
أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد أن تطبيق "تيك توك" أخفق في معالجة المخاطر الجسيمة التي تهدد الصحة النفسية والعقلية للمستخدمين الأطفال والمراهقين، وذلك بعد نحو 18 شهرًا من كشفها عن هذه المشكلات في تقرير سابق.
وأشارت المنظمة إلى أن ردود فعل الشركة اقتصرت على "إجراءات مألوفة للرفاهية، معظمها مطبق بالفعل"، دون معالجة جذرية للمخاطر.
وكشف تحقيق المنظمة أن المستخدمين الصغار، بما فيهم من تبلغ أعمارهم 13 عامًا، قد يتعرضون خلال 20 دقيقة فقط من تصفح صفحة "لك" (For You) إلى سيل من المحتوى المرتبط بالاكتئاب وإيذاء الذات والانتحار. وأكدت أن التصميم الإدماني للتطبيق يفاقم المشكلة، حيث يترك العبء الأكبر على عاتق المستخدمين وأسرهم في مواجهة هذا المحتوى الضار، بدلًا من تبني الشركة لمسؤوليتها الكاملة في التصدي لهذه الظاهرة.
وانتقد التقرير نموذج عمل "تيك توك" القائم على تتبع سلوك المستخدمين للتنبؤ باهتماماتهم وحالتهم العاطفية، مشيرًا إلى أن إعدادات الخصوصية الظاهرية لا توفر حماية حقيقية للصغار. وجمعت المنظمة شهادات لأطفال ومراهقين اعترفوا بأنهم "لا يدركون حجم البيانات التي تُجمع عنهم أو كيفية استخدامها"، مما يزيد مخاطر استغلال هذه المعلومات.
وردًا على استفسارات المنظمة، أكدت "تيك توك" في مايو/أيار الجاري أنها توفر للمستخدمين "سيطرة واضحة على الخصوصية"، مشيرة إلى أن حسابات المراهقين تحت 16 عامًا تُضبط تلقائيًا على "خاص"، مع تعطيل بعض الميزات الحساسة. كما زعمت أن خوارزمياتها تعمل على تقليل ظهور المحتوى "الإشكالي"، وأنها تطور أدوات جديدة للحد من وقت الاستخدام.
لكن منظمة العفو الدولية رأت أن هذه الإجراءات غير كافية، خاصة مع استمرار وصول المحتوى الضار إلى المستخدمين الصغار. ودعت الحكومات إلى التدخل عبر تشريعات صارمة تلزم المنصات الرقمية بحماية حقوق الأطفال، لا سيما في ظل الانتشار الواسع للتطبيق عالميًا، بما في ذلك العالم العربي.