محاور نُشر

هل ستتخلى واشنطن عن أوروبا.. مقابل قانون خفض التضخم ؟!

 عرب جورنال/ هلال جزيلان -

بات الوضع قلقا بين بكين وواشنطن أكثر من أي وقت مضى، بل أصبح كم كبير من الصراع في ناحية اقتصادية، إلى جانب خفض التضخم الذي انتهجته الولايات المتحدة لتعزيز نوع من الصناعات، الخضراء منها، إلى احداث اضرار جانبية للحليف الأوروبي، وهذه الخطة لم تقر بعد، لكنها على رأس أجندة القمة المرتقبة في واشنطن مع وزيري الاقتصاد الفرنسي والألماني، برونو لومير و روبرت هابيك، وذلك قبل الإعداد من الجانب الأوروبي للرد على خطة واشنطن هذه التي ستأثر عليه إلى جانب الصراع الأمريكي الصيني في الاقتصاد.

هل ستتخلى واشنطن عن أوروبا.. مقابل قانون خفض التضخم ؟!

استبعاد الموردين

وقانون التضخم الصاخب خصص له مبلغ 430 مليار دولار، لتقديم الصناعات الخضراء اعانات، كشركات صناعة البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية والألواح الشمسية على غرار النموذج الصيني للإعانات لهذه الشركات على أراضيها شرط أن تصنع هذه الشركات هذه المنتجات في الولايات المتحدة.

استبعاد الموردين

إن أحد الأهداف الرئيسية للقانون الأميركي لخفض التضخم هو استبعاد الموردين الصينيين من سلاسل إنتاج الطاقة النظيفة، لأن الولايات المتحدة فكّرت أولا وقبل كل شيء في مصلحتها الخاصة من حيث استحداث فرص العمل والتصنيع، وكذلك تقليل اعتمادها على الصين، على الرغم من أن الصين تشكل لاعبا رئيسيا في قطاع السيارات الكهربائية مع سيطرتها على 78% من الإنتاج العالمي لخلايا البطاريات، وثلاثة أرباع المصانع الكبرى لتصنيع بطاريات الليثيوم-أيون، وفقا لدراسة أجراها معهد بروكينغز إنستيتوسن في واشنطن.

وعلى الرغم من أن أوروبا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، لم تطرح مسألة أوروبا في هذا الملف إلا في مرحلة لاحقة، كما حصل بالنسبة لكوريا الجنوبية أو اليابان، وهما بلدان حليفان تقليديان لواشنطن، لكنهما استثنيا من الإعانات، خلافا للمكسيك وكندا، وهذا الإجراء جعلت أوروبا ضحية نوعا ما في هذا الجهد لتقليل الاعتماد على الصين.

مؤامرة قديمة

فقد بدأت المواجهة الشرسة على المستويين الاقتصادي والتكنولوجي منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، اتّخذ ذلك بداية شكل رسوم جمركية عقابية في وقت مبكر من العام 2018، بقيت سارية بعد انتخاب جو بايدن، الذي اعتمد هو أيضا لهجة متشددة تجاه بكين، إلى جانب فرض واشنطن في أكتوبر الماضي قيودا على تصدير بعض المكونات الإلكترونية إلى الصين باسم المصلحة الوطنية، بتبنيها قانون الرقائق الإلكترونية والعلوم (تشيبس آكت) الذي يوفر حوالى 53 مليار دولار لدعم إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، في سعي منها لأبطئ الازدهار الإلكتروني الصيني بأي ثمن كان.

قواعد العولمة في اجتماع

زادت مخاوف الدول الأوروبية عقب الأزمة الاقتصادية وأزمة الإمداد، اللتين تسببت بهما جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا التي وضعت قواعد العولمة محل تساؤل، في حين تثير هذه الأولوية العالمية مخاوف من حدوث سباق للحصول على الإعانات في الولايات المتحدة وفي الصين، وكذلك في أوروبا حيث تريد المفوضية تسهيل توزيع مساعدات حكومية ردا على سياسيات منافسيها، في حين، يثير هذا الجمود بين الحليفين التاريخيين مسألة الاستراتيجية الأوروبية تجاه الصين، في حين أصبحت المكونات الصينية في صلب عملية تصنيع السيارات الكهربائية في القارة.

اعتماد على بكين

لأن سلاسل إمداد الطاقة النظيفة في أوروبا تعتمد بشكل خطر على الصين، بحيث أن التركيز على هذا الارتهان يصب في المصلحة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، وقد يقنع واشنطن بأن أوروبا حليف ضروري في مواجهة الصين.

أصبحت الصورة واضحة بين الصين والولايات المتحدة، كما هو حال التضرر الأوروبي من هكذا عمليه.

 

تابعونا الآن على :


 

مواضيع ذات صلة :

حليب الهناء