نوفمبر 4, 2023 - 20:30
نوفمبر 11, 2023 - 04:47
خلافًا لإمعان بايدن وحلفائه في التصهين  أصوات وتيارات غربية تستنكر ما يرتكبه الكيان الصهيوني في غزة من مجازر
خلافًا لإمعان بايدن وحلفائه في التصهين أصوات وتيارات غربية تستنكر ما يرتكبه الكيان الصهيوني في غزة من مجازر

عرب جورنال/ عبدالسلام التويتي

من المؤكد أنَّ موقف الرئيس الأمريكي الصهيوني الهوى «جو بايدن» ومن حذا حذوه من المسؤولين الغربيين -كـ(الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، وجاستن بيير جيمس ترودو رئيس وزراء كندا)- المتخذ من عملية «طوفان الأقصى» ذريعة لدعم ومساندة دولة الكيان الصهيوني الغاصب في إمطار «قطاع غزة» الفلسطيني -على مدى أربعة أسابيع متواليات- بأطنان من المتفجرات التي تقتل -بشكلٍ يوميٍّ- الأطفال والنساء بالمئات لا يعبر عن المزاج الشعبي الغربي ولا يحظى بإجماعٍ رسميٍّ أمريكيٍّ وأوروبي، بقدر ما يبرهن على واقع «بايدن» وحلفائه في (باريس، ومدريد، وروما، وأوتاوا، ولندن، وغيرها من عواصم العهد الاستعماري الغاشم) الممعن في «التصهين» المتنافي -إلى حدٍّ كبير- مع مواقف الجماهير الأوروأمريكية ومواقف الكثير من التيارات السياسية والشخصيات الغربية المناهضة لما تقترفه السلطات الصهيونية -ضد أطفال غزة- من حرب إبادة منقطعة النظير وما تنفذه -في حقِّ الشعب الفلسطيني- من مشاريع تهجير.

أصوات برلمانية منددة بالجرائم الصهيونية

على العكس من المواقف الرسمية للولايات المتحدة وللدول الأوروبية، برزت في أوساط برلماناتها أصوات برلمانية متبنية موقفًا متسمًا بالكثير من الإيجابية، فلم تتردد عن الانتقاد علانية ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم شنعاء في حقِّ الشعب الفلسطيني، من تلك الأصوات -على سبيل المثال- البرلماني الإيرلندي «مات كارثي» المتحدث الرسمي باسم حزب شين فين للشؤون الخارجية والدفاع الذي قال لوكالة الأنباء السورية «سانا» في الـ24 من أكتوبر الفائت: (إنَّ إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية، وتحاصرها وتبني وتوسع المستوطنات غير القانونية، وتفرض نظام الفصل العنصري الذي يقيد حركة الفلسطينيين وينكر حقوقهم الأساسية، وتهاجم وتقتل المدنيين الفلسطينيين بشكل منتظم ومنهجي، وكل ذلك يتعارض مع القانون الدولي.

وأشار إلى أن السؤال الذي يجب أن نجيب عنه جميعًا في الحياة السياسية هو: كيف يرد العالم على الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي من قبل “إسرائيل” التي تقوم بقصف المدنيين والمدارس والمستشفيات، وغيرها من البنية التحتية المدنية، إضافة إلى فرض تهجير مليون شخص من أحد أطراف سجن مفتوح إلى آخر، وحرمان السكان المدنيين المحاصرين من الغذاء والطاقة والإمدادات الطبية والماء؟).

ومن تلك الأصوات -أيضًا- البرلماني الهولندي «ستيفان فان بارلي» الذي تحدث إلى وزيرة خارجية بلاده وهو ينظر الى عينيها -بحسب تقرير نشرته صحيفة «الاستقلال» في الـ26 من أكتوبر- قائلًا:(عندما يضرب صاروخ روسي مستشفى في أوكرانيا فإنكم تعدون ذلك جريمة حرب، لكن عندما يحدث ذلك في غزه تتجاهلون).

ثم أضاف صارخًا فيها: (عندما انفجر سد في أوكرانيا قلتم إن روسيا ارتكبت جريمة حرب، لكن عندما يموت مليونا شخص بسبب محاصرة «تل أبيب» لهم وحرمانهم من الماء والغذاء والدواء تتخذون وضعية الصامت، هذا يعني أن خطابكم وإنسانيتكم تتغير عندما يكون الفاعل إسرائيل).

مسيرات عارمة مطالبة بإيقاف الحرب الظالمة

على الرغم ممَّا يحظى به العدوان الصهيوني على «قطاع غزة» من تحيز فجٍّ في المواقف الغربية الرسمية انسحب -لشدة فجاجته- على معظم مواقف الأنظمة العربية والإسلامية، فقد قوبل الهجوم الصهيوني المحموم الذي يزداد شراسة يومًا بعد يوم بمظاهرات جماهيرية عبرت -حتى في أوساط الشعوب الغربية- عن وجهة نظر الأكثرية.

وفي هذا المعنى أشير -في سياق التقرير الإخباريّ المختصر المعنون [مظاهرات ومواقف مغايرة.. حراك بالغرب يقدم رواية مخالفة للإسرائيلية بشأن غزة] الذي نشره موقع «TRRعربي» بتأريخ 17 أكتوبر- إلى: (أنَّ عددًا من الدول الغربية شهد مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، إذ ندد المتظاهرون بالعدوان العسكري والتهجير الذي يواجهه قطاع غزة، وفي نهاية الأسبوع جرى تنظيم مسيرات تضامنية في كل من مدن نيويورك وميامي ودالاس الأمريكية، هتف فيها المحتجون بـ"الحرية لفلسطين" ولوحوا بالراية الفلسطينية.

وشهدت العاصمة البريطانية لندن يوم الأحد مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، كان زعيم حزب العمال السابق «جيريمي كوربين» أبرز الوجوه السياسية المشاركة في المظاهرة، إذ خطب في الجموع قائلاً: "إذا كنت تؤمن بالقانون الدولي، وإذا كنت تؤمن بحقوق الإنسان، فعليك إدانة ما يحدث الآن في غزة من قِبل الجيش الإسرائيلي".

وفي أمستردام خرج الآلاف من المناصرين للقضية الفلسطينية إلى الشارع، حيث جرى تحويل الساحة المركزية في العاصمة الهولندية إلى بحر من الرايات الفلسطينية، ولافتات كتب عليها "فلسطين حرة" و"قِفُوا الحرب" و"قِفُوا الهجوم على غزة".

وفي أستراليا قالت الشرطة إنّ نحو 10 آلاف شخص اجتمعوا أمام مكتبة ولاية فيكتوريا في مدينة ملبورن تضامنًا مع الفلسطينيين، كما تجمّع المتظاهرون أيضًا في هايد بارك بسيدني في مسيرة تضامنية، بالرغم من الضغوط الرسمية).

شخصيات حكومية تستنكر استمرار المجازر

في مقابل ما تمتعت به الدولة العبرية في معركتها العدوانية الأخيرة من دعم ومساندة الأنظمة الغربية ذات التوجهات الاستعمارية، انبرت من تركيبة تلك الأنظمة عناصر تتسم بالخيرية التي تمكنها من الانحياز للخير وانتقاد الشر، من تلك العناصر وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية «إيوني بيلارا» التي ثمن «الجزيرة نت» -في مستهل خبره المعنون [وزيرة إسبانية: ممارسات إسرائيل في غزة "جريمة حرب وإبادة جماعية"] الذي نشر في الـ16 من أكتوبر- موقفها الإنساني المثالي على النحو التالي: (أدانت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية «إيوني بيلارا» ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من أفعال قالت إنه يمكن اعتبارها "جريمة حرب وإبادة جماعية مبرمجة".

وأكدت بيلارا -في تصريح لها تعليقًا على تطورات الأوضاع في قطاع غزة- أن إسرائيل تركت مئات الآلاف من الأشخاص من دون كهرباء ولا طعام ولا ماء، وتقوم بعمليات قصف للمدنيين، مما يعد عقابًا جماعيًّا ينتهك بشكل خطير القانون الدولي الإنساني ويمكن اعتباره جريمة حرب.

واتهمت «بيلارا» الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بتشجيع إسرائيل على ممارسة سياسة التفرقة والعنصرية والعدوان التي تنتهك حقوق الإنسان بصورة خطيرة).

تيارات سياسية تتبنى الحقوق الفلسطينية الأساسية

لقد تبيّن لكل متمعن في عملية «طوفان الأقصى» وما ترتب عليها منذ انطلاقها وإلى هذه الأثناء من انتهاكٍ لحقوق سكان قطاع غزة بكل ما يحمله اللفظ من معنى أنَّ دعم السلطات الاحتلالية مقتصرٌ على الأنظمة الإمبريالية.

بيد أنَّ الغرب الإمبريالي لم يخل من تيارات سياسية ديدنها الدائم تبني قضايا وحقوق المظلوم والجهر بانتقاد تعسفات الظالم، مثل التيارات اليسارية التي تتبنى -منذ تعرُّض القطاع لأشرس حرب إبادة يشنها الكيان الصهيوني- الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وفي المقدمة منها حقه في الحياة، وممَّا يؤكد هذا المعنى استهلال الصحفية «آمال رسلان» تقريرها الصحفي المعنون [الأحزاب اليسارية تنتفض للدفاع عن قطاع غزة] الذي نشره موقع «برلماني» يوم الإثنين الموافق 23 أكتوبر الماضي الاستهلال التالي: (رغم ارتفاع الأصوات الداعمة للمجازر الإسرائيلية داخل القارة العجوز، إلا أنه ما زال هناك أصوات تنادي بالحق وتدافع عن الحق الفلسطينى، وتعارض آلة الدمار الإسرائيلية فى غزة وقتل المدنيين الأبرياء، نددت بدماء الأطفال والنساء التى سالت في القطاع المحاصر.

تلك الأصوات المعارضة صدرت من عدد من الأحزاب اليسارية فى أوروبا غير آبهةٍ بدعم حكوماتها الطلق لجرائم تل أبيب، ولم تكتفى تلك الأصوات بالتنديد بالمجازر بل انتقدت علانية ازدواجية المعايير داخل المؤسسات الأوروبية، وكشفت عن ممارسة قمع داخل تلك المؤسسات لمخالفي الرأئ، وتقود الأحزاب اليسارية فى أوروبا خط الدفاع عن فلسطين وقطاع غزة.

وتعتبر إسبانيا من أبرز الدول الأوروبية الداعمة للقضية الفلسطينية، والتى يسيطر عليها تيار اليسار السياسى، فحكومتها يرأسها «بيدرو سانشيز» زعيم الحزب الاشتراكى العمالى الإسباني ذي الإيديولوجية الديمقراطية الاشتراكية، وهو جزء من الطيف السياسى لوسط اليسار، وقد طالب سانشيز فى وقت سابق بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرالرئيلي).