يسعى كثيرون للحفاظ على صحتهم عبر النوم الكافي وممارسة الرياضة وتناول غذاء متوازن، لكن المفاجأة أن بعض الأدوية اليومية الشائعة قد تضعف استفادة الجسم من هذا النمط الصحي، وتستنزف مخزونه من الفيتامينات والمعادن الأساسية دون أن يلاحظ المستخدم ذلك.
ويؤكد الصيدلي إيان بود من شركة Chemist4U البريطانية، أن عدداً من الأدوية المتداولة قد تؤثر في امتصاص العناصر الغذائية وتقلل الشهية وتبطئ عملية الأيض، مما يؤدي إلى نقص تدريجي في فيتامينات ومعادن حيوية.
ويضيف بود أن كبار السن والأشخاص الذين يتناولون أكثر من دواء أو يعانون ضعفاً في المناعة هم الأكثر عرضة لنقص العناصر الغذائية، مشيراً إلى أن أعراض هذا النقص قد تكون “غامضة” مثل التعب المزمن، وتشوش الذهن، وضعف العضلات، وتقلب المزاج.
أبرز الأدوية التي قد تسبب نقص الفيتامينات والمعادن:
مثبطات مضخة البروتون (PPIs)
تُستخدم لعلاج حرقة المعدة وارتجاع المريء، مثل أوميبرازول وبانتوبرازول.
ويحذر بود من أن الاستخدام الطويل لهذه الأدوية يؤدي إلى نقص فيتامين B12 والمغنيسيوم والصوديوم، ما يسبب الإرهاق وضعف العظام.
كما أظهرت دراسات أن جميع مستخدمي “بانتوبرازول” لفترات طويلة يعانون نقصاً في فيتامين D، ما يزيد خطر هشاشة العظام بنسبة تصل إلى 20%.
دواء ميتفورمين لعلاج السكري
يُستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني ومتلازمة تكيس المبايض، لكنه قد يقلل امتصاص فيتامين B12.
وتحذر هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) من أن هذا الأثر الجانبي يصيب نحو واحد من كل عشرة مرضى، مسبباً خدر الأطراف وضعف العضلات والخمول.
وينصح الأطباء بمراجعة الطبيب فوراً عند ظهور أعراض النقص وتعويضه بالمكملات المناسبة.
الستاتينات ومسكنات الألم اليومية
يشير بود إلى أن أدوية خفض الكوليسترول (الستاتينات) وبعض المسكنات مثل الأسبرين قد تؤثر في امتصاص حمض الفوليك وفيتامين C، فيما تقلل المضادات الحيوية من إنتاج فيتامين K في الأمعاء.
ويُعرف أن الاستخدام الطويل لمسكنات الالتهاب مثل إيبوبروفين والأسبرين قد يؤدي إلى نزيف داخلي أو فقر دم ناتج عن نقص الحديد، بينما يُرهق الاستخدام المنتظم للباراسيتامول الكبد ويضعف وظائفه بمرور الوقت.
مدرات البول لعلاج ارتفاع ضغط الدم
تساعد على التخلص من السوائل الزائدة، لكنها تفقد الجسم البوتاسيوم والمغنيسيوم، مما يسبب تشنجات عضلية وضعفاً عاماً واضطرابات في ضربات القلب.
ويمكن تعويض هذا النقص بتناول الخضروات الورقية والمكسرات والحبوب الكاملة ضمن النظام الغذائي.
كيف تحمي نفسك من آثار الأدوية؟
يوصي بود بضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي مكمل غذائي، خاصة لمن يستخدمون الأدوية على المدى الطويل، لتجنب التفاعلات الضارة.كما ينصح باتباع نظام غذائي متوازن يدعم امتصاص العناصر الغذائية، مثل تناول الزبادي الغني بالبروبيوتيك مع المضادات الحيوية، والخضروات الورقية لتعزيز حمض الفوليك والحفاظ على توازن الفيتامينات والمعادن في الجسم.