يونيو 9, 2025 - 22:40
الرؤوس الانشطارية مستوى جديد من الجحيم الناري اليمني لحرق الكيان المحتل

عرب جورنال / زين العابدين عثمان - 


في إطار معركة إسناد غزة وتنفيذا لإستراتيجية الحظر الجوي على كيان العدو الإسرائيلي بدأت القوات المسلحة اليمنية بتصعيد العمليات لضرب أعماق هذا الكيان تحديدا مطار اللد المسمى إسرائيليا "بن غوريون " حيث تم تكثيف الضربات وتوسيع دائرة الحظر لتكون بمستوى شبه يومي وذلك عبر الصواريخ الفرط صوتية والباليستية وسلاح الجو المسير, كما اتخذت القوات المسلحة اليمنية مسار جديد يتضمن استخدام نظم صواريخ تعمل برؤوس انشطارية كخطوة أولى من نوعها من نوعها لزيادة تأثير الضربات ومواجهة دفاعات كيان العدو الجوية .


"الرؤوس الانشطارية "

هذه الرؤوس والتي هي عبارة عن مجموعة رؤوس حربية منخفضة الحجم مدمجة في إطار رأس حربي واحد هي تقنية جديدة طورت لاغراض القصف الاستراتيجي أو القصف المساحي للاهداف الضخمة التي تتطلب توزيع النيران ,حيث طورت الدول كروسيا والصين وغيرها انواع مختلفة من هذه الرؤوس للعمل في ترساناتها الصاروخية الاستراتيجية وقد اخذت نوعين من الاشكال منها رؤوس موجهه او ما يعرف MIRV التي تعمل بأنظمة توجيه مستقله لضرب اكثر من هدف بصاروخ واحد ورؤوس غير موجهه MRV للقصف المساحي .
بالتالي قراءة استخدام القوات المسلحة اليمنية لهذه التقنية تعتبر نقطة قوة إضافية ستعزز قدرة الصواريخ على توسيع دائرة الأضرار بالأهداف المرسومة في عمق الكيان ومواجهة تحديات عمليات الاعتراض , فعند تعرض الصاروخ لأي إعتراض تتحرر الرؤوس الحربية الصغيرة وتسقط في اتجاهات مختلفة مما تزيد من مساحة الاضرار المباشرة التي ستحققها بالهدف او المنطقة التي ستسقط عليها. 

حقائق فشل أنظمة العدو الدفاعية

من المعلوم عسكريا أن جميع محاولات الاعتراض التي تنفذها انظمة كيان العدو الإسرائيلي أصحبت محصورة داخل العمق تحديدا( أجواء يافا وعسقلان وغيرها من المناطق المحتلة) وذلك بعد أن حققت إخفاقا كليا في الاعتراض البعيد المدى لذلك هذا التراجع جعلها أمام ضغط عملياتي أكثر صعوبة فكلما تقلصت المسافة تخسر الأنظمة خصوصا أرو-3 ونظام ثاد قدرتها على المناورة وتزداد القراءات الخاطئة للرادارات نظرا لضيق الوقت وقصر المسافة و السرعات العالية التي تحلق بها الصواريخ الفرط صوتية 10-15ماخ ,بالتالي هذا ما يرفع معدل فشلها وخروجها عن الفاعلية بشكل أكبر من أي وقت.

فالصواريخ الباليستية سيما Hyper Sonic تصل بعون الله تعالى الى مروحة الأهداف المطلوبة في العمق الاستراتيجي لكيان العدو بينما عمليات الاعتراض تجري بعد أن تصبح الصواريخ في مرحلتها النهائية أي مرحلة الانقضاض على الهدف وهذا ما يجعل مواجهتها شبه مستحيلا فخلال هذه المرحلة تكون الصواريخ اكثر مرونة وأكثر كفاءة على الافلات وإصابة الاهداف بدقة كما حصل في العملية النوعية التي أصابت ساحة مطار اللد "بن غوريون " لاول مرة بهامش خطأ CEP لايتعدى 200 .

وبالعودة الى استخدام القوات المسلحة اليمنية للصواريخ الانشطارية فهي خطوة ستعمل على فرض ضغوط اكبر على كيان العدو حيث ستعزز بعون الله تعالى القدرة على تحسين اداء الصواريخ بشكل أكبر على الإفلات و توسيع دائرة الاضرار التدميرية التي ستلحق بالاهداف سواءً منشآت- مطارات- موانئ او حتى مستوطنات نظرا لتوزع الرؤوس المنشطرة لذلك العمليات القادمة بعون الله تعالى ستترك فيها الصواريخ رقعة نيرانية واسعة قد لا يسلم منها حتى قطعان الصهاينة المتواجدين في الملاجئ و الحصون المحمية خصوصا في حال حصل إعتراض للصاروخ فوق أجواء المدن في يافا أو حيفا المحتلتين .بالتالي تصبح المناطق الحرجة في كيان العدو غير آمنة كليا والتحذيرات التي صدرت عن القوات المسلحة اليمنية هي مسائل جدية فالصهاينة الغاصبين عليهم إعادة النظر لسلامتهم ومغادرة المناطق التي يجري فيها القصف كمنطقة يافا المحتلة لانها لم تعد آمنة .

في الاخير نؤكد ان حكومة كيان العدو في هذه المرحلة ستكون أمام كارثتين فعند محاولة إعتراض هذه الصواريخ ستكون الأضرار أوسع على قطعان الصهاينة المتواجدين في المناطق المستهدفة وعند فشل الاعتراض ستصل الصواريخ الى أهدافها محققة اصابات مباشرة لذا في كلا المسارين تتضح الصورة الكاملة لمعادلة ردع صارمة ستحشر الكيان وحكومته في الزاوية وستطبق عليه ضغطا إستراتيجيا يصل به الى حالة الانهيار الأمني والاقتصادي .


- باحث عسكري