مايو 14, 2025 - 19:07
مايو 14, 2025 - 19:10
  اليمن والهند وباكستان والبنك الاحتياطي الفيدرالي: الجغرافيا السياسية تلتقي بالسياسة النقدية

  يفجيني بابوشكين - 
كيف سيكون رد فعل أسواق الأسهم؟
وجاء في المقال: استعاد اليوان الصيني خسائره في بورصة موسكو بحلول مساء الأربعاء، مما أدى إلى تراجع العملة المحلية بنسبة تقارب 2.45%. منذ بداية مايو، يتداول الروبل ضمن نطاق يتراوح بين 80.40 و82.40 مقابل الدولار، في ظل تراجع نشاط المستثمرين قبل عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى الديناميكيات الإيجابية لأسعار النفط. كما ترددت شائعات تفيد بأن أعضاء الوفد الصيني الذي زار موسكو قاموا بشراء كميات من اليوان في البورصة لتعزيز سيولة العملة الصينية وتعزيز مكانتها كعملة رئيسية للتسويات المتبادلة.
ومن المتوقع أن يشهد الروبل مزيدًا من الضعف اعتبارًا من يونيو/حزيران، نتيجة لانخفاض حجم عائدات التصدير بسبب تراجع أسعار النفط الحالية. ومع ذلك، هناك جانب إيجابي يتمثل في الشائعات التي تفيد بأن الولايات المتحدة وروسيا تتفاوضان بشأن استئناف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، والتي أثارت اهتمامًا كبيرًا يوم الخميس. في الوقت الراهن، لا أميل إلى الاعتماد على هذا العامل، ولكن إذا تأكدت هذه المعلومات، فمن المؤكد أن توقعات معظم الخبراء بشأن تراجع الروبل ستخضع للمراجعة.
في هذه الأثناء، يستمر الروبل/الدولار في التأثر بتوقعات تحسين معايير التجارة الخارجية، رغم تباطؤ التقدم في الحوار بين الحكومتين الروسية والأمريكية. ويُسجل مؤشر الدولار الأمريكي أدنى مستوياته منذ سبتمبر 2024، مما يعزز العديد من العملات في أزواجها مع الدولار الأمريكي.
وفي الاجتماع الأخير للبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي عُقد يوم الأربعاء، أعلن جيروم باول أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية سيظل ثابتًا في نطاق 4.25% إلى 4.50%. وبالتالي، على المستوى النقدي، حصلنا على صورة محايدة في الروبل/الدولار، حيث قرر بنك روسيا في اجتماعه الأخير أيضًا عدم تغيير سعر الفائدة الرئيسي.
ويشهد العالم اهتزازات نتيجة صراعات جيوسياسية جديدة، مما يزيد من تأثير التوتر الناتج عن حروب "التعريفات" الاقتصادية. ورغم أن الأحداث العسكرية الحالية في الشرق الأوسط (اليمن) وجنوب آسيا (التصعيد بين الهند وباكستان) قد لا تؤثر بشكل مباشر على توقعات سعر صرف الروبل أو الذهب، إلا أنها تظل خطيرة. فأنصار الله في اليمن غالبًا ما تلجأ إلى تكتيك الاستيلاء على السفن الإسرائيلية في الخليج العربي. من جهة أخرى، فإن الصراع العسكري بين الهند وباكستان يمثل تهديدًا كبيرًا، نظرًا لأن كلا البلدين يمتلكان أسلحة نووية. وبالتالي، من المتوقع أن يستمر التوتر العام أو حتى يتصاعد حتى يتضح للعالم السيناريو الذي سيؤدي إلى إنهاء هذه الأزمات.
وألاحظ تزايد التشاؤم بين الخبراء بشأن احتمال تراجع قيمة الروبل بشكل كبير في الأشهر القادمة، وذلك نتيجة لانخفاض أسعار النفط إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل في أوائل مايو. وقد يؤدي هذا الانخفاض إلى فقدان الميزانية الروسية نحو ربع إيراداتها من قطاع النفط والغاز. في هذا الإطار، تتوقع وزارة التنمية الاقتصادية الروسية أن يبلغ متوسط سعر النفط الروسي السنوي 56 دولارًا للبرميل، وهو ما يقل بشكل كبير عن 66 دولارًا للبرميل في العام الماضي.
وعلى الرغم من ذلك، لا أشارك في التوقعات المتشائمة بشكل مفرط، إذ إن منظمة أوبك تعمل في سوق النفط العالمية بهدف التحكم في الأسعار وضمان بقائها فوق مستوى الربحية لإنتاج النفط. من الواضح أن العديد من الدول، مثل كازاخستان وفقًا لأحدث البيانات، تنتهك الحصص بشكل متكرر، لكنني لا أعتقد أن المنتجين سيتحملون خسائر لفترة طويلة. علاوة على ذلك، إذا استمرت أسعار النفط في الانخفاض إلى ما دون مستوى الربحية لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا، فإن العديد منهم قد يعلنون إفلاسهم ويغادرون السوق. وهذا من شأنه أن يعيد التوازن إلى العرض العالمي من "الذهب الأسود"، مما يؤدي إلى عودة أسعار النفط إلى مستويات الربحية الإيجابية.
وهناك درس بارز من فترة كوفيد-19، حيث شهدت العقود الآجلة للنفط الأميركي في 20 أبريل 2020، ولأول مرة في التاريخ، تحولًا سلبيًا من الناحية الفنية لفترة قصيرة (وهذا ينطبق على العقود الآجلة فقط، وليس على سعر البيع الفعلي. وقد حدث هذا بسبب الارتفاع الحاد في تكاليف شحن ناقلات النفط ونقص عالمي في سعة التخزين نتيجة الحجر الصحي). وبالتالي، يتضح أن هذه الحالة كانت فريدة تمامًا.
ولا يجب تجاهل التوقعات السلبية تمامًا، حيث يمكن أن تؤثر نفسيًا على سعر صرف الروبل. تتوقع وزارة المالية أن يتزايد العجز في الميزانية الروسية هذا العام، متجاوزًا ثلاث تريليونات روبل، على الرغم من أنه كان من المتوقع في البداية أن يصل هذا العجز إلى ما يزيد قليلاً عن تريليون روبل.
ونتيجة لذلك، لا زلت أتوقع بعض التراجع في قيمة الروبل من مستواه الحالي الذي يبلغ حوالي 81.78 روبل مقابل الدولار، ليصل إلى نحو 85 روبل مقابل الدولار. يعود ذلك بشكل رئيسي إلى استئناف البنك المركزي لعمليات شراء العملة لصالح وزارة المالية وفقًا لـ"قاعدة الموازنة" المحدثة. ووفقًا لبيان الوزارة، تخطط وزارة المالية، خلال الفترة من 13 مايو إلى 5 يونيو، لشراء العملات الأجنبية والذهب بمبلغ 41.6 مليار روبل في إطار قاعدة الميزانية، مع حجم معاملات يومي يبلغ حوالي 2.3 مليار روبل. وفي الفترة من 7 أبريل إلى 12 مايو، قامت وزارة المالية ببيع العملة والذهب بقيمة تقارب 36 مليار روبل، مع حجم معاملات يومي حوالي 1.6 مليار روبل، وهو ما يمكن اعتباره عاملاً إضافيًا لدعم العملة المحلية. ومع ذلك، قد تكون الصورة الآن معاكسة تمامًا، حيث من المتوقع أن ترتفع أحجام الشراء المقررة بنسبة 44% مقارنة بأرقام المبيعات السابقة، ويجب أخذ ذلك في الاعتبار.
فيما يتعلق بالذهب، أتوقع أيضًا أن تشهد السوق ديناميكيات إيجابية، رغم أنها أقل وضوحًا مقارنة بالأشهر السابقة منذ بداية العام. واستمرت الصين في شراء المعدن لمدة ستة أشهر متتالية. بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى أن التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب بلغت 11 مليار دولار في أبريل. وقد استمرت الديناميكيات الإيجابية لمدة خمسة أشهر متتالية، على الرغم من حدوث تصحيح طفيف في الأسعار خلال مايو. وفي أبريل، سجلت الدول الآسيوية شراء الذهب بقيمة قياسية بلغت 7.3 مليار دولار، وهناك العديد من الأسباب التي تدفعها للاستمرار في هذا المعدل "المفاجئ" من الشراء.

صحيفة: فينفيرسيا رو 
 - ترجمة عرب جورنال 
رابط المقال:
https://www.finversia.ru/publication/experts/iemen-indiya-pakistan-i-frs-geopolitika-vstrechaet-monetarnuyu-politiku-152894?utm_source=yxnews&utm_medium=desktop&utm_referrer=https%3A%2F%2Fdzen.ru%2Fnews%2Fsearch