبل غزة ما بعد توقف العدوان الإسرائيلي؟
الولايات المتحدة الأمريكية تريد تفكيك السلطة الفلسطينية، وإيجاد سلطة فلسطينية جديدة، خارج حماس، ولكن هل تملك أمريكا القدرة على تأسيس سلطة جديدة؟ الميدان يقول لا .
قدرة محور المقاومة الذي يخوض اليوم 7 جبهات ضد الإسرائيلي، وكلها تتحرك وفق مصالح المقاومة الإسلامية في فلسطين وحماية كل حركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وإعطائها القدرة على المناورة.
بالتالي، الولايات المتحدة الأمريكية تعطي الكيان الإسرائيلي فرصة لتحقيق أهداف عسكرية تمكنها من التفاوض مع محور المقاومة لما بعد وقف إطلاق النار، وكذلك نتنياهو يحتاج إلى انتصار وهمي، وإن لم يحقق هذا الانتصار الوهمي سيذهب للضغط وللتحرش بالجانب المصري.
بالتالي هناك ضغوط كبيرة جداً على الجانب المصري من جهة، وأيضاً على الجانب اللبناني من جهة أخرى، حيث هناك بحث لعدم توسيع جبهة الشمال بالنسبة للكيان الصهيوني.
الإسرائيلي خسر المعركة سياسيا وعسكريا، ولكن الأمريكي الذي يملك القدرة الحربية والاقتصادية والإعلامية هو الذي يتحكم الآن بمصير "إسرائيل" ومصير ما بعد حرب غزة، لذلك التحولات الكبرى القائمة، من الممكن أن تنزلق إلى حرب كبرى إذا أراد الإسرائيلي توريط الأمريكي في حرب مع إيران، أو فتح الجبهة من جديد مع مصر.
هناك ضغط عالي نسبيا على نتنياهو، وربما يذهب لجر أمريكا إلى مواجهة مع إيران ومحور المقاومة.
أمريكا أرسلت رسائل مباشرة بأنها لا تريد الحرب مع إيران ولا تريد توسيع المواجهة مع محور المقاومة، ولن تترك الإسرائيلي أن يحاول استفزاز مصر، وهناك مفاوضات إيرانية روسية صينية أمريكية سعودية لايجاد حل سياسي يضمن حماية الفلسطينيين. وربما يكون هناك مفاوضات في الأسابيع القادمة حول إقامة الدولة الفلسطينية بحدود 67. صحيح حل الدولتين ليس حلاً ولكن ربما على مستوى التوافقات قد يكون حلاً مرضياً للجميع.
_ نلاحظ تصاعد في التظاهرات المننددة بالمجازر الصهيونية في غزة حول العالم، بينما نشاهد فتوراً على المستوى العربي عدا اليمن والأردن وبعض الدول.. ما الأسباب ؟ وكيف يشجع الصمت العربي العدو على استمرار عدوانه ؟ ماذا يجب أن تقدمه الشعوب اليوم ؟
من أهم المفاجآت في هذه الحرب هو انقلاب الصورة، حيث نلاحظ تغييراً كبيراً جداً في الرأي العام الغربي والأمريكي بالأخص، الذي دعم دعماً مطلقاً الشعب الفلسطيني. فكلما نرى المجازر الصهيونية في غزة نرى حضوراً كبيراً جداً لموقف الشباب الغربي في فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وكذلك الولايات المتحدة، والمساند لفلسطين، وهذا تحول كبير جداً يجب الإستفادة منه، حيث سقطت السردية الإسرائيلية، وسقطت الأسطورة الإسرائيلية التي قامت على خرافة شعب بلا أرض، وعلى مسألة أنهم كانوا ضحايا النازية في الحرب العالمية الثانية. كما سقطت صورة الضحية التي استعملها اليهود الصهاينة بشكل كثير في الإعلام، لابتزاز الدول الغربية حتى يحصلون لكل الامتيازات سواء داخل "إسرائيل" أو خارجها.
ولأول مرة في التاريخ البشري، رأى الناس بالعين المجردة، المجازر الإسرائيلية في غزة على الهواء مباشرةً، وقد شعر المواطن الأوروبي والأمريكي بالمسؤولية، وأن هذه الحرب كأنها في بيته وكأن هؤلاء الأطفال الشهداء أطفالهم وهذه النساء نسائهم، لأنه اعتبر أن دوله مسؤولة في هذه المجازر، وأنه بدون دعم أمريكي وبدون دعم غربي وأوروبي فلن تستطيع "إسرائيل" أن تفعل ما تفعله، وانكشفت اللوبيات الصهيونية المتحكمة بالقرار السياسي بأوروبا وأمريكا.. وهذا انتصار كبير جداً للمقاومة الفلسطينية حيث أصبحت رمزاً مهما لمقاومة الإستعمار والتوحش الرأسمالي النيوبرالي.
الشعب الفلسطيني استعاد الدور المهم في إيقاظ ضمير الشعوب وخاصة في الغرب، ونشير إلى أن الرأي الغربي يؤثر في القرار السياسي، على عكس الشعوب العربية، لا يوجد هناك رأي عام عربي.
وقد رأينا في ثورات الرييع العربي عندما أرادت الشعوب تسليم الحكم إلى من ظنت أنهم يمثلون الإرادة الشعبية، كما رأينا في مصر وتونس وبعض الدول العربية الأخرى التي أصبحت الاحزاب السياسية فيها مرتبطة بالصهيونية.
وقد أصبحت الشعوب العربية غير متحمسة لمن يطلق الشعارات ولكن لا ينفذها ولا تلتمس الصدق في قياداتها السياسية.
الشعوب العربية لا تمتلك قيادات ميدانية لذلك تتعاطف بعاطفة كبيرة مع فلسطين، ولكن فعليا لا تستطيع أن تمارس الفعل المقاوم.
اللوبيات الصهيونية والقوى الاستكبارية مازالت متحكمة بالقرار والنظام السياسي الرسمي العربي للأسف.
لكن مع ذلك نلاحظ التغيّرات التي يفرضها محور المقاومة، لأنه أصبح لاعباً أساسيا في غرب آسيا وحتى على المستوى الدولي، لأنه بات يتحكم في ممرات برية وبحرية وله القدرة على المواجهة.
اليوم أثبت محور المقاومة للأمريكي وغير الأمريكي بأنه قادر على هزيمة "إسرائيل"، لكن المحور لم يدخل بعد مواجهة كاملة مع "إسرائيل" لأن ليس لديه غطاء أممي. روسيا والصين لن تسمح بسقوط "إسرائيل" تماماً، وبالتالي مازلنا لا نملك الضمانة الأممية.
لذلك تحدث سيد المقاومة السيد حسن نصر الله، عندما شرح بأن الوصول إلى النتائج النهائية في مواجهة العدو بالنقاط وليس بالضربة القاضية.
اليوم هناك موقفان عربيان، هناك جهة عربية هي في حلف مع "إسرائيل"، وهناك جهات عربية أخرى تقف في الوسط، ويحاول محور المقاومة إقناع هذه الجهات بأنه إن لم يلتحق بمحور المقاومة، على الأقل أن يبقى على الحياد.