
عرب جورنال / زين العابدين عثمان -
كشفت الإدارة الأمريكية مجددًا عن بعض الخسائر والتداعيات التي تكبدتها خلال عدوانها على اليمن. ففي تطور هو الأول من نوعه، أعلن مسؤولون أمريكيون أن منظومات الدفاع الجوي اليمنية حققت نجاحات كبيرة في اعتراض هجمات جوية نوعية وخطيرة استهدفت قواتهم، من بينها مقاتلات F-18، وقاذفات القنابل الاستراتيجية B-2، بالإضافة إلى طائرات الجيل الخامس F-35 الشبحية. وأوضح أحد المسؤولين الأمريكيين لموقع "ذا وور زون" أن صاروخ الاعتراض اليمني اقترب بشكل كبير من مقاتلة F-35، مما اضطر الطائرة إلى تنفيذ مناورات سريعة وحرجة للهروب وتجنب الإصابة .
لذلك تقييم هذه الاعترافات لاتاتي كونها جزء من حالة المراوغة التي يمارسها المسؤولين الامريكيين بل تعكس طبيعة وكارثية الخسائر والتداعيات الذي تعرضت لها امريكا في اليمن وكما يبدو ان اخطر هذه التداعيات هو ما حققته بفضل الله تعالى الدفاعات الجوية اليمنية في إعتراض أحدث الطائرات الامريكية ابتداءا بعمليات اسقاط طائرات MQ-9 والذي وصل عددها لنحو 22 طائرة يليها تنفيذ عمليات إعتراض نوعية ضد مقاتلات F18 وطائرات التزود بالوقود وطائرات التجسس وقاذفات القنابل B-2 وصولا الى مقاتلات الشبح F-35 .
وكما هو واضح فإن إعتراض قاذفات B-2 ومقاتلة F-35 تحديدا على رأس لائحة أهم ماحققته الدفاعات الجوية اليمنية خصوصا وأنها نفذت بمنظومة دفاعية محلية الصنع التي تعد سابقة من نوعها فالقيمة الحساسة لقاذفات القنابل B-2 ومقاتلات F-35 تتعلق بمستوى تقنياتها وقدراتها الاستراتيجية المتطورة وموقعها الذي يتربع أهم واقوى ماتمتلكه امريكا في سلاحها الجوي فلم تأخذ فرضيات خبراء الحرب الامريكيين أن تتمكن الدفاعات الجوية اليمنية في يوم من الايام من اكتشاف هذه الطائرات او ان تتعرض الاخيرة لعمليات إعتراضية خطيرة بصواريخ أرض جو محلية الصنع.
"مقاتلة F-35"
تعتبر هذه المقاتلة أحدث مقاتلات الجيل الخامس في سلاح الجو الامريكي و تعد رمزًا للتقدم التكنولوجي في مجال الطيران كما تحتل مكانة استراتيجية في القوة العسكرية الأمريكية,حيث صممت بتقنيات متطورة منها انظمة الطيران واجهزة الاستشعار عالية الدقة والقدرة على المناورة التخفي فشكلها الهندسي الفريد وغطاء الشبح الذي يغطي هكيلها بالياف الكربون يمنحها قدرة على امتصاص موجات الرادارات ويعطيها مرونة على الافلات من احدث انظمة الدفاع الجوي .
"أبعاد إعتراض F35"
عسكريا يمكن تقييم الابعاد والتداعيات المترتبه على عملية اعتراض الجوية مقاتلة F35 في التالي :
أولا -عملية الاعتراض تعني عملياتيا ان الدفاعات الجوية اليمنية تمتلك أنظمة كشف وتعقب وصواريخ اعتراض متطورة للغاية مكنتها بفضل الله تعالى من اكتشاف هذه المقاتلة واجبراها
ثانيا-الميزة الهامة في مقاتلة F35 هو تصميمها الهندسي وتقنية غطاء الشبح الذي يمنحها القدرة على تشتيت وامتصاص موجات الرادارات " فاذا سقطت هذه الميزة وتم اكتشافها فانها تصبح فرسية سهلة كما هو حال نظائرها من مقاتلات الجيل الرابع الاقل تطورا .
ثالثا :تعتبر الF35 رمز سلاح الجو الاستراتيجي الامريكي واحدى افضل مقاتلات الشبح الباهظة الثمن فاهميتها بالغة خصوصا انها مصنعة بتقيات متطورة وسرية للغاية وذات ثمن باهظ يصل 80-100 مليون دولار للطائرة .لذلك اعتراضها او اسقاطها ستشكل ضربة قاصمة لامريكا ولامنها القومي ولسمعة اقوى اسلحتها الجوية.
"تقدير عسكري "
القدرة التي فرضتها الدفاعات الجوية اليمنية بعون الله تعالى في مجابهة مثل هذه الطائرات الحديثة يعتبر خرقا كبيرا في موازين معركة الجو وكسرا لتفوق أخطر التقنيات الامريكية فمواجهة مثل هذه المقاتلات تتطلب نظم دفاعية فائقة التطور موازية لنظام S400 التي يمكنها التعامل مع أنظمة الحرب الالكترونية وتقنيات التخفي والمناورات الشبحية.
ما حققته الدفاعات الجوية اليمنية ضد هذه التكنولوجيا يؤكد مستوى تطورها الذي بات ينافس احدث المنظومات الدفاعية ، ونؤكد أنها فاتحة لمرحلة يمكن من خلالها بعون الله تعالى فرض معادلة ردع ضد طائرات العدو الأمريكي وتعزيز القدرة على حماية الاجواء السيادية لليمن بشكل اقوى وافضل من اي مرحلة ماضية .
- باحث في الشؤون العسكرية