وهم الاحتلال
يعتقد الاحتلال الصهيوني واهما، أنه عندما يراكم قواته وجعلها تطلق مناورات عسكرية في البحر والبر والجور، سيضعف بها المقاومة وردة فعلها، لكن العالم بات يشاهد الحقيقة أمامه ماثلة للعيان، صوت وصورة، وعلى الرغم من أنه يريد من هذه المناورة إيهام مستوطنيه، بأنه قادر على شن ضربات كثيفة، وأن لا شيء سيقف أمامه!!.
سبع رصاصات
مع بدء الاحتلال الصهيوني، مناورة اسماها اللكمة القاضية، وفي مقابل ذلك المقاومة في الضفة الغربية، ارادت أن تثبت، فشل هذه المناورة، قبل أن تبدأ، وهي بذلك تكون قد صفعت الاحتلال، بلكمة أقوى من تلك اللكمة التي أطلقها، من خلال قتل مستوطن في عملية إطلاق نار، نفذها المقاومون قرب مستوطنة حرميش، شمال طول كرم.
عملية تم فيها قتل مستوطن ولكأن المقاومة بهذا الفعل تقول للاحتلال مهما كانت عملياتكم ومناوراتكم فلن تجديكم نفعا، نحن لكم بالمرصاد، وأعلن مستشفى “هليل يافه”، مصرع المستوطن الذي أصيب بجراح خطيرة، بعد أن وصل مصابًا بحالة حرجة وباءت محاولات إنقاذ حياته بالفشل، فيما ذكر موقع “ريشت كان” العبري أن 7 رصاصات أصابت جسد المستوطن، حتى قتل.
مدى رعب الاحتلال
وكردة فعل صهيونية توضح مدى رعب الاحتلال، عقب هذه العملية قال يوسي دغان رئيس ما يسمى مجلس مستوطنات شمال الضفة، أعيدوا الحواجز فورا، إنهم يصطادوننا كالبط، وهذا يؤكد قول المقاومة أنه كلما كان اعتقاد الاحتلال، أنه بإمكانه إخماد المقاومة، تكون الأخيرة هي المبادرة في صفعة بضربات موجعة، وعلى العكس من فهم الاحتلال الذي يعتقد أنه بالإجراءات القمعية والتنكيلية والإعدامات والاقتحامات التي ينفذها سيقمع المقاومة، بل سيشعلها ويزيدها اتقادا، وهذا العملية تؤكد أن عمليات المقاومة مستمرة ولا شيء يمكنه إيقافها، غير انتهاء الاحتلال، فكل المناورات اللي يسوقها الاحتلال سواء “اللكمة القاضية” أو غيرها، لن تردع شباب المقاومة ولن تضعف إرادة هذا الشعب.
رد طبيعي
لأن الحل الوحيد لتلك العمليات، احترام حقوق الشعب الفلسطيني والتسليم فيها، فعملية حرميش تأتي في السياق الطبيعي لمقاومة الشعب الفلسطيني، وفي ظل الاستفزازات الإسرائيلية والتي كان آخرها الاعتداء على الأهالي في مخيم نور شمس في طولكرم.
رد واقعي
عملية حرميش رد حقيقي على التطرف الصهيوني والذي يعتقد إن بإمكانه القضاء على المقاومة في الضفة من خلال المداهمات والاقتحامات والاغتيالات والتنسيق الأمني، أي أن العمل المقاوم في الضفة يعمل في ظروف معقدة وواقع المستحيل ومع ذلك فهو يحقق إنجازات على أرض الواقع واستنزف مكونات القوة لدى الاحتلال وخاصة القوى البشرية، لأن ة هناك كر وفر، فعند الاغتيال في جنين يأتي الرد في نابلس ورام الله، والتحدي قائم والواقع يتغير مع تغير مكونات القوة لدى المقاومة في الضفة، خاصة بعد دخول الصواريخ القصيرة أرض المعركة فهو تغير استراتيجي سيقلب موازين القوى بعد انتشاره وسيشكل الرعب الحقيقي للمستوطنات، لأن الاحتلال في ظروفه الحالية هو أجبن من أن يقدم على مغامرة كبيرة في الشمال، ومع ذلك تبقى الجبهة الجنوبية هي الأشد خطورة وسخونة مع إمكانية استخدام الضربات الأمنية التي لا تجلب معركة كبيرة.
فضلا أن رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو، يعيش ظروفاً يبحث فيها عن حاضنة على الأقل ولو ضعيفة يحقق من خلالها إنجازات فيها بدون المخاطرة بمعركة كبيرة.، قد تكلفه وجيشه المزعوم الكثير.
مرة بعد اخرى والكيان الصهيوني يراهن على اشياء ليس له فيها فائدة، وإنما مضيعة للوقت، ما أمكن من ذلك، فكيف وبك أن تتصور تصرفا من محتل إلا على هذا النحو، لأن الأنية هنا هي أنسب الحلول، ولا مكان للحل الكامل.