
عرب جورنال / ترجمة خاصة -
شنت الولايات المتحدة غارات جوية ضخمة في اليمن، مما شكل أكبر عملية عسكرية أميركية في غرب آسيا منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منصبه.
وخلال الهجمات التي شنتها القوات الجوية والبحرية الأمريكية على اليمن، تعرضت أجزاء مختلفة من البلاد لغارات جوية أكثر من ألف مرة.
وبحسب موقع "بارس توداي"، استخدم الأميركيون في هذه الهجمات طائرات هجومية تتمركز على متن حاملتي الطائرات هاري ترومان وكارل فينسون.
وقد استخدمت في هذه الهجمات حتى قاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز بي-2 وقنبلة جي بي يو-57 الأثقل المضادة للخنادق في الترسانة الأميركية، والتي تزن نحو 14 طناً. ولم تنجح عملية تفجير القنبلة على الأهداف اليمنية تحت الأرض، وتمكن اليمنيون من إعادة فتح مداخل ومخارج الأنفاق المتضررة بسرعة. وهكذا فإن استخدام هذه الأسلحة لم يأت بالنتائج المتوقعة، وأدرك الأميركيون أنهم أمام مهمة صعبة للغاية تتمثل في تدمير الإمكانات العسكرية لحركة أنصار الله اليمنية.
وفي ظل النكسات المتواصلة والخسائر المتزايدة للجيش الأميركي، بما في ذلك إسقاط عدة طائرات إف-18 وعشرات الطائرات بدون طيار، واحتمال سقوط مقاتلات أميركية حديثة، وخاصة الجيل الخامس من إف-35، أعلن البيت الأبيض، في تحول واضح ومفاجئ، وقف إطلاق النار في الحرب في اليمن.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن في 8 مايو/أيار.
وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" أن عملية ترامب في اليمن كلفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار منذ مارس/آذار، بما في ذلك آلاف القنابل والصواريخ المستخدمة في الهجمات.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز في مقال بعنوان "لماذا أمر ترامب فجأة بوقف الهجمات على الحوثيين؟" وأشار إلى أسباب التوقف المفاجئ للهجمات الأميركية على اليمن. وبحسب المقال، كان الانطباع الأولي لترامب هو أنه سيرى ويحقق النتائج المرجوة خلال شهر. ولكن بعد إنفاق مليار دولار وخسارة العديد من قاذفات المقاتلة من طراز إف/إيه-18 سوبر هورنت وعدد كبير من طائرات الاستطلاع والهجوم بدون طيار من طراز إم كيو-9 ريبر، نفد صبر ترامب.
ويشير جزء آخر من التقرير إلى أن اليمنيين أطلقوا صواريخ مضادة للطائرات على الطائرات الحربية الأميركية، مما عرضها للخطر، وأن ترامب قرر وقف الهجمات.
وتم ذلك من خلال وساطة عمانية وتم التوصل إلى اتفاق بأن اليمنيين لن يهاجموا السفن الأميركية وأن الأميركيين لن يقوموا بأي هجوم عسكري على اليمنيين.
وفي الواقع، تعرضت مقاتلات أميركية من طراز إف-35 وإف-16 لعدة مرات لقصف من أنظمة الدفاع الجوي اليمنية، وهو ما أثر بشكل كبير على قرار ترامب بإنهاء الحملة العسكرية ضد اليمن.
السؤال هو ما نوع منظومة الدفاع وما هي الصواريخ التي استخدمها اليمنيون لصد الطائرات الأمريكية المعادية التي سببت هذا الذعر لترامب؟ وفي أواخر أغسطس/آب 2019، كشف اليمنيون عن صاروخهم الدفاعي المعروف بصاروخ فاطر-1. ويبدو أن الصاروخ هو نسخة من الصاروخ السوفييتي SAM 6 3M9 الذي يصل مداه إلى حوالي 25 كيلومترًا، والذي تم بيعه أيضًا إلى اليمن قبل سنوات عديدة.
وهو نظام دفاعي متوسط المدى مع رادار شبه نشط وتوجيه بالأشعة تحت الحمراء، وتمكن من إسقاط طائرة عسكرية أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9.
كما تمكن اليمنيون من إسقاط العديد من الطائرات السعودية، بما في ذلك طائرات إف-15 وتورنادو ومروحيات أباتشي الهجومية خلال الحرب مع التحالف السعودي، باستخدام ابتكارهم في تحويل صواريخ جو-جو قصيرة المدى من طراز R-27 الموجهة بالأشعة تحت الحمراء والتي تعود إلى الحقبة السوفيتية إلى صواريخ أرض-جو.
ويظهر مقطع الفيديو لإسقاط الطائرات أن اليمنيين رصدوا الهدف أولاً باستخدام كاميرات التصوير الحراري ثم أطلقوا صاروخاً برأس توجيه حراري (أشعة تحت الحمراء) على الهدف. وتشير الصور المنشورة إلى استخدام صاروخ قصير المدى من طراز R-27، استناداً إلى مسار طيرانه وقوته التفجيرية.
وفي حالة الطائرة F-35، وهي طائرة شبحية (مخفية عن الرادار)، فإن المقاتلة تتمتع بالتأكيد بمستوى كبير من الحماية ضد أنظمة رادار الدفاع الجوي (ADS).
في حين أن أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى المزودة بصواريخ موجهة بالأشعة تحت الحمراء، مثل R-27، قادرة على التعرف بصريًا على هذه المقاتلة وإطلاق الصواريخ عليها، وهو ما يشكل في هذه الحالة تهديدًا خطيرًا لها ولمقاتلات الجيل الرابع مثل F-16.
وفي هذا الصدد، اعترف مسؤول أمريكي في مقابلة مع موقع "وار زون" الأمريكي، بأن المقاتلة الشبح الأمريكية من طراز إف-35 اضطرت إلى القيام بمناورات مراوغة لتجنب التعرض لصواريخ أرض-جو من اليمن.
وقال المسؤول: "إن الصواريخ حلقت على مسافة قريبة للغاية مما أجبر مقاتلة إف-35 على المناورة".
وأفاد عدد من المسؤولين الأميركيين أيضاً: "ربما استهدفت الدفاعات الجوية للمتمردين اليمنيين عدة طائرات أميركية من طراز إف-16 وطائرة واحدة من طراز إف-35، مما يجعل احتمال وقوع خسائر بشرية في صفوف الأميركيين احتمالاً حقيقياً".
ولذلك فإن ابتكار اليمنيين في استخدام الأسلحة التي بحوزتهم ينبغي أن ننظر إليه باعتباره أحد العوامل التي دفعت واشنطن إلى إعادة النظر وإنهاء عملياتها العسكرية في اليمن في نهاية المطاف. في واقع الأمر، تجاهلت الولايات المتحدة عاملاً مهماً في الحرب في اليمن، ألا وهو احترافية الجيش اليمني ومقاتلي أنصار الله، فضلاً عن استفادتهم من تجربة الحرب الطويلة التي خاضها التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن، ومن خلال تصورات خاطئة في وسائل الإعلام الغربية خلقت انطباعاً خاطئاً بأنها تتعامل مع أشخاص بدائيين يفتقرون إلى المهارات العسكرية المهنية والبنية التحتية.
في حين أن نتائج العملية العسكرية الأمريكية في اليمن، بما في ذلك إسقاط 27 طائرة مسيرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper من قبل المقاومة اليمنية، والتي كلفت واشنطن أكثر من 800 مليون دولار، والتهديد الخطير لمقاتلة F-35 الأمريكية، تظهر أن المقاتلين اليمنيين في الحرب غير المتكافئة مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الشجاعة والبسالة التي لا توصف، لديهم المعرفة والمهارات والمعدات العسكرية التي تسمح لهم بضرب الولايات المتحدة بقوة وفعالية وبث الرعب فيها.
- بارس توداي
رابط المقال:
https://parstoday.ir/ru/news/world-i211194