محاور نُشر

كيف انتعش تنظيم القاعدة في جنوب اليمن بأموال وأسلحة إماراتية وسعودية؟ 2-2

كيف انتعش تنظيم القاعدة في جنوب اليمن بأموال وأسلحة إماراتية وسعودية؟ 2-2

 

عبدالرزاق علي ـ عرب جورنال

يؤكد قيادي منشق عن تنظيم القاعدة لصالح تنظيم الدولة الإسلامية، أن القاعدة كان يتلقى الدعم بشكل وغير مباشر عبر مشايخ أو قادة جبهات متعاونين مع التنظيم في وقتها.

ويضيف: أصبح أكثر أولئك حاليا قادة في قوات "الحزام الأمني" التي شكلتها الإمارات. مشيرا الى ان الدعم كان يصل للقاعدة من مديرية البريقة فتدخله مختلف الجبهات.

ويلفت إلى أن جميع تحركات التنظيم وقادته في مناطق عدن وجبهاتها على رأسهم أمير عدن وائل سيف المكني "أبو سالم التعزي" كانت تحت علم التحالف.

ويتابع أن معركة "رأس عباس" التي شارك التحالف بدعمها رسميا، كان الثقل الأكبر فيها لتنظيم القاعدة وبقيادة أميره أبو سالم، عكس تنظيم الدولة الذي كانت بعض مواقعه معروفة لكن تحركاته الأمنية والمعارك التي شارك فيها في "بئر فضل" أو "كريتر" كانت منفصلة عمن ينتسبون للجيش أو تحت مظلة التحالف، على حد تعبيره.

ووفق القيادي المنشق، استطاع تنظيم القاعدة استقطاب بعض قيادات ما يسمى "المقاومة"، أمثال "حلمي الزنجي" الذي حصل التنظيم من خلاله على دعم متنوع وكبير كان خاصا بالمقاومة.

ويختم حديثه بالقول: بصراحة ما عندي تفاصيل أكثر عن الأسلحة.. الذي رأيته وسمعت عنه أكثر هي الذخائر بمختلف أنواعها للخفيفة والثقيلة، إضافة إلى الإسناد الجوي في بعض المعارك، أما نوعية الأسلحة ما عندي معلومات مفصلة.

 

2 ـ الدعم المالي:

إضافة إلى الأموال التي حصل عليها تنظيم القاعدة خلال المواجهات مع قوات صنعاء في عدن عام 2015، حصل التنظيم على أموال من الإمارات مقابل خروجه من مدن رئيسية في محافظات يمنية جنوبية، كالمنصورة في عدن، والحوطة في لحج، وزنجبار وجعار في أبين، والمكلا في حضرموت، وعزان في شبوة.

بشهر مارس من العام 2016، بدأت قوة حديثة النشأة والتدريب عملية عسكرية لإخراج تنظيم القاعدة من مديرية المنصورة بعدن، حين كانت المنصورة ومديريات أخرى في المدينة خاضعة لسيطرة التنظيم. سيطرة التنظيم على معظم عدن، وتشكيل قوة لمحاربته، أمران يدلان على أن التنظيم هو من حارب الحوثيين في المدينة وتلقى الدعم.

تؤكد مصادرنا أن صفقة تمت بين الإمارات والتنظيم لخروج الأخير من عدن، مقابل:

ـ مبالغ مالية كبيرة (لم يتم تحديد حجمها)

ـ خروجه بالسلاح الذي حصل عليه

ـ عدم استهدافه بقصف جوي أو كمائن أثناء الانسحاب

ـ بقاء مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، تحت سيطرته حتى استعادة باقي المحافظات في الشمال من الحوثيين.

وتؤكد المصادر أن الإمارات وافقت على هذه الشروط، ليخرج التنظيم، بموجب الصفقة، إلى مناطق في محافظات لحج وأبين وشبوة.

 

أبين ولحج:

انسحب تنظيم القاعدة من مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، ومن مدينتي زنجبار وجعار، بمحافظة أبين، بعد مواجهات محدودة ضد قوات شكلتها ودربتها الإمارات. لم نحصل على أدلة أو معلومات دقيقة حول هذا الانسحاب، وما إذا كان قد تم إثر صفقة، كما حدث في عدن، أم لا.

قبل الانسحاب، كانت القاعدة قد نقلت السلاح الذي حصلت عليه، إلى مناطق نائية في ذات المحافظتين. تؤكد مصادر خاصة أن التنظيم تعامل معه بحذر، وباع معظمه، خشية أن تكون فيه شرائح إلكترونية للرصد وتحديد المواقع، على حد وصفها.

 

ـ المكلا:

تخلت القاعدة عن المكاسب التي كانت تحصل عليها إبان سيطرتها على مناطق ساحل حضرموت وقررت الانسحاب بعد يوم من الإعلان عن عملية عسكرية لاستعادة عاصمة المحافظة، رغم قدرتها على التصدي للقوة المهاجمة التي دعمتها ودربتها دولة الإمارات، خصوصا وأن الحرب ستكون داخل المدينة ولن تستفيد مليشيا الإمارات من ميزة الإسناد الجوي.

وعلى رغم أن القاعدة اشترطت بقاء المكلا تحت سيطرتها، حين أبرمت صفقة مع الإمارات خرجت على إثرها من عدن، إلا أنها وافقت على ترك المكلا، لكن مقابل مبالغ مالية كبيرة، وفق مصادر مقربة من التنظيم وأخرى قبلية.

تؤكد المصادر أن التنظيم خرج من المكلا بعشرات الملايين من الدولارات، لكن 70 مليونا منها ومما جمعه من عائدات مينائي المكلا والشحر، وكذلك مما حصل عليه في صفقة عدن، احترق بغارة أمريكية أثناء نقله إلى شبوة. اعترف التنظيم بالغارة الأمريكية المذكورة في إصدار "هدم الجاسوسية".

 

ـ عزان:

بعد الغارة الأمريكية التي تسببت في إحراق 70 مليون دولار على تنظيم القاعدة خلال انسحابه من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، كان التنظيم بحاجة ماسة إلى المال. جاءت بعد ذلك صفقة الانسحاب من مدينة عزان في محافظة شبوة، كعملية إنقاذ مالي. دفعت الإمارات مبلغا كبيرا للتنظيم (لا أحد يعرف حجمه) بحسب وساطات قبلية.

تؤكد مصادرنا الخاصة أن التنظيم، وفي كل مراحله، لم يمر بحالة انتعاش مالي كالحالة التي عاشها منذ دخول الإمارات إلى اليمن ضمن قوات التحالف العربي لمحاربة الحوثيين. كما تؤكد المصادر أن ما حصل عليه يستطيع أن ينفق منه على مسلحيه ويمول منه عملياته لسنوات قادمة.

تتابع المصادر: "كان التنظيم يحصل على المال بصعوبة بالغة، عبر السطو على بنوك حكومية بعمليات احتمال الفشل فيها كبير، وأيضا عبر الفدى المالية مقابل إطلاق رهائن أجانب تطلب أمر اختطافهم أشهر من الرصد والتخطيط والمخاطرة، لكن الإمارات أراحته من كل هذا العناء".

وفي هذا السياق، يؤكد وسيط قبلي أن التنظيم خرج من مدينة عزان بعد حصوله على مبلغ كبير من الإمارات.

ويتابع: استلم التنظيم المبلغ في مفرق الحوطة القريب من عزان، ونقلته سيارة شاص نوع "نيسان" تابعة له (شبه مدرعة) ترافقها ثلاث عربات عسكرية (أطقم) وعدد من المسلحين.

ويوضح أن عناصر التنظيم انسحبت ليلا إلى مناطق مختلفة في المحافظة، في حين أطلقت مجاميع مسلحة تابعة للإمارات النار بكثافة في الجو بمفرق الحوطة ومن المدخل الجنوبي للمدينة، للإيهام بأن دخولها تم بعملية عسكرية.

 

 

مشاركة قتالية:

رصدت مصادرنا ثلاث جبهات قتال ضد قوات صنعاء شارك فيها التنظيم. الجبهات الثلاث، بحسب المصادر هي: "مريس" في محافظة الضالع، و "الجبهة الشرقية" في محافظة تعز، والتي يقودها السلفي المدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية عادل عبده فارع، المكني "أبو العباس"، إضافة إلى جبهة "الساحل" الغربي في محافظة الحديدة، ضمن ألوية العمالقة التي ينتمي عدد كبير من مقاتليها للتيار السلفي. والجبهات الثلاث التي تحدثت عنها مصادرنا مدعومة من أبوظبي، وتتحرك بتوجيهات منها.

وبحسب المصادر، شارك التنظيم بعناصره في تلك الجبهات كأفراد وليس كمجموعات تعمل بشكل منفصل، لدواعٍ أمنية، على حد تعبيره.

يشار إلى أن وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية كانت قد أشارت في أحد تقاريرها إلى مشاركة القاعدة في جبهات قتال ضمن قوات موالية للإمارات.

 

الإفراج عن سجناء القاعدة:

على رغم أن الإمارات اعتقلت، عبر موالين محليين، المئات من المواطنين وأودعتهم سجونا تشرف عليها في عدن وأبين وحضرموت، ولحج، بحجة انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، إلا أنها أطلقت سراح محسوبين على التنظيم.

الشهادة التي أوردناها للناشط السياسي عادل الحسني، تؤكد ذلك. قال الحسني إن الإمارات أفرجت عن عدد من عناصر التنظيم. ومن بينهم، بحسب الحسني، خالد عبد النبي، الجهادي المعروف. خرج خالد بصفقة مع الإمارات لا أحد يعرف تفاصيلها.

في شهر ديسمبر من العام 2019، قال وزير النقل، صالح الجبواني، إن الإمارات قامت بتهريب 13 من عناصر القاعدة من سجون في عدن. أكد الجبواني أن لدى الحكومة كشفا بأسماء عناصر القاعدة المذكورين، وأنها أطلعت جهات أمريكية على الأمر.

ومن خلال ما تقدم يتضح حجم الدعم الذي قدمته الإمارات لتنظيم القاعدة بينما تزعم محاربته عبر تشكيلاتها العسكرية في جنوب اليمن.

تابعونا الآن على :


 

مواضيع ذات صلة :

حليب الهناء