أكتوبر 6, 2025 - 20:06
صمود غزة يحبط مخططات نتنياهو والفلسطينيون باقون

مستجدات ـ عرب جورنال 

لم يكن مخطط تهجير أهالي غزة رداً على عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما تحاول دولة الاحتلال تصويره، التي روّجت طوال العامين الماضيين بأن هجماتها على القطاع دفاع عن النفس، مبررةً بذلك شن حرب إبادة واسعة اعتبرتها المنظمات الأممية جرائم ضد الإنسانية.

فقد فشلت خمس مشاريع تهجير في تاريخ فلسطين، كان آخرها محاولة الرئيس الأميركي السابق ترامب إفراغ غزة تحت عنوان الاستثمار وتحويل القطاع إلى وجهة سياحية عالمية باسم "ريفييرا غزة".

في مايو/أيار 2025، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن اعتراف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في لحظة غضب وانفلات، بأنه يدير حرباً يمكن أن تتحول إلى فرصة تاريخية للتخلص من عدد هائل من الفلسطينيين، مشيراً إلى أن التدمير في غزة ليس رداً على ما وصفه بـ"الإرهاب" الفلسطيني، بل جزء من مخطط مدروس يهدف إلى تهجير السكان.

جاء هذا الاعتراف خلال اجتماع مع ضباط الجيش الذين انتقدوا سياسة الحكومة، وأعربوا عن تذمرهم من الحرب التي تهدد حياة المخطوفين ولا تخدم هدفاً استراتيجياً سوى مصالح نتنياهو الحزبية والشخصية، حيث صرح بأن "نحن ندمر غزة عن بكرة أبيها، ويجب ألا يكون لهم مكان سليم يعودون إليه ويعيشون فيه، يجب أن يرحلوا".

وأكد رئيس وزراء دولة الاحتلال الأسبق إيهود باراك صحة هذه التصريحات، مشيراً إلى أن نتنياهو أبلغ لجنة الشؤون الخارجية بأن المباني في غزة يجب هدمها حتى لا يتمكن الفلسطينيون من العودة، وأضاف أن "النتيجة الوحيدة ستكون هجرة الغزيين خارج القطاع، لكن التحدي الأكبر هو إيجاد دول توافق على استقبالهم".

وفي سياق متصل، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى استغلال الحرب لتهجير سكان غزة وضم القطاع لدولة الاحتلال، مؤكداً أن هذه الفرصة ربما لن تتكرر، وجدد دعوته لتعزيز "برنامج الهجرة الطوعية للفلسطينيين"، واصفاً إسرائيل بأنها "أصبحت أضحوكة الشرق الأوسط".

وسلطت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية الضوء على محاولات الاحتلال المتكررة لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، عبر سياسة تدمير القطاع بشكل كامل وجعله غير صالح للحياة، ما يجبر السكان على الرحيل، لتكشف أن الخطة الإسرائيلية بشأن غزة لم تقتصر على القضاء على حماس فحسب، بل شملت إفراغ القطاع من سكانه.

تعود دعوات تهجير الفلسطينيين من غزة إلى حقبة ما بعد "نكسة حزيران" 1967، حيث خططت الحكومات المتعاقبة في تل أبيب لتنفيذ مشروع التهجير، بينما لم تخف حكومة نتنياهو هدفها الحقيقي من تكثيف العمليات العسكرية في شمال القطاع لإخلائه وإقامة مشروع استيطاني جديد.